الثلاثاء، 15 مارس 2022

الإبدال اللغوي وصحن الفتّة في مطعم الدنون

 



الإبدال مصطلح لغوي ويعني استبدال حرف بحرف دون أن يتغيّر المعنى، فلنلاحظ كلمة زعتر، نجد أنّها تكتب في المعاجم على الشكل التالي: زعتر، سعتر، صعتر... 

ولكن قد نجد أنّ الاستبدال يحلّ مشاكل من نوع آخر، فلنذهب إلى الأكل...  ونجد الاستبدال، وسأخذ مثالا من صحن الفتّة لأطبّق عليه نظرية الإبدال اللغوي، والإبدال اللغوي طريف جدا وغنّي ويدفع مخيلة القارىء غلى مطارح كثيرة غير لغوية...

لماذا اخترت الفتّة؟

شهر الصيام المسيحي هو الذي دفعني الى اختيار الفتّة ..

ما علاقة الفتّة بالصيام؟

شهر رمضان على الأبواب، أظنّ هذا يكفي للفت النظر الى البعد الديني في صحن الفتّة..

المآكل لا تبتعد عن الدين.. فعلاقتنا مع الطعام في شقّ منها دينيّ...

الحلال من الكلمات التي يكثر حضورهاا في دول الغب على أغلفة الطعام... هل يخلو سوبرماكت من كلمة حلال؟ وهل يخلو متجر غذائي من كلمة حلال...

ويمكن القول أنّ الطعام زاد من منسوب طباعة مفردة حلال بالحرف العربي او بالحرف اللاتيني...

الفتّة عادة تحضّر باللبن، أو فلأقل إنّ اللبن من مكونات طبق الفتّة ، واللبن مادّة حيوانية، والصيام المسيحي هو انقطاع عن أكل الحيوان ومشتقات الحيوان ، وعليه فإنّ اللبن رادع للأفواه، لهذا نقدّم في مطعم الدنّون فتّة صيامية وتسمّى أيضا بالفتة القاطعة ، وهنا من يمد لنا يد العون هو حبّة السسم... ولا اظن أحدا يستهين بقدرات حبّة السمسم الخارقة، ومن لم يسمع بعبارة #افتح_يا_سمسم...؟

نحضّر فتّة بالطحينة بدلا من اللبن، وهيي من المآكل التي تخطر ببالي في موسم البرد... تحضّر طحينة الفتة أو تبلتها بطريقة خاصّة ، وهكذا تبني الفتة علاقة شهية وطيبة مع الصيام المسيحي عن طريق ابدال مادة اللبن بمادة الطحينة من غير أن يتهمها أحد بالهرطقة أو الزندقة أو لي عنق الدلالات...

وهي فتّة في البرد تحديددا تشعرك بدفء عجيب.. دفء  جوّانيّ، وبرّاني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق