السبت، 12 مارس 2022

على هامش صحن فول بالطحينة

 


سمعت هذه الحكاية الطريفة والممتعة من الأخ العزيز طوني الحاج، قال: جاءه ذات يوم كوبل لشراء خاتم ذهب. لاحظ طوني أنّ الشاب سحب من جعبته مفكرة صغيرة من جيبه، وراح يرسم، أو بالأحرى يخربش، الرسم الأوّل خربشة، أو كالضباب، وقال ذلك الشاب لطوني إنه مصمّم قوارير عطور، ولقد استوحى من شكل الخاتم قارورة عطر..

لم أستغرب الخبر، لاّن للإبداع والابتكار ألف وجه ووجه، بل  إن شئت الدقة التريزيّة ( كلمة مأخوذة من نظريات تريز triz  في الاختراع أو الابتكار) لقلت إّن للابتكار أربعين مبدا لا غير، استيحاء شكل قارورة عطر من خاتم هو مبدا من المبادىء التريزية الأربعين...

كان من اوّل الأشياء التي جذبتني إلى ستيف جوبز هو طريقته الإبداعيّة، حين قرات أنّه كان يحب أنّ يتجوّل في السوبرماركت وتجديدا في قسم الأدوات المنزلية ليستوحي أشكال كمبيوتراته... وأنّه استوحى شكل الأيفون الأوّل من شكل سيّارة المرسيدس... 

أحد عناصر الإبداع أن ترى شيئا فترى في هذا الشيء شيئا آخر، كما رأى ذلك الشاب في الخاتم قارورة عطر... وكما رأى ناشر كتب ياباني في التفاحة كتابا...

هل الكتاب تفاحة؟

كيف تقرا في تفاحة؟

ستيف جوبز قرأ قضمة من تفّاحة في أي حال.

قرر ذلك الناشر أن ينتج كتبا للأطفال...

فكر في طرائق عديدة...

أعطيت هنا مثالا عن الكتاب والتفاحة..

ولكن التفاحة ليست المرة الأولى التي تصير فيها ورقة كتابة!

في تراثنا العربيّ كتاب طريف جدا اسمه الظرف والظرفاء للوشّاء... وهو كتاب في فصل منه يحكي عن الكتابة على الأشياء، ومن جملك ما حكاه الكتابة على التفاحة، تتحوّل كلمات التفاحة الى رسالة غرام.. وأقاصيص عشق... رسالة حب تؤكل.

الناشر الياباني فكّر بشيء آخر، 

كيف أجذب الطفل إلى الكتاب؟

ورقة الكتاب تؤكل، مصنوعة من شيء طيّب يفتح شهية الأطفال...

مرسومة على الورقة مثلا تفّاحة، ومكتوب أسفل التفاحة اسم التفاحة،  بعد أن يتعلم الولد اسم التفاحة، ويرى شكل التفاحة، وتفوح من الورقة أيضا رائحة التفاحة، قد يشط ريق الطفل على أكل التفاحة، هنا تقول له الورقة: كلني، مذاقي بطعم التفّاح، وهكذا يكون الطفل قد استخدم كل حوّاسة حقيقة لا افتراضا في تعلّم كيفية كتابة التفاحة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق