الثلاثاء، 22 مارس 2022


 




#ياسريّة بالفطر والقلوبات...

وحين كتبت " قلوبات" راح ذهني إلى عالم اللغة... 

كنت أريد أن أتكلّم على علاقة الفطر بالحمّص.. فوجدت أنّ نفسي تهفّ إلى صيغ الجمع في اللغة العربيّة... وهي صيغ يبدع في استخدامها كبار اللشعراء أو من أوتي من اللغة بنصيب وافر وذائقة أدبيّة..

وكتبت أكثر من مرّة عن شعريّة  الجموع...    

ففي العربيّة ولنأخذ كلمة بحر مثلا:

بحر، وجمعه: بُحُر، بحار، أبحر، أبحار، أباحر، أباحير.. هذا ما ورد في خاطري .. وهناك جموع أخرى ربّما...

وكلمة قلب: قلوب، ولكن نأخذ الجمع لنعيد جمعه فيصير : قلوبات، وقلوبات  تحمل الدلالات ما لا تحمله كلمة قلوب... 

القلوبات: هي لوز، وبندق، وكاجو، وفستق...  وهنا تميّز نفسها القلوبات عن المخلوطة.. تتباهى القلوبات  بطبقتها   النقديّة... فهي ليست الفول السوداني، وليست القضامة، وليست البزورات...  فهي ليست قلباً واحدا، ولا قلوباً وإنّما قلوبات...

عودة إلى الياسريّة بالفطر والقلوبات...

للأسف سعر الفطر مرتفع بحيث  إدخاله كفرع من فروع الياسريّة.. يرفع من ثمنه أكثر وأكثر... وكذلك وجود القلوبات من  لوز، وصنوبر، وكاجو بالإضافة إلى الجوز  ...  وهذا ما يردعني من إنزاله في لائحة الأصناف...

نعيش في لبنان في زمن مجنون...

الانهيار الاقتصادي الجارح يجعل المرء يعدّ للعشرة، في الأقلّ، قبل   إضافة أصناف جديدة... 

فالياسريّة أطباق عديدة  اكتفيت بسبب الأزمة الاقتصاديّة  بصنفها الأساس،  الذي يمكن أن نذهب منه إلى مذاقات عديدة... وكلّها   منطلقها صحّيّ...  

أكثر من مرّة هيّأت مكوّنات الياسريّة بالفطر لتحضيرها ، ولكن كان يشغلني شاغل فأؤجّل تحضيرها... ولكن اليوم نويت أن أحضّرها أيّا كانت المشاغل أو ضيق الأوقات...

كنت  أحضّرها بهدوء وانشغاف ..     

ولم يخيّب مذاقها ظنّ  توقّعاتي، وظنّ حاسّة الذوق لديّ...

يمكن لمن يرغب أن يحضّرها تحضيراً منزليّاً...

وفي حال نزلت على مائدة الإفطار الرمضانيّة..  أرجّح أن تنال  الياسريّة بالفطر والقلوبات من  الأصوات ما لن يناله غيرها من الأصوات.. 

وأغلب الظنّ أن يقحّط الصحن حتّى آخر لقمة...

مسحت الصحن ولا زالت نفسي تخفّ إلى بضع لقيمات...

كلفة المكوّنات  لهذا الطبق هي مائة ألف  ليرة... وهو مبلغ أعرف أنّه موجع لكثيرين في هذا الوقت الاقتصادي العصيب...

ولكنّها تجربة مذاقيّة تستحقّ بعض الوجع...

الخيارات أمام الياسريّة مفتوحة على طعمات  تفوق أصابع اليد....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق