تبدأ رواية " الممالك الثلاث" الصينيّة بعبارة هي بمثابة سنة الحياة.
والرواية الصينية مفخرة السرد الصينيّ، تروي نهاية امبراطوريّة هان وتمزقها
الى ممالك متناحرة ، متقاتلة.
تقول العبارة:
"كلّ وحدة إلى تفرّق، وكلّ تفرّق إلي وحدة"
والعالم العربيّ يعيش تفرّقاً، وتشرذماً، وقتلاً، وذبحاً.
وكلّ ذلك طبيعيّ، قد يطول الزمن وقد يقصر.
ولكن وحدهم الحمقى لا يؤمنون بأن أرحام النساء تغيّر المصائر والأقدار!
فبقاء الحال من المحال.
شاء حظّنا أن نعيش تمزّقا عربيا محموما.
ولكن هذا التمزٌق لا هو قضاء مبرم، ولا هو قدر غير قابل للدحض.
الحضارات لا تقاس بجيل ولا جيلين ولا ثلاثة أجيال...
زمن الحضارات مفتوح على احتمالات لا تخطر حتّى ببال مخرجي أفلام هوليوود.
ليس هناك نهايات.
ونهاية التاريخ كما قال فوكاياما ادّعاء يثير سخرية الأقدار.
نهاية التاريخ ادعاء نرجسيّ!
والزمن يستهويه مثل بسيط: القردة تخلّف وردة.
الزمن يعشق المفاجآت، والمباغتة، والضحك على المنطق الصارم.
الزمن ليّن كالأفعى، مرن كقضيب خيزران، عظمه طريّ كجسد الأخطبوط.
ويفلت كالزئبق من أصابع التوقّعات.
اللامتوقع هو الاستراتيجية المفضّلة للقدر.
القدر كقدمي لاعب كرة قدم ماهر، وماكر.
وكل الدول شباك مرماه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق