الثلاثاء، 22 مارس 2022

طريقتك في الأكل هي طريقتك في التفكير...

 


طريقتك في الأكل هي طريقتك في التفكير...

هناك أناس لا تحب المخاطرة ولا المغامرة، ويظهر ذلك من نفورهم من تجريب مآكل جديدة، لا يحبّون تعكير مزاج ذائقتهم، وإذا تتبعّت طريقتهم في الأكل يمكنك أن تتوصّل إلى طريقتهم في التفكير..  

عدّة طرق يمكننا أن نسلكها للوصول إلى مكان واحد،  وأعطي مثالا بسيطا من عالم الطرقات، فإن كنت في منطقة التلّ في طرابلس ، وتريد الذهاب إلى الميناء يمكنك الذهاب من شارع المائتين، أو شارع عزمي، أو طريق الميناء، أو طريق رأس الصخر، أو الذهاب من المنطقة الصناعية، المنافذ إلى الهدف ليست واحدة، دائما هناك خيارات، وكذلك أمر النفس، فإنّه يمكنك أن تعرفها من طرائق شتّى، ماذا تأكل خبر، وكيف تأكل خبر آخر، ماذا تلبس خبر، كيف تلبس خبر،  ماذا تقرأ خبر، كيف تقرأ خبر، كلّها أشياء تخبر عنك، قصّة شعرك خبر، أشير هنا إلى احتمال خبر مزيّف يشبه الشائعة، أو خبر هو لجسّ النبض.

كل شيء يحكي، كل سلوك هو نصّ يتطلّبه ما يتطلبه تحليل نص من أدوات كثيرة، أدوات لغوية، ونفسية ، واجتماعية، وشعورية، واقتصاديّة...

ردّ فعلك هو سلوك يشبه تعليق على نصّ...

لكل سلوك معجمه الخاص، وصرفه ونحوه، ولكن له ما للقواعد من استثناءات تثبت القاعدة أو تبفي القاعدة....

كل ما تراه عينك هو مجموعة جمل من نص مديد، 

وكل ما يدور في ذهنك هو مجموعة جمل من نصّ مديد، نصّ متين ورخو كشبكة الصيد أو شبكة مرمة الكرة. 

رخاوة النصّ سرّ متانته... واهتزازات النصّ هي ما تمنحه قوّة الامتصاص...

من حسنات علم السيمياء أنّه يعلّم المرء كيف يرى؟ 

السيمياء أشبه برياضة روحية لشبكة العين... 

علم يرميك في عالم الأسئلة...

يقول لك: خذ الشبكة وتعلّم فنّ الصيد... 

السيمياء علم يعلّمك المتعة... 

ولعلّ أجمل ما تعلّمنا إيّاه السيمياء هو أن لا نكفّ عن التعلّم، وتعلّم مساءلة ما تعلّمناه...

تعلمك السيمياء أن تكون رخوا كشبكة صيد.... وغرّاً كي لا يفترسك الغرو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق