والمعاني أبداً تتردد وتتولد، والكلام يفتح بعضه
بعضاً وكان ابن الرومي ضنيناً بالمعاني، حريصاً عليها، يأخذ المعنى الواحد ويولده،
فلا يزال يقلبه ظهراً لبطن، ويصرفه في كل وجه، وإلى كل ناحية، حتى يميته ويعلم أنه
لا مطمع فيه لأحد، ثم نجد من بعده من لا ينتهيه في الشعر، بل لا يعشره، قد أخذ
المعنى بعينه فولد فيه زيادة، ووجه له وجهة حسنة، لا يشك البصير بالصناعة أن ابن
الرومي مع شرهه لم يتركها عن قدرة، ولكن الإنسان مبني على النقصان.
من كتاب العمدة لابن رشيق
من كتاب العمدة لابن رشيق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق