السبت، 22 أبريل 2017

البيولوجيا والحكاية


حين يحدث تطوّر ما في علم من العلوم، فإنّ ذلك يعني أنّ تطوّراً آخر في ميدان آخر سيحدث حكماً. فالعلوم تتلاقح، ويأخذ بعضها من بعض، ويستوحي بعضها من بعض. علم اللغة، على سبيل المثال، ترك بصماته في مجالات متعدّدة، وبشكل طريف، في تصنيف الطعام!
 هل من الممكن أن يستخرج المرء من " الحركات" الصوتيّة، أي من الفتحة والضمّة والكسرة قاعدة غذائيّة عامّة عابرة للحضارات؟ وما دور علم البيولوجيا في تطوير دراسة الحكاية الخرافية بل وفي تطوير دراسة المعلّقات العشر؟ قد لا يجد المرء علاقة بين الحكاية الخرافيّة والحركات الصوتيّة والبيولوجيا. ولكن ليس هذا ما تقوله الوقائع. فخفاء العلاقات عن الأنظار لا يعني عدم حضورها الفاعل.
بالنسبة لعلاقة الحركات الصوتية بالغذاء، سوف أحيل إلى عالم الإناسة كلود ليفي ستروس، وهو عالم جليل ومؤسّس ما يعرف بـ"البنيويّة الانتروبولوجيّة". اهتمّ بدراسة الأساطير لدى الشعوب البدائيّة، واهتمّ أيضاً بأنماط الطعام. فالطبخ نقلة حضاريّة. كانت قراءته للطعام من منطلق أنّ الإنسان يعيش في عالمين: عالم طبيعيّ وعالم ثقافيّ. والعالم الطبيعيّ ليس مفصولاً عن العالم الثقافيّ، فالحدود بين ما هو طبيعيّ وما هو ثقافيّ لزجة، ومتداخلة. هذا ما أظهره كلود ليفي ستروس في دراسته التي تناولت المثلّث الغذائي بتفرّعاته العديدة: المشويّ، المسلوق، المقليّ، المدخّن وطبعاً النيء. ولكن من أين جاءته فكرة " المثلّث الغذائيّ"؟
التقى كلود ليفي ستروس بالعالم اللغويّ رومان جاكوبسون، وهو من مشاهير علم اللغة. ومن هذا اللقاء ولدت فكرة " المثلّث الغذائيّ" في ذهن كلود ليفي ستروس، وربّما ما كان لها أن تولد لولا ذلك الاتصال العلميّ الحميم بينه وبين جاكوبسون، ولهذا العالم اللغويّ القدير مساهمات مرموقة في مجال علم الأصوات، والنظريّة الشعرية، والوظائف اللغويّة، وكان قد تناول فكرة "المثلّث الصوائتيّ" أي الفتحة والضمّة والكسرة، وهي الصوائت الأساسيّة التي تتفرّع منها كلّ الصوائت الأخرى التي نجدها في اللغات. فكلّ " حركة" وهو ما يعرف في الفرنسيّة بالـ voyelle  تتولّد من مزج بين اثنين من هذه الصوائت، فما يعرف بـ"الإمالة" في العربيّة، على سبيل المثال، ليس أكثر من ميل الفتحة نحو الكسرة، وهذا الميل ينتج " وحدة صوتيّة" في نظام لغويّ ما، أي أنّ هذا المثلّث الصوائتيّ يشبه إلى حدّ ما المثلّث اللونيّ الأساسيّ وهو: الأزرق والأصفر والأحمر الذي تشعّ منه كلّ الألوان.
استوحى كلود ليفي ستروس من الحركات الثلاث الأساسيّة مثلّثه الغذائيّ: النيء، والمطبوخ، والمعفّن. وقد يستغرب المرء إدراج المعفّن كضلع من أضلاع هذا المثلّث، ولكن أكتفي، هنا، لإزالة الاستغراب بنوع من أنواع الجبنة، حيث تدخل العفونة كصفة من صفاتها، وهي "الجبنة المعفّنة". وراح يصنّف الحضارات بناء لهذا المثلّث الغذائيّ، على شاكلة تصنيف اللغات بناء لمثلّثها الصوائتيّ وتفرعاته.
