الثلاثاء، 30 يونيو 2015

فهرس كتاب لعنة بابل

اهداء كتاب لعنة بابل للفنان ملحم بركات في مطعم الدنون


1.    الماء إن حكى
2.    رتـْق الذاكرة وفحولة اللسان
3.    فنّ التسويق اللغويّ
4.    الفراهيديّ والقرصان الرقميّ
5.    كلّ فرنجي برنجي
9.    يا لطيف!!
13.                       خرافة العذْريّ 
14.                       مريول المدرسة
27.                       قاموس
28.                       مياه... وأجنحة
30.                       مآكل لغوية
38.                       لوحة مفاتيح
45.                       عاشت الاسامي
50.                       النحْويّ والملاّح
51.                       لا تلعن الانترنت
52.                       النصّ القاتل
55.                       المنام في قبضة اللغة
56.                       ضحايا الإشارات
57.                       بين قطبي الحقيقة والمجاز
58.                       الخمار الأسود
59.                       إتّقِ شرّ من أحسنت إليه (…)
60.                       كلام الخرسان


افلاس

أما آن للدول العربية أن تشهر إفلاسها الفكريّ والروحيّ؟

نعيش اليوم في زمن السيلفي الصالح!

نعيش اليوم في زمن  "السيلفي" الصالح!

بماذا تختلف عصا #السيلفي عن عصا #موسى؟

بماذا تختلف عصا #السيلفي عن عصا #موسى؟

التاريخ يكتبه الأقوياء ويصدّقه الضعفاء!

التاريخ يكتبه الأقوياء ويصدّقه الضعفاء!

فضيلة الظلام

لولا الظلام لما كان للنور معنى، ولكنّ النور عاقّ!

الأفكار تؤمن بتقمّص الأرواح!

الأفكار تؤمن بتقمّص الأرواح!

خرافة الكرواسان من مقالات كتاب لعنة بابل


الخرافات والاوهام ولوع بأن ترى في الأشياء غير مكوّناتها وغير مكنوناتها. وهنا سأتناول ما كنت قد سمعته من صديقة عن علاقة رجل مع قطعة كرواسان. ولكن سأبدأ بالوهم الذي ضرب رأس ابن الرومي كما تقول حكاية عنه انه رأى، ذات يوم، وهو خارج من بيته تمراً وبجابنه ما يشبه كلمة "لا"، فلم ير في التمر ما يفتح الشهية على الأكل، وانما رآه حاجزا يمنعه من المرور، فتطيّر وعاد أدراجه. والتطيّر يعمي التبصّر. قرأ ما رأى:" لا تمرّ"، الجناس صوتيّ ومرئيّ، فالجناس وسواس خنّاس!
قالت لي صديقتي: ان شخصا قال لها انه لا يأكل الكرواسان لسبب لا علاقة له بأسباب ولادة هذه الفطيرة. نعرف ان الكلمة الواحدة قد تقسم الى كلمتين او اكثر، كما ان كلمتين لفرط العشرة قد تصيران كلمة واحدة وهو ما يعرف بالنحت اللغويّ، وكلمة " كرواسان" من الكلمات التي يمكن، صوتيا،  ان تقسم الى احتمالات متعددة وهذا ما يعرفه من له المام بعلم البديع. فقد يرى سامعها صليباً أحمر، ولكنه صليب سيء السمعة لدى البعض، ولعلّ صيته السيء هو الذي جعل الصليب الأحمر يتحوّل في العالم الاسلاميّ الى " هلال أحمر". فسمعا يمكن ان تصل الكلمة الى أذنيك مقطعة الأوصال: ""croix+ sang، وقد تصل الى مسمعيك  وليس الى شفتيك " croix+cent ". هذا الرجل راوي الحكاية لا يأكل الهلال لأنّه هلال وانّما لا يأكله لأنّه "مائة صليب" ! وهو ملتزم دينيّا زيادة عن اللزوم مع حبّة تطيّر روميّة قادرة ان تلعب بعينيه وأذنيه!
وأنهي بحكاية مماثلة، ولكن عن حكاية لا علاقة لها بالاسباب الدينية وانّما بالنظرة الذكورية. كلمة" بورنو" من الكلمات الشائعة ، على ما اظنّ، ويقصد بها الافلام الاباحية او المشاهد الاباحية او الحكايات الاباحية كتلك التي يعجّ بها الكتاب العربي الخليع" رجوع الشيخ إلى صباه في القوة على الباه ". وكلمة " بورنو" هي اختصار لكلمة فرنسية سحب طرف منها من الاستعمال، وهي:pornographie"". ليس لصديقي صلة بالكلمة المكتوبة وانما باللفظ المسموع" بورنو"، ولو مرّت على عينيه في كتاب لما اظن انه كان وقع في التفسير الذي وقع فيه. فكلمة" بورنو" كان يعتقد صديقي انها نقل صوتيّ ليس لكلمة واحدة وانما لكلمتين، وهما: pour nous"" ، أي " لنا نحن"، ولكن ما معنى " لنا نحن". وكيف تحوّلت " " por" الى pour""، و  "no"  الى " nous"؟ لا ننسى اننا في مجتمع ذكوريّ حتّى العظم، وهو ترجم ما في رأسه ترجمة ذكورية، ويقصد أنّ افلام الجنس هي" لنا نحن" وليست" لهنّ هنّ". فهنّ محظور عليهنّ أن يشاهدن أفلام الإباحة والخلاعة؟
يحقّ للرجل ان يمارس فحولته عبر إشباع عينيه بما طاب له، ولكن ليبس من الأنوثة في شيء أن تمتّع أو تُشبع المرأة عينيها بما يظنّه الرجل  انّه "منطقة عسكرية" لا يحقّ للمرأة دخولها او الاقتراب منها. فهي ليست" porno"  وانما " pour nous"" وليس "pour elles"!

والمعروف ان الكتابة الفرنسية على ما يقول أحد ألمع علماء اللغة الفرنسية" جوزيف فندريس Joseph Vendryes" كارثة وطنيّة بسبب منطق الكتابة الفرنسيّة النزق.

مجرى القراءة


كنت أقرأ، فاكتشفت ان القراءة أو قل الكتاب الذي تقرأه يشبه النهر.فالنهر له روافد وأذرع، والقراءة لها روافد وأذرع. تجد نفسك، وأنت تقرأ، تستقبل أفكاراً من خارج النص، وتجد نفسك وأنت  تقلّب الصفحات او تتقلّب في افكار ما تقرأ انك تذهب الى اماكن أخرى لا علاقة لها بالنص المقروء، تضيف الى النصّ بحسب ما تعرفه.
لكأنّ في كل كتاب فجوات كثيرة يقوم القارئ بردمها . بين الكتاب والكاتب والقارئ يتوّلد ما يشبه دلتا النيل. دلتا بخصوبة دلتا النيل. يجرف القارئ أو يحمل معه ما يشبه الطمي، فتعليقاته هي ضرب من الطمي الذي يجرفه من أماكن لم يخطر ببال النهر أن يصل إليها، أو يمدّ أذرعته المائية اليها. ماذا نسمّي، مثلا، كل الشروحات لديوان المتنبي او كتب ارسطو غير طمي زاد من خصوبة دلتا الديوان المتنبويّ؟ القراءة ليست متعة فحسب  انها، أيضاً، ترعة !


مصير ألف ليلة وليلة

انطوان غالان

كتاب " ألف ليلة وليلة" إنتاج هجين. ظلّ في نظر الطبقة المخمليّة من الكتّاب كتاباً لا يستحقّ العيش، كتابا ركيكا من مستوى متدنّ ليس على غرار حكايات بديع الزمان الهمذاني او أبي القاسم الحريريّ. بقي يعيش في الظلّ، في المقاهي الشعبيّة، على ألسنة البسطاء والقصاصين الخرّاصين!
ظلّ يعيش عيشة متقشّفة في ورق أصفر  أغبر إلى أن جاء الغرب وكشف عن جوهره المكنون فقام بنقله الى لغاته مع إعجاب شديد مقرونٍ بالدهشة.فاستورد العرب قيمته الجديدة من الغرب المفتون بما لا يفتننا!.
هل كان لألف ليلة وليلة أن تعيش حياة كريمة وطبيعية بل وفوق طبيعيّة لولا الغرب ووكاشف الغطاء عنه المستشرق الفرنسيّ غالان؟ كم هو مضحك ان لا نعرف قيمة ما عندنا الا حين نستورده من الآخرين! كانت الولادة الحقيقية لكتاب ألف ليلة وليلة ولادة غربية. كتاب "الف ليلة وليلة" أهمّ كتاب أدبيّ عربيّ في نظر الغرب ، ومع هذا فهو ليس كتاباً عربيّ الأم والأب، فلا اسم شهرزاد عربيّ، ولا اسم شهريار عربيّ. اللغة العربيّة هي أم كتاب "ألف ليلة وليلة" بالتبنيّ أو بالرضاع، كما هي أمّ كتاب " كليلة ودمنة" بالتبني أو بالرضاع، ولكن للتبنّي، في بعض الأحيان، مفعول البيولوجيا! في تاريخ الكتب نمط طريف، كتب خلعتها لغاتها الأمّ فعاشت في جلد لغات أخرى قبل أن تندم اللغة الأم وتستعيد ابنها أو كتابها الخليع!