الخميس، 31 يناير 2013

سؤال الى السيد محسن سيّد فرجاني

تحية طيبة اخي الكريم،

قد تقع كلماتي هذه بين يديك ذات يوم، اولا اشكرك على مجهودك في نقل التراث الصيني الى اللغة العربية، وهو جهد لن ينكره الا جاحد من ابناء هذه الامة.
سؤالي هو التالي: بحكم خبرتك في اللغة الصينية، هناك سؤال يحيرني يتعلق باسم " كونفوشيوس " بالعربي. هل له اسم في تراثنا العربي ام لم يأت العرب على ذكره؟ لعل معرفتك يمكن ان تقدم لنا خدمة في هذا الشأن. فانت كما تعرف اسم كونفوشيوس لم يأت الا من الغرب، ولم يأتنا من بوابة الحرف العربي . فما الاسباب في رأيك؟
وشكرا مجددا على مجهودك في نقل السياسات والمحاورات ومنشيوس ولاو تزه وغيرهم من ابداعات الصين الروحية.

رسائل مكتوبة بالدم

كتبهابلال عبد الهادي ، في 12 شباط 2012 الساعة: 10:16 ص



بين وقت ووقت، بتدبك بين فوق وتحت. هيدا بيحمى وهيدا بيحمى، بموتوا ناس، بصير قواص ، بتسكر المدينة، بينسم بدن الناس، بتحترق بيوت، وقلوب.
لشي بلا طعمة، بروحوا الناس فرق عملة. بروحوا المعترين، الفقرا، اللي بيتن اوضا تحت سقف من تنك أو صفيح.
حماس تجليط بيقتل ناس.
قصة عمرا من عمر الحرب.
ما بعرف ليش بدنا بهالمنطقة المغضوب عليها من غباوة اهلها نضا ندفع ثمن. من كيسنا وكيس ولادنا، كرمال اطل الهوا.
حلّوا عن سما ربنا بقى.
تركوا الناس تعيش، تحلم، تحب، تعبنا من الحقد، وتربية الاحقاد، وسقيها بالدمع والدموع والكذب.
شو يعني سني او علوي او شيعي او مسيحي؟
هيك الله بدّو، يكون العالم منوّع.
ليش بدكن شي الله ما بدّو ياه؟
ما بعرف.

المطرب فضل شاكر العبسي

كتبها بلال عبد الهادي ، في 7 آذار 2012 الساعة: 05:29 ص


هذا لقب اعطي للمطرب فضل شاكر بعد ان قرّر ان يكون صوت السلفية في ساحة بيروت. مقلب ام انقلاب؟
صدّق كلّ شيء في بلادنا.
ما ناقصنا الا ترتيل القرآن بصوت هيفاء وهبي المغناج.
استغفر الله العظيم.
كل شيء داخل في كلّ شيء في عالمنا العربيّ الذي لا تعرف كوعه من بوعه.
سياسيّ يتحدّث في العفّة، رجل دين يظن نفسه زعيما سياسيا أوحد، استاذ جامعي عينه ليست على طلابه وانما على مقعد خارج الجامعة، وعليه قسْ
فلا حول ولا قوّة الا بالله!

ستيف جوبز والنجاح

من عادتي ان اقول لطلابي قبل الامتحانات أن يضعوا نصب اعينهم العبارة التالية:"إمّا أن أنجح وإمّا أن انجح". هناك احتمالان لا ثالث لهما ولكنهما احتمال واحد. قد يأخذ الطالب العبارة على ما هي عليه. ولكني اضمر احتمال الفشل في واحدة منهما. ولكن الفشل فشلان وليس فشلا واحدا. هناك فشل يكرسح الانسان، جسديا وروحيا، هناك فشل يحطّم.
ان الفشل المحطم لا يختلف عن النجاح المحطم. اقصد ان الفشل في حال كان هناك فشل فهو فرصة مقدّمة لنا، هي درس في نجاح آت، أكيد. الحياة حتى ولو وضعت عصيا في دواليب العمر، فليس هدفها ان توقف مسيرك، وانما ان تشدّ من عضلاتك.
وعليه فان الفشل في مرحلة من العمر لا تعني الفشل او اليأس.
قرأت عبارة لستيف جوبز حين طرد من شركة ابل ان فترة الطرد كانت اخصب سنوات الابداع.
يمكن للفشل ان يستثمر في تعزيز فرص النجاح.

رأي أبي الحسين أحمد بن فارس في اللغة العربية

رأي أبي الحسين أحمد بن فارس في اللغة العربية


على الشركة المصنعة لعلكة الـ"شكّ cheque " ان تخرج العالك من الشكّ الى اليقين.

على الشركة المصنعة لعلكة الـ"شكّ cheque " ان تخرج العالك من الشكّ الى اليقين.

فالعلبة المسكرة ليست دائما مسكرة.

التلصيق ليس متقنا، وهذا يعني ان العلبة قد تصل اليك مفتوحة وخالية لأنّ الحبّات هرّت او هربت من قفصها الورقيّ. والمضحك ان العلبة قد تكون مختومة ولكنها خفيفة جدا لانها مختومة على فراغ، تفتحها فلا تجد الا الهواء، كأنّ الشركة تريد من الزبون ان يعلك الهواء.

الاتقان ليس صديقا للشركة.

لماذا نلعب بساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس؟

على مدخل طرابلس الجنوبيّ ثمّة ساحة اسمها ساحة عبد الحميد كرامي ولكن تحوّل اسمها في زمن الحرب الى ساحة النور. وهو اسم مزيّف، مغتصب، ومنتحل صفة، لأنّ اسمها الشرعي هو ساحة عبد الحميد كرامي، الرجل الذي كان وزملاء له من مؤسسي عهد الاستقلال. ولكن ظروف الحرب ازالت تمثال عبد الحميد كرامي من الساحة ووضع محله اسم الجلالة "الله" بالاسمنت الأخضر مرفوعا بعبارة :"طرابلس قلعة المسلمين ترحب بكم". وهي عبارة تثير لغطا كثيرا في المدينة. ناس مع بقائها وناس مع محوها. ناس يرون فيها اعتداء على حرمة طرابلس التي لا تنتمي الى طائفة. وناس يرون فيها صورة عن الطائفية البغيضة. وناس يرون ان العبارة هي وجه طرابلس الحقيقي ذي البعد السنّي.

ولكن…

ولكن….

ولكن المداهنة هي سيّدة اللعبة. مداهنة السياسيين المحلّيين للتيارات الاسلامية في المدينة.

لا احد ينكر ان طرابلس ذات غالبية اسلامية سنيّة.

وعبارة انها "ذات غالبية اسلامية سنية" لا تعني انّها مدينة سلفيّة ولا مدينة لادنيّة ( من لادن) ولا مدينة لا تخرج من الجامع الا الى البيت.

مدينة فيها المسلم السني الملتزم، والسلفي، والحبشيّ، والمنغلق، والمنفتح، والذي لا يمارس الدين، والذي لا يؤمن .

مدينة فيها المؤمن والملحد والبين بين.

مدينة فيها المسلم المتعدد والمسيحيّ المتعدد.

وكل مدينة طبيعية تعيش الحالات كلّها بنسب متفاوتة.

المدينة مناطق، ولكل منطقة غلبة لون على لون، او بروز لون على حساب لون آخر، فباب التبّانة غير بعل محسن، وبعل محسن غير المينماء، والميناء ليست كأبي سمراء، وابو سمراء ليس القبّة، والسويقة ليست منطقة الضمّ والفرز…إلخ

وجه سا�ة عبد ال�ميد كرامي المزيّف

نلحظ في الصورة لافتة تقول:طرابلس قلعة كل اللبنانيين مسلمين ومسيحيين، وهي موقف معارض للعبارة الموجودة تحت اسم الجلالة.

العبارة في مدخل طرابلس تنتمي الى التبجّح الديني، والتعصّب الديني، اكثر مما تنتمي الى الايمان الديني السموح والرحيب.

طرابلس ليست مدينة اهل السنة، ولا عاصمة اهل السنة، واكبر خطر على طرابلس هو تحويلها الى مدينة سنية، او تحويلها الى قلعة سنية، قلعة طرابلس الوحيدة في المدينة ليست قلعة اسلامية وليست قلعة سنية انها قلعة تحمل تاريخ طرابلس بكل الوانه. فيها رائحة المسيحية كما فيها رائحة الاسلام.القلعة الطرابلسية كتاب في التاريخ مفلوشة صفحاته على الجغرافيا الطرابلسية.

عبارة"طرابلس، قلعة المسلمين" من مخلفات الحرب، لم تكن موجودة قبل الحرب، ولا يجوز لها ان تبقى بعد الحرب. والطرابلسي الذي ينتمي الى المدينة اكثر مما ينتمي الى طائفته يعرف انها عبارة ليست صادقة تماما.

طرابلس عاصمة الشمال وليست عاصمة السنة. يعني عاصمة الزغرتاوي والكوراني والعكاري. ليست عاصمة ابن بيروت السني وليست عاصمة ابن صيدا السني. هي عاصمة المسيحي الكوراني اكثر مما هي عاصمة السني الصيداوي.

اللعب بالكلام مخيف، وخبيث.

طرابلس قلعة الشمال اللبناني، وعاصمة الشمال اللبناني.

من يريد لها ان تموت وان تنعزل وان تنغلق على نفسها يعتبرها قلعة السنّة.

اللعب على مشاعر الناس، واستغلال الشعور الديني هو لعب مكروه وخبيث لأنّه لا يريد الخير للمدينة.

ولا يلعب هذه اللعبة الخبيثة الا انسان انانيّ، تفكيره لا يعدو ارنبة انفه!

اذا اردنا الدفاع عن طرابلس، ومحبّة طرابلس، والعمل لأجل طرابلس علينا ان نعيد الامور الى نصابها، اي ان نعيد تمثال عبد الحميد كرامي الى ساحته بعد تغرّب قسري، وقهري.

السا�ة بوجهها ال�قيقي

صورة ساحة عبد الحميد كرامي قبل الحرب اللبنانية الأهلية

ليس بالضرورة ان تكون مع سياسة عبد الحميد كرامي، وليس المطلوب ان تكون من اتباع ابناء او احفاد عبد الحميد كرامي.

ربّ العالمين لا يحتاج الى ساحة باسمه!

وعلى رجال السياسة في طرابلس ان يعيدوا عبد الحميد بتمثاله ورمزيّة التمثال الى ساحته.

فالتمثال ليس حراما!

والتمثال ليس صنما!

ولسنا في زمن عبادة الأوثان!

نحن في زمن عبادة الواحد الديّان.

التمثال مقطع من التاريخ اللبناني. واللعب بمقاطع التاريخ ودلالات التاريخ لعب لا يبشّر الا بالفتن.

والفتن هي الوثن الاخطر على الوطن!

الطائفية هي الوثن الوحيد الذي يجب تحطيمه.

انا الى اليوم اقول لها ساحة عبد الحميد كرامي.

طرابلس لا تستعيد دورها الفعليّ الا في حال استعادت ساحة عبد الحميد كرامي اسمها الفعلي، وتمثالها المخطوف.

كل مدينة لبنانيّة تعتبر نفسها قلعة لطائفة هي مدينة منبوذة، ومسكينة ومظلومة. يظلمها من يريدها قلعة خرافيّة او قلعة لها كلّ مواصفات السجن!

العبارة تسيء الى سمعة طرابلس، لأنّ طرابلس لكلّ الناس، وقلعة كلّ محبّ لها.

لا تصغرّوا او تحقرّوا قلب طرابلس.









 


2 تعليق على “ساحة عبد الحميد كرامي في طرابلس”


  1. كل ما ادليت به صحيح، لكن عقدة المنشار ليست في إستعادة "تمثال عبد الحميد كرامي" بل هي في النفوس المتزمتة والمتعصبة للملة التي تنتمي إليها.
    العمل الحقيقي والتغيير الفعلي بدءًا من السياسيين لينتهي بالأماكن وملحقاتها.
  2. عودة التمثال أوّل الغيث.
    المسائل رمزيّة.
    والانسان كائن رمزيّ بامتياز.
    شكر للتعليق اخت ميرنا

الكاتب المغزار مهذار

كتبهابلال عبد الهادي ، في 2 أيار 2012 الساعة: 10:07 ص




هناك كلمات ملغومة وعبارات منها "كاتب غزير الانتاج"، وهذه العبارة لا تعنمي ان الكاتب الفلاني او العلاني غزير الافكار بل قد تعني انه ضحل الافكار. يموّه ضحالة فكره بسرقة كتب غيره، او الركوب على اكتاف غيره، كأن يجيء شخص ما ويزعم انه قام بتحقيق نشر كتاب للجاحظ على سبيل المثال، وليكن البخلاء، الذي قام بتحقيقه تحقيقا علميا رائعا الدكتور طه الحاجري، فيسطو " كويتب" على جهد الحاجري ويقول انه حقق كتاب البخلاء. ويزيد بالحرام رصيده العددي من الكتب.
بالنسبة لي، حين اجد كاتبا مغزارا من هذا النمط اضعه الى جانب مسيلمة الكذّاب ومن على شاكلته وانصح من اعرف بحذفه او وضعه على اللائحة السوداء، او لائحة " المبيّضين" الذين يبيّضون الاموال الحرام والافكار الحرام.
هناك سارق برتبة دكتور في العالم، سارق يرفع رأسه مفتخرا بسرقته المضمرة.

تعريف بالمدوّن بلال عبد الهادي

كتبهابلال عبد الهادي ، في 13 تموز 2010 الساعة: 22:09 م





أستاذ في الجامعة اللبنانية، كليّة الآداب والعلوم الإنسانيّة، الفرع الثالث.
حاصل على شهادة دكتوراه من جامعة السوربون/ باريس، في علم اللغة الحديث.
متأهّل من الصحافية سوسن الأبطح، وله ولدان: أسيل وسدير.
درس اللغة العبرية على مدى سنتين في"معهد اللغات الشرقية " (INALCO) في باريس.
درس اللغة الصينية خلال خمس دورات مكثفة استغرقت سنتين ونصف على يد الأستاذ الفاضل لي تزانغ يين(李 增 垠)نال في نهايتها شهادة (HSK) من معهد كونفوشيوس في بيروت.
له اهتمام خاصّ باللغة الصينية، وبالجوانب اللغوية ذات الصلة بالمجتمع وعلم النفس. كما أنّه يتابع الدراسات بل الفتوحات التي تتناول اللغة من زاوية الدماغ أو القارّة الرمادية.
يكتب منذ خمس سنوات بشكل أسبوعيّ مقالاً بعنوان : "حكي جرايد" في جريدة "الإنشاء " التيتصدر في طرابلس الفيحاء.
وإن كان للإنسان بعض الحكم تشكّل معالم في طريقه فإني أنسجم مع ثلاث حكَم:
1- الفلسفة هي حسن استخدام واو العطف. ( حكمة هندية)
2- ليس المهمّ أن يعرفك الناس، المهمّ أن تعرف الناس.( من أقوال الحكيم الصيني كونفوشيوس= 孔夫子)
3- بعض الناس يعرفون منفعة ما ينفع، ولكنهم، للأسف، لا يعرفون منفعة ما لا ينفع.( من أقوال الحكيم الصينيّ المذهل تشوانغ تزه =庄子).
ولي بعض الهوايات البسيطة : التصوير، الطبخ فضلا عن القراءة ( عادات شعوب، طبخ، علم لغة،دماغ، الصين، اليابان وما يكتب عن التطور الرقميّ)
ولكلّ إنسان يحب القراءة آباء روحيّون، أفتخر بمحبّتي للجاحظ، وأبي حيّان التوحيدي من أدباءالتراث. وأسرّ بإبداعات الشاعر العربيّ أبي تمّام ولزوميّات أبي العلاء المعرّي. كما أحبّ جدّاً متابعة ما يكتبه الناقد المغربيّ الرائع عبد الفتّاح كيليطو،وتلذّني قراءة أعمال المبدع الراحل رولان بارت، والسيميائي امبرتو إيكو، والمفكّرالبديع إدوارد دي بونو صاحب نظريّة "التفكير الجانبي" وهو ساهم، بشكل من الأشكال، في دفعي إلى الاهتمام بالفكر "اللامنطقي" أو الفكر الخارج من رحم الصين لا من رحم الاغريق.
وأعتبر أن الفنّ هو المبرّر الأجمل للحياة، الفنّ بمعناه الواسع الذي يمكن أن يجمع في حيّز واحد أعمال الرسّام سلفادور دالي ( رسّامي المفضّل) وأقراص بائع الفلافل نجيب رحمه الله.
وفي الأخير،أرجو أن تكون مدوّنتي فاتحة لقاء طيّب وخصب لا أقول مع أصحاب الكلمة، وإنما مع أصحاب الحياة.كان أفلاطون يقول:" انا احمد الله لأني أغريقيّ، ولأنني ولدت في زمن سقراط"، أما أنا فأقول :" أحمد الله لأنني كائنٌ <وأدع التصنيف > ولد في زمن الإنترنت".
كلّ مودّتي لمن يتصفّّح، ولو على عجل، مدونتي المتواضعة.
المُدَوِّن بلال عبد الهادي

الكتابة امرأة

كتبهابلال عبد الهادي ، في 7 أيار 2012 الساعة: 05:59 ص




احيانا انظر الى الكتابة نظرتي الى امرأة واليوم كنت اقرأ في كتاب هو مجموعة مقالات ومنه استوحيت فكرة عن انماط الكتابة وانماط النساء. ولو كنت امرأة لأبدلت المثال واخذته من عالم الرجال.
هناك امرأة جميلة جدا، مغرية، تهتم بأناقتها، وملبسها ونظاراتها وووو. تأخذ بلبك من بعيد، تأخذ بلبّك الى ان تفتح فمها بالكلام للتعليق على الاحداث او ابداء رأي اوز اسداء نصيحة، هنا تقول ليت الصمت كان سيد الموقف. هكذا بعض الكتب عناية باللفظ، "مايك أب لغويّ"، مكياج فاقع، لباس مزركش وضاء ولكن بلا اعماق، كتابة مسطحة تؤخذ بالمظاهر، ثمّة عيون قراء على نسق ما ذكرت. هذا النمط من الكتابة يثير الغثيان.
وهناك نمط لا يحب البهرجة ولا سلاطة لسان المايك اب، نمط بسيط، فنان بحقّ، يعرف ان الجمال البسيط يحتاج الى حنكة ليست سهلة المنال. وحين تفتح امرأة من هذا الطراز فمها تتحوّل انت الى أذن حالمة، سابحة في عالم من الاحاسيس والافكار يضفي على بساطتها رونقا نسيج وحده.
اميل الى هذا الاسلوب في الكتابة، الاسلوب الذي لا يلهيك بصراخه، او يسطو على عينيك ببهرجه.

كلام عن مدونتي

دَوِّنْ عليها تَنْجَلِ… توطئة موجزة عن مدوّنتي

قل لي ماذا تدوّن أقل لك من أنت.كلّ كتابة غيريّة هي سيرة ذاتية مقنّعة. تجد هنا المُدَوِّنَ عبر المُدَوَّنِ، وحكايتي مع الحكايات ، وكتاباتي عن الصين، واللغة العربية.كما تجد تعليقاتي على شؤون الوقت لا أقول من وراء قناع وانما من وراء حكاية. أهلا بكَ، بكِ، كلّ معلّق على كلمة هو أيضاً مساهم في ولادة النصّ الذي أكتبه. الحياة توليفة “اقتباسات” يظنّها البعض، وهماً، “إبداعاً”.كلماتنا موروثة وليس للإنسان من فضل إلاّ في التركيب، وكان الشاعر الفرنسيّ المبدع مالارميه يقول:”Je suis un homme syntaxique” أي أنا مجرّد كائن “تركيبيّ” وإن شنت “نحويّ” أو “نظميّ” بحسب مقولة الناقد العربيّ الفذّ عبد القاهر الجرجانيّ.

في "كتاب العربيّ" - إصدار يوليو 2010، العدد 81 بعنوان ( الثقافة العربية في ظلّ وسائط الاتصال الحديثة)، الجزء الأول، وهو نشر لأعمال ندوة حول المدوّنات والـ"فَسْبَكَةِ"( مجتمع الفايسبوك/ Face Book ) - لفت نظري كلمة طريفة حديثة الميلاد عن المدوّنات هي "بلوغلاند" معتبراً الكاتب أن المدوّنات هي القارّة الجديدة.

ولكنّها قارّة لا تحتاج إلى كريستوف كولومبوس ومجازره الحمراء في الهنود الحمر، ( بالامكان هنا قراءة كتاب تودوروف الناقد البديع" غزو أميركا".

لقاء مع محمد أركون

كتبهابلال عبد الهادي ، في 15 أيلول 2010 الساعة: 12:13 م




بعد أن حصلت على شهادة الليسانس من الجامعة اللبنانية فرع طرابلس، ذهبت الى باريس لمتابعة الدراسات العليا. كانت باريس لي بمثابة حلم، زرتها صيف 1979، وقضيت هناك فترة ثلاثة أشهر، تمهيدا للمجيء اليها بعد نيلي الليسانس. كنت قد قرّرت حتى قبل دخولي الجامعة اتمام رسالة الدكتوراه في باريس كما فعل طه حسين. إذ كنت في تلك الفترة واقعا تحت سحر طه حسين، الذي اعتبرته بيني وبين نفسي بمثابة ابي الروحي. واليوم حين انظر في اوراقي القديمة وكتاباتي الاولى أشم رائحة طه حسين من خلال تقليدي لطريقته في الكتابة. هي في اي حال ايام ولّت.
خرجت من طرابلس الى باريس في وضع صعب، الانقاض تملأ شوارع المدينة، الحرب التي اخذت اسمها من أبي عمار بسبب وجوده في المدينة بعد طرده على يد القوات الاسرائيلية من بيروت خلال صيف حار قبل سنة من تاريخ حرب طرابلس الدامية بين" العرفاتيين" والقوات السورية. خرجت وكانت الهدنة الهشة لا تزال في بداياتها. وصلت الى باريس وكأني أجيء من قلب الأنقاض إلى مدينة الأضواء التي اعرفها جيدا.
وهناك تعرفت على أركون، وعلى الكاتب الجزائري الآخر جلال الدين بن شيخ.الذي قال لي كلمة هزت سذاجتي هزّا عنيفا وأيقظني على واقع آخر غير الواقع الذي كنت احياه قال لي: لا تقدّس شيئاً.جوابا على قولي له اني اقدس اللغة العربية، واقصد بالقداسة هنا حبي الشديد للغة الضاد. وكان لبن شيخ الفضل في تعرفي على محمد اركون الذي اعجبت بفكره وبطريقته في تناول المواضيع فرحت أداوم على سماع محاضراته التي كان يلقيها في السوربون الجديدة.
وحين اشتغلت في مجلة الاسبوع العربي قررت اجراء مقابلة معه نشرتها قبل مغادرتي باريس بفترة قليلة في الاسبوع العربي.
كنت أسأل وكان يجيب بحفاوة، وما لفت نظري انه لا يحب ان يقال عنه ما لم يقله بعظمة لسانه فاشترط علي القاء نظرة على المقابلة بعد تفريغها من الشريط. وهذا مان كان. وكنت فرحا فرحا عظيما بهذا اللقاء في مكتبه في حرم الجامعة.
شاءت الظروف ان التقي به في جامعة البلمند منذ فترة. ولكم كانت دهشتي انه لا يزال يذكر ملامح وجهي. وتفاجأ بحضوري في تلة البلمند .
اعرف ان بعض الناس لا يحبون محمد اركون اما لانه صارم، والصرامة العلمية ضرورة علمية من وجهة نظري فهل الفلتنان العلمي في بلادنا غير نتيجة للاستهتار بالعلم؟ واما لأنه ينظر الى الاسلام نظرة حيادية علمية. والحياد مطلب في نيل العلم.
في اي حال كنت وانا أقرأ له ازداد يقينا بأننا نحتاج الى هكذا رجال في العالم الاسلامي رجال لا يخدّرون العقل وانما يخضونه ، ينتشلونه من سباته وثباته.
رحمك الله ايها المفكر الجميل والنبيل الذي يضفي على الاسلام مسحة عقلانية راقية.
سوف انشر مقابلتي معه في وقت لاحق، فهي نشرت قبل زمن الانترنت .ربما في عام 1992.
من كلماته التي سمعتها منه: نحن نحتاج الى علمانية، علمانية تحمل روح الاسلام، ان العلمانية الغربية انبثقت من قلب المسيحية، ونحن نحتاج الى علمانية تنبع من قلب الاسلام اي اننا نحتاج الى علمانية اسلامية لا علمانية غربية. علمانية هي بنت الاسلام.

مقاطع من سيرة حياتي

قبل زمن الانترنت، وقبل اكتشاف خيراته العلمية،حين كنت في مطلع علاقتي بالقلم، كنت اخصص كل يوم، وقتا للكتابة، لم اكن اعرف ماذا اكتب، كنت اريد ان اكتب، ولكن لا افكار في راسي. من اين أجيء بالأفكار،وانا مجرد ولد افتكر بياض الورق ملعب كرة قدم.
كانت الورقة بيضاء، تثيرني نقاوتها، وكنت كالعاجز امام براءتها وأمام بياضها البضّ.
فانا لست شاعرا، ولست روائيا، ولست شيئا، مجرد شخص صغير يرغب بالكتابة.
كانت اوراقي البيضاء هي تقويمي الشخصي، هي ذاكرتي اللدنة،الطريّة ( اعتبر فعل التذكر طقسا من طقوس العبور من الطفولة إلى عالم آخر، لا انسى أوّل مرّة سمعت بها ولدي الصغير يقول لي: بتتذكّر يا بابا وقت كذا…، هنا، باغتني ولدي، قلت له : والله كبرت يا حبيبي وصار عندك ذكريات!)
حيث لا كلمة تحت تاريخ معين، فكأنّه يوم لم يدخل حياتي. يوم ولد وعاش ومات وكأنّه لا ولد لا عاش ولا مات. هو والعدم سيّان.امتلأ مسار عمري بالورق والدفاتر، صار، مع الوقت، أشبه بمغارة علي بابا، أيامي بأغلبها في هذه المغارة، غضبي، فرحي، حزني، اخفاقاتي، نجاحاتي،آرائي، طيشي، نزقي، كنت حين أدخل الى طقس الكتابة كمن يدخل الى الحمّام، عاريا، ردائي مدادي.لا احب ان يراني أحد متلبساً بالكتابة. كنت أخجل أن أكتب أمام الملأ، كمن يخجل أن يستحمّ في حمّام، جدرانه من زجاج شفّاف.ألهذا السبب كنت أختار دفاتر لون غلافها أسود اللون؟ ربما، لست أدري! سيميائيّاً، الألوان نمّامة، تحكي، تفضح، وتخدع أحياناً!
اريد ان اكتب، كنت، ولكن الخواطر شحيحة، كنت احيانا اكتب كلمات بسيطة ليس لي فيها اي فضل. كأنْ اكتب: "انا اليوم اقرا في كتاب الايام لطه حسين، قرأت خمسين صفحة". كان رأس القلم كأنّه عين كاميرا تلقط لحظات او تعصر ساعات في لحظة. " اليوم ذهبت الى السينما ، وشاهدت فيلم كذا"، المهم ان اكتب، أن أمارس هذه اللعبة.
كنت اريد بناء علاقة حميمة بيني وبين القلم، ولهذا كنت كثير التروي في اختيار القلم والدفتر. فهذا القلم لا يتلاءم مع أصابعي، وهذا قلم يتأفف من لونه بصري، وهكذا. كانت كلماتي تتمرّد على نوع من الأقلام، تحرن، فأعرف ان هذا القلم عدو لي. فاتركه غير آسف على ثمنه. وكذلك الأمر مع الدفتر، هناك دفتر، غير بشوش، أتخيّله يعبس في وجه كلماتي، وهذا دفتر ودود، حنون، يفتح ذراعيه الورقيتين لكلماتي البسيطة، الخجولة. ( لا أزال إلى اليوم أخجل من كلماتي، لا أعرف السبب) فهما، في أي حال، أي القلم والدفتر، ليسا مجرد اداتين أو وسيطين حياديين، انما اصدقاء، وقل لي من تعاشر اقل لك من انت، لهذا كنت اعاشر دفاتر معينة، واقلاما معينة.
لن اطيل المقدمة او الاسترسال، فقد أعود إلى هذه المسألة مرّة أخرى، ولكن كل ما سبق هو تمهيد لشبب اختيار عنوان هذه التدوينة.
سألتني مرّة صديقة، قبل دخولي الجامعة، وماذا تكتب؟ قلت: لها: أدوّن نفسي على الورق.هذا كان شعوري وأنا أكتب، حتى المقالات التي تغيب فيها نفسي تكون شديدة الحضور، ولكن متوارية خلف موضوعية متخيّلة، او خلف حكاية، أو مثل.ربّما خجلي يمنعني من ارتكاب " الذاتيّة" إلاّ سهواً.
وحين تعرفت الى المدونة، لم اشعر كثيرا بالغربة.إذ ان الفة اصابعي مع ملامس الطابعة كانت حتى قبل ولادة الانترنت، والكمبيوتر، أو قبل وصول الكمبيوتر الى متناول حواسّ الناس.ولسبب بسيط آخر، لغويّ، ان بين تدويني والمدونة ، صلة لغوية ما.
ترى لو لم يختر الكتّاب مصطلح "مدونة" هل كنت شأشعر بنفس صلة القرابة هذه؟ لست أدري. ولكن الأنسان أسير المفردات، وانا كعربي لا يمكنني ان لا أؤمن بصلة الأرحام بين الكلمات، ولا يخطر ببالي أن أقطع الأرحام، قطع الأرحام إسلاميّاً وكونفوشيّاً يجلب غضب السماء.
قرأت مرة ان كونفوشيوس كان لا يعبر امكنة معينة، يحرّم على نفسه الدخول اليها ليست لأنها غير جميلة وانما لأنها تحمل اسماء غير جميلة.الأسماء أشبه ببشرة الأشياء، لا يتخيّل المرء العلاقة بين الجلد واللحم، انهما على تماس حميم، وكذلك العلاقة بين جلد الاسم ولحم المسمّى.
وجذر "دون " غيرالعربي بالأساس، وهوضيف عزيز من اللغة الفارسيّة ، كان له ، فيما بعد ولا يزال، شأن عالمي، إذ خرج من جلده الفارسي ثم اكتسى جلداً آخر، تركيا وفارسيا وووو… وولج الى اعماق النفس عبر" DIVAN" الطبيب النفسي. وصار بمثابة الجلد والشغاف.
وأنا إلى اليوم لا أزال ادوّن نفسي ولكن على شاشة ضوئية.تحررت كلماتي من خطّي ولكنها نالت حرية أكبر، كبسة زر تغيّر لونها، او قامتها،أو ثيابها.استعادت الكلمة مع الطباعة الالكترونية حقيقتها الصوتية الأولى، حقيقتها الفيزيائية فصار الضوء كوسيطها الأول " الهواء"، صارت مرنة كالهواء، طيّعة كالهواء.
تغيرت الدنيا، تغير لون الحبر، ولا زلت ادوّن. لأنني إلى اليوم، لا اعرف ماذا اريد ان اكتب. استعين بنفسي لتدوّن نفسها، وما انا الا وسيط" غير امين" لما تقوله لي نفسي.
الأمانة ، في الكتابة، خيانة أدبية. الخيانة، في الكتابة، مسلك أخلاقيّ لا تشوبه شائبة. السلوك المنحرف مع الحرف خدمة تقدّم للحرف. الحرف لا يحبّ الأسر، الحرف بالمعنى العميق للكلمة يشبه الصوت الصيني، سياقه ، لا هو، يكشف عن هويّته الدلالية. من هنا حبذي لهذه اللغة التي وفدت إليّ كنسمة تردّ الروح، أي مفردة صينيّة بمعزل عن سياقها يستحيل كتابتها، كلّ صوت خيانة للأذن.
الخيانة إخلاص، ومن لا يمارس الخيانة على الورق؟
اليس كل تركيب جديد هو خيانة لتركيب قديم؟
حتى قصائد رابعة العدوية في حب الذات الإلهية خيانة لكل الشعر الصوفي قبلها، لأنها تعرف أن تخون بشرف لغويّ يدوّن نفسها وأشواقها.
كل كاتب خائن حتى ولو كان ناسكا في خروبه؟ ( من وحي ناسك الخروب ميخائيل نعيمة)
الكتابة لا تحب الإخلاص، تعشق الخيانة، والقارىء لا يحب الا الخونة من الكتّاب، ولا يحي ان يقرأ الا الكتاب الخائن.
الم يكن كتاب " مارسيل بروست" خيانة لنمط الكتابة من قبل، وخيانة حتى لذاكرته التي كانت تملي له املاء ما يريد ان يدوّن.
حتى عدسة الكاميرا تخون، جمال الصور ينبع من مياه الخيانة الجوفية للعين.
ان كان من صدق في الكتابة، فهو صدق الخيانة.الصدق في الخيانة، ان يكون الكاتب مخلصا لخيانته للغة وهو يستعير منها مفردات ليست له، وتعابير ليست له. اليس هذا ما تقصده جوليا كريستيما في مصطلحها الجميل "التناص"؟ او "intertextualite"؟
الكتابة ، في الأخير، خطيئة، خطيئة غير مميتة، الخطيئة المميتة الوحيدة في الكتابة، حين لا تكون انت انت.حين تكون انت غيرك. لا تكون حبرا على ورق، تكون ورقا خاليا من الحبر.



 




4 تعليق على “أدوّن نفسي على الورق”


  1. حتى الآن لا افهم الهدف الاساسي من وراء تدوين النفس؟ هل هو تدوين ام اعادة تدوير .. ألاحظ اننا نقرأ ما ندون أكثر من قراءة ما يدونه الآخرون !!!
    تحيات عاشقة الصين
  2. هوـ أي التدوين، ، ربّما، “تدوير” عن النفس.
    التدوير هنا،استخدمه بالمعنى المستعمل في اللهجة اللبنانية، أي البحث عن…(عم دوِّر عليك يعني أبحث عنك).
    والكتابة ليست، في أي حال، أكثر من فعل قراءة معكوسا.
    الكتابة، أيضا، امتداد للذاكرة.نكتب كي لا ننسى، ولكن في الأخير ننسى ما نكتب.
    لك تحياتي اخت همت
  3. عاشقة الصين قال:
    اصبحنا ننسى ما نكتب وننسى ما نقول أيضاً .. هنيئاً للانسان على النسيان يا دكتور بلال …
  4. دكتور بلال اعشق كتاياتك
    وصحن الفول الله ذكرتني بلبنان
    والترويقه عند مروش
    اه يا دكتور بلال بتذكرني بلدي
    ربنا يحمي بلدنا

عناوين في مكتبتي

في بيروت لأسباب لا علاقة لها بالكتاب، ولكن لا احب الذهاب الى بيروت دون المرور إلى مكتبة. فرحت الى مكتبة انطوان في "شارع الحمرا"، واقصدها عادة لشراء الكتب الفرنسية. واستعين بالفرنسية لقضاء مآرب لا تلبيها لي العربية للأسف. فالعربية تعتبر بعض المواضيع من الأمور التي لا تستحق النشر. أنا هنا اعارض هذه الطريقة في التعامل مع اللغة الأم.
فاشتريت بعض الكتب والمجلات الشهرية (صادف مروري مطلع الشهر).

احيانا احب ان اكتب عناوين ما اشتريت. والعناوين تفصح عن مكنونات رغباتي القرائية.

1) l’art de la guerre-Sun Tse

2) qu’est ce que le boudisme- J.L.Borges

3) Al-Andalus- Brigitte Foulon

4) Cent Koans Zen- Nyogen Senzaki

5)La Chine et le monde-Chloe Maurel

6) Les philo-fables- Michel Piquemal

7) les theories du langage au xx siecle - Paul Ghils

8)les cles pour publier en ligne- David Sallinen

9) le titre- Claude Furet

10) Incipit- Pierre Simonet

11) le cerveau pour le nul-Frederic Sedel

12) كتاب العربي ( الثقافة العربية في ظل وسائط الاتصال الحديثة- ج 2)

13) الراوي دورية تعنى بالسرديات العربية عدد 22

14) مجلة "الرافد" بسبب كتابها "الانسان الايقوني" لـ محمد اشويكة

15) اليابان بين الأمس واليوم - معلومات

حين اشتري كتبا جديدة، احب ان اقضي معها ليلتي. افلفش اوراقها ، اعيد قراءة فهارسها، اتوقف عند بعضها. وشراء كل كتاب يخضع لمعيار مختلف. مثلا كتاب "فن الحرب"، عندي ترجمتان له الى الفرنسية، وترجمتان الى العربية، وهذه الترجمة الثالثة بالفرنسية، والسبب هو انه اعتبر نفسي ربحت مقدمة ودراسة ثم وجهة نظر في الترجمة مغايرة.

كتاب البوذية اشتريته لانه بقلم بورخيس الكاتب الارجنتيني الرائع عاشق الكتب.الذي لم يتوقف عن الذهاب الى المكتبة حتى بعد ان فقد ضوء عينيه صار، وهو في المكتبة، يتعامل مع الكتب بحاسة الشمّ! وللكتب أريج فوّاح!

كتاب الدماغ اشتريته لأنّ دراسة الدماغ تستهويني، ولكن ثقافتي العلمية المحض البسيطة تجعلني انتهز وجود كتب مبسطة حول هذه المواضيع لتليين صعابها. كل كتاب يزيل طبقة من الضباب الكثيف من أمام عيني.ويعرفني على قشرة الدماغ الآسرة. واكثر ما اهتم بقراءةالعلاقة بين الحواس والدماغ، بين اللغة والدماغ، بين الذاكرة والدماغ.ولعلّ كتاب (الدماغ لمن لا يعرف شيئا عن الدماغ) وهذا معنى عنوانه، من اكثر الكتب التي فرحت بها اليوم.

كما فرحت بدخول مكتبتي كتاب الـ (كوان)، وهو دروس في فلسفة الزن، أو بوذية الزن. الكوان محاولة في تدريب العقل على ايجاد حلول عملية تخالف سنّة المنطق اليوناني. وهي خصيصة من خصائص الفكر الياباني الوافد اليها من خلف أسوار الصين.وأنا لست من عشاق المنطق كثيرا، الدنيا والرغبات لا ترسم بـ"بيكار". وأكثر ما يزعجني افتخار البعض باعتبار العربية لغة المنطق، العربية لغة الحياة، وللحياة منطق يضحك من منطق ارسطو!

وكتاب" العنوان" أحببته لأنّه يدرس وظائف العنوان وتقنيات وضعه. ولادة العنوان ليست سهلة. وهو موضوع احبه كنت قد كتبت بحثا عن "سيمياء العناوين". وهذا الكتاب قد يساعدني على تعديل بعض فقرات البحث أو إضافة نقطة غابت عني أو شاهد يليق بالحضور.

كتاب "الأندلس" بسبب اختصاصي الأول في الأدب العربي، فهو يتناول أمورا لا تزال راهنة تقضّ مضجع النهوض العربي: الاقتتال الأهلي، والمذهبي، وتفضيل الغريب على القريب بل الاتفاق مع الغريب على تدمير القريب، تمزّق الشمل العربي .. إلخ.

كتاب "مطالع الكتب أو الجمل الأولى من النصوص" (10) وهو مهمّ بالنسبة لي لأن العربي القديم هكذا كان يتعامل مع النصوص، اسماء القصائد العربية مثلا كانت تأتي من الشطر الأوّل من البيت الاول. وجمل النصوص الأولى إما أن ترحّب بك، أو تنفرّك منها. سيما الكتب في جملها الأُوَل.

اما كتاب اليابان فهو بسبب اهتمامي بداية بالفكر الياباني والنهوض الياباني قبل انعطافتي الصينية.

مجلة "الرافد" لا اشتريها الا حين يكون الكتاب / الهدية معها يمسّ موضوعا يثير شهيّتي، كتاب الرافد لهذا الشهر "الانسان الايقونة" نقطة أود معالجتها في محاضراتي لهذا العام في مادّة " علم السيمياء" فكان من جملة ما أسمّيه "من المداخيل الثقافية غير المنظورة".

أيامي كتب. والكتاب هوس.

اللهمّ بارك لي في هوسي هذا.

فما أنا الا عبد من عبيدك التزم بآيتك القرآنية الأولى:" إقرأْ".

اعلام مومس

لا تثق ولا بأيّ محطّة اعلامية. غربل ما تسمع، ولتكن اذنك ممحاة. من حقّ الاعلام ان يكذب، ومن حقّي ان لا اصدّق. والمحطة التي تدّعي الموضوعية مومس بلا رخصة.
والاعلام ساحر يقلب القمح زؤانا ، والزؤان قمحا. قد يلعب بعينيك واذنيك. حين تعزف اناملك على أزرار " الريموت كونترول" تكتشف بسرعة البرق الاعيب الاعلام، واكاذيب الاعلام، وافتراءات الاعلام.
عليك ان تتقن جدول الضرب والطرح والجمع حتى تصل الى المعلومة السليمة التي لم يلعب بها بوتوكس ولا سيليكون ولا ما يحزنون.
أفواه الاعلاميين مثل "زوم" الكاميرا.
الخبر وجهة نظر.

حياتي عناوين كتب

العرب قديما كانت تسمي أعوامها بناء لأحداث كما نرى في "عام الفيل" مثلا. اما انا فلي طريقتي في تسمية اعوامي. لا اعرف اي كتاب يكون فاتحة كتب العام الجديد. واغلب الاحيان لا تكون التسمية بنت قراري الشخصي، فقد ادخل على المكتبة وأرى كتابا عن موضوع احبّ القراءة فيه، فقد يكون عن "تكنولوجيا النانو" مثلا، فيأخذ عامي الجديد تسمية من موضوع اوّل كتاب يدخل مكتبتي، وهكذا تصير السنة " نانوية" أو "صينية " او "لغوية"، او "تصويرية" أو "شعريّة"…ألخ.

وقد اشتري اكثر من كتاب الا ان السنة تأخذ اسم الذي اخترته اوّلا. كما الأب يكتسب كنيته من اول ولد في حال انجبت الام توأما.

طوني خليفة والتنورة المكسي

اضحكتني ردود فعل طوني خليفة على فيلم " تنورة ماكسي". بدا لو كان الناطق الرسميّ لمكارم الأخلاق. حماسه الفائض والفائق صار بالنسبة لأذني وعيني مكان ريبة.

لا بدّ لمن يريد تصوير الواقع الا ان يكون منحرفا.

حرفة الفنّ لا تخلو من انحراف.

وما نراه على شاشة التلفزيون بالنسبة لتنورة ماكسي اشبه بتنورة ميني.

طوني خليفة صحافيّ لامع وماهر في طهي طبخة الخبيصة.

فهو خلط ببراعة "شعبان" بـ"رمضان".

وأشرف بلسانه على اختلاط "الحابل" بـ"النابل".

هناك من يطالب بايقاف عرض فيلم " تنورة ماكسي" لأنّ خيّاط الفيلم مزّق التنورة في اماكن دينية مما جرح مشاعر دينية على وقع جرس مثير .

وكل هذا على نار قوية احرقت كعب الطنجرة.

لذائذ قاف النصّ

ثمّة عبارة استعملها في ما يخصّ كل ما اقوله او اكتبه. وهي اعتراف منّي لا يقبل النكران، وهي التالية:" كلّ نصّ تتوّسطه قاف"، واقصد بها ان النقص سنّة النصوص وسنّة البشر. كل من لا يعترف بنقصه يكون عنده فائض في النقص. ولقد خطرت ببالي هذ العبارة من اول سنة تعليم جامعي إذ بدأت التعليم الجامعيّ بمادّة جميلة جدّا هي تحليل النصوص عام 1994-1995 . وكانت كلمة نصّ بحكم اسم المادّة من الكلمات الكثيرة الدوران على لساني. ومع الوقت قفزت القاف إلى رأسي طالبة مني إيجاد مكانة لها. فقلت لها: على العين والرأس، فخير الأمور أوساطها لهذا اقترح عليك انت تقعدي في المقعد الوسط بين النون والصاد. وهكذا تم اكتشاف سحر القاف، وهو حرف يرافق كل حرف اكتبه. والدليل اني ما كتبت جملة الا غيرتها في اليوم التالي. فكل نصوصي غير ثابتة، مع كل فرصة لقاء جديد معها تطل القاف برأسها، فاكتشف نقصا هنا، او شائبة هناك، أو ما يستحق الحذف هنالك. ولعل هذا ما افهمه من عبارة "النص المفتوح".
وهكذا صرت أكتب النص بهذه الطريقة نـ(قـ)ص دامجا بينه وبين النقص..
حين أنهيت أطروحتي للدكتوراه لم أجد أفضل من نصّ عماد الدين الاصفهاني أبتدىء بها صفحات رسالتي، ونصّه يقول:
إني رأيتُ أنه لا يكتبُ إنسانٌ كتاباً في يومِهِ إلاّ قال في غَدِهِ :
لو غُيِّرَ هذا لكان أحسنُ،
ولو زِيدَ كذا لكان يستحسنُ،
ولو قُدِمَ هذا لكان أفضَلُ،
ولو تُرِكَ هذا لكان أجملُ.
وهذا من أعطم العِبَر، وهو دليل على استيلاء النقص على جملة البشر".

والنقص نعمة من الله لا يعرفها الا الحالمون العاملون. كلّ ما يكتبه الانسان ليس أكثر من مسوّدة لا يتيح له العمر القصير تبييضها كاملة، البعض يبيض كلمة، والبعض الآخر يبيض جملة، والبعض الثالث لا يسمح له عمره الا بتصحيح صفحة واحدة. وثمّة أناس لا يسمح لهم وقتهم الرخيص بتبييض ما يكتبون.
كل الناس أهلّة لا تصل الى مرحلة البلوغ أو البدور.
وكنت قد كتبت عبارة على دفتر يومياتي قد يكون المكان هنا يليق بدلالتها، وهي:"لا اعرف ما أعرف، ويلذّني أن أعرف انني لا اعرف ما أعرف".الجملة وليدة علاقتي بلسان العرب لابن منظور، المعجم العربي الموسوعي اللذيذ. لكم اكتشفت وانا اتجول في صفحاته العذاب اني لا اعرف من الكلمات التي اعرفها الا شعرة من فروة رأسها.هذا عمّا أعرف فما بالك بما لا اعرف؟



تعليق واحد على “قاف النقص”


  1. فعلا رائع ما تكتبه، وحري بنا ان نفتخر بان هناك من يتواضع في زمن تطاولت فيه الاقزام، وكثر فيه الكبر.
    اتمنى أن نتواصل اخي.
    ولك مني بالغ الاحترام، وألقِ نظرة على مدوّنتي الصغيرة.

التجارة بالدين

ضميري لا يسمح لي ان اكون مع السلفيين ولا مع كلّ من يتاجر بالدين.

اللعب بالدين أخطر من اللعب بالنار.

وكل ما دقّ الكوز بالجرّة بيقولولك:" أهل السنّة".

لا فرق بين اهل سنة واهل غير سنة.

حكي متل "التفه".

اين تحب ان تعيش؟

كنت في فرنسا،ايام تحضيري للدكتوراه، وكان لبنان يمارس جنونه الأهلي وجنونه الطائفيّ. داعبتني الغربة، حاولت ان تغريني بالبقاء معلّقا بين مكانين. كثيرون رحلوا واستوطنوا اماكن هجراتهم. لم اترك لبنان حين تركته خوفا من ان تلوّث الحرب الطائفية مشاعري. افتخر بأنني انتمي لوطن عربي ولغة عربية لا لطائفة. ذهبت لأدرس لا لأعمل.

انهارت الليرة اللبنانية، صار العمل ضرورة للتمكن من متابعة التعليم وإقامة الأود. توزّع الوقت بين العلم والعمل. أكل العمل من وقت العلم ولكنه امدّه بفرصة الاستمرار والوصول الى برّ الرغبات المنشودة. كاد العمل يلعب برغباتي وقراراتي. وفي لحظة غيّرت كلمة مصير إقامتي. كلمة قرأتها للكاتب الفرنسي André GIDE أندريه جيد (1869-1951) يقول فيها: "عشْ حيث تحبّ أن تموت". طبعاً، لا أحد يعرف بأي أرض يموت. مكان الموت وزمانه من الأسرار لحكمة إلهيّة بهيّة. ولكن الأمنية تكفي لتحديد مكان الإقامة لا مكان الغياب.

اسمع عن وصايا كبار في العمر يعيشون في الغربة وحين يأتيهم الأجل يوصون أهلهم بحمل جثامينهم والعودة بها الى مقابر الأوطان. الوطن ليس مجرد مقبرة. قررت ان اموت في بلدي، وهذا سبب عيشي فيه. كثيرون لا يتصورون حنين الجثث للأوطان.

قال لي شخص مرّة: أحب ان ادفن في استراليا.

قلت له: جسدك يكذّبك لأنّك تعيش هنا.

كثيرون تغير جثثهم رأيها في الرمق الأخير بعد فوات التوبة والتربة. البعض يظن انه لا يمكن تخيل شعور جثّة تشعر بالغربة في مقابر الغرباء.

ولكن للرسول الكريم كلمة يقول فيها: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا.

حياتي بين الكتب

ذهبت بالأمس الى معرض الكتاب في بيروت. واعرف ان الوقت قد لا يسمح لي بزيارة مديدة في ايام لاحقة فاجد من باب الاحتياط ان اتعامل مع زيارتي الأولى على اساس انها الزيارة الأخيرة. وإذا صح لي ان اذهب في مرّة لاحقة فهو ما يمكن ان يسمى بأطراف النعم. ولهذا السبب فانني اذهب باكرا ، وصلت الى باب المعرض الساعة الحادية عشرة قبل الظهر ولم اغادر المعرض الا قبل غلقه بدقائق معدودة اي بقيت في حرم الكتب حوالي احدى عشرة ساعة. كنت اتنقل من جناح الى آخر، وعندما تتعب قدماي ويداي من الحمل اذهب الى كافتيريا المعرض لشرب فنجان قهوة او قنينة ماء او ما يسدّ الجوع. وبسبب وجود بعض الاصدقاء من الناشرين كنت اخفف عبء يديّ بوضع اكياس الكتب عندهم لاتابع التجوال. في جردة اسماء الكتب ادناه التي اقتنيتها بالأمس عينة عن اهتماماتي القرائية.ثمّة دائما ما يشدني الى التراث العربي، والى مؤلفات القدامى، وفي الوقت نفسه اجدني مشغوفا بالدراسات التي تتناول الأمور من وجهة نظر حديثة، كما يفتنني الدماغ باسراره واحب متابعة جديد امره ، وجديد الدماغ لا ينفد.كما ان اهتمامي بالشرق الاقصى وتحديدا الصين واليابان يدفعني الى مطاردة الجديد حولهما.واعرف ان الكتب التي اراها في المعرض وتخص الشرق الاقصة نادرة واغلبها ليس تأليفا مباشرا وانما نقلا عن لغة اجنبية. وهناك كتب تخص الأدب العربي القديم، شعرا ونثرا وتاريخا. ولا اعرف لماذا لا تميل نفسي كثيرا الى الشعر الحديث، وانظر اليه اغلب الاحيان بعين الريبة والحذر.افضل قضاء وقت مع الدراسات التواصلية والنفسية على تمضية الوقت في قراءة الحديث جدا من المنتوج الشعري. وان كنت من محبي الشعر، فنفسي ترتاح مع اللزوميات والسيفيات والخمريات والزهديات. ولعل انشغالي خاليا بتحضير محاضرات علم السيمياء هو ما يبرر وجود عناوين سيميائية في مقتنيات الأمس. وان كان قد سبق وقرأت اعمالا لمؤسسي هذا العلم اما بالفرنسية وامّا بالعربية كاعمال غريماس، وبارت، وايكو الذي تدهشني طرافته في الكتابة على صرامة الأمور التي يتناولها.
سألني مرّة احد الأشخاص: هل قرأت كل ما في مكتبتك من كتب؟

بالنسبة لي هذا سؤال لا يسأل. ولكن دائما ما تكون اجابتي على السؤال، لا يقرأ كل مكتبته الاّ جاهل او كذّاب. واقصد بالجاهل هو الذي كتبه يمكن ان تقرأ، وإذا قرئت كلّها فهذا يعني انها كتب قليلة العدد إذ من المستحيل ان يسمح العمر بقراءة مكتبة في آلاف الكتب، لا اقول الوقت لا يسمح وانما العمر نفسه لا يسمح ولو عاش المرء ما عاش نوح. ثمة ما هو ممكن وثمّة ما هو غير ممكن، مثلا لنفترض ان شخصا مدمن على التبغ لا يمكن له حتى ولو لم يتوقف فمه عن مصّ نيكوتين التبغ ان يستهلك في النهار "كروز" دخان. لا لأنّه لا يحبّ مثلا وانما لأن وقت استهلاك "كروز" يتطلّب وقتا يتعدّى المتاح لهذا المدمن. الانسان أسير الوقت ولأنه اسير الوقت لا يمكنه ان يقرأ كل مكتبته. مثلا اذا ذهبت إلى شخص عنده من الكتب ما عندي من حيث الكمّ وقال لي: قرأت كلّ الكتب التي في مكتبتي، لقلت له: انت كذاب من سلالة مسيلمة ولو بلع المصحف أمامي. من هنا، أقول: للأسف لا يمكنني ان انهي قراءة الكتب التي في مكتبتي حتى ولو بقيت حبيس أوراقها أربعاً وعشرين ساعة على أربع وعشرين ساعة إلى حين أن يستردّ الله أمانته من بين ضلوعي. سأعطي مثالا عن كتاب اشتريته بالأمس لسبب جملة فيه،" وعن أبي هريرة انه قال:" المرأة كلّها عورة حتى ظُفْرها" ]ص216 [ وهي جملة لن تتقبلها امرأة على ما أظنّ، وانا أعرف طبعا ان فيه جملا اخرى سوف تفيدني في تعزيز فكرة او اضاءة على شرح او اضفاء طرفة على محاضرة. الكتاب هو" كتاب أدب النساء الموسوم بكتاب الغاية والنهاية". الكتاب لا يتكلم هنا على أدب النساء بمعنى الأدب. فنحن نعرف ان كلمة أدب بمعناها الراهن هي وليدة العصر الحديث بتأثير من انفتاح العربي على الغرب. حقق الكتاب كاتب احترم يعيش في العرب هو عبد المجيد تركي وله اهتمامات بنظرة العربي الى المرأة من خلال الذكورة الاسلامية التراثية. اعجبتني ّعورة الظفر" وهي عورة لم اسمع بها من قبل. والعورة الظفريّة ليست عورة عابرة إذ هناك من يعتبر الظفر فعلا عورة. وهنا اتذكر حكاية روتها لي جدتي عن نساء كنّ يعتبرن ان صوت المرأة عورة وعليه كنّ اذا اضطررن للكلام يضعن طرف منديلهن بين شفاهنّ فيخرج الصوت من شفاههن غير صوتهن. اي ان تشويه الصوت ينقله من حيّز الحرام الى حيّز الحلال. ويروي لي ابي ان والدته كان بعد ان تمشط شعرها وتسقط بعض الشعرات تجمعهن وتذهب بهن سرّا الى الحديقة لتقوم بدفن الشعرات ( أو وأدهن) حتى لا ترى الشعرات عين رجل فترتكب الحرام من غير ان تدري لأنّ " الشعرة عورة " وكلمة عورة لها صلة بالعين ولكن من ناحية سلبية، إذ الأعور هو من فقد عينه. وعليه فانّه من الطريف دراسة "العورة" من باب حاسّة النظر. ولكن اضيف ان الكتاب غنيذ بالمعلومات. وليس بالضرورة ان تكون مع المعلومة او ضدّها لتكون المعلومة معلومة أو تنتفي عنها سمة المعلومة. فأنا لا أقرأ فقط ما احبّ، أحيانا اتلذّذ بقراءة ما أكره اكثر مما اتلذذ بقراءة ما احبّ.فالمعلومة لا علاقة لها بالأخلاق، والا كان يجب مثلا ان انفي ديوان ابي نؤاس من مكتبتي، وكتاب الف ليلة وليلة، وكل الكتب التي تتناول أمورا لا احبّذها على المستوى الحياتيّ، ولكان عليّ ان أرمي بكتاب "يتيمة الدهر" للثعالبي من الشبّاك لأن فيه حكايات او ابيات شعر من تحت الزنار، وان اضع شعرالفرزدق في سلّة المهملات لأنّه بذيء اللسان لا يتورّع عن استخدام أقذع الألفاظ في شعره. ولست من محبّذي من يريد أن يكون ملكا اكثر من الملك، ولو كان كل الفحش الموجود في التراث العربي يستدعي الحذف لكان فعل ذلك أبو حنيفة، او الشافعي، أو الخلفاء الأتقياء. ووجوده الى اليوم لهذا التراث الفاحش يعني غضّ نظر الأخلاقيين عن اعمال غير الأخلاقيين. وليس هناك تفسير آخر يبرر بقاء خمريّات أبي نؤاس وغلمانيّات أبي نؤاس على قيد الحياة.

التراث كوكتيل متعدد النكهات.

احيانا انظر الى التراث نظرتي الى اي بيت او قصر، فأقول ما قيمة قصر ليس فيه حمّام؟ واين تطيب الحياة أكثر في بيت بسيط لا يخلو من حمّام أو الإقامة في قصر ولكن يخلو من الحمّام، لأنّ صاحب القصر لا يريد تلويث قصره الطاهر بمكان مخصص للقاذورات. الكلّ فيما أظن يفضل البيت المتواضع على القصر المنيف الخالي من "الكنيف"( والكنيف كلمة عربية تعني الحمّام). هكذا ارى تراثنا، لا يمكن الاستغناء لا عن الصالون ولا عن الحمّام بل يمكن ان تقوم غرفة الجلوس بدور الصالون ولكن من يقوم بدور الحمّام؟

وهناك كتاب "اخبار النحويين البصريين" للسيرافي وهو من كبار النحاة اشتريته كرمى لعيني قصيدة، وهي ليست قصيدة بكل معنى الكلمة ولكنذها معاناة الناس مع النحو، وكيف يمكن للنحو ان يوصل من يشتغل عليه الى حافّة الجنون.


تفكرت في النحو حتى مللت
وأتعبت نفسي له والبدن
فكنت بظاهره عالما
وكنت بباطنه ذا فطن
خلا أن بابا عليه العفا
ء للفاء ياليته لم يكن
وللواو باب إلى جنبه
من المقت أحسبه قد لعن
إذا قلت هاتوا لماذا يقا
ل لست بآتيك أو تأتين
أجيبوا لما قيل هذا كذا
على النصب قيل لإضمار " أن "
فقد كدت يابكر من طول ما
أفكر في أمر أن أن أجن


والآن أضع عناوين الكتب التي اشتريتها امس مع أسماء مؤلفيها أو مترجميها.


1. سيمياء المرئي: جاك فونتاني

2. سيميائيات الانساق البصرية: امبرتو ايكو،

3. استراتيجيات التواصل الاشهاري: سعيد بنكراد وآخرون

4. كتاب الانصاف والتحرّي، في الظلم والتجرّي عن ابي العلاء المعري: ابن العديم الحلبي

5. التواصل والتحادت باللغة الصينية:

6. الدماغ وكيف يطور بنيته وأداءه: نورمان دويدج

7. حكم صينية:

8. الشاي في الثقافة الصينية

9. علم اللغة النفسي: اعداد عبد العزيز العصيلي

10. مدخل الى المناهج النقدية في التحليل الادبي: مجموعة مؤلفين، اعداد الصادق قسومة

11. سيمياء الكون: يوري لوتمان، ترجمة: عبد المجيد نوسي،المركز الثقافي العربي

12. جوهر ديانة الشينتو، قلب اليابان الروحي" موتوهيزا ياماكاجي، تر.امال الحلبي، المركز الثقافي العربي

13. خطاب الجنس: هيثم سرحان، المركزالثقافي العربي.

14. القاموس الموسوعي الجديد لعلوم اللسان: اوزوالد ديكرو وجان ماري سشايفر، تر. منذر عياشي

15. معجم مصطلحات السيميوطيقا: برونوين ماتن و فليزيتاس رينجهام، تر. عابد خزندار

16. تاريخ الفلسفة في الاسلام: ت.ج. دي بور، تر. محمد عبد الهادي ايو ريدة

17. في علم الكتابة: جاك ديريدا، تر.انور مغيث و منى طلبة

18. محاضرات في علم الدلالة: نواري ابو زيد

فصول في السيميائيات: نصر الدين بن غنيسة

19. التحليل النصي: رولان بارت

20. علم العنونة: عبد القادر رحيم

21. جوجل عندما تتحدى اوروبا: جان بويل جانيني

22. الكتابة فعل حب: حول اندرسن

23. ذم ّالثقلاء: محمد بن المرزبان، منشورات الجمل

24. سيميائيات الاهواء: غريماس، تر. سعيد بنكراد

25. في اللسانيات العامة، مصطفى غلفان، دار الكتاب الجديد

26. العرب والانتحار اللغوي: عبد السلام المسدي، دار الكتاب الجديد، تونس

27. موسوعة الامثال الشعبية المصرية: محمد البطل

28. الاحاديث المطربة: ابن العبري، دار المشرق

29. رسالة آداب المؤاكلة: بدر الدين محمد الغزي، منشورات الجمل

30. اثر الديارات في النتاج الادبي العباسي: كارين صادر، دار المشرق

31. قطب السرور: ابو اسحاق القيرواني، منشورات الجمل

32. كلمات: يوسف زيدان، مكتبة الاسكندرية

33. الفصاحة: توفيق علي الفيل، الكويت

34. من قضايا المشترك في اللغة العربية، دراسة دلالية، صابر محمود الحباشة

35. التواصل غير اللفظي في الحديث النبوي، مهدي عرار

36. طرق العرض في القرآن: بن عيسى باطاهر

37. نحاة القيروان: يوسف احمد المطوع

38. موت النص: محمد ابو الفضل بدران

39. الغناء والقيان والمغنون في شعر ابن الرومي

40. الاحتباك واساليب الاحتجاج في القرآن الكريم: ثناء عيّاش

41. المساواة وقضية الاداء في البلاغة العربية:محمد مشرف خضر

42. المصطلح النقدي في القرن الثالث بين النظرية والتطبيق: محمد علي الشريدة

43. عمائر المنمنمات الاسلامية: محمد مهدي حميدة

44. تاريخ العباسيين : ابن وادران، دار الغرب الاسلامي

45. كتاب المجالس والمسايرات: القاضي النعمان بن محمد (مؤرخ الاسماعيلية في العصر الفاطميّ، دار الغرب الاسلامي

46. كتاب ادب النساء: عبد الملك بن حبيبادب العلماء: محمد سويسي، دار الغرب الاسلامي

47. الحقيقة والمجاز، الخط العربي في ميزان الجماليات الانسانية المعاصرة: مجموعة مؤلفين

48. فيم تفكر الصين: مارك ليونارد، تر.هبة عكام، الدار العربية للعلوم ناشرون

49. من اسرار اللغة: ابراهيم انيس، مكتبة الانجلو المصرية

50. اعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس:محمد دياب الاتليدي، دار صادر

51. صنع في الصين: دونالد سول، و يونغ وانغ، تر. هلا الخطيب، الدار العربية للعلوم ناشرون

52. نظرية المعنى بين التوصيف والتعديل والنقد: احمد الودرني

53. الشعر والمال: بحث في اليات الابداع الشعري عند العرب من الجاهلية الى نهاية القرن الثالث الهجري: مبروك المناعي.

54. انبئوني بالرؤيا: عبد الفتاح كيليطو، دار الآداب

55. اخبار النحويين البصريين: السيرافي، دار الجيل










أضف الى مفضلتك
  • del.icio.us
  • Digg
  • Facebook
  • Google
  • LinkedIn
  • Live
  • MySpace
  • StumbleUpon
  • Technorati
  • TwitThis
  • YahooMyWeb

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التصنيفات :
أسماء, قراءة, مقتطفات من سيرة ذاتية | السمات:
أرسل الإدراج | دوّن الإدراج



تعليق واحد على “في بهو معرض بيروت الدولي الكتاب”


  1. أشعر انني كنت بجوارك واتجول معك في اجنحة معرض بيروت للكتاب .. ناقشنا سوياً كتاب الشاي في الثقافة الصينية، واستمتعنا بالحكم الصينية، وتنبئنا فيما تفكر الصين
    وهل تسمح لي أن اضيف كتابين الى مكتبتك .. الكتاب الأول هو (ديوان المتنبي) الذي انتقيته لك من احدى مكتبات حي الحسين بقاهرة المعز، والثاني ديوان شعر للشاعر أكرم عبدالسميع بعنوان (تحت القبة شيخ)
    والله يزيد ويبارك في كتبك ومكتبتك وكتاباتك .. ولا يفوتني ان اشاركك جملة رائعة سمعتها في الامسية الادبية الاخيرة في القاهرة وهي : “من لا يقرأ لا يكتب”
    مع خالص تحياتي
    همت