هذا ما قصدته بالدور الذي يلعبه علم ما في الكشف عن آليات علم آخر، وسأعطي مثالاً آخر هو دور البيولوجيا في دراسة الحكاية الخرافيّة. لقد استوحى فلاديمير بروب من علم البيولوجيا، وتحديداً نظريّة دارون التي عرضها في كتابه " أصل الأنواع"، طريقة في تحليل الحكاية الخرافيّة في كتابه الشهير " مورفولوجيا الحكاية"، وهو لم يأخذ مفردة المورفولوجيا من علم اللغة وإنّما من علم البيولوجيا، والفقرة الأولى من كتابه تشير إلى ذلك فيقول: " تعني كلمة مورفولوجيا دراسة الأشكال، وفي علم النبات، فإنّها تنطوي على دراسة الأجزاء المكوّنة للبنية، وعلاقة الأجزاء بعضها ببعض، وعلاقة كلّ جزء منها بالمجموع، وبشكل آخر، فإنّها تعني دراسة بنية النبتة.
ولكن أحداً لم يخطر له في البال إمكانيّة لوجود مفهوم مورفولوجيا القصّة أو إطلاق تعبير من هذا النوع، وذلك على الرغم من أنّ دراسة الأشكال ووضع القوانين التي تحكم البنية أمر ممكن في ميدان القصة الشعبيّة والفولكلوريّة، وبنفس الدقّة التي تضاهي مورفولوجيا التشكيلات العضوية.
وإذا كان لا يمكن لهذا الإثبات أن ينسحب على القصّة في مجملها، بكلّ ما في المصطلح من شمولية، فإنه ينسحب عليها عندما يتعلّق الأمر بما يسمّى بالقصص العجيبة".
ومفردة "مورفولوجيا" أضحت من مصطلحات علم اللغة أيضاً بمعنى "الصرف". والصرف اللغويّ كما يلحظ المرء هو تلك التحوّلات التي تطرأ على الجذر الواحد أو الشكل الواحد. وثمّة في الصرف ثابت ومتحوّل أغلب الأحيان، فبين " مدرسة" و "دارس" نجد أن الدال والراء والسين من الثوابت بخلاف الميم والتاء والألف. وراح يستشكف الثابت والمتحوّل في عالم الحكاية،  ويدرس الحكاية كما لو أنّها " نبتة"، فوجد أنّ الحكاية تشمل إحدى وثلاثين وظيفة، هي على التوالي: النأي ( كغياب فرد من أفراد العائلة) ، المنع ( كأمر بعدم الخروج من البيت، أو عدم دخول غرفة من غرف البيت، هل تخلو حكاية خرافيّة من منع وخرق لهذا المنع؟)، التعدّي، الاستنطاق، الإخبار، الخداع، التواطؤ، الإساءة، الوساطة، بداية الفعل العكسيّ، الانطلاق، التجربة، ردّ فعل البطل، استلام الأداة السحريّة، التنقّل، المعركة، العلامة، الانتصار، الإصلاح، العودة، المطاردة، المساعدة، التخفّي، الادّعاء، المهمّة الصعبة، المهمّة الناجزة، التعرّف، افتضاح،  التغيير، العقاب، الزواج . وإذا تمهّل القارىء في قراءة الوظائف وأخرج من ذاكرته حكاية خرافيّة، سوف يلحظ حضور هذه الوظائف أو أغلبها في الحكاية التي تذكّرها. ولا تخلو ذاكرة من حكاية خرافيّة إلاّ إذا تعتعها الألزهايمر!
إنّ تناول كلّ وظيفة من هذه الوظائف يفيض عن حجم المقال، من جهة، ثمّ من جهة ثانية، لم يكن الغرض تناول نظريّة فلاديمير بروب بتفاصيلها الغنيّة، وإنّما الإشارة الى الدور الذي لعبه علم البيولوجيا في صياغة نظريته حول الحكاية الخرافيّة، وهي نظريّة استلهمها كثيرون من بعده لا في دراسة الحكاية الخرافيّة وحسب وإنّما في دراسة القصّة والرواية وحتّى الشعر كما فعل الناقد كمال أبو ديب في كتابه " الرؤى المقنّعة" الذي درس فيه المعلّقات العشر دراسة دسمة.
مؤرّخو علم اللغة الحديث يشيرون إلى أنّ المنهج التاريخيّ في دراسة اللغة خرج من عباءة البيولوجيا، ولكن الحياة دين ووفاء كما يقال، فلقد شعرت البيولوجيا في مكان ما أنّها بحاجة إلى علم اللغة لفهم ما يسمّى بالـ " ADN " فاستعارت منه عبارة "  ( ألفباء) الحمض النووي"!
بلال عبد الهادي



بركة النبي اسحاق


قصص الأنبياء تتلوّن تفاصيلها من كتاب مقدّس إلى آخر.  في هذه المقالة سأتناول قصّة حصول النبيّ يعقوب على البركة من أبيه إسحاق بحسب رواية سفر التكوين، وهو فاتحة أسفار التوراة.
سأبدأ من اسم يعقوب، والتسمية لدى الشعوب القديمة السامية وغير السامية شديدة الطرافة وغنيّة في الدلالات. ومن يتتبّع سيَر الأسماء بدءا من اسم آدم وحوّاء يخرج بمجموعة وافرة من الأفكار. وغالباً ما نجد في تسمية الأنبياء أو ألقابهم في التوراة وغيره من الكتب المقدّسة للشعوب كما في أساطير الهنود واليونانيين واليابانيين والصينيين تبريرات كانت وراء اختيار هذا الاسم أو ذاك. وهي تبريرات تتحوّل إلى ما يشبه خارطة طريق للمصائر. بالنسبة لاسم يعقوب فإنّه توصيف للحظة خروجه من بطن أمّه، وهيئته حين أطلّ إلى الدنيا. في الإصحاح الخامس والعشرين  حديث عن مشقّات حمل رفقة زوجة النبيّ اسحاق، حيث تقول لنفسها: إن كان الأمر هكذا فما لي والحمل؟ فيحدثها الربّ عما في بطنها: إنّ في جوفك أمّتين، ومن أحشائك يتفرّع شعبان، شعب يقوى على شعب، وكبير يُستعبد لصغير، فلما كملت أيّام حملها إذ في جوفها توأمان. سمّي الأول عيسو لأنّه كان أكلف اللون كفروة شعر، بينما استمدّ يعقوب اسمه من طريقته في الخروج من جوف أمه، إذ خرج " ويده قابضةٌ على عقب عيسو فدعي يعقوب". وكانا توأمين مختلفين في البنية والأمزجة، فعيسو يستهويه الصيد بينما يعقوب يحبّ الإقامة في الخيام. ولقد مالت نفس اسحاق إلى عيسو، ولكنّ قلب رفقة مال إلى يعقوب.
نعرف أنّ للبكر حظوة لدى الشعوب الشرقيّة بشكل عام، فهو بمثابة وليّ العهد، وهو الذي يمنح الأب كنيته. ألا يغيب اسم الأب خلف اسم الابن في عبارة " أبو فلان"؟ في الإصحاح السابع والعشرين تتضّح صورة الخلاف بين رغبة الأب ورغبة الأم، وتتغلّب في النهاية رغبة الأم على رغبة الأب باستعمال الحيلة. يفتتح الإصحاح بوصف حالة اسحاق وقد شاخ وضعف نظره وشعر بدنوّ أجله، فقال لعيسو ولده المفضّل: "هاأنذا قد شخت، لا أعلم يوم موتي، والآن خذ أداتك وجعبتك وقوسك وإخرج الى الصحراء، وصد لي صيداً وأصلحه لي ألوانا كما أحبّ وأتني به فآكل لكي تباركك نفسي قبل أن أموت." ( الإصحاح 27، 2-4). يظهر النص نيّة اسحاق الواضحة في منح البركة لعيسو وليس ليعقوب.  وهذه النيّة المعلنة تناهت إلى سمع رفقة التي راحت من فورها إلى تحضير ما يبطل مفعول نيّة إسحاق، فهي تريد أن تكون البركة الإسحاقيّة من نصيب يعقوب لا من نصيب عيسو، وما كان ذلك ليتمّ إلاّ باتباعها وسيلة تخدع بها عيني اسحاق الضعيفتين، وضعف نظر اسحاق كان المدخل إلى تحقيق رغبة رفقة.  وهي لن تكتفي باستثمار ضعف نظره بل تريد أيضا أن تخدع باقي حواسّه، ضغف النظر الشديد يحوّل المشاهد أمام الناظرين إلى ما يشبه الضباب، وهنا يطلب النجدة من الحواس الأخرى،  وخصوصا اللمس، وحاسّة اللمس قد تكشف لعبة رفقة، لذا ستقوم بخداع حاسة اللمس أيضا، وتعزّز ذلك بخداع حاسة الشمّ. والإنسان، عند التدقيق، ضحيّة ما تريه إيّاه حواسّه في أغلب الأحيان!
حين سمعت رفقة ما قاله اسحاق لولده عيسو، أسرعت إلى ولدها المفضّل يعقوب، وطلبت منه إحضار جَدْيين من المعز لطبخهما وتقديمهما إلى اسحاق على يدي يعقوب لأخذ البركة, وكانت الأم رفقة قد طبخت الفكرة في رأسها حتى نضجت تماماً. خاف يعقوب من أن يفضح الأب اللعبة، فهو قد كلّ منه النظر، وقد يريد الأب للتأكد من كون الابن الذي أمامه هو عيسو، فيطلب اقتراب عيسو منه للمس يديه، وهنا يسهل كشف الزيف، لأنّ عيسو أشعر، ويعقوب أملس،  فيحصل على اللعنة بدلا من أن يحصل على البركة.  لكن الأم طمأنت قرّة عينها يعقوب، وأقنعته بأنّ هذا لن يكون. فذهب وأحضر جديين، وهما سيقومان بوظيفتين، وظيفة غذائية ووظيفة تمويهية، فجلد المعز جهزته الأمّ لوضعه على الأماكن التي يمكن ان يلمسها يعقوب للتأكد من كون الذي أمامه هو عيسو، ثمّ أحضرت لباس عيسو الفاخر وألبسته يعقوب، ولباس يعقوب الفاخر ليست مهمته تزيين منظر يعقوب في عين أبيه، فالأب لا يرى، ولكن اللباس الفاخر يحمل رائحة عيسو، أي ان اللباس هنا له وظيفة خداع حاسة الشمّ وتعطيل قدرتها المائزة، وكانت رائحة عيسو العابقة من جسد يعقوب تشبه القول الفصل في مسألة البركة. فدخل يعقوب الى والده بصفته عيسو. استغرب الأب من عودته السريعة من الصيد، واستغراب يعقوب كان شكلاً من أشكال الشكّ. فقال يعقوب ان الله سهل له مهمّة الصيد. طلب اسحاق من يعقوب أن يتقدّم صوبه ليجسّه فدنى منه يعقوب فجسّه فعرف ان اليدين يدي عيسو المميزتين بكثافة الشعر، ولكن ارتاب في الصوت، فقال اسحاق: الصوت صوت يعقوب، ولكن اليدين يدا عيسو. بين حاسة اللمس وحاسة السمع ارتاب فم اسحاق فنطق بما نطق، وليمحو ظنّه حاول الاستعانة بحاسة الشمّ فقال لابنه: اقترب مني وقبّلني، فاقترب وقبّله وهنا شمّ رائحة ثيابه، ولكنها ليست ثيابه في الحقيقة وإنما هي ثياب تحمل رائحة أخيه عيسو. فقام ساعتئذ اسحاق بمنح بركته لابنه يعقوب ظنّا منه أنه عيسو. ولعن من يلعنه وبارك من يباركه.
 ولكن الحقيقة ظهرت حين عاد عيسو من الصيد وحضّر الطعام لوالده كما طلب منه  وقدّمه له، فذهل اسحاق وذهل ايضا عيسو حين أخبره اسحاق بما حصل، وكيف أخذ منه  يعقوب البركة " بمكر" حسب الكلمة الواردة في التوراة،  ولكن لا يمكن استرداد البركة، فهي من الأمور التي تتحقق بمجرد التلفظ بها، وتصير كالقدر الذي لا يمكن ردّه، كما لا يمكن منحها مرّتين، فانكشاف الحقيقة، هنا، لا يغيّر شيئا في مجريات الأحداث أو مجريات الأقدار.  فحقد عيسو على أخيه التوأم يعقوب، وقرّر التخلّص منه بعد وفاة أبيه، ولكن، هنا، تدخّلت الأمّ مجدّدا لصالح يعقوب وهرّبته عند خاله، حيث بدأت هناك قصة أخرى.

بلال عبد الهادي  




الأحد، 2 أبريل 2017

الإنسان كائن هشّ


الإنسان كائن هشّ، ماذا تقول عن كائن تعكّر مزاجه #برغشة، او تسرق النوم من عينيه ذبابة؟
ولكن من يدرك انه هشّ هو من حيث المبدأ أقلّ هشاشة ممّن يظنّ انه معصوم من #الهشاشة على طريقة نوح!
ايمانك بهشاشتك حصن منيع!

منطلقات النقد


منطلقات #النقد_الأدبي ليست منطلقات الأدب، المنطلقات الأدبية ليست منطلقات لغويّة. #الأدب ينطلق من تصورات غير لغوية ويعالجها بأدوات لغويّة، بينما النقد ينطلق من تصورات لغويّة هي النصوص التي يعالجها بأدوات لغوية.
وهو أي النقد ، من هنا ، يشبه النحو بقدر ما الأدب يشبه الكلام، الكتب النحوية هي لغة على لغة، والنقد هو لغة على لغة، بينما الأدب ليس لغة على لغة.
الأشياء هي مادة الأدب واللغة أداة تعمل في مادة الأشياء، بينما في النقد، اللغة مادة النقد ، واللغة أداة النقد.

مدرسة الطليان

الأب بيار دحداح كان ناظرا في مدرسة #الطليان ، ويبدو أنّه لم يكن يؤمن بالمحبّة التي دعا إليها#السيّد_المسيح، إذ كان لا يطيب له أن يتجوّل بقفطانه البني في ملعب المدرسة إلاّ وبيده عصا ملساء من فرط " بَرْدَغَتِها " و " جَلْغِها" على أصابع وأجساد الطلاّب الصغار.
 كان من يتأمّل وجه الأب بيار وهو يمارس العنف الكريه يشعر أن وجه الأب يتلألأ بالفرح والانتشاء الروحيّ!

الدين واللغة

لا #الدين الواحد يمنع من التقاتل، ولا #المذهب الواحد يمنع من التقاتل، ولا #اللغة الواحدة تمنع من التقاتل، ولا #اللهجة الواحدة تمنع من التقاتل.
 ما يمنع من التقاتل هو الوعي ! بالمصلحة المشتركة في عدم التقاتل!

المدح والذم


لا تمدحْ من يستحقّ المدح، ولا تمدح من لا يستحقّ المدح. 
فبين المدح ومسح الجوخ #شعرة_معاوية!

#تركيا وإيران وجهان لدين واحد



#تركيا وإيران وجهان لدين واحد. ومن الحكمة أن تكون علاقة العرب مع ايران مثل علاقة تركيا مع ايران، ومثل علاقة #إيران مع #تركيا.
فلا تركيا هي #أردوغان، ولا إيران هي #الخامنئي.
#جلال_الدين_الرومي هو ، بشكل من الأشكال، #إيراني_تركي_عربي .
وثمّة دم مشترك بين #العرب والفرس والترك!
فالمأمون رمز العصر العربي الذهبي أمّه فارسيّة، وأمّ الخليفة #المعتصم المقرون اسمه ب " #وامعتصماه" تركيّة!ق!

عصر الكتابة


الكتابة صارت ضرورة ، في زمن المرئيّ والمسموع، أكثر من أي وقت مضى.
فالمرئي والمسموع يحتاجان لتحققهما إلى الكتابة.
فحتى تصل إلى ما هو غير كتابيّ عليك عبور ما هو كتابيّ. 
المرئيّ الرقميّ أسير الكتابة، يعيش وراء قضبان ألفبائية، وكذلك حال المسموع.
الشفاهة عادت وبقوّة، ولكنها تستمدّ هذه القوّة نفسها من نقيضها، من المكتوب.
 الهاتف المحمول فيه أشياء كثيرة لا علاقة لها بالمكتوب، ولكن من يدقق النظر يكتشف تلك الخيطان الألفبائية الخفيّة التي تلعب دور الأشرعة والمجاذيف في بحر هذه الثورة الرقمية.
 هل يعيش هاتف ذكيّ بلا لوحة مفاتيح ألفبائيّة؟

حديث الاساطير


الأسطورة تلعب دور الاستعارة اللغوية، توجز، ولكن إيجازها يمنح الخيال أجنحة.
والأسطورة لا تحبّ القول المباشر.
كنت أقرأ عن سلطان الكتابة، الكتابة الأبجدية، وعن #قدموس.
تقول الحكاية ان قدموس مخترع الألفباء كان يزرع أسنان التنين في أثلام الأرض لا ليحصد تنانين وإنما ليحصد جنودا مدججين بالقوة. الأسنان كالحراب تمثّل شكلا من أشكال القوّة كالقرون والمخالب.
ما علاقة الأسنان بالحروف؟
وما علاقة الأسنان بالكلمات المكتوبة؟
الأسنان جارحة كالكلمات!
ومن لطف العربية ان الكلمة يجمعها مع الجرح جذر واحد!
"كلم "ثلاثة أحرف يخرج من رحمها أقوال وأهوال. 
الكلمة كالسلاح الأبيض جارحة!

ربط أفلاطون بين حدود المدينة وحدود الصوت



ربط أفلاطون بين حدود المدينة وحدود الصوت، وجعل من أسوار المدينة أسوارا صوتية. آخر مدى يصله صوتك هو حدود المدينة. الصوت حارس أمنيّ. الاستصراخ في العربية يعني طلب النجدة، ( الاستصراخ له مهمة السور) ،الصرخة صوت يتفشّى في المدى، حيث لا يصل الصوت ينعدم التواصل.
لم يكو للصوت قدرة على الوصول أبعد من مداه، فحيث تصبّ أمواجه الصوتية ينتهي.
هذا المدى المحدود لم يعد له وجود.
صوتك يملأ المعمورة، بكبسة زر.
سقطت أسوار المدن، انتهت وظيفتها، اخترق الصوت جدار الأسوار ففقدت قيمتها الفعلية.
صارت الأرض هي حدود كل مدينة وحدود كل بيت.
ولعلّ هذا ما دفع ب #مارشال_مكلوهان الى اعتبار الأرض ليست اكثر من قرية.
قرب الناس من بعضهم بعضا لأنّ الصوت ذهب بعيدا.
كان الصوت هشّا سرعان ما يتبخر بعد خروجه من الفم، استعان المرء بالحيلة ليحبس الصوت، فجعل له صورة هي الحروف، والصورة لا تملك فعالية الشيء المصوّر نفسه، الى ان جاءت المسجّلة الصوتية ، وتمثلت بالراديو العابر للأثير، الراديو أعاد بناء الخارطة الذهنية والفكرية ، وأعاد ترسيم الحدود ، ودفع بالأسوار خارج حدود المدن والدول.