الأحد، 23 ديسمبر 2018

الكتابة على جلدة الرأس


يمكن لمن يرغب من الأصدقاء الأعزاء الحصول على نسخة الكترونية من الكتابة على جلدة الرأس أن يرسل لي بعنوانه البريدي الالكتروني لإرسال نسخة من الكتاب.
مع التحيات لجميع متصفّحي مدونتي.

الخميس، 20 ديسمبر 2018

#ألوان



في الزمن الملوّن تغيّرت علاقة الزمن مع الألوان في بعض أفلام السينما. رحلة الأبيض والأسود لم تزل في بداياتها. الزمن يغيّر الدلالات. وأحبّ طريقة أو نظرة بعض المخرجين إلى #الألوان في تجسيد الفكرة. الأبيض والأسود يحيل بعتمة الأسود فيه إلى عالم الليل، إلى النوم، والأحلام أو #الكوابيس بحسب رغبة المخرج، وهناك مرحلة بين الملوّن والأبيض والأسود وهي الملوّن المجردّ، الناصل، الباهت الذي يشبه #الذاكرة التي تبهت فيها الوان الذكريات، والذكريات تلعب على مروحة #الأحلام والألوان. يستعين المخرج هنا بالألوان الباهتة لتصوير الذكريات وهو باللون يميزها عن الواقع الحيّ والمنام .
قل ان #الابيض_والأسود لأحلام النوم والمجردة لأحلام اليقظة!

أحب رضوى عاشور، احب كتاباتها النقدية كما احب كتاباتها الروائية

أحب رضوى عاشور، احب كتاباتها النقدية كما احب كتاباتها الروائية
. واليوم أقرأ لها كتابها عن كاتب لبنانيّ مرموق هو احمد فارس الشدياق، صاحب سيرة ذاتية من أمتع السير هي:" الساق على الساق فيما هو الفارياق". كتاب لغة وسيرة. كتاب سيرة شخص لغويّ، عشق العربية، وتفنّن في توليد مصطلحات جديدة صارت جزءا من مألوف الكلام.
ويتطلب قراءة السيرة بالا طويلا، اذ يجرّه الكلام الى الكلام فيستفيض في تلوين قوله بصنوف المترادفات. وقد تلهي المترادفات القارىء عن الفكرة البديعة التي تحملها هذه الفقرة او تلك. 
كاتب جريء في زمن كانت فيه الجرأة عملة نادرة.
كاتب يدعو الى تحرير المرأة من سطوة الرجل، وهذا ما نلمسه في كلامه عن الفارياقيّة ( زوجته) في الكتاب.
وللعلم رضوى عاشور المصرية هي والدة الشاعر الفلسطينيّ تميم البرغوثي.

#Hakuna_matata


#هوليوود تحاول أن تقوم بعملية سطو على كلمة سواحلية. واللغة السواحلية لغة واسعة الانتشار نسبيا إذ عدد الناطقين يقارب المائة مليون نسمة في إفريقيا تنتشر على امتداد سواحل شرق افريقيا. واستمدت اسمها من كلمة الساحل العربية. وهي لغة تعتبر العربية والسنسكريتية من مكوناتها المعجمية. وكانت لفترة مديدة تكتب بالحرف العربي الذي تركته كما فعلت تركيا لصالح الحرف اللاتيني.
المهم ان كلمة هاكونا ماتاتا من كلمات او تعابير اللغة السواحلية ولكن هوليوود تحاول السطو على هذا التعبير وتعتبره علامة من جملة العلامات التي تخصها وهذا يعني لا يمكن استخدام هذا التعبير في اي عملية تجارية دون أن يكون لهوليوود الحق في نسب من الارباح.
الأمر ربما غريب في نظر البعض.
كثيرون يذكرون فيلم الأسد الملك الذي انتجته هوليوود واستخدمت فيه هذا التعبير في أغنية مدرجة في الفيلم، فشاعت العبارة خارج حدود منطقة نفوذ الغة السواحلية بفضل الفيلم الهوليوودي، واعتبرت هوليوود وهي التي اعطت هذا التعبير هذا الحضور في العالم أن لها سلطانا عليه وأن من حقها أن تستعمره، وتستثمره ، ومنع اهل اللغة انفسهم من استثماره الا بموجب ترخيص من هوليوود نفسه.
لا يخلو الأمر من بعض العبث.
ولكن العبث جزء من هواية الأقوياء! وإن بدا انهم لا يعبثون.

مقدّمة كتاب" لعنة بابل"



لا أظنّ أنّ هناك كاتباً لا يرغب في رؤية " بنات " أفكاره بين ضفّتي أو دفّتي كتاب. ويبدو أنّ الوقت قد حان لصدور كتابي الأوّل، وهو كتاب، كما سوف يلحظ القارىء، يلامس المسائل اللغويّة بنبرة شخصيّة. تجوال سريع في فهرس عناوين المقالات يبيّن كيفية تعاملي مع اللغة الملتحمة بحياة الناس اليوميّة. كنت قد قرأت، منذ زمن بعيد، عبارة لا يزال يرنّ صداها في ذهني، وأظنّ أنّها تعبّر عن طريقتي في تناول أشياء اللغة في هذا الكتاب إذ يُروى عن حكيم هنديّ جاءه سائل يريد أن يعرف سرّ الفلسفة، وكانت البساطة جزءاً من طبع الحكيم الهنديّ، فقال للسائل: "الفلسفة هي أن تحسن استخدام واو العطف". ومن يتأمّل المقالات الواردة في الكتاب سوف يلحظ ولعي الشخصيّ بهذه "الواو" العاطفة والواصلة بين عالمين، أليس من وظيفة الكتابة، إلى حدّ ما، تسليط الضوء على الصلات المتينة ولكن الخفيّة، أحياناً، بين الأشياء؟ هذا ما سعيت إلى القيام به في هذه المقالات بدءاً من المقال الأوّل "الماء إنْ حكى" الذي حاول أن يميط اللثام عن وجه الشبه المحذوف بين الماء واللغة العربيّة من خلال استنطاق بعض الوقائع اللغوية، مروراً بالعلاقة القائمة بين الكلام والطعام ( ألا يجمع بينهما اللسان؟) في مقال "الكرواسان" أو "المآكل اللغويّة" أو " مطبخ ابن الرومي" مثلاً، ووقوفاً عند أثر الكلام على توجية دفّة المنام والتحكّم بمعانيه، وانتهاءً بالكلام الذي يفيض من أصابع الأخرس وعينيه.

أعرف أنّ البعض قد يستعيذ بالله من شيطان اللغة، فكلمة "لغة" منفّرة، تذكّر بالـ"نحو" ومشقّات الإعراب، وألاعيب الفتحة والضمّة والكسرة بأفواه الناس، كان هذا البعض يلوح في خاطري وأنا أختار مواضيع مقالاتي. كنت، بيني وبين نفسي، أسعى إلى إيقاع من لا يحبّ اللغة في حبّ اللغة، - فأنا من المؤمنين بأنّ كره الإنسان للغته هو وليد سوء تفاهم لا أكثر ولا أقلّ- وأن أشير إلى أدواتها الكثيرة التي يمكن أن يستعملها الإنسان في حياته اللغويّة اليوميّة. لعلّ اللغة هي الشيء الوحيد الذي لا يفارقنا في يقظة أو منام. بها نحبّ، وبها نغضب، بها نحلم، وبها " نفشّ خلقنا"، فهي تبدو لي، أحياناً، كعصا موسى متعدّدة المآرب.

ثمّة أشخاص أحبّ أن أشير إلى دورهم في ولادة هذا الكتاب. أبدأ بالصديق طلال منجّد الذي اقترح عليّ، حين تولّى رئاسة تحرير جريدة " الرقيب" الطرابلسية عام 2004، أن أكتب عموداً أسبوعياً، فوافقت شاكراً له ثقته بكلماتي، واخترت عنوان " كلمة ونَصّ" للعمود، وأعطاني الحرّية في ممارسة هوايتي اللغويّة، فلقد قرّرت أنْ أتعامل مع تخصّصي في علم اللغة الحديث على أساس أنّه هواية حتّى أحافظ على علاقة حميمة مع اللغة، وكانت هذه المقالات نواة هذا الكتاب. وبعد سنة ونيّف انتقل عمودي الأسبوعيّ إلى جريدة " الإنشاء " الطرابلسيّة التي يرأس تحريرها الصديق مايز الأدهمي تحت عنوان " حكي جرايد"، وهو عمود لا أزال أكتبه لغاية اليوم، وهنا لا يسعني إلاّ أن أشكر الصديق مايز الأدهمي الذي كان يغريني بلمّ شمل مجموعة من المقالات ونشرها في كتاب. وأـختم بشكر رفيقة القلب والدرب سوسن الأبطح التي لا يمكن لكلماتي أن تنكر فضل عينيها.

لا أعرف ما هو المصير الذي ينتظر هذا الكتاب، فمصائر الكتب مثل مصائر الناس، لا يمكن لأحد أن يتنبّأ بالمسار الذي تبيّته لها الأقدار. أمنيتي، في أيّ حال، أنْ ينعم الكتاب برضى القرّاء ومحبّتهم، وأن يكون قد استطاع أنْ يقدّم لهم فكرة ولو بسيطة، أو خدمة ولو رمزيّة، أو لحظات من المتعة مع الأخبار التي تضمّنتها دفّتاه، وأن يكون قد أشار إلى الأبواب الخلفيّة الكثيرة التي يمكن أن ندخل منها إلى عالم اللغة الفاتن والبهيّ.


                                                               









الاثنين، 10 ديسمبر 2018

كنت قد طالعت من قبل كتاب بلال عبد الهادي لعنة بابل واعجبت به جدا


كنت قد طالعت من قبل كتاب بلال عبد الهادي لعنة بابل واعجبت به جدا. ليعلن منذ مدة قصيرة نفس المؤلف صدور كتاب آخر له. كتبت له هذا التعليق ليعيد نشره كالتالي:

علّق الأستاذ Younes Ben Amara مشكورا على إعلاني لدنوّ صدور كتابي الثاني #الكتابة_على_جلدة_الرأس بما يلي:
” حسب الكتاب الاول تحليلاتك رائعة، وبعضها غير مسبوق فيها. تناولك للغة مميز يسلمو يديك على الابداع 🙂 . القاريء الذي يقرأ لك الكتاب الاول سيبدأ في تحليل لغته ولهجته وهي اللوثة الجميلة التي يصاب بها بعد انتهاء الكتاب.
أرجو أن يكون الثاني ترياقا وتحلية للأول :)”.
تعليق على التعليق:
أشكرك أستاذ يونس على هذا التشجيع، وأرجو أن لا يخيّب الكتاب الثاني ظنّك الأدبيّ، وظنّك اللغوي.
سيكون الكتاب جاهزا، إن شاء المولى، في اليوم السابع من الشهر القادم، أي في غضون أقلّ من شهر، عن دار #جرّوس_برس، والشكر للأستاذ والصديق #ناصر_جرّوس، والشكر للأخت العزيزة #رندة_جرّوس.
والشكر أيضا ل #مركز_الصفدي في #طرابلس الذي سيحتضن توقيع الكتاب، والشكر للدكتور العزيز #جان_جبور، والدكتور العزيز #يوسف_عيد اللذين سيقدّمان نظرتهما للكتاب، والشكر للدكتورة العزيزة #ديما_حمدان في تقديمها للندوة.
الى الملتقى بإذن الله.

ومدونة الدكتور مليئة بالفائدة والطرافة والذكاء الالمعي والتثقيف واعتقد ان له باعا كبيرا جدا في تبسيط العلوم اللغوية أخبرته ان اهتمامه بالشئون الصينية مهم لو وضعه في كتاب فبشرني انه سيصدر قريبا كتاب له صيني-عربي يحتوي  اعماله في هذا المجال .

كتب الدكتور بلال عبد الهادي تنطبق عليها معايير الاب استناس الكرملي لاقتناء كتاب جيد. لا تعرفها؟ حسنا القي عليها نظرة هنا.

«لعنة بابل» لبلال عبد الهادي عن جريدة المستقبل


«لعنة بابل» اصدار جديد لبلال عبد الهادي عن منشورات «مركز محمود الادهمي الثقافي» للتوثيق والأبحاث والمعلومات.
ستون نصاً يتضمنها الكتاب تدور في لغة يقرأها عبد الهادي بطريقة مختلفة، وهي نصوص نشرت على مدار اكثر من عام في صحيفة «الانشاء الطرابلسية» جمعت في كتاب واحد بدءاً من المقال الأول «الماء ان حكى» الذي يحاول اماطة اللثام عن وجه الشبه المحذوف بين الماء واللغة العربية من خلال استنطاق بعض الوقائع اللغوية.
مروراً بالعلاقة بين الكلام والطعام (يجمع بينهما اللسان) من مقال «الكرواسان» و»المآكل اللغوية» أو «مطبخ ابن الرومي»، ووقوفاً عند اثر الكلام الذي يساهم في توجيه دفة المنام والتحكم بمعانيه، وانتهاء بالكلام الذي يفيض عن اصابع الأخرس وعينيه.
كتاب يغامر في الالسنية وشيطان اللغة والعزف المنفرد وموسيقى الغرفة اللغوية، ومشتقات الاعراب، والاعيب الفتحة والضمة والكسرة... بالاشارة الى دلالات الاشياء اللغوية اكثر من اللغة نفسها، في اليقظة والمنام في الكلام والصمت الذي يصير اخرس وكل كلام، مجاميع اضاءات مهمة ولغة لغوية، هي بالنهاية لعبة حرية وعلاقة حميمة باللغة والمدينة والطعام والناس، مائدة لغوية متصلة بمصائر الكتب ومصائر اللغة ومصائر الناس.
https://almustaqbal.com/article/574008/

قالت الدكتورة عائشة يكن عن كتاب لعنة بابل

كتاب رائع يغذّي الفكر أو ربما يغزوه بعمقه وخفة ظله..
ما زلت بين ضفتّي أو دفتّي الكتاب أنتقل من مقال الى مقال بمتعة القارئ المشتاق الى لغتّه الأم؛ حيث أني من رواد الكتب الانكليزية عموماً، مع عشقي الكبير للغة العربية..

قالت الدكتورة غادة صبيح عن كتاب لعنة بابل


إنها اللعنة التي خلقت لغات الأرض واختلفت على إثرها الألسنة واللهجات واللغات...ستون مقالاً كل يدفعك إلى التفكير أكثر بأهمية اللغة وتأثيرها ومكانتها عند البشر....
واللغة لا يقصد بها "بلال عبد الهادي" المكتوبة فقط والحرف، بالرغم من تخصيصه لعدد كبير من مقالاته حولها من حيث التنقيط والترجمة والسياق والتفاعل مع باقي اللغات، ولكنه يقصد كل ما يصدر من تعبير عن الإنسان إلى حد أنّ غياب التعبير يصبح لغة.......
فنراه يتطرق إلى لغة الصم والبكم، وإلى لغة الجسد، وإلى الأصوات وتجانسها وتناغمها، إلى اللهجات الغير مكتوبة ولا يفوته أبداً الربط والتأكيد على العلاقة الأبدية بين لسان الإنسان الناطق ولسانه الماضغ المتحسس للطعام فيبني مقالات عدة حول هذا الحبل السري بين اللغة والطعام ومعدة الإنسان...
متعة فكرية لمحبي اللغة والثقافة...
انصح بقراءته وبشدة 

قلت لوالدتي


قلت لوالدتي: لعلّ أجمل نقطة ضعف عندي هي الكتب.
فكانت ردّة فعلها : لا إله إلاّ الله.

السبت، 8 ديسمبر 2018

لكتب كالناس، تولد، تعيش، تموت.


الكتب كالناس، تولد، تعيش، تموت. 
كلّ طرسٍ ذائقٌ الموت، ويبقى وجه ربّك ذو الجلال والإكرام.
ولكن ما بين الحياة والموت تختلف الأعمار والأقدار، وتمارس المصائر حياتها ونزواتها أو لعبتها المقدّرة لها. 
وكاتب الكلمات هو أوّل من يرتكب قتل كلماته، قتل الكلمات ضروريّ لإتاحة فرصة الحياة للكلمات.
كلامي ظاهره متناقض، ربّما!
كلامي ينسف بعضه بعضا، ربّما!
ولكنّه حقيقة صراح!
كيف؟
أعطني كاتباً لم يقصف عمر بعض ما كتب؟
وإن لم تصدّقني فاسأل الممحاة، أو انظر ما تفعله الأقلام حين تتحوّل إلى ما يشبه السكين التي تقوم بتشطيب وجوه الكلمات.
أي كاتب لم يقم بحذف كلمة أو قصف عمرها بعد أن كتبها ثمّ تبرّأ منها لأنها لم تنل استحسانه الدلالي او التركيبي، ورماها في سلّة المهملات؟
انظر الى النص من لحظة ولادته كمشروع نصّ على الورق ثمّ انظر الى تحولاته على الورق ، وانظر الى الكلمات المرمية على قارعة النصّ الأخير. تعرف ان الكاتب جلاد للكلمات لا يرحم، وحين أقول جلاد للكلمات فهو ايضا جلاد للأفكار.
ولعله يفعل ما يفعل بهدف إطالة عمر ما يكتب.
هل وصلنا مثلا كل ما كتبه الجاحظ؟
بالتأكيد لا، لأن كتب الكاتب الواحد كالأخوة وحظّ الأخوة ليس واحدا لا في الحياة ولا في الممات

#تسويق



الإنسان ابن حواسّه.
الحواس حيلته وفتيلته في الوصول إلى ما يتعدّى الحواس.
حتّى الروحانيّات بكلّ أبّهتها وجلالة قدرها هي بنت شرعية للحواس، المادّة هي الطريق إلى اللامادة.
ولا يخلو أمر مهما صغر أو تفه أو كبر أو نبه من توظيف للحواسّ.
توظيف شريف لهذه الحواس التي تشبه غلافنا الجوّي.
وهذا الكتاب يحلّل دور الحواس في تنفير أو تقريب الأشياء.
الرائحة مثلاً بقدر ما هي عنصر جذب وإغواء بقدر ما هي وسيلة صدّ وهجوم أو دفاع، ومن له أدنى معرفة بعالم الحيوان يعرف أنّ هناك حيوانات تحميها رائحتها من حيوان مفترس.
الرائحة ترس ودرع وقوس نشّاب.
ثمّة حيوانات شديدة ولكنّها مدجّجة بسلاحّ شمّي فتاك.
#Sophie_Rieunier 
مع آخرين انكبّوا على دراسة دور الحواس من شم وسمع ولمس في عملية الترويج لشيء.
أذكر أن اليابان تدخل حاسّة الشمّ في صلب كتب الصغار، تجرّ الطفل إلى القراءة من أنفه! بل وتدخل أحيانا المذاق في صلب الكتاب.
كنت أقرأ مرّة في كتاب عن صناعة الكتاب في اليابان، وكم أدهشني ما قرأت بحيث خرجت بوجهة نظرها مفادها أنه لا توجد أمّة تعتني بالكتاب مثل اليابان.
ومن جملة الأمور التي قرأتها طباعة كتاب يؤكل ورقة ورقة.
تأكل ما تقرأ!
هل سبق لك أن رأيت كتاباً يؤكل كما يؤكل دفّ الشوكولا؟
اللسان ، هنا، كان فخّاً لاصطياد عيون القرّاء!
أنهي بإشارة إلى أنّ الكتاب يمكن أن يستفيد منه أستاذ مدرسة في تبسيط المادّة التي يعلّمها أو صاحب مكتبة لتسويق كتبه .

هل يمكن أن تتحوّل رسالة ماستر في التاريخ إلى عرض #أزياء؟


أزياء توحي لك بأنّها فولكلوية، ولكنّها ليست فولكلوريّة.
الأزياء الموجودة هي أزياء شاركت في مناقشة رسالة ماجستير عن #الأزياء في العصر العبّاسي، كانت بإشراف الدكتورة جوليت الراسي.
وجدت الصور في موقع الصديق الدكتور Ali Abed Ftouni، ثمّ التقيت أمس بمحض المصادفة مع الدكتورة جوليت الراسي، فجئت على سيرة الأزياء، وكم أن الفكرة مهضومة ، وجذّابة! تجعل التاريخ لباساً يرتدى! وقالت لي الدكتورة إنّ هذه الملابس صمّمت من وحي التفاصيل التي قرأتها في المصادر.

هل يمكن أن تتحوّل رسالة ماستر في التاريخ إلى عرض #أزياء؟

في العلم لا شيء يتعذّر، أذكر أنّي طلبت ذات يوم من طالب استشارني في رسالة ماستر، فقلت له: اشتغل على فنّ الطبخ في شعر #ابن_الرومي.
استغرب اقتراحي، وظنّني أهزل ، وكنت جادّاً.


#الكلمات التي نسمعها في طفولتنا الطريّة هي التي تشكّل عالمنا وتصورنا للعالم.
في #اليابان مثلا إذا قام طفل بعمل سيّىء، تكسير شيء، أو تخزيق صفحات كتاب، يكون ردّ فعل الأم اللغويّ: إنّك ولد طيّب، وهذا ليس تصرّف الناس الطيّبين، أو الأطفال الأخيار لا يفعلون ذلك، ولن تسمع عبارة: " أنت ولد مؤذٍ" ، أو " إنّك تعمل عمل الأشرار".
تركيب الجملة يغيّر من تركيب السلوك!
كلماتنا أقدارنا!

مطعم في فرنسا اسمه #dans_le_noir

مطعم في فرنسا اسمه
#dans_le_noir
وهو مطعم نادر الوجود، مطعم يقدّم لك أطباقه في الظلام الدامس، يمنح عينيك إجازة ، ويدخلك إلى تجربة يومية يعيشها المكفوفون. 
الطريف في الأمر أنّ هذا المطعم لاقى رواجاً عظيما بحيث إنّه ليس من السهل أن تجد مكانا لخوض هذه التجربة إن لم تكن قد حجزت من قبل.
أن تأكل دون استخدام عينيك فرصة لك لتذوّق الطعام بشكل مختلف!ب.

#كلام_الانترنت


يغيّر الانترنت من طبيعة الكلام المكتوب.
كان هناك فاصل بين الكلام المكتوب والكلام المنطوق، وهما عالمان مختلفان الى زمن قصير جدّا. جاء الانترنت وبدأ بمحو هذا الفاصل.
نلحظ ان الانترنت يميل في مواقع التواصل الاجتماعي الى كتابة الحكي، كتابة التراكيب كما تخرج من الأفواه في الكلام المنطوق.
الجملة المنطوقة حتى ولو كانت باللغة الفصحى تختلف عن الجملة عادة في اللغة المكتوبة.
كلام الانترنت تفاعل حيوي بين عالمي اللغة او وجهي اللغة.
مع الوقت سوف تتبلور لغة كتابية هي بنت الثورة الرقمية، وهي بنت هذا الالتحام ما بين الكلام المنطوق والكلام المكتوب

قديث وحديم


قرأت ، اليوم، كلمتين لا أعرف كم سيكون عمرهما، وهما: قديث وحديم
الأولى نحت من قديم وحديث، وهي كلمة جيولوجية تعني : منكشف صخريّ من حقبة جيولوجية قديمة تحيط به صخور من حقبة أحدث، والثانية اي حديم من حديث وقديم( هامش الصفحة ٢٤٢).
وردت الكلمتان في كتاب #عالم_المعرفة الموسوم: الذهب

فم المرء قضاؤه وقدره


الحوار جوهر اللغة. وأفضل طريقة لتعليم اللغة هو الاهتمام بالنصوص الحواريّة. ويفتنني الحوار ، الحوار العادي، البسيط. لأنّه أيضاً يكشف عن طرائق الناس في التفكير. تعرف الطموح والخانع ، الصادق والكاذب، المنافق والصريح، الحالم والواقعي، اليائس والمتفائل...
لا شيء يلعب بمصائر الناس ككلامهم، أو تعليقهم على الأحداث، أي حدث، مهما كان بسيطاً، ففي قلب ما هو بسيط معلومات كثيرة.
ومن هنا أقول دائماً: فم المرء قضاؤه وقدره. الكلام مجذاف زورق القدر

كتابة نصّ

السذّج يظنّون أنّ كتابة نصّ صعب مسألة صعبة.
الصعوبة الحقيقية هي في كتابة نصّ سهل.

اللغة العربية صعبة ومعقدة


سمعت هذه العبارة: اللغة العربية صعبة ومعقدة.
المصيبة في الأمر أنّي سمعت هذه العبارة من فم يريد تسويق اللغة العربيّة، والتحبيب بها

الأربعاء، 5 ديسمبر 2018

غلاف مجلة العربية والترجمة


#عربي_صيني
غلاف مجلة العربية والترجمة
يمكن ملاحظة شيء ما، والكلام الكثير حول تحوّلات تحصل في عالمنا العربي.
هي المرّة الأولى ، فيما أظن، التي تقوم فيها هذه المجلّة المعتبرة بهذه الخطوة.
سابقة حمّالة دلالات.
الرمز الصينيّ، وهذا ظنّي، لن يبقى غريباً عن عالمنا العربيّ.
البضاعة الصينية رافعة للرموز الصينية.

الثلاثاء، 4 ديسمبر 2018

لإبداع من خلال «الإنسانيات الرقمية» في 30 دراسة مؤتمر «العلوم الإنسانية في ظل العولمة» في الجامعة اللبنانية بيروت: #سوسن_الأبطح

ا

الإبداع من خلال «الإنسانيات الرقمية» في 30 دراسة
مؤتمر «العلوم الإنسانية في ظل العولمة» في الجامعة اللبنانية

بيروت: #سوسن_الأبطح

لا يزال تعليم الإنسانيات في بلداننا نظرياً إلى حد بعيد، في حين نجحت جامعات في العالم بدمج التقنيات الحديثة في مناهجها، كما في أدوات التدريس نفسها. وسعياً منها لإشراك الطلاب والبحاثة في التفكير بأساليب التحديث التي يمكنها أن تنقل الإنسانيات إلى حيز أكثر عملية، أقيم في «كلية الآداب» بـ«#الجامعة_اللبنانية»، الفرع الثالث، مؤتمر دولي حمل عنواناً دالاً هو «#العلوم_الإنسانية في ظل العولمة والمعارف الحديثة - تحديات المواكبة والتكيف والابتكار» بالتعاون مع «الوكالة الجامعية الفرنكوفونية» و«المعهد الفرنسي»، رعاه رئيس الجامعة اللبنانية د. #فؤاد_أيوب ممثلاً بعميد كلية الآداب د. #أحمد_رباح.

تميز هذا #المؤتمر عن غيره من المؤتمرات التي عقدت في السنوات الأخيرة، حول مدى التكيف العربي مع التكنولوجيا، بتمحور جلساته حول العلوم الإنسانية تحديداً التي يعتقد خطأ أنها إلى تراجع بينما، في الواقع، تزداد الحاجة إليها وتنمو. أما السبب الآخر فهو أن المؤتمر عُقِد في كلية للآداب، مما أتاح لمئات الطلاب المشاركة في التحضير والتفاعل وطرح الأسئلة. وشارك ما يقارب ثلاثين أستاذاً من #لبنان وفرنسا وتونس، في أوراق عمل تنافست على تقديم الجديد الذي يمكن أن يُستفاد منه في مجال البحث والتدريس.

سبع جلسات عمل، إضافة إلى الجلسة الافتتاحية الرسمية، كل منها خُصّصت لعلم بعينه، بحيث كان للتاريخ والجغرافيا جلستهما العامرة، كما للغة العربية جلستها، وكذلك لكل من #علم_النفس، والأدب الفرنسي والفلسفة، وأخرى في البدء لتوصيف واقع الحال. وشددت مديرة الكلية د. #جاكلين_أيوب على أننا «نطلب #الإبداع وأن طلابنا لقادرون»، مؤكدة على وحدة العمل الجامعي الفكري ورفده بالمعطيات المتوافرة في مراكز البحوث.

وباللغتين الفرنسية والعربية تناوب الباحثون على تقديم خلاصة دراساتهم، بعد افتتاح حاشد حيث لم تتسع القاعة الرئيسية، فتمت الاستعانة بشاشة عملاقة للسماح لما يقارب خمسمائة طالب بمتابعة الوقائع من الباحة الخارجية.

عدد من الباحثين ذكّروا بأن مصطلح العلوم الإنسانية نفسه لم يتبلور إلا متأخراً في القرن السابع عشر، وأخذت الاختصاصات تتفرع، كل منها تسعى لفهم سلوك الإنسان من منظورها، لكنها تضافرت لتعنى بالتجارب البشرية وسعادة المجتمعات. وكان كلام متكرر عن جدوى علم «#الإنسانيات_الرقمية» وضرورة التعامل معه بنقدية.

كان واضحاً من الجلسة الأولى أن المتحدثين إما يحملون تشاؤماً من العولمة التي وُصِفت بأنها تعلي من قيمة «رأس المال»، وتركز على «الشراء» و«الاستهلاك»، على حساب القيم الأخلاقية، أو أنهم مندفعون بحماسة لعرض الجديد الذي يمكن الإفادة منه لتطوير الأفكار وفق ما يشهده العالم من انقلابات. ولعل مداخلة الباحث الفرنسي رودي شوليه الآتي من جامعة «فرانش كونتيه» كانت من بين الأكثر حذراً من التحولات، حين تحدث عن استحداث «ماجستير» في فرنسا في الدراسات التفاعلية بين العلوم، تُستخدم فيها اللغة الإنجليزية بنسبة ثمانين في المائة، والباقي بالفرنسية. لكن هناك من بات يدعو إلى حذف اللغة الفرنسية والاكتفاء بالإنجليزية، معلقاً بمرارة: «نعم، هذا ما وصلنا إليه في فرنسا»، شارحاً أنه يتمرد مع مجموعة من الحذرين أمثاله مما تحمله الشبكة من أضرار، من خلال استحداث موقع يعرضون عليه الكتب القديمة والمخطوطات القيمة التي تعود إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، في محاولة للإفادة مما هو موجود لكن على طريقتهم الخاصة. لكن د. #حسام_سباط في الجلسة نفسها رأى أن التعريف النهائي للعولمة لا يزال غير متاح، لأنها في خضم التشكل ولا تزال ملامحها النهائية ضبابية، مشدداً في الوقت نفسه على خطورة إهمال العلوم الإنسانية، واضمحلال دور المثقف الذي أصبح «يعمل طالباً عند السياسيين». بينما قدمت الباحثة بارعة سكاف عرضاً شيقاً لأطروحتها حول الكتابة الرقمية وسياقها الاجتماعي في لبنان، والممارسات الكتابية للغة العربية بالحرف اللاتيني، بحيث أوضحت أن هذا بات يتجاوز الرسائل الهاتفية إلى كتابة النشيد الوطني اللبناني، ونصوص كاملة في بعض الأحيان، أو تضمينه نصوص روايات أدبية.

التساؤلات كثيرة، والآراء متناقضة، وأثارت في بعض الأحيان حماسة، خصوصاً مع جلسة التاريخ التي عرض خلالها البحاثة أعمالاً، منها ما هو عن الأرشيف العثماني سواء في لبنان أو تركيا الذي هو أساس لتأريخ ما حدث في المنطقة ولبنان، ومع ذلك لا يزال قيد الاكتشاف بالنسبة للعرب، في حين يسعى يابانيون وأوروبيون يتعلمون التركية القديمة والحديثة إلى اكتشافه، بحسب د. #خالد_الجندي، بينما تحدث د. #زياد_منصور عن مصداقية الوثائق على الشبكة، وكيفية التأكد من صحتها، داعياً إلى ضرورة وضع المعايير اللازمة للاستفادة ليس فقط من المكتوب، وإنما من الأفلام والصور والتسجيلات الصوتية، كذلك لفت د. #حنا_إسكندر إلى ضرورة الاستفادة مما هو متاح على الشبكة من مكتبات هائلة تسمح بمراجعة مخطوطات إسلامية، أو معاينة فهارس مكتبة #الفاتيكان، وما عثر عليه من محفورات على الصخور، مشيداً بموقع مكتبة «إسلاموبول» الرقمية التي تحوي 100 ألف كتاب.

من الصعب جداً الإحاطة، بمجمل نتائج الأبحاث التي قُدّمت، نظراً لأهمية عدد كبير منها، لكن يمكن الحديث عن الاهتمام الذي لقيته جلسة الجغرافيا حيث قدم أساتذة من لبنان وفرنسا ما يمكن للتصوير من الأقمار الاصطناعية أن يوفِّره للباحثين من خدمة، كي يعيدوا قراءة الأرض وتضاريسها دون الذهاب إلى المواقع، واختصار الزمن بشكل مذهل.

وقدم د. محمد الحاج عرضاً لتقنية قراءة الطبقات الأرضية، ولو كانت مغطاة بالأشجار، وكذلك قدّم عرضاً لعدد من المشاريع التي يتم تنفيذها في شمال لبنان لا سيما التنبؤ بالفيضانات قبل حدوثها، من خلال قياس دقيق لمدى تشبع التربة بالمياه. كذلك قدم عرضاً جغرافياً مكملاً الباحث الفرنسي لودفيك فيلار، الآتي من مركز الدراسات الفضائية في فرنسا.

وفي جلسة #اللغة_العربية عُرضت أفكار جديرة بالاهتمام حول الاستخدام المفرط أحياناً في الكتابات الأدبية لترجمات حرفية من الفرنسية، كما عند الحبيب السالمي وأحلام مستغانمي، والعلاقة بين الفصحى والعامية على الشبكة، وثمرات العصر الرقمي على العربية، ومشكلة المحتوى الرقمي العربي الذي يتضاءل رغم الوجود العربي الكبير على شبكة الإنترنت، والتقاعس عن توفير المحتوى الجاد والرصين. وكانت مداخلة عن تعلم اللغة الثانية إن كانت ضرورة أم خطورة في العصر الذي نحن فيه.

ومشاركة #الأدب_الفرنسي في المؤتمر كانت مهمة إذ عرض الباحثون لأشكال كتابية حديثة في الرواية والشعر، خصوصاً منه الذي بات ينتجه #الذكاء_الاصطناعي مقارنة بما يكتبه الإنسان.

وبما أن المستجدات تستتبعها ظواهر نفسية وقد تكون مرضية أحياناً، فإن جلسة علم النفس ركَّزت على الإدمان بمختلف أنواعه كظاهرة في العالم، وتم عرض طرق تطبيقية علاجية جديدة، بدأت تظهر نتائجها المشجعة. واختتم المؤتمر على وقع #الفلسفة، والعودة إلى الذات، وقيم الحداثة وأوجه التحديث الفلسفي، وخرج المؤتمر بتوصيات كثيرة، من بينها تكثيف العمل البحثي في الجامعة اللبنانية وتمتين حضورها على الخريطة البحثية، وتوجيه الطلاب إلى اختيار التخصصات الإنسانية، مع التركيز على فتح المسارات بين سائر التخصصات والمعارف. والدعوة إلى إعادة النظر في مقررات المناهج الدراسية وأدواتها في المراحل ما قبل الجامعية. وتم الإعلان عن بدء الاستعدادات للمؤتمر الدولي المقبل، وموضوعه: «التفاعل بين الحضارتين العربية والغربية»، الذي سيرأس لجنته العلمية البروفسور #جان_جبور، والدكتور رودي شوليه الآتي من جامعة «فرانش كونتيه» في #فرنسا.
Sawsan Alabtah
عن الشرق الأوسط

طلاق فيجارو


نهاية كل قصة هي بداية قصّة جديدة، بداية مفتوحة على احتمالات كثيرة.
زواج فيجارو مسرحية فرنسية نالت رواجاً كبيرا في وقتها ولا تزال ذات حيويّة . كتبها بومارشيه.
قرّر كاتب آخر مجريّ هو أودن فون هورفات أن يكتب مسرحية جديدة يغيّر مصيرها، فألّف مسرحية طلاق فيجارو.
اللعب بمصائر الشخصيّات لعبة موجودة في الأدب كما في الفنون والأعمال العادية.
إنّه شكل من أشكال التناصّ.
والتناص قدرٌ بشريّ.

الحريري بهلوان لغوي


#الحريريّ_بهلوان_لغويّ

دراسة الدعاية دراسة شيّقة.
وقلت ذات يوم لطالب يبحث عن موضوع للماستر : استعن بمقامات الحريري للكشف عن " نحو الدعاية".
فلكلّ شيء نحوه، وصرفه، ومعجمه.
وأظنّ أن أبا القاسم الحريريّ في مقاماته منجم إعلانيّ.
وكثيراً ما يقفز أمامي من تضاعيف كتاب أقرؤه عن الإعلان وجه الحريريّ.
جزء من الإعلان يقوم على اللعب اللغويّ، والحريري بهلوان لغويّ، ويمشي وينطّ على حبل اللغة دون أن يسقط، جسده اللغويّ كالعجينة

#الاستلاب_الاسميّ


أقصد بالاستلاب الاسمي كتابة اسم العلم على وسائل التواصل بالحرف اللاتيني بدلا من كتابته بالخيارين المفتوحين أمامه: العربي واللاتيني.
فالفايسبوك لا يمنعك من استعمال اسمك بالعربي واللاتيني معا، ولا يشهر عليك سيف " البلوك" في حال استعملت اسمك بالعربي.
اسمك بالحرف العربي والحرف اللاتيني يشبه بيتاً بمدخلين، ببابَيْ دخول إليه.
أعرف أنّ كثيرين لا ينتبهون إلى هذا الاستلاب الاسميّ الممارس بحقّ أسمائهم أقلّه التشويه الصوتيّ!.
لاسمك الحقّ في الوجود الطبيعيّ، لا في الوجود المستلب.

الخلوة جلوة.

الخلوة جلوة.

مقال الدكتور خضر خضر عن كتاب لعنة بابل


لقد وصلتني هذه الرسالة من الصديق الدكتور خضر  خضر ، وهي قراءة لكتابي " لعنة بابل"

أضعها في متناول الأصدقاء.

مع الشكر له مجددا

 
كتاب لعنة بابل

يقدم لنا د. بلال عبد الهادي في " لعنة بابل" رؤيته المبسطة والسهلة للغة العربية، وكيفية مقاربتها من الناحية الثقافية والاجتماعية في نصوص موجزة تشكل حصيلة جهد واضح بذله الكاتب في الدراسة والبحث. والواقع أن هذه النصوص، التي نشرت على مدى أكثر من عام في الصحافة المحلية الطرابلسية، يمكن أن تؤسس لرؤية لغوية منفتحة ومتجددة تساعد على فهم الدلالات الحقيقية للكلمات وعلاقتها بالمعاش اليومي إذا ما إستمرّ العمل على منحاها الفكري، المتعلّق بالخطاب اللغوي والاجتماعيّ، المتضمّن الاحكام الدقيقة التي نصدرها على الأشياء لتحديد ماهيتها. أي بمعنى آخر تحديد العلاقة بين الكلام والفكر.

وإذا كان بعض اللغويين يصرّون على أفضلية الكلام على الفكر والقول بأن الانسان لا يفكر إلا لأنه يتكلم،فإن بعضهم الآخر، من أنصار الحسّ السليم، يرى بأن الكلام لا يستخدم إلا للتعبير عن الفكر بكل اشكاله وتجلياته.من هنا نصل الى النتيجة القائلة بأن الفكر يتم إنتاجه بشكلين لا ثالث لهما :الفكرة والحكم الذي تتضمنه او تحمله.

والفكرة هي الكلمة أو المفردة التي تمثل الأشياء وانواعها، والحكم هو الصفة التي نسبغها أو نمنعها عن هذه الفكرة، والعلاقة الجدلية بين الاثنين هي التي تولد اللغة، أي ذلك التعبير عن الافكار والاحكام. وكما هو معروف فإن هناك في أية لغة كم هائل من الكلمات أو المفردات، التي وبالرغم من اختلافها في الشكل أو الصوت، لا يمكن النظر إليها إلا من زاوية الوظائف التي تقوم بها، وهذا هو بالضبط ما يحاول الكاتب أن يقوله لنا من خلال مقارباته المتنوعة للعديد من المفردات ومن خلال مقارناته بين اللغة العربية وبعض اللغات الاخرى.

والواقع أنه نجح بذلك إلى أبعد الحدود. فهو طرح علينا اللغة من زاوية وظيفتها الاجتماعية –الانسانية بأسلوب" شعبي" إذا صح التعبير، وغايته من ذلك تقريبنا من هذه اللغة التي أصر ويصر أساطين الاعراب على إبعادنا عنها .ولعله في ذلك يقدم لنا نموذجا واضحا عما قام به اللغوي الفرنسي الشهير رولان بارت في ابحاثه المتعددة التي اغنت المكتبة الفرنسية بدراسات تجديدة رائدة.

من هنا فإن الامل كبير في أن يستمر الباحث في بذل جهوده لتسليط الاضواء على النواحي الاخرى الهامة من لغتنا ولا سيما لجهة الفارق بين الكتابة والسماع . فلغتنا ، كما هو معلوم ،سماعية بالدرجة الاولى، ويسهل علينا فهمها بالصوت اكثر مما يسهل علينا فهمها بالكتابة ، خصوصا وان الصوت يحمل في مضمونه الحركات التي تحدد معاني الكلمات التي تلتبس علينا قراءتها عند غياب هذه الحركات عنها.

تبقى علينا الإشارة الى ميزتين اساسيتين في أسلوب د. بلال عبد الهادي،الاولى تلك الغمزات الجميلة في ملاحظاته السياسية التي يمرّرها بين الحين والآخر في نهاية مقالاته، والتي تتصل مباشرة بكل انواع المعاناة التي نعيشها، والثانية هي تلك الروح المرحة التي تضفي على نقده للاشياء سمة خفيفة من الدعابة الجزلة التي تجعلنا نتحمل بقدرية استسلامية نتائج تلك اللعنة التي انزلت من السماء على برج بابل.

محطة بنزين



الأفكار القابلة للتنفيذ كثيرة. ولكن مشكلتها أنّها لا تخطر بكلّ بال.
الوقت من ذهب، واستثمار الوقت الميت فرصة لإيجاد عمل أو اختراع عمل، أو النظر للعمل الواحد من مكان مختلف.
أنت في عملك، والسيارة مركونة تحت بيتك، وأنت تودّ أن تمر في العودة الى محطة بنزين . يأتي شخص ويقترح عليك توفير الوقت، وقت المرور الى المحطة، ويؤمن لك البنزين حيث أنت. أليس هناك طائرات تعبّأ جوّا بالوقود؟
المسألة في الأرض أسهل.
قرّر شخص استثمار سوق عمل غير مستثمر.
خلق سوق عمل جديد.
وهو ، في التعمق، ليس جديدا . فهناك دليفري للطعام، ودليفري لأشياء كثيرة، قال لماذا لا يكون هناك دليفري للبنزين ؟
من السؤال أوجد عملا.
الأسئلة فرص عمل..

الاثنين، 3 ديسمبر 2018

بين الكتاب الرقمي والكتاب الورقي


#النفاد

الفارق بين الكتاب الورقي والكتاب الرقمي هو النفاد.
فالكتاب الرقميّ كالقناعة لا ينفد. نسخته كالجيب السحريّة التي كنا نسمع عنها في الأساطير.
الكتاب الورقي محدود .
الكتاب الرقميّ لا يمكن عدّ نسخه المحتملة.
الكتاب الرقمي تتحكّم بحجم حرفه، بلون حرفه، بخلفية صفحته. 
الكتاب الرقميّ ليّن كالضوء.
الكتاب الرقميّ دافىء.
الكتاب الرقميّ تعيره لصديقك ولا تعتلّ همّ عدم عودته.
الكتال الرقمي يذهب من عندك ولكنه يبقى عندك.
الكتاب الرقميّ ساحر.
الكتاب الرقميّ رأسه ليس يابساً بخلاف الكتاب الورقيّ.
الكتاب الرقميّ علاقته بالوقت مغايرة لعلاقة الكتاب الورقيّ .
#الكتاب_الرقميّ لا يحتاج الى انتظار طبعة ثانية لتعديله.
الكتاب الرقميّ يحبّ الشجر.
الكتاب الرقميّ حاضر ناضر حتّى في الظلمة.
الكتاب الرقميّ خيره في ظهره.
الكتاب الرقميّ لم يفصح بعد عن كل مكنونه.
#الكتاب_الورقيّ ، اليوم، كتاب رقميّ، كتاب يخرج من أحشاء الحاسوب.
الكتاب الرقميّ حليف استراتيجيّ للكتاب الورقيّ.
الكتاب الورقيّ يعرف أن لا غنى له عن الكتاب الرقميّ.
الكتاب الورقيّ ليس كتاباً غبيّاً لذا فهو يتعاطى مع الكتاب الرقميّ بذكاء.
الكتاب الورقيّ يعرف أنّ الكتاب الرقميّ ملاذ آمن له.

نصّ مقابلة أجرتها معي الصحافية ألين حدّاد حول كتاب " لعنة بابل".


1.   نتكلم عن طرابلس الفيحاء ،عاصمة الشمال في لبنان ، نتحدث عن مدينة العلم والعلماء التي انجبت العديد من الكتاب الذين عُرفوا على مر الايام.
واليوم نشهد ولادة كاتب جديد ادهشنا بما وضعه بين أيدي قرائه؛ هو د. بلال عبدالهادي، الأستاذ بالجامعة اللبنانية والمتخصص في علم اللغة الحديث
نال شهادة الدكتوراه من جامعة السوربون بباريس. يُعلم اللغة والحضارة, مدارس السنية، علم السيمياء، الألسنية والنقد الادبي. ويكتب حاليا مقالا اسبوعيا بعنوان "حكي جرايد" في صحيفة الانشاء الطرابلسية، وكتب في العديد من الصحف كالشرق الاوسط الدولية ومجلة الاسبوع العربي.

عشق اللغة العربية وقرر ان يكون المدافع عنها والداعي لها وحمل على عاتقه الدعوة للقراءة شارحا اهميتها في مجتمعنا وما لها من علاقة في تنمية عقول الشباب.
وكما حدثنا في كتابه الأول "لعنة بابل" أن اللغة الاساسية سميت باللغة الام بسبب ارتباطها بعطاء الام لمولودها منذ بداية التكوين، فأنا ارى ان هذا الكتاب هو ذلك الوليد الذي تكون في فكر والده وخرج للنور لينشر معتقده الذي عاش على حلم ان يرى اللغة العربية هي الرائدة والفعالة.

شدتني كتابات هذا الفارس في ميدان العربية لما فيها من انسانية وحكمة ولا تخلو في بعض الاحيان من الفكاهة لتوصيل فكرته بسلاسة و سهولة متناهية؛ لذلك طمعنا في منتديات شات العنابي ان نُجري معه هذه مقابلة لنتعرف اكثر عليه وليقربنا أكثر من كتابه الذي شغل العديد من النقاد والصحفيين.

هو شخص مدافع عن معتقداته وجذوره ولا يحب التخلي عنها ابدا، فبينما نصحه اصدقاؤه بعدم الكتابة بصحيفة محلية لعدم انتشارها الواسع وهو ما لن يفيده بنشر قلمه لا ماديا ولا معنويا ، ابى هو إلا أن يكون يدا مساعدة تنشر العلم والثقافة بمدينته التي أحب ورفض التخلي عنها.

كتب مقالات كثيرة عن امور شتى وبعد فترة قرر ان يجمع 60 مقالا في كتاب اسماه " لعنة بابل" حاول خلاله ان يحاور القارئ فيه كمن يحاور صديقا له بلغة سهلة ومفهومة ليقول للقارئ ان اللغة العربية بعكس ما تعتقد هي سهلة وجميلة شارحا فيه اصول اللغة وبعض اللغات الاخرى، مستخدما في بعض الاحيان مصطلحات عامية ليشعر المتلقي ان اللغة العامية ليست بعيدة عن الفصحى والعلاقة بينهما متلازمة دوما.


كيف اختار اسم الكتاب ولم هذا الاسم تحديدا وهو بالفعل مثير لمعرفة ما يخفيه؟
- إن كتابي على نقيض العنوان، بل هو في كل مقال من المقالات كان يريد ان يقول تعدد اللغات نعمة وليس لعنة. اي ان يدحض مفهوم اللعنة، فكل لغة وجهة نظر واضاءة جديدة على الموضوع الواحد، ورؤية امر ما من وجهات نظر مختلفة يمنحنا غنى لا يمكن ان تقوم به لغة واحدة. من هنا ضرورة تعلم لغات اخرى الى جانب اللغة الأساس، وخصوصا في زمن العولمة الذي نحن فيه.
ورأيي على نقيض الفكرة القائمة في التوراة، وهو ان التعددية اللغوية اوقفت بناء البرج، وأفشلت الموضوع. انا ارى ان البناء لا يتمّ الا بمؤازرة لغات عدّة، ومن هنا أميل الى النظرة القرآنية التي تحدد ان اللغات آيات من رب العالمين، وليس لعنات:"ومن آياته خلقُ السموات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالِمِين"
ومن يتدبّر هذه الآية البديعة، يلحظ الربط بين اربعة امور حيث وضع رب العالمين اللغات والالوان في مصاف خلق السماوات والأرض.

كما قرات في احدى مقالاتك ان الكتاب هو عبارة عن مقالات نشر اغلبها في جريدة الانشاء هل هذا يدعم الكتاب ام يعطل انتشاره؟
- نعم، الكتاب هو مجموعة مقالات، ولا اظنّ ان هذا يقدّم او يؤخر في قيمة اي كتاب، ومن يتصفح التاريخ، اقصد تاريخ الكتب، يجد ان هناك عدّة انماط من الكتابة

قصدت تشر محتوى الكتاب مسبقا .. فمن قرأ المقال مسبقا لن يفكر في شراء الكتاب؟
- لا اطرح على نفسي سؤالا من هذا النوع امام الكتاب الذي اريد شراءه، وانما اطرح السؤال التالي: هل هذا الكتاب يستحق ان يُقرأ ام لا. بغض النظر عن اصله وفصله، لا تعنيني شجرة عائلة الكتاب بقدر ما يعنيني الكتاب نفسه..
وهنا اشير الى اهمّ كتاب في تاريخ المسلمين، وهو القرآن الكريم، انه كتاب نزل "منجّما" اي على مدى زمنيّ يفوق العقدين من الزمن، وكلمة "منجّم" بديعة جدا، انها كالنجوم المضيئة في سماء حالكة. فالقرآن هو مجموعة سور.
واذا جئت الى كتاب من اهم الكتب العربية في العصر الحدث وهو كتاب "حديث الاربعاء" لطه حسين، فهو مجموعة مقالات كانت تنشر في صحيفة تصدر نهار الاربعاء ومن هنا جاء اسم الكتاب، وكتاب "الايام" ايضا لطه حسين نشر في المجلة على دفعات قبل ان تحتضنه دفّتا كتاب.
وكذلك جزء كبير من كتب العقّاد، وابراهيم المازني، واحمد حسن الزيّات، والمنفلوطي، جزء كبير من كتبهم كانت جمعا لمقالات نشرت فيما مضى.
والأمثلة حول هذه المسألة عديدة في الغرب كما في الشرق.
المقال في جريدة او مجلة مقيّد في الزمان والمكان، فالمقالات التي فيه منشورة في جريدة تصدر في طرابلس، مما يجعل قراء المقالات محدودا بالمكان، الكتاب يحرّر الى حدّ بعيد الكلام المكتوب من مكانه، ويمنحه جواز سفر الى حيث يشاء. اعتبر الكتاب ليس اكثر من خيط سبحة يجمع حبّات المقالات. حياة حبات السبحة في خيطها والا تفقد هويتها ودورها، لا احد يسبّح بحبّات انقصف عمر خيطها.

هل سيكون هذا الكتاب فاتحة لبداية سلسلة كتب تكتبها مستقبلا؟
- هناك كتب أخرى، قيد الاعداد، ولكني مؤمن بالاقدار ، فلا اظن ابا او اما يعرفا كم سينجبا من الاولاد، وهكذا الامر بالنسبة لي.. عندي النية في اصدار كتاب آخر، ولكن متى يصدر ؟ الله اعلم!
ولكني الان قيد الاعداد لكتاب عن الفكر الصيني من خلال حكايات واستراتيجيّات. تغريني الصين في طريقتها في التفكير الشديد الليونة والمرونة والبراغماتية.
ولا يخلو الكتاب بطبيعة الحال من جوانب لغوية، وان كان بطريقة غير مباشرة فاللغة بما تعنيه من حضارة وخلفية هي خلفية كل المقالات التي اكتبها.
انها ثقافة مثيرة جدّا، وذات مخزون معرفيّ هائل، ولكن للأسف لم تثر اهتمام العرب القدامى لما في لغتهم المكتوبة من صعوبات لا يسهل خرقها، ولكنها اللغة الأقدم اليوم
وعليك ان تتخيل ان اللبنانيين لا يزالون الى اليوم مثلا يتكلمون اللغة الفينيقية او المصريين يتكلمون الى اليوم اللغة الهيروغليفية او يكتبون بها.
وما احبه فيهم هو انهم يحبون تراثهم بوعي. وما لفت نظري سؤال طرحه ذات مرة استاذ يُعلم اللغة الانكليزية في الصين: لماذا تتعلمون الانكليزية؟ كان جوابهم رائعا: لأننا نحبّ الصين.
اما نحن في بلادنا، فان من يتعلم لغة فرنسية او انجليزية فإّنه لا يفكر بما تقدّمه المسألة لبلاده من خدمات، هذا اذا لم يفتخر بأنه لا يعرف العربية
وهنا اشير الى مسألة يابانية، وهي ان الياباني يتعلم اللغات الاجنبية ولكن لا يتكلم الا بلغته، يعتبر اللغات الاخرى رافدا لتغذية بلاده.
ومن هنا اجد انه علينا اعادة تأهيل العين العربية للنظر الى اللغة الام بمحبة لا بازدراء, من يحتقر لغته انسان محتقر في عين الآخرين.

ما هو سبب تدهور اللغة العربية برأيك رغم انها لغة القرآن الكريم وجميع الدول العربية تتحدثها؟
- تدهور اللغة العربية في بلادنا عديد الأسباب. ليس هناك سبب واحد لأي مشكلة من المشاكل، وانما جديلة من الاسباب: لغوي، نفسي، اجتماعي، ديني، علمي، تعليمي.
ودائما أقول : فتّش عن مناهج التعليم, مثلا حين تكون علامة اللغة العربية اقلّ من علامة الرياضيات، فحتما هنا سيقول الطالب ان الرياضيات اهم من العربية، وحين يستطيع ان ينجح ويترفع من صف الى صف بغض النظر عن نجاحه او رسوبه في مادة العربية، فهذا يجعله يستهين بدراسة اللغة العربية.
في المانيا مثلا، لا يمكن لطالب ان ينال شهادة البكالوريا، ولو نال اعلى العلامات الا بشرط ان يكون نال علامة نجاح في اللغة الالمانية.
ثمّ اذا نظرنا الى الميزانيات التي تخصصها الدول العربية للغة العربية لوجدنا انها ميزانية ضئيلة.
وهناك كسل على كلّ الصعد، وآخذ مثلا واحدا، ليس في العربية قاموس عصري على غرار قاموس اكسفورد. لا نزال نعيش على اطلال ابن منظور.
والمعجم الرائع الذي يقوم مجمع اللغة العربية في القاهرة باصداره، يحتاج الى اكثر من مائة سنة لإتمامه.
لا توجد دولة حضارية في العالم الا ولها معجم متنوّر، مفتوح، يماشي العصر.
وهنا اذكر ان اسرائيل قامت ببناء معجم تاريخي لها بديع قبل انشاء اسرائيل
قال علماء العبرية: انشاء الوطن اللغوي اهم من انشاء الوطن الجغرافي... بل ان اسرائيل اليوم صاحبة احدى اعظم النظريات في التعليم المكثف للغات بحيث استعانت بها الصين لاقتباس هذه النظريات التعليمية للغات
واللغة صورة عن اهلها، شعب مقسوم على نفسه، متناحر، يترك جراحات كثيرة على جلد لغته.
ان اهتمامي بالعربية هو الذي دفعني الى الاطلاع على تجارب الاخرين اللغوية لأكتشف آلية النهوض بلغتنا، ودفع ابناء الضاد الى حبّها، وعدم الخجل منها.
القداسة وحدها لا تكفي لإبقاء لغة على قيد الحياة، فاللغة الفرعونية كانت مقدسة، وكذلك السريانية، والسنسكريتية.
اوكسجين اللغة هو الاستعمال وليس القداسة, ربّ العالمين قال: انا نحن نزّلنا الذكر وانا له لحافظون. حفظ الذكر شيء، وحفظ اللغة شيء آخر.
فكل النصوص المقدسة لا تزال لغاتها ونصوصها محفوظة، ولكن لغة المقدّس لم تعد متداولة. ولا يعرفها الا اهل الاختصاص.
حفظ اللغة العربية يقع على عاتق اهلها، اهلها فقط لا غير وهذا التواكل اللغوي داء يصيب اللغة العربية في الصميم.

الا تعتقد ان رغبة الشباب بالتكلم باللغات الاجنبية مع اصدقائهم اثر بشكل كبير على استخدام اللغة العربية؟ فهم يعتبرونه تطورا و"بريستيج" ان صح التعبير؟
- اجابتي على سؤالك اطرحه في صيغة تساؤلات...
من جعل من يتكلم باللغة الاجنبية يعتقد عن جهل وقصر نظر انه سلوك حضاري او بريستيج؟ انه النظام السياسي والاجتماعي
كيف نجعل المواطن يحترم لغته اذا كان يرى ان اهل الحلّ والربط لا يحسنون اللغة العربية؟ الناس على دين ملوكهم حتى في اللغة.
كيف تطلبين من المواطن ان يتقن العربية وهي ليست شرطا من شروط التوظيف في الدوائر الرسمية مثلا؟
وكيف تطلبين من المواطن العربي ان يفتخر بلغته وليس هناك برامج توعية على اهمية دور اللغة الأم، وليس هناك مهرجانات لغوية على غرار ما يحدث في دول كثيرة كاليابان مثلا, مهرجان باشراف رؤساء ووزراء.
كيف تطلبين من عربي ان يشعر بانتماء الى العربية وهو لا يرى ضالته العلمية والترفيهية في لغته الام؟
تحتاج اللغة الى ورشة عمل من عدّة طبقات.

الاعلام له الدور الكبير ايضا, ما نراه حاليا هو تدهور كبير للغة في الاعلام من المسؤول برأي
- بالنسبة للإعلام، أعود فأقول هو غياب التخطيط اللغوي والرؤية المستقبلية.

هو وراء هذا التقهقر اللغوي, في الصين مثلا، ممنوع على الاعلاميين في المحطات التلفزيونية التكلم باللغة الاجنبية والا يكون الطرد من الوظيفة هو العقاب لكل من يسوّل له لسانه باستعمال لغة" مخلوطة".

لو كنت وزير اعلام ماذا كنت ستقرر بخصوص هذا الامر؟
- اعطاء مهلة للاعلاميين : الطرد او تقويم الالسنة
تخصيص برامج توعية لغوية, تفعيل لغة الاعلام، ضخّ دم جديد فيها,عقد ندوات شيّقة، ممسرحة عن اللغة, اغراء الاعاميين بالجوائز, كسر رهبة اللغة العربية الفصحى. العمل على تطويع المصطلحات فاللغة تحتاج الى هواء نظيف وفتح ابواب وشبابيك.

لبنان هو اكثر بلد يستخدم اللغة العامية في برامجه هل توافقني الرأي؟
هذه نقطة اخرى,علينا ان نصالح الفصحى مع العامية, ليس هناك لغة في العالم ليس لها فصحى وعامية, انا ضدّ النظرة السلبية للعامية.
اللغة لباس, لا تختلف عن اللباس, فلنعاملها كما نتعامل مع لباسنا.. هناك لباس رسميّ: طقم، ربطة عنق، وهناك الدشداشة وهناك الجينز, وهناك قميص النوم, وهناك المايوه...
ولا اظن انه من المستحب ان يسبح الشخص بالطقم مثلا او يذهب الى جامعته بالمايوه,او يذهب الى عمله بالبيجاما, لكلّ قطعة لباس لغوية وظيفة ودور فلنتعلم استخدام الادوار والوظائف كما يجب, الامر يحتاج الى خيال استراتيجي ومبتكر لاستعادة المصالحة بين العامية والفصحى.
فالعامية يمكن ان تكون منصة اقلاع نحو الفصحى ومن خلال مهارة الطفل للهجته يمكننا ان ندخل الى قلبه حب الفصحى, وهذا يعتمد الى تخطيط لغوي سليم.

الا تعتقد ان من يتقن الفصحى يتكلم العامية بشكل اجمل من ذلك الذي لا يتقنها؟
- جوابا اقول:
صحيح، كلامك سليم، فمن يعرف الفصحى يستطيع ان يضخّ في العامية دما فصيحا، يسمو بها ويقرّبها اكثر واكثر من الفصحى.
الارتقاء بالفصحى هو حتما ارتقاء بالعامية دون الغاء لها فالعامية والفصحى وجهان متلازمان
وكما قلت علينا العمل لا على الغاء الفوارق وانما على تقليصها. اما الغاء الفوارق فهو وهم من الاوهام.
فاللهجات كانت قبل الاسلام وبقيت بعد الاسلام ولكن المسافة بين الفصحى والعامية تزيد او تنقص بحسب مستوى التعليم, فكلما زادت نسبة التعليم تقلصت الفجوة والعكس صحيح.

ارى مؤخرا ان هناك العديد من خريجي الجامعات لا يتقنون حقا اللغة مقارنة مع متوسطي التعليم سابقا, وهذا يعني ان اللغة محبة وليست فقط تعليم والا لوجدنا ان جميع الخريجين الحاليين يتقنون اللغة بامتياز؟
- للأسف جامعاتنا اليوم، تعطي شهادات، والشهادات شيء والعلم شيء آخر، الشهادة شيء والمعرفة شيء آخر.. بعض الشهادات شواهد قبور او شهود زور
نعم، فأنا استاذ جامعيّ، وأقول ما اقول عن معرفة وعلم, ماذا تقولين مثلا عن طالب جامعيّ في قسم الأدب العربي يقول ان الضرائب على الماء والهواتف والكهرباء كانت مرتفعة في العصر العباسي. او يقول: ان السينما ازدهرت في العصر العباسي في زمن المأمون
أجوبة سوريالية لم تخطر ببال حتى صموئيل بيكبت او يوجيت يونسكو
ولقد سألت ذات يوم طلابي عن اعطائي اسما من اسماء شعراء الحداثة في لبنان فقال لي احدهم رافعا يده: الجاحظ يا دكتور.

هل من الممكن ان نرى كتابا عن المرأة بقلمك وطبعا من المعروف انك من المدافعين عن حقوقها وما تعانيه من تقليص لدورها؟
- كتاب عن المرأة، لا اظنّ، ولكن اهتم بالمرأة من حيث هي رحم لغويّ، وانظر الى دورها الفذّ في تحسين علاقتنا مع اللغة، فهي اول مدرسة لغوية يدخل اليها الطفل بل ان الام يمكنها اذا وعت دورها ان تبدأ بتعليم جنينها لغويا بدءا من شهره السادس كما تقول دراسات تتناول علاقة اللغة مع الطفل لغويا, الأم هي مستقبل الانسان العربي سلبا او ايجابا, وعليها ان تدرك هذا الدور.
ولكن هناك كتاب قيد الاعداد ايضا وهو تحبيب اللغة عبر الحكايات وهي حكايات من تراثنا العربي تحمل مخزونا كبيرا من الحصافة التقطها من كتب التراث واحاول اسقاطها على واقعنا العربي.
نعم، انا من المؤمنين ان المجتمع تصنعه المرأة، فالولد في سنواته الاولى يعيش في احضان امه وجدته وخالته وعمته وهنّ يصغن رؤيته للعالم والحياة.
حتى كلمة فصحى لها علاقة بالحليب، وكذلك كلمة لهجة لها صلة لغوية ودلالية بالحليب, ومنهم من يقول ان كلمة لغة جاءت من فعل " نغا" المناغاة، ثم تم تحويل النون الى لام، والمناغاة صورة لغوية حميمة بين الام ورضيعها وفعل " المضارع" له صلة ايضا بالحليب.


ما تلخيصك لكتاب لعنة بابل؟
- حين كنت اجمع مقالات الكتاب، كان عندي هاجس واحد، هو ان احبّب من يقع في يده الكتاب بحبّ القراءة، وحب اللغة العربية، ثم لفت النظر الى الكم الهائل من الاشياء الرائعة في لغتنا التي تستحق ان نحضنها وندرسها ونسلط الاضواء عليها. وكنت وأنا اكتب المواضيع ابحث عن الخفيّ، عن افكار لم تلفت نظر كثيرين على اهميتها.

في الختام نشكر الدكتور بلال على وقته الذي منحنا اياه, مع تمنياتنا له بالنجاح الدائم والى لقاء قادم مع كتاب قادم ان شاء الله.

وكتابه "لعنة بابل" الذي اثار موجة من الإعجاب والدعم والتشجيع بين مثقفي العرب متوفر بالمكتبات اللبنانية وحاليا يُعرض في معرض الرياض للكتاب.. كذلك اصبح متوفرا في باريس بمكتبة.."ابن سيناء".
http://vb.chatal3nabi.com/t253401/

#الكتابة_الضوئية


العمر له حقّه ، ولكن ليس دائما. ثمّة من يقف موقفا سلبيا من #الكتاب_الرقميّ أو سمّه الضوئي. والسبب هو #العمر. باغتهم الكتاب في مرحلة عمرية حرجة، ترسخ فيها العادات، فهم لا يعنيهم الهاتف الذكي، ولا الكمبيوتر، ولا #الواتسأب، ولا #الفايسبوك، ولا فلسفة #تويتر، ويفخرون، نعم يفخرون بأنّ هذه الخزعبلات المعرفية لا تغريهم ولا تنال من تماسكهم او من عاداتهم الراسخة. مخلصون للورق الى حدّ عدم القدرة على رؤية حسنات وسائل الاتصال الحديثة، مخلصون حدّ نكران الثورة التي تجري في العالم، الثورة المعرفيّة الكبرى التي تهزّ بعمق أركانا معرفية راسية كالصخر. علاقة الانسان مع الكلمة يجب ان تنفصل عن الحامل، علاقة الكلمة المكتوبة مع #القارىء ليست علاقة بيولوجية مع #الورق. الكلمة المكتوبة موجودة في التاريخ قبل اختراع الورق. وعلاقتها مع الورق هي بنت عجز عن وجود البديل الأفضل. تخلت الكلمة المكتوبة عن الطين، كما نرى في #الكتابة_المسماريّة، والكتابة المسمارية بنت الطين، اي ان الطين هو الذي فرض هذا النمط من الكتابة، كما ان الكتابة الطولية في الصين كانت بنت الحامل الذي كتبت فيه اللغة وهو رقائق قضب الخيزران قبل اكتشاف الورق. كلما ازدادت الكلمة المكتوبة خبرة ذهبت الى حامل جديد. ونحن ، اليوم، في زمن السرعة. الكلمة المكتوبة كجلد الحيّة لها مقدرة عن الانسلاخ عن حاملها والالتصاق بحامل جديد يلائم الزمان الذي هي فيه. في زمن السرعة راحت الكلمة المكتوبة الى الضوء. وراحت تخرح باللون الذي تريد مغموساً بالضوء. الكتابة الضوئية او الرقمية هي بنت هذا الزمن الذي صار على وشك ان نحسبه بالسنوات الضوئية. قلت ذات يوم، من وحي عبارة قالها أفلاطون على ما اظن وهي انه يحمد الله لأنه ولد يونانيا في زمن سقراط. فقلت أحمد الله أني عشت في زمن #الإنترنت، بخلاف آخرين يلعنون الإنترنت والكمبيوتر الذي بحسبهم يقضي على القراءة. ولا ينتبهون ان الانترنت زاد من نسبة القرّاء، وزاد أيضا من عدد الكتّاب. وأقصد بالكتّاب ، هنا، كلّ من استعاد نشاطه الكتابيّ بعد طول انقطاع. لقد جرّ الهاتف الذكيّ عددا ضخما من أطراف أصابعهم إلى أزرار لوحة المفاتيح التي امتهنت فنّ الغواية الجميل.
#بلال_عبد_الهادي

حذر شفتيك، فقدرك هو ما تتفوّه به شفتاك

احذر شفتيك، فقدرك هو ما تتفوّه به شفتاك

Gilets jaunes


لا تخلو الأحداث من توليد تعابير.
هنا لعب لغويّ على معنى المعنى، ومعنى الاتجاه. يدخل الجناس الصوتيّ في اللعبة.
الكلمة الغائبة حاضرة.
فكلمة sens الفرنسيّة حمّالة دلالات: معنى، اتجاه، غير أنّها غائبة حاضرة، متوارية ووارية الحضور.
ولكن من حوّل السترة الصفراء #Gilet_jaune إلى يافطة ملبوسة وضع كلمة أخرى هي بنت الأزمة والاحتجاجات الفرنسية: رفع الضريبة على البنزين 
l’essence 
انخفاض في القوّة الشرائيّة لدى الفرنسيين.
ما معنى انخفاض القوّة الشرائيّة في مجتمع الشوبينغ؟
حتّى الأزمات انفراجات لغويّة، وابداعات بلاغي

#تناص


من يزرع البؤس يحصد الغضب.
القول المكتوب هنا، على السترة الصفراء الفرنسيّة الغاضبة، هو ابن اقوال مأثورة متعددة، فكل قول مثل البطن بستان:
من يزرع الريح يحصد العاصفة.
من يزرع الشوك يجني الجراح.
من يزرع الشوك لا يجن

#السترات_الصفراء #Gilets_jaunes


أصدرت #فرنسا قانونا في العام ٢٠٠٨ ألزمت فيه سائقي السيّارات بارتداء السترة الصفراء في حال تعطلت سيّاراتهم، ونزلوا منها في عرض الشارع لإصلاحها. الهدف أمنيّ، لمنع حوادث السير، فحين ترى سيارة وبجانبها سائق يرتدي سترة صفراء تحتاط للأمر فتخفف سيرك أو تنعطف عنه .
جاءت الاحتجاجات على رفع الضريبة على الوقود، والوقود دم السيارة وأوكسجينها، والسترة في السيّارة جاهزة ، فقامت بأداء دور غير منوط بها، ولكن قانون ارتدائها سهّل على السائقين استعمالها كعلامة احتجاجية . ما أرادته الدولة وسيلة أمنيّة بلبل الأمن، وتحوّل إلى شعار امتلأت باسمه الصحف فرفعت من منسوب الاستعمال لعبارة " السترة الصفراء" وسوف تحتفظ هذه العبارة بمكانها في كتب التاريخ، وتاريخ الثورات والاحتجاجات. تغيّر مصير العبارة ومعناها، ولا تعرف عبارة في أي لحظة ينعطف مسار دلالتها فتكتسب وتكتسي معنى جديدا غير متوقّع.
اللامتوقع قدرٌ لا ينجو منه شيء أو أحد أو كلمة.

نستورد كلّ شيء: القمح، الأرز، الشاي، الويسكي،


نستورد كلّ شيء: القمح، الأرز، الشاي، الويسكي، الشمبانيا، البيبسي، الكوفية، العقال، العباءة، الدجينز، البنطلون، الملابس الداخليّة، الأقلام، المحابر، الدفاتر، الهواتف، الأسلاك، البويا، الحجران، الساعات، الأحذية، الكلسات، ونستورد حتّى قصّات الشعر من أقدام لاعبي كرة القدم!
ولكن ‏ماذا نصدّر؟
نصدّر فلذات الأكباد والأرواح لمن استطاع إلى التصدير سبيلا

الكتاب الالكترونيّ


أعرف شخصاً لا يعترف إلاّ بالورق. الكتاب الالكترونيّ لا يعنيه، علاقته مع الحاسوب مقطوعة. لا يزال #القلم صديقه الوحيد. حاولت اقناعه بشراء #حاسوب لا لشيء الاّ لكتابة محاضراته، بدلا من استخدام الورقة والقلم. 
الكتابة شطب دائم، وتعديل مستمرّّ، فلا يرضى عمّا يكتب الاّ من لا يعرف أن يكتب.
اشترى بعد الحاح #الكمبيوتر، ولكنّه لا يزال يكتب بالقلم. أصابعه ليست على علاقة طيبة مع ملامس لوحة المفاتيح.
ولكن الهاتف الذكيّ غيّر كلّ شيء، زعزع قناعات كانت راسخة، وانسلّ بحجمه الصغير الى كلّ جيب، وراح يمرّن الاصابع على الكتابة بالازرار. والتعامل مع الكمبيوتر.
الأشياء الصغيرة تغيّرنا!
من ينكر ان ابناءه لا يغيّرونه؟
وهل الهاتف الا حاسوب صغير؟

أستاذة #أدب_عربيّ في مدرسة

لفتت نظري أستاذة للأدب العربي، واللغة العربية في إحدى #المدارس تكتب ب #لغة_النت.
فأشفقت على طلاّبها ، وحزنت لحال #الأبجدية على يديها الآثمتين

المرض اللغويّ مرضٌ معدٍ يا لطيف


عدم معرفة #لغة_أجنبية جريمة يرتكبها طالب أدب عربيّ في حقّ نفسه وفي حقّ لغته.
وكثيراً ما أنصح الطالب الجادّ في القسم العربيّ بعدم إهمال اللغة الأجنبية لأنّها إضاءات من جوانب غير مطروقة على اللغة العربية.
الآخر طريقك إلى الذات.
وجريمة أكبر يرتكبها طالب أدب #فرنسيّ أو أدب #إنكليزيّ لا يعرف تركيب #جملة عربية صحيحة.
ثمّة حاجة ملحّة إلى بناء استراتيجية توازن بين #اللغة_الأمّ واللغة الأجنبيّة لمعالجة #المرض_اللغويّ المستفحل.
المرض اللغويّ مرضٌ معدٍ يا لطيف.

مراجعات في الفكر والتاريخ والشريعة والمعتقد


أهداني الصديق العزيز الدكتور ماجد الدرويش كتابه " مراجعات في الفكر والتاريخ والشريعة والمعتقد" وهو كتاب بذل فيه مؤلّفه جهداً مشكوراً .
فتراثنا القيّم - وأعرف أنّه قيّم وثريّ وعفيّ الثمار- ولكنه يحتاج إلى " مراجعة" بل إلى " مراجعات" للفصل بين ما هو قمح وما هو زؤان.
وأعرف أن الصديق الدكتور ماجد الدرويش يدلي بدلوه في هذا الكتاب لإنقاذ حبّات قمح التراث من الزؤان الكثير.
الشكر له لهذه الهديّة الثرية.
ودام حبر قلمك سيّالا.

الحياة قطع بازل

حياة كلّ إنسان قطع بازل #Puzzle ، ولا يملك أي إنسان قطع لوحته البازليّة كاملة.

#الصراع_اللغويّ



تقدّم لي الطالب العزيز شادي عبده مرعي ببحث صغير تحت عنوان : الصراع اللغويّ على رفوف مكتبة أنطوان( طرابلس)

اللغة تعيش في كلّ مكان، هناك لغة صامتة هي اللغة المكتوبة، ولكن اللغة الصامتة تحكي شأنها شأن الشفتين.

اللغة العربيّة كغيرها من اللغات تعيش صراعاً لغويّاً على غير جبهة: 
عربي- انكليزي
عربي-فرنسي
عربي- عبري
عربي-أمازيغي
عربي-فارسي
عربي- تركي
عربي-كردي
عربي-عربي ( فصحى/عامية)
ويظهر هذا الصراع في التلفزيون، الراديو، المجلات، الجرائد، اليافطات، الحيطان، قوائم الطعام، الأوشام، كلام الملابس، الكلام المطبوع على التيشيرتات والقمصان، بطاقات الدعوات، المناشير، الدعايات المرشوشة على بانوهات الأتوسترادات، والكتابات على زجاج السيّارات، والصراع اللغوي يمكن أن تراه على رفوف مكتبة عامة أو مكتبة خاصّة.
الرفوف تحكي، ويمكن أن تستنطقها، وتأخذ أقوالها على محمل الجدّ، وقد تمدّك بفكرة مطوية بين دفّتي كتاب.
تمتّعت بقراءة بحثك.
شكرا لك

التكنولوجيا قيمة روحيّة

التكنولوجيا قيمة روحيّة، رافعة روحيّة كالرقصة المولويّة.

لغة النت

قال لي أحد #الشباب إنّه يكتب ب #لغة_النتّْ لأنّ #الفتاة_اللبنانيّة تنظر إلى من يكتب بلغة النت نظرتها إلى #جَغَلْ.
#اللَتْنَنَة أو النَتْنَتَة جَغْلَنَة.
والله أعلم!

كتابة

قبل الكتابة انسَ الكلمات، بعد الكتابة انسَ المعنى.

«الدّنون» لا حلوى ولا وفاكهة... فقط فول وحمص وجهة الفنانين والسياسيين في عاصمة الشمال اللبناني الأحد - 24 شهر ربيع الأول 1440 هـ - 02 ديسمبر 2018 مـ رقم العدد [ 14614]







بيروت: فيفيان حداد
9 أصناف من أطباق الفول والحمص تؤلِّف لائحة الطعام في مطعم «الدّنون» الطرابلسي الشهير بمذاق طعامه الأصيل. وعلى هذه اللائحة البسيطة المحتوى والغنية بأجود أنواع هذا الأكل المحبب إلى قلب اللبناني، لا سيما عند الفطور ستقرأ على صفحة أخرى تقابلها قصة وتاريخ هذا المكان الذي بات عنواناً معروفاً في عاصمة الشمال يقصده نجوم الفن والسياسة كما الطبقة الشعبية.
وأول ما ستبحث عنه هو معنى كلمة «الدّنون» ليأتيك الجواب مسطراً كالتالي «هو اللقب الذي تحمله عائلة المؤسس ياسر عبد الهادي منذ زمن». فالمطعم استهلّ أعماله في الماضي في طرابلس القديمة لينتقل إلى الحالي المعروف بشارع جبران خليل جبران. وهكذا صارت حبات الحمص والفول ترتبط بـ«الدّنون» قلباً وقالباً وطعماً ونكهة.
الجلسة في هذا المطعم الواقع بالقرب من شارع عزمي الرئيسي في طرابلس الفيحاء هي «دندنة» من نوع آخر تطرب لها حواسك الخمس مجتمعة. فهناك ستشدك رائحة متبلات الفول والحمص بالثوم وزيت الزيتون ويلفتك شكلها الخارجي المتلألئ على بساط أبيض من الحمص المطحون. وعند سماعك قرقعة الصحون من حولك ستتمنى أن يأتي دور طلبيتك سريعاً لأن مجرد مشاهدتك لتلك التي تنزل على الطاولات من حولك ستفتح شهيتك. وأنت تمسك بقطعة الخبز الطازج المنفوخ لتغمسها في صحن فول مدمس بلدي ستتذكر دون شك أصالة الطعام اللبناني في زمن رواج «الدليفري».
وعلى طاولات من الرخام المرقّط تحيط بها كراسيٌّ خشبية مريحة تحتضنها ديكورات عربية من زجاج ملون وقناطر حجرية يبدأ مشوارك مع أطباق «الدّنون» الذي ذاع صيته ليصل إلى مدن لبنان مجتمعة. فبعض اللبنانيين يقصدون طرابلس الفيحاء من أجل زيارة هذا العنوان، لا سيما أنه يعد الأعرق، إذ مر على تأسيسه نحو أكثر من نصف قرن. وبين الفول مع الحامض، أو الطحينة والحمص الناعم مع هذين المكونين، إضافة إلى أطباق فتة الحمص حب بالسمن والصنوبر البلدي، أو الموزعة عليها طبقة من اللحم المفروم، ستقتصر خياراتك. البعض يردد أن سر نكهة أطباق «الدّنون» تكمن في طريقة تتبيلها وأحياناً إضافة اللبن الزبادي إلى بعضها كي تزيدها بياضاً. فيما يشير آخرون إلى أن الخلطة التي ابتكرها مؤسس المطعم متكلاً على مذاقه الخاص هي التي أحدثت الفرق في هذا المطعم الذي يضاهي اليوم بشهرته أهم تلك المنتشرة في بيروت وغيرها.
دوام تقديم الطعام في هذا المكان لا يرتبط بعادات تجارية تُعتمد عادةً في بيروت وضواحيها لتستمر حتى ساعات ليل متأخرة. فهنا آخر صحن فول مدمس يمكن تقديمه لك سيكون عند الخامسة بعد الظهر. فالدوام القصير يسرّع إيقاع العمل حسب المشرفين عليه، كما ينفي إمكانية فقدان طعمه الطازج. فهنا لا مجال لأن يبيت الطعام لليوم التالي. وهي قاعدة ذهبية اعتمدها «الدّنون» منذ البداية ولا يزال متمسكاً بها. ومع البصلة البيضاء المقطعة وحبات الزيتون وأوراق النعناع وقطع البندورة البلدية ستحاول إطالة فترة شهيتك المفتوحة أطول وقت ممكن كي تستطيع تذوق أكبر عدد من الأطباق.
يعد «الدّنون» وجهة محببة إلى قلوب نجوم المجتمع اللبناني من سياسيين أمثال فيصل كرامي ونجيب ميقاتي وسمير الجسر وبهاء الحريري وغيرهم. ومن الفنانين الذين كانوا يعتبرونه محطة ثابتة في مشوارهم إلى طرابلس، الراحل ملحم بركات. ولا يمكن أن تنسى كراسيّه وطاولاته جلسات طويلة كان يعقدها هناك الراحل المصري إسماعيل ياسين خلال زياراته المتكررة إلى لبنان. أما أحدث الفنانين الذين تذوقوا نكهات أطباقه فهو المصري «أبو» الذي أبى في زيارته الأخيرة للبنان إلا أن يمر على هذا المطعم بعد أن سمع أصداء رواجه في القاهرة. وبعيداً عن أي عجقة أطباق أخرى عادةً ما يُدرجها أصحاب هذا النوع من المطاعم على لوائحهم كي يفتحون شهية الزبون على تناول العدد الأكبر منها، فإن «الدنون» يكتفي بالفول والحمص ليشكلا مروحة أصناف الطعام لديه. فلا سكريات ولا فواكه ولا حلويات تقدَّم في هذا المطعم.
https://aawsat.com/home/article/1486956/%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%91%D9%86%D9%88%D9%86%C2%BB-%D9%84%D8%A7-%D8%AD%D9%84%D9%88%D9%89-%D9%88%D9%84%D8%A7-%D9%88%D9%81%D8%A7%D9%83%D9%87%D8%A9-%D9%81%D9%82%D8%B7-%D9%81%D9%88%D9%84-%D9%88%D8%AD%D9%85%D8%B5

السبت، 1 ديسمبر 2018

لغة النت


المدنيّات اسم مادّة في المنهاج اللبناني. روى لي اليوم أحد الأصدقاء، وليست هي المرّة الأولى التي أسمع فيها هذا النوع من القصص، عن تلميذة في الصفّ الثالث التكميليّ كتبت وظيفتها حول موضوع معيّن يخصّ المادّة.
لاحظت المعلّمة أن الطالبة كتبت الوظيفة ب #لغة_النت، وحين سألتها: لماذا فعلت هذا؟
أجابت الطالبة: ما انتبهت.

عالم الأسماء


نستهين في عالمنا العربيّ بأشياء كثيرة، والباحث في المكتبة العربية يشعر بالنقص الفادح في ميادين مختلفة، لأننّا نظنّ أنّها مسائل سخيفة أو تافهة. وهذا من مؤشّرات الأزمة العربية التي لا تخطئها العين الراصدة. مثلاً السبحة او المسبحة بالتعبير المستعمل على أهمّية وجودها بين أيدي الناس، لا نعيرها كبير اهتمام، رغم انها مادّة سيميائية دسمة. وهذا بخلاف اجدادنا الذين اهتموا بأمور كثيرة كانت لها أدوار ووظائف كالعصا مثلا التي أخذت حيزا جميلا في كتابات الجاحظ إلى أن افرد لها ابن منقذ كتاباً أتمنّى أن يقوم أحد ذات يوم بدراسته دراسة تعتصر دلالاته العفيّة. تكلمت عن المسبحة لأني أريد أن أعرّج على المروحة الصينيّة، مروحة اليد ذات التاريخ العريق والحضور الفني والشعريّ والتي حولها كتب عديدة في مجالات شتّى.
كلامي هذا كان توطئة للكلام على رسالة نرمين حول الأسماء. هناك معاجم حول الأسماء، معاجم تكتفي في غالبها بتفسير معنى الإسم، تفسيراً نثريّاً، وهنا يحضرني ما كانت تقوم به مجلّة الشبكة من " تغزّل"، أسبوعياً،  شعراً باسم من الأسماء! 
ومن الأمور ذات الصلة بموضوع بحث الطالبة نرمين ما رواه لي صديق سعوديّ عن صعوبة التلفّظ باسم الأمّ أمام الأغراب، وشاءت المصادفات أن يكون هذا الصديق ممثّلاً سعوديّاً هو ناصر القصبيّ ويقوم بدور البطولة في المسلسل الشهير " طاش ما طاش"، ولقد تناول في إحدى الحلقات مسألة اسم الأم من حيث هو "عورة" ، ومن المعيب التلفّظ به خوفاً من أن يتناهى إلى مسامع عابر من الغرباء فينال الابنَ شيءٌ من العار!
عالم الأسماء عالم فاتن، جذّاب، يستحقّ الدرس اللغويّ، والدرس الاجتماعيّ، والدرس السيميائيّ، والسياسيّ، والنفسيّ. فالاسم نصّ مفتوح بحسب تعبير الراحل امبرتو ايكو. ومن يتتبّع عالم الأسماء لا أظنّ أنّه يعود خالي الوفاض أو صفر اليدين.
موضوع الطالبة نرمين مرعي شيّق، في نظري على الأقلّ، ويعود ذلك لاهتمام شخصيّ بدراسة الاسم، اسم العلم تحديداً، بدءاً بكلمة "الاسم" نفسها، ذات الطبيعة غير الثابتة. وذكرت الطالبة في الإطلالة التمهيدية  الخلافاتِ العديدةَ حول طبيعة الاسم في اللغة العربيّة من الناحية المعجميّة والصرفيّة، وإن كنت أحبّ لو أنها تعمّقت في المقدّمة النظرية قليلاً في دور الاسم لدى شعوب أخرى. 
في عالمنا المتقدّم نعتبر الانسان كائنا ثنائيّ التركيب مؤلفاً من جسد وروح، ولكنّ بعض الشعوب البدائيّة، بحسب ما ورد في كتاب العالم اللغويّ الراحل إبراهيم أنيس " دلالة الألفاظ "،  كانت تضيف ركناً ثالثاً على كيان الانسان وهو الاسم، فالإنسان جسم وروح واسم! وكنت قد قرأت كتاباً رائعاً للكاتبة الفرنسية المتخصّصة بعالم اللغة،  Viviane Alleton, Les Chinois et la passion des noms 1993  ، وهو كتاب غني وطريف، عن اسم العلم في الصين، وعن شغف الصينيين بالأسماء وطرائق التسميات، وكيف أنّ الاسماء مفتوحة بشكل لا نراه في عالمنا العربيّ بحيث ان بعض الاسماء أشبه بمفردات جملة شعرية، وتكون أسماء الأبناء  حين تسرد تباعاً أشبه بجملة تامّة المعنى: أعرف شخصا له ثلاثة أبناء تشكّل أساميهم جملة إسمية: لي غدي وزاد.  
طبعاً، لكلّ بلد عاداته وتقاليده في التسمية، ولا يمكن نكران الأهمية التي أولاها العربيّ للأسماء، وهل علم الأنساب أو شجرة العائلة غير شجرة تتدلّى منها الفاكهة الاسمية؟  ولكن وبحسب علمي لم يتمّ إلى الآن بناء درس نظريّ حول التسمية العربية، وإن كان هناك كتب اهتمت بالأسماء العربية، واشتقاقاتها، وكان من أوائل من اهتمّ بهذا الأمر ابن دريد. ولفت نظري كتاب عن الاسم بقلم المستشرقة الفرنسيّة Jacqueline SUBLET بعنوان Le Voile du nom. Essai sur le nom propre arabe. وهو كتاب دسم، عن تطوّر التسمية في العالم العربيّ بناء للتغيرات التي طرأت على العالم الاسلامي، وعلى السلطة في العالم العربيّ وانتقالها من يد العرب إلى يد الأتراك أو الفرس. وتغيّر الألقاب وكثرة الأسماء المركبة تركيبا إضافياً، كصلاح الدين، وضياء الدين، وسعد الدين، وهي تسميات ولدت في فترة اهتراء سياسيّ وترهّل دينيّ، وعليه فهي تسميات تحمل الأمنيات أكثر مما تعبّر عن واقع الناس الإيمانيّ.
كلمة "اسم" قبل الدخول بالاسم هي بحدّ ذاتها ضرورة إيمانية، عند المسلمين وعند المسيحيين، فعبارة بسم الله أو بسم الصليب أو بسم الآب والابن والروح القدس هي من التعابير التي لا يقوم بدونها أود دين أو صلاة!.  وهي نقاط تناولتها، في بحثها، الطالبة نرمين.
ليس من الأمور التافهة أن نعرف كيف يعيش الإنسان اسمه وكيف يتعايش معه؟ وهو اسم لا ينفرد به، في كلّ حال، بل والطريف إنّ الانسان لا ينفرد حتى باسمه الثنائيّ إلاّ فيما ندر. فبإمكان أيّ شخص، اليوم، بفضل غوغل، أن يتعرّف على شركائه في اسمه الثنائيّ، أي باسمه وشهرته، وسوف يحصل من وراء ذلك، على معلومات طريفة، وقلت كيف يعيش الانسان اسمه؟ لأنّي قرأت ذات يوم عن فتاة تونسية لم تستطع تحمّل اسمها او التعايش معه، ووجدت لسبب ما أنّ التخلّص من حياتها يخلّصها من اسمها، وهكذا كان اسمها أشبه بحبل شنقت به نفسها. وفي حوزة الأسماء الفنّية أو المستعارة أيضاً معلومات كثيرة يمكن أن نسبر من خلالها أعماق حامليها.
الاسم حلم، مشروع. لا يأتي الاسم من فراغ، ولا نحبّ الأسماء لسبب واحد، هناك عوامل لغوية، ولقد تناولتها الطالبة، وهي عوامل صوتية، وصرفية، ومقطعيّة. ولكن هناك عوامل غير لغوية، من مثل العوامل العاطفية، والسياسية، والوطنية، والدينية، والايديولوجيّة، وهي عوامل متغيّرة. وقد نعثر في عائلة واحدة على أسماء متباينة دلاليّا تكون أشبه بخطّ بيانيّ لتحولاّت من يملك سلطة التسمية.  أعرف شخصاً وسأدرج أبناء بنيه: نضال، كفاح، نداء، عبد المجيد. قد يبدو اسم عبد المجيد نافراً وغير منسجم مع الحقل الدلاليّ الذي يجمع بقيّة اخوته، وهذا يعود إلى أنّ الظاهر مراوغ كالثعلب وكثيراً ما يلعب بالعيون والأذهان على السواء. أسماء الأبناء متناسقة، متناغمة، واسم عبد المجيد لا يحمل أي طابع دينيّ رغم ما يقوله ظاهر اللفظ حيث إنّ هذا التركيب الإضافيّ هو تركيب دينيّ وإسلاميّ فـ"المجيد" من أسماء الله الحسنى،  وكان للغزاليّ تعبير يقول فيه" من تبع ظاهر اللفظ ضلّ وتاه". تنتمي اسماء " نضال" و " كفاح" و " نداء" إلى عالم يشي بحراك ثوريّ، أو رغبة في التغيير، بخلاف ما يقوله اسم " عبد المجيد" . الانسجام بين الأسماء خفيّ، تحتيّ، من وحي عبارة "البنية التحيّة" للجملة بحسب مفهوم تشومسكي. ثمّة تماسك وتناسق بين الأسماء الأربعة، وهذا التماسك يظهر جليّاً حين نكشف اللثام أو النقاب عن سيرة الأب الذي اختار هذه الأسماء بناء لالتزام آيديولوجيّ  وسياسيّ، فالأب كان عضواً في حزب البعث بشقّه العراقيّ، وعبد المجيد الرافعي كان الناطق الرسميّ لهذا الحزب في طرابلس، ومن هنا، تمّ اختيار الاسم ليس لما يحمله من معنى معجميّ وهو ما يسمّى بحسب وجهة نظر رولان بارت denotation  وإنّما لما يحمله من معنى ضمنيّ أو بحسب رولان بارت نفسه connotation .
وراء أغلب الأسماء حكايات، حكايات لا يجد البعض ضرورة لسردها، باعتبارها حكايات شخصيّة تخصّ الأهل. ولكن هل تخصّ الأهل حقاً؟ الأهل لا يعيشون في شرنقة، ولا يعيشون بمعزل عن الأحداث ومفاعيلها. علاقتنا مع الاسماء هي مواقف من أحداث وذكريات وهواجس وأحلام. يدخل التفاؤل والتشاؤم في صلب أسباب التسميات، وقد يغير الاسم المصائر، وما أقوله ليس من عندي، وانّما هي وقائع قرأت عنها أو سمعتها، وسأروي هنا حكاية سردها شخص عن أنّ سبب زواجه هو الاسم، نعرف أنّ هناك أسماء unisex  على غرار بعض الألبسة! فصباح وفؤاد مثلاً من الأسماء ليسا حكراً على جنس دون آخر، فعندنا صباح فخري وعندنا الشحرورة صباح رحمها الله. طبعاً، وجد العرب حيلة نحوية للتمييز بين الجنسين عن طريق لعبة الصرف. ولكن عربية اليوم كما نلحظ جميعاً ألغت، على الأغلب، في الاستعمال، إعراب الاسم، ولجأت إلى تسكينه إلاّ في حالات نادرة. 
أعود إلى حكاية ذلك الشخص الذي اكتشف عبر موقع الفايسبوك أنّ هناك فتاة تحمل اسمه، واسم شهرته رغم أن لا قرابة تجمع بينهما، فالأسماء، أيضاً، غدّارة. ولقد دفعه الفضول الاسميّ الى التعرّف على تلك الفتاة، وهو تعرّف تكلّل بالزواج.
الزواج ليس مزحة، او أمراً عارضا، انه ولادة ثانية للإنسان، والإنسان العربيّ بالتحديد. الزواج يغيّر الاسم، وقد يُنسي الاسم! وهنا سأروي حكاية امرأة طاعنة في السنّ نسيت اسمها، ليس لأنّ الالزهايمر اقتحم ذاكرتها وفكّك دعائمها، وإنما، بكل بساطة، لأنّها تزوجت باكراً، والزواج من القاصرات عادة قديمة وسيئة ولكن لا تزال بعض فتيات منطقتنا العربيّة يعشنَ جحيم الزواج من القاصرات. كانت الفتاة في الثالثة عشرة من العمر، وبعد عام أنجبت بكرها، وما إنّ اطلّ وليدها برأسه حتى ذهب اسمها، وتوارى خلف كنيتها " أم أحمد" ، الكنية التي ابتلعت أو اخفت اسمها الحقيقيّ، لم يعد لاسمها الأوّل حضور، والضمور قد يكون ضريبة الغياب. وذات يوم، بعد مرور أعوام كثيرة، سألها حفيدها عن اسمها الأوّل، اسم طفولتها، لم تستطع ذاكرتها أن تسعفها، فنقاب الكنية غيّب من ذاكرتها الاسم الأوّل. طبعاً هذه حالات نادرة، وهي أمثلة عن احتمالات تظهر طبيعة علاقتنا بأسمائنا. وعن طريقتنا في التخلّي عن أسمائنا.  وفي العربية كتاب طريف العنوان" كشف النقاب عن الأسماء والألقاب" تطرّقت إليه نرمين في بحثها. 
الحكايات لا تحبّ الصمت، ثمّة أشياء ناطقة بغير لسان، وكان من هواية الجاحظ، كما ورد في كتابه الحيوان، تركيب أفواه وألسنة للعناصر غير الحيّة أو غير الناطقة. فالبيان لا يحتاج دائماً للسان. والأسماء من هذه الأشياء التي تحكي.
في الفصل الثالث من رسالتها تتحدّث الطالبة نرمين عن مصادر الأسماء عند العرب القدامى، والحقول الدلالية التي استوحى العرب منها اسماءهم. والعربيّ ابن الصحراء، ولا ريب في ان الصحراء فرضت على العرب نمطاً من الأسماء، فالجغرافيا تتحكّم في الأفكار والأقدار، وتتحكّم أيضاً في الأسماء، وهذا ما نجد أمثلة له في بحث الطالبة. فبعض أسماء العرب ذات صلة، على سبيل المثال، بالماء. هل كان للماء في أشكاله المتنوعة، هذا الحضور اللافت لو أنّ العربيّ عاش في بيئة جغرافية غير صحراويّة. وقلت طبيعة الماء المختلفة، الماء السائل والماء السابح في الجوّ على شكل سحب وغيوم ؟
ثمّة المعنى الذي يولد من عالم الدوالّ أي الألفاظ، وهو المعنى المعجميّ المحض، ولكن المعنى لا يحبّ صيغة المفرد، ولا يحبّ الارتباط العضويّ بما يشير إليه، ومن هذا المدخل يمكن أن ندلف إلى عالم التسميات التي نراها غريبة سواء في التسميات العربية أو في التسميات لدى شعوب أخرى، واستشهدت الطالبة نرمين حين حديثها بمصادر الأسماء عن بعض القصص من تراثنا العربي التي تفصح عن أسباب التسميات. معنى المفردة الواحدة معنيان، في الأقلّ، معنى معجميّ ومعنى آخر متفلّت من قيود المعجم، ويرتبط بما نضفيه نحن من دلالات إضافية هي وليدة الذكريات والعلاقات الشخصية مع الأشياء.
وهناك إضاءات عدّة جميلة أشارت اليها الطالبة بخصوص النواحي الصرفية والصوتية، والاسم كائن لغويّ أي انه كائن صرفي وصوتيّ. بالنسبة للأصوات، على سبيل المثال، توقفت الطالبة عند التغيّرات الصوتية نتيجة التأثر بالأصوات الغربية التي أدّت الى تغيير في أصوات الاسم العربيّ، من ناحية ترقيق المفخّم او تفخيم المرقق اي تغيير طبيعة الصوت اللغوية ، وذلك ليس بناء للتطوّر الطبيعيّ للغة وأعطت عدّة أمثلة منها اسم " آية" وهو اسم عربيّ الملامح ولكن حين نسمعه نسمع رنينا غريباً من حيث تفخيم الهمزة ، وأتساءل، هنا، هل لكتابة الاسم العربي بالحرف اللاتينيّ دور ما  في تغيير طريقة التلفّظ به. فاسم " ندى" على سبيل المثال بالحرف اللاتيني الذي تستعمله اللغة الفرنسية ( ولبنان بلد فرنكوفونيّ حتى إشعار آخر) حين يكتب Nada  يفتقد كيانه الصوتي العربي بحكم ان حرف D  الفرنسيّ يميل الى التفخيم بخلاف حرف الدال العربي حين يحرّك بالفتح. وما ينطبق على اسم ندى ينطبق على اسم آية. وقلت الكتابة لأننا نكتب أسماءنا بالحرف العربي والحرف الفرنسي على السواء، بل توسّعنا في الكتابة بالحرف اللاتيني ولم يعد حكرا على الأسماء وإنما تعداه الى الكتابة بالحرف اللاتيني أي بما يسمّى بلغة النت. وكلّ من له حساب في أحد مواقع التواصل يمكنه أن يلحظ طغيان كتابة الاسم بالحرف اللاتينيّ، حتّى لدى بعض من عنده موقف سلبيّ من الكتابة بلغة النتّ.
هناك نقاط كثيرة عالجتها الطالبة بمهارة، والتقطت دلالاتها، ومن هذه النقاط كلامها عن الأسماء بناء للفئة العمرية، ففي فترة الأحلام النهضوية، واليقظة القومية كانت الأسماء تحاول أن تتماشى مع هذا الواقع، وهذا إلى حدّ بعيد، صائب، فبورصة الأسماء تتغيّر صعوداً وهبوطاً بناء لما يحدث على أرض الواقع من تغيّرات وتحوّلات سلبية أو أيجابية.
كما تناولت " الاسم " الواحد بصيغتيه العربية والأجنبية، كالياس وايلي، ومريم وماري. ومروة وميرفت، ولاحظت ان الاسم بصيغتيه يكون ، أغلب الأحيان، اسما يحمله مسيحيّ، فالأسماء ذات الطبيعة الثنائية هي أسماء دينية ذات نكهة مسيحية لها جذور عربية أو سامية في الغالب، بينما الأسماء الإسلامية فهي في الأغلب حافظت على صوتها العربيّ إلا في حالات هي أغلب الأحيان بنت الوجود المديد للسلطة التركية في بلادنا كاسم ميرفت حيث نجده في صيغته العربية مروة ولكن نادرا ما وجدنا شخصا واحدا يستعمل الصيغتين كيوسف وجوزيف، وبيار وبطرس. ويعيش مع الاسمين كما يعيش كثيرون من العرب بين اسمهم وكنيتهم.
أشير في النهاية الى اني تمتعت كثيرا وأنا أقرأ حكايات الأسماء في بحثك، وهي حكايات غنية الدلالات وأتوقف عند واحدة منها هي هيلانة التي تحوّلت الى هلا. وكان اسم هلا هو تسوية بين ديانتين او بين اسمين أو بيت ثقافتين. والعلاقة الصوتية بين هيلانة وهلا واضحة، والحالة شبيهة صوتيا بتلك التسوية التي تخلصت من خلالها احدى الفتيات من اسمها الذي لا تحبّه ويعكّر صفو عيشها، فقامت بتوليد اسم فنّي لها من صلب اسمها باختيار بعض اصواته. اختارت اسم صفا، وهو اسم شائع، بدلا من اسمعها الفعليّ " مواصف"، وهو اسم قديم، ولكن نعرف ان العادات الاسمية صلبة، عصية على الانقراض لسبب علاقتنا مع الأسماء ذات الصلة بمفهوم البرّ والعقوق، فالأسماء ميراث، نرث أسماء من سبقنا ضمن نظام في نقل ملكية الاسم الى الابن الأكبر، وكثيرون يجدون أنفسهم مجبرين على اختيار اسم ما على كره منهم لا للمسمّى وإنّما للاسم هروبا من تهمة ممكن أن تلحق بهم وهي تهمة العقوق، "العقوق الاسميّ" فمن علامات البرّ أن ينقل البكر اسم أبيه الى بكر أولاده حتّى لا يتنقطع نسل الأسماء. 
يعطيك العافية نرمين على بحثك.
+++++++++
الأسماء قد تأتي من المهنة التي يمتهنها الإنسان.
امرأة كانت تعمل في محل لبيع الزهور، وحين أطلّت ابنتها على الدنيا كان الاسم جاهزا، لقد اختارت لها اسم rose .
بين شارلوت وشريفة
لم تحبّ اسمها. الناس يعرفونها باسم شارلوت ولكنّ هويّتها تعترف باسم آخر" شريفة".
هل حكم عليها اسمها في الهوية ان تختار" شارلوت" لاشتراك الاسمين بحرف الشين؟
هربت من اسمها ولكنّه قرّر عنها كيفية الهروب
يقول "شتيفان فيلد" في بحثه الطريف:" الاعلام العربية" من كتاب "الاساس في فقه اللغة العربية" ص82 ما يلي:" " ثمة ميزة لافتة للنظر لاسماء الاشخاص العربية هي ان عددا كبيرا من اسماء الرجال هي اسماء جنس، وهي مؤنثة نحويا مثل: " عبدة" ( مذكر)، و" ثعلبة" ( مذكر). ومن المحتمل انّ هذا يتّصل بانهم ارادوا ان يخفوا الابناء الذين يقدرونهم اكثر من البنات، الى حدّ ما خلف اسم مؤنث."

كلمة " اخفاء" في النص تلفت النظر، فالاسماء ليست دائما لاظهار الشيء وانما  احيانا لاخفائه، اليست هذه هي وظيفة " التنكر" في اسم مستعار؟

هل يمكن للمرء ان يغير هويته دون ان يغيّر اسمه؟
الاسم هوية ولكن يسهل خلعها ولبس اسم آخر.
وتغيير اسم الصبي تغيير لهويته الجنسية، وحماية له من " صيبة العين" او اشياء اخر.
والله اعلم!
وهذه المسألة ليس خاصّة بالعرب القدامى، بل هي موجودة لدى شعوب أخرى. واختم بفكرة أوردها لويس جان كالفيه في كتابه " التقاليد الشفاهية- منشورات الكلمة- دبي، ص 115"، عن اسباب اعطاء اسماء قبيحة لدى قبائل " الوولوف" في السنغال لابنائهم بحكم وجود معتقدات راسخة تقول ان الطفل حين يولد يولد هشاً، من هنا تفتق خيال الاباء عن اسماء غريبة لخداع القدر الجبار. يتعلق الامر باسماء شائعة ولكنها تنطوي على فكرة الزوال والوجود العرضي المنذور للفناء. ويظن افراد هذه القبائل انهم باطلاق هذه الاسماء الشائعة الرائجة امثال "ليني بيغول" الذي يعني " لا احد يرغب فيه"، او "ليمودا" الذي يعني" سيموت" يضلّلون الأقدار ويغيّرون من مسارها. فثمّة أسماء، في ظنّ سكان قبيلة الوولوف السنغاليّة، لا تفتح شهية الأقدار على ممارسة الأذى.

الصيني يحمل اسما مسلولا من لغته الثانية، فهناك صينيون يتعايشون مع اسمائهم العربية براحة نفسية كبيرة.