الاثنين، 27 أكتوبر 2014

حوريات

ليس من هواية الحوريّات ممارسة الجنس مع الأشلاء.

مقامات أبي القاسم الحريري

مقامات أبي القاسم الحريري لعبة صوتيّة وشكلية، لعب بالحروف المتشابهات ( س ش)، ( ب ت ث) الخ.
حيث تتحوّل النقاط إلى ساحات دلالية يصول فيها ويجول
في اللغة العربية مياه لا تروي هي مياه السراب، ومن يتأمّل على المستوى الشكليّ الفارق بين السراب والشراب يكتشف ان النقاط الثلاث التي تشبه قطرات الماء تبخرّت عن سطح السين في السراب فآل الشراب المنتظر خيبة أمل فم عطشان
في مقامات الحريريّ نجد هذا النمط الذي يلعب بالشكل والمعنى

فتاة اسمها ايزيس

فتاة من استراليا تحولّت حياتها الى جحيم.
والدها يحب الأساطير الفرعونية فاختار لابنته اسم "Isis"، وهو اسم من اسماء آلهة مصر القدامى.
لكن الفتاة تحولت حياتها بسبب اسمها جحيما.
ف "ISIS" هو مرادف اسم داعش في اللغة الانكليزية.
وصار رفاقها يسخرون منها ومن اسمها فهي في نظرهم " داعشيّة".
ماذا تكون حالة فتى اسمه مثلا " داعش".
اناس كثيرون ضحايا اسمائهم، لي صديق متزوّج من فرنسية ولكنه اختار لابنه اسم جهاد، اسم جهاد اسم لا غبار عليه، ولكن مع تبدّل الأحوال صار اسمه في فرنسا مشبوها، فالجهاد اقترنت بصفة هي " الاسلامي"، وحين ذهب الى فرنسا رأى من الأفضل حذف حرف الهاء ةالاكتفاء ب " جاد"، حتّى لا يعيق حياته اليومية

اللعب بالدلالات

التعليق على الصورة قد يلعب بالصورة، والتعليق على حدث قد يغيّر مجرى الحدث، والتعليق على فكرة قد يلعب بمعنى الفكرة.
التعليق لا يؤمن مكره وشرّه وألاعيبه.
على حواسّ المرء أن تبقى حذرة جدّا ممّا تسمع وترى وتلمس وتذوق وتشمّ.
فقد يقول لك أحد الخبيثين ان فلانا الفلانيّ قد قال كذا. وهو استشهد بما سمعه من فلان الفلانيّ، ولكنّه يكذب لأنّه يلعب بالديكور، فقد يكون اخذ " جملة " أو " فقرة" من فكرة، فعرّاها من سي
اقاتها وملابساتها.
التعرية ليست بعيدة من الملابسات / اللباس!
نقل لك بصدق وأمانة لخبثه الشديد ما سمع بعد ان أمّن أرضية تحريف المعنى من خلال تجريد المعنى ونقله من جوّ إلى جوّ آخر.
انظر إلى " مانشيت" الجريدة مثلا فقد تكون عبارة عن عبارة نطق بها فم ولكن ضمن سياق.
وقد ترى المانشيت في جريدتين ، في جريدة " المستقبل" وجريدة " الأخبار" فيصير الخبر خبرين، والمعنى معنيين، وذلك بسبب ان الجوّ في "المستقبل" يغاير جوّ "الأخبار".
وقد تكون مشاعرك مع المستقبل او الاخبار فتبلع الطعم وأنت " مانك حاسس".
لا تأمن لأي جريدة تعبر عن شعورك. الأمان كالمربّع الأمنيّ لا تعرف متى تنهمر عليه القذائف!
إحذر ما تأمن!

نقابة الموتى

 
شعر الموتى بقرف شديد من الأحوال التي آلت اليها الأحوال، واستنكروا ان تزجّ بينهم أشلاء التفجيريين الذين يحوّلون أجسادهم الى قنابل وأحزمة ناسفة ويقتلون بها أقرباء لهم أبرياء.
فقرروا التعبير عن سخطهم ، وعدم رضاهم بوضع اشلاء القتلة بينهم، وطالبوا ببناء مقبرة خاصّة بالمجرمين، والاّ فإّنهم سيتصرّفون تصرفا لا يرضي عوائل القتلة.
خاف الأحياء من سلطان الموتى الذي لا يقهر، وهكذا قامت عوائل "الانتحاريين" بمطالبة الدولة ببناء مقبرة خاصّة بهم، اذ انهم لم يعرفوا ماذا يدور في خلد الموتى؟ فقد يرمون بأشلاء ذويهم خلف اسوار المقابر نهبة لطيور جائعة.
أذعنت الدولة لرغبات الطرفين، فتنفّس الموتى الصعداء في مقابرهم التي خلت من القتلة والمجرمين واللصوص.
من قال ان الميّت الآدميّ لا يشعر بالّإهانة حين لا تفرق بينه وبين مجرم، أو لصّ، أو قاطع طريق، او خاطف أطفال، أو مغتصب نساء؟
اليس من حقّ الميت الآدميّ أن يخاف على سمعة هيكله العظميّ؟

الأربعاء، 22 أكتوبر 2014

樂 / 乐 السعادة نغمة موسيقية


 

 

بعض الرموز الصينيّة لا تخلو من دلالات طريفة. تدفع المرء إلى التفكير بأمور لا تسمح له بها لغته.

ومن هذه الرموز رمز / ( الأول رمز مبسّط والثاني الرمز القديم)

لهذا الرمز لفظان، اللفظ الأوّل " ليه" ويعني الفرح، ولفظ آخر " يويه" ويعني الموسيقى.

بعض اللغات يكثر فيها الجناس الصوتي لا المكتوب.

ففي الفرنسية مثلا تجد كلمتين وكل كلمة تكتب بطريقة مختلفة ولكنهما في التلفظ يتجانسان ككلمة " sot" مثلا التي تعني الغبيّ وكلمة sceau التي تعني الختم، أو saut التي تعني القفزة.وكلها لها لفظ واحد بغض النظر عن طريقة كتابتها بسبب ان الحرف الفرنسي مراوغ كبير، فالسين تاء كما في nation مثلاً، والسين زيناً كما في raison ، ولكن ان تجد كلمة واحدة تكتب بشكل واحد ولها لفظان فهذا ما تتميّز به اللغة الصينيّة.

إن الربط الطريف بين الموسيقى وبين الفرح يعلى من شأن الموسيقى. ومن يعرف التراث الصينيّ يعرف ان احد اهم كتب التراث الصيني كتاب يحمل عنواناً شديد الوقع والإيقاع وهو كتاب الأغاني诗经 shi jing.

والأغنية لا تكتسب حضورها الفاتن الاّ بعد سريان النغم في عروق الكلمات سريان الدم في الشريان.

والطريف أيضاً ان كلمة الموسيقى اذا وضعت فوقها مفتاحا دلاليا وهو مفتاح العشب

يصير معك رمز الدواء، والمعروف ان الطبّ الصينيّ يقوم في جوهره على الأعشاب بخلاف الطب الغربي.

وهكذا ترى عينك ذلك الرابط البيّن بين الموسيقى والفرح والعافية.

يْوِنْ تْشِيْ运气



الحظّ
ترجمة كلمة الحظّ في العربية لا تكشف عن دلالة الكلمة في دلالتها الصينيّة.
إذا تأمّلنا كلمة الحظّ الصينيّ حرفيا فإنّه يمكن أن يترجم إلى " الريح التي تحرّك السحاب"

وهذا يعني ان الحظّ شيّ متحرّك، فالريح حركة غير مرئية الاّ في آثارها، الريح لا ترى ( في العربية الصلة بين الريح والروح غير المرئية واضحة!).
وكذلك الغيمة التي تتحرك بفعل الرياح.
الحظّ لا يتعامل مع الإنسان السلبيّ، ولا يحبّ الإنسان التنبل، الحظ الصينيّ يرتاح مع من ينتهز حركة الرياح لاصطياد غيمة.
الحظّ غيمة سابحة في الجوّ!



الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

الشفاء خدعة

أصيب أحد الملوك، في قديم الزمان، بشلل أقعده وعجز الأطبّاء عن شفائه. سمع الملك بوجود حكيم في المملكة المجاورة، ولكن الحكيم رفض الحضور لمعالجة الملك. طلب الملك من مجموعة من خلّص جنوده الذهاب الى الحكيم وخطفه وجلبه مقيّدا.
وصل الحكيم المقيد الى بلاط الملك مقيًّدا ومظهرا غضبا عارما.
لقد أهنتني ايها الملك، وإن أردت العلاج فأنّه عليّ ان أبقى وإياك بمفردنا.
انسحب الحضور، وهنا سلّ الحكيم خنجرا وقال مخاطبا الملك: 
لا بدّ من غسل العار الذي ألحقته بي، 

طاش صواب الملك وراح يركض متجنبا ضربات الحكيم .
وهنا انتهز الحكيم الفرصة للهروب من نافذة الغرفة.
انتبه الملك بعد فرار الحكيم إلى أنّه استعاد عافية قدميه.
ان محاولة قتل الملك ولّدت عنده حقدا يكبر مع الأيّام ضدّ الحكيم .
ان الحكيم كان مخادعا.
ولكن الشفاء كالحرب خدعة!

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

حرف جرّ



على متانة الافعال ، تبقى، في بعض الأحيان، دلالتها بحرف الجرّ الذي يمنحها المعنى الناجز.
انظر إلى فعل " رغب"، إنّه بلا حرف جرّ عاجز عن إعطائك المعنى الناجز.
ف" رغب في" يعني نقيض " رغب عن".
الفعل هنا لا يفصح لك عن معناه الاّ بحرف معناه في غيره!
حرف الجرّ يغيّر وجهة الرغبة!

حيرة طالب جامعيّ


على الطالب، في السنة الثالثة في قسم الأدب العربيّ في

الجامعة اللبنانية، كلية الآداب، ان يختار بين المسار اللغويّ والمسار الادبيّ. وهنا يحتار الطالب. ماذا يختار؟ الحيرة مشروعة، والوقت ضيّق. وهي حيرة كنت قد وقعت فيها حين كنت في السنة الرابعة بحسب المنهاج القديم. ولكن اخترت المسار بناء لطريقة قد لا يرضاها كثير من الطلاب فهي لا تخلو من بعض المشقّة الشيّقة، والتعرّج في الدرب. لم اختر ما احبّ، اخترت ما لا احبّ. فضّلت ما لا احبّ على ما أحبّ. اخترت اللغة لأنّ ميولي أدبية. واخترت متابعة التخصص في حقل الالسنية لأني اميل الى دراسة الأدب لا اللغة. قد يرى البعض في اختياري شيئا من العبث او اللامنطق. اعترف بأنيّ لست من عشّاق المنطق كثيرا في الحياة، ولهذا السبب تولعت بالفكر الصيني الذي لا يعير المنطق كبير اهتمام. الا ان هذه حكاية اخرى.
اخترت ما لا احبّ حتى لا اخسر ما احب وما لا احبّ.
كلامي ليس بغرض اللعب على الاضداد هنا.
كيف؟
ميلي الأدبي سيبقيني على صلة حارّة بالأدب مهما كانت الظروف. لن يبعدني شيء عن الأدب، وعليه فإنّ عدم تخصصي بالأدب لن يبعدني عن الأدب. ولو اخترت المسار الأدبي لكنت أرضيت ميلي من ناحية، وجلبت الضرر الى نفسي من حيث لا ادري إذ لكنت ابتعدت عن عالم اللغة، وضمرت صلتي باللغة ومفاتنها، وهذا طبيعي بسبب عدم ميلي له، ولكان ميلي عائقا امام اكتمال الأدوات اللغوية الضرورية للتمتع بالأدب، وتحسس مواضع جماله، ومعرفة تشريح اسباب الجمال حرفا حرفا، وتركيبا تركيبا.
فالأدب صناعة لغوية.
اللغة عجينة الأدب، كيف اشتغل بالأدب وأنا لا املك العجينة.
مرّ الوقت ، اكتشفت ان خياري لم يكن خيارا سيئا.
ولو عادت الايام الى الوراء لقمت بالاختيار نفسه مع تغيير وجهة مكان الدراسة. كنت ذهبت الى بكين لمتابعة الدكتوراه وليس الى باريس.