السبت، 20 سبتمبر 2014

طبق صينيّ


الصين حضارة الحكمة.
ومن جكمها ان وجبة الانتقام لا تؤكل الا بائتة.
الانتقام البائت ، انتقام مخمّر، خال من الانفعال الذي يفسد طبخة الانتقام.
الانتقام الناضج، الفعّال  لا تستهويه السرعة، ولا العجلة.
الانتقام الصيني بارد الأعصاب كالثلج، بشوش، هادئ، يتخفّى في زيّ النسيان، يدّعي ان ذاكرته مثقوبة.
الرغبة في الانتقام من طبيعة نارية، تحقيق الرغبة على نقيض الرغبة بارد، خامل، وهش كالرماد الذي يذرّ في العيون.
كثيرون لا ينتهبون ان انتقام الصين على  شاكلة بضاعتها، هشّ ومشتت، ولكنه يقضم الجغرافيا بالملليمتر.
الفكر الصيني فكر زراعيّ تأقلم مع الانتظار، انتظارالمواسم.
وهو ينتظر نضج ثمرة الانتقام من الغرب الذي اعتدى عليه على مدى أكثر من قرنين.
اسم الصين الرسمي ليس الصين ، اسمها " دجونغ غوو zhong gui" والاسم يعني حرفيا " دولة الوسط"، والوسط لا يحب التطرف المجنون والعصبي.
الصين ليست كالبندقية التي اشتهرت بصنع الأقنعة ، قناع الصين بسمة تشبه كلماتها واصوات كلماتها.
لا اظن هناك لغة في العالم الجناس الصوتيّ  فيها يشبه الجناس الصوتي في الصين.
الجناس في الصين قناع صوتي، نقاب رنّان وطاقية اخفاء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق