سأدخل الآن الطعام في كلامي على الكلام، وفي كلامي على الدماغ..
وظيفة الشقّ الأيسر من الدماغ تحضير الكلام ، ولافترض هنا ان الكلام طبخة، الشق الأيسر يقوم بتحضير الطبخة.. وبعد الانتهاء من الطبخة يجيء دور الشقّ الأيمن من الدماغ، وهو سكب الطعام في الصحون وتقديمها وتوزيعها على المائدة...
لأعمّق المقارنة أكثر.. لأظهر أن الشقين متممان لبعضهما البعض: فقد يكون المرء ماهرا في الطبخ، ولكنه غير مذوق في تقديم الطعام بشكل يفتح النفس... وقد يكون المرء ماهراً في تقدين الطعام وعرضه ولكن لقمته غير طيبة.
هذا ما نلحظه حين نستمع لمحاضرة، فقد يكون المحاضر باردا رغم أنّ موضوعه شيّق، ومضمونه شيّق، ولكنه رتيب الكلام، نغمة واحدة في كلامه تمط إلى آخر الكلام، فيجلب الملل والضجر إلى آذان مستمعيه والنعاس إلى عيون مشاهديه. بينما آخر يبقيك يقظاً وكأنّك تشاهد فيلم " أكشن".. كلماته تشبه عصا مايسترو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق