الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

الفهرنت webographie


هناك كلمات تستوقف الانسان لأسباب متعددة، بالامس كنت اقرأ في كتاب فرنسي فلفتت نظري كلمة webographie وهي كلمة لم يسبق لي ان قرأتها او سمعتها، وهي من المفردات الحديثة التي خرجت من رحم الشبكة العنكبوتية. هي فرنسية ولكنها ليست فرنسية تماما، فالشقّ الاول منها webo هو من كلمة web الانكليزية، ولكنها صيغت على غرار كلمة bibliographie. اي المراجع التي يستخدمها كاتب ما ولكنها هنا ليست مراجع كتبية وانما مراجع انترنتية.
هل يمكن ترجمة الكلمة الفرنسية الى "فهرنت"، وهي من وحي "فهرست"، ولكن تم ادخال الأنترنت وذلك عن طريق اخذ المقطع الاخير النت الذي يستعمل للدلالة على الانترنت. والنت لا يختلف عن آخر حرفين في الفهرست الا بالسين"الست" النت" وعليه :
الفهرست = الفهرنت
webographie= bibliographie

السبت، 20 سبتمبر 2014

اصطياد المعنى

المعنى يحسن اصطياد الكلمات المناسبة .
ثق بالمعنى وخذ حذرك من الكلمات

العمل مرميّ في الطريق

قال لي أمس رجل عجوز عاش يتيما بدءا من الثانية من عمره:
أستغرب من يقول انه لا يجد عملاً، ليس هناك اكثر من الأعمال.
قال لي ذلك العجوز: منذ صغري ، كيفما التفتّ كنت أجد عملا ينتظرني.
يذكرني بقول للجاحظ: المعنى مرميّ في الطريق.
بالنسبة له ، العمل مرميّ في الطريق.
قطعة أرض جرداء تتحوّل إلى أرض تفوح منها رائحة النعنع.
ولا يزال الى اليوم يستغرب وجود عاطل عن العمل، والعمل كما يقول: على قفا مين يشيل.
كيفما التفتت عينا ذلك العجوز تجدان مشروع عمل.

الحياة حروف وحركات

الحياة حروف وحركات تركب منها الكلمات التي تريد.
فلنفترض انك تملك الألف واللام والميم
بامكانك ان تركب منها كلمة " أمل"، كما يمكنك ان تركب منها كلمة " ألم".
لا ذنب هنا للحروف.
والظروف حروف.
أحياناِ تكون الظروف السيئة نعمة على الإنسان.
وأحيانا تكون الظروف المؤاتية مغرية بالسقوط.
ليس في الحياة قاعدة فاخترع ما يناسبك من القواعد.
ولا تنسَ ان الاستثناءات فرص جميلة، بل قل هي المجال الحيويّ

طبق صينيّ


الصين حضارة الحكمة.
ومن جكمها ان وجبة الانتقام لا تؤكل الا بائتة.
الانتقام البائت ، انتقام مخمّر، خال من الانفعال الذي يفسد طبخة الانتقام.
الانتقام الناضج، الفعّال  لا تستهويه السرعة، ولا العجلة.
الانتقام الصيني بارد الأعصاب كالثلج، بشوش، هادئ، يتخفّى في زيّ النسيان، يدّعي ان ذاكرته مثقوبة.
الرغبة في الانتقام من طبيعة نارية، تحقيق الرغبة على نقيض الرغبة بارد، خامل، وهش كالرماد الذي يذرّ في العيون.
كثيرون لا ينتهبون ان انتقام الصين على  شاكلة بضاعتها، هشّ ومشتت، ولكنه يقضم الجغرافيا بالملليمتر.
الفكر الصيني فكر زراعيّ تأقلم مع الانتظار، انتظارالمواسم.
وهو ينتظر نضج ثمرة الانتقام من الغرب الذي اعتدى عليه على مدى أكثر من قرنين.
اسم الصين الرسمي ليس الصين ، اسمها " دجونغ غوو zhong gui" والاسم يعني حرفيا " دولة الوسط"، والوسط لا يحب التطرف المجنون والعصبي.
الصين ليست كالبندقية التي اشتهرت بصنع الأقنعة ، قناع الصين بسمة تشبه كلماتها واصوات كلماتها.
لا اظن هناك لغة في العالم الجناس الصوتيّ  فيها يشبه الجناس الصوتي في الصين.
الجناس في الصين قناع صوتي، نقاب رنّان وطاقية اخفاء.