سمعت الحكاية التالية عن لحام غشّاش، ولا أعرف سبب كثرة الحكايات عن الغشّ في اللحمة. المهم، كان اللحام أعزب، وكان يساعدة في الملحمة عامل مخلص له، وبعد ان كبر في العمر سلّم الملحمة لذلك العامل، وكان صاحب الملحمة يأتي بين وقت وآخر الى الملحمة لأخذ ما يحتاجه من اللحمة.
فيرحّب به العامل أجمل ترحيب ويفسح له المجال ليختار ويقطع ما يشاء من اللحم.
لم يكن ترحيب العامل بمعلمه لوجه الله!
ولم يكن إفساح المجال لمعلمه ليختار القطعة التي يريدها لوجه الله،
عبارة " لوجه الله" ملغومة جدا، وأحيانا تضمر خبثا ونوايا سيئة كثيرة، لذا من الحكمة وضع علامات استفهام حولها وأخذ الحذر منها،
كان السبب بكلّ بساطة ان العامل يعرف تمام المعرفة ان معلّمه غشّاش محترف، وزعبرجي من الطراز الرفيع، بحيث أن الحال يأخذه وهو يقصّ اللحمة لنفسه، ويظنّ انه يقص اللحمة لزبون من الزبائن، فيقوم باختيار القطع السيئة لنفسه. وما كانت يد العامل قادرة على غشّ معلمه فيترك له حرية ممارسة غشّ نفسه بنفسه، من غير أن يشعر العامل ، هنا، بأي نوع من تأنيب الضمير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق