يرى البعض أنه لولا الحالة النفسية السيئة التي سادت العالم بعد أحداث سبتمبر 2001 لما حققت هذه الرواية كل هذا النجاح الكاسح غير المسبوق، فقد وجد الناس في نسيج الأحداث الخيالية والعالم السحري الذي صنعته المؤلفة ما يساعدهم على نسيان قلقهم وخوفهم من الأحداث الجارية. إنها رواية هاري بوتر، ذلك الطفل اليتيم الذي ورث قدرات سحرية من والديه، لكن قبل أن ينجح هاري بوتر، نجحت قبله مؤلفته وصانعته من خيالها، الانجليزية جوان رولينج Joanne Rowling، لأنها مثال حي لامرأة تحولت من الفقر المدقع إلى ثراء بالغ.
جاء ميلادها في 31 يوليو من عام 1965 في مدينة جلوسيسترشير الانجليزية (جنوب غرب إنجلترا)، وكانت الأخت الكبرى لصغيرة جاءت بعدها بعامين. منذ صغرها والجميع ينادونها ’جو‘ اختصارا، وحين يغضب أحدهم منها، كان يناديها جوان! لطالما سردت ’جو‘ لأختها ديان القصص الخيالية، كما كانت تحب الأرانب بشدة، حتى أنها وعمرها ست سنوات عمدت لتأليف قصة من وحي خيالها أسمتها ’أرنب‘ لكي تقنع والديها بالسماح لهما بتربية أرنب في منزلهما. لم تحصل جوان على أرنبها، لكنها عرفت وقتها أنها تريد الاستمرار في تأليف وكتابة القصص.
بعدها انتقل والدا جوان للعيش في الريف الانجليزي في بيت أوسع، ولم تكن المدارس هناك بالتي تروق لجوان، لكنها اكتسبت أصدقاء كثر من خلال قصصها الخيالية التي كانت ترويها في أوقات الغداء، وحين بلغت مرحلة الدراسة الجامعية، كانت الكتابة والتأليف مجرد هواية جانبية لها، وعملا بنصيحة والديها لها، درست اللغة الفرنسية في جامعة اكستر حتى تخرجت، أملا في أن يساعدها ذلك بعد التخرج في العمل في وظيفة سكرتيرة، إذ أن إتقان لغتين كان من العوامل المساعدة في نجاح من يمتهن هذه الوظيفة، على أن التخصص في اللغة الفرنسية منحها عاما دراسيا في العاصمة الفرنسية باريس ضمن نطاق دراستها الجامعية.
للأسف، لم تكن جوان تجيد أو تحب التنظيم وإدارة الوقت، لكنها تخرجت وعملت باحثة وسكرتيرة في العاصمة لندن من أجل غرض واحد، إذ أن عملها وفر لها حاسوبا تعمل عليه، وقد استغلته أثناء أوقات فراغها في كتابة قصصها، ولم تمض فترة طويلة حتى كان تأليف قصصها قد استولى على كل تفكيرها وشغل كل وقتها. وعمرها 26 ربيعا، أدركت جوان أنها نالت كفايتها من هذه الوظيفة، وبعد مصيبتها في وفاة أمها عن عمر 45 سنة فقط، آثرت أن تترك كل شيء ورائها وترحل إلى مدينة بورتو في البرتغال لتعمل في تدريس اللغة الانجليزية، ورغم أنها وظيفة بعيدة كل البعد عما كانت تحبه وتريده وتحلم به، لكنها كذلك سمحت لها بأوقات فراغ أطول، أملت أن تقربها من هدفها وهو إنهاء الجزء الأول من قصة هاري بوتر.
أما كيف جاءتها فكرة الطفل الصغير الذي أرسلوه إلى مدرسة لتعليم السحر، وما مر به هذا الطفل خلال سنوات تعليمه – قصة هاري بوتر التي جلبت لها النجاح والشهرة – فتخبرنا جوان أنها هبطت عليها من السماء وهي مسافرة بقطار مزدحم في عام 1990 من مانشستر إلى لندن، في رحلة تأخرت 4 ساعات، وفي حين استغل الجالس بجانبها هذه الفترة في النوم، قضت جوان هذه الساعات في تخيل كيف كانت مدرسة السحر هوجوارتس لتبدو، وما أن هبطت من محطة القطار حتى كانت قد اخترعت أشهر شخصيات المدرسين والعاملين في المدرسة، وظلت منذ هذا الوقت تكتب مغامرات هاري في عامه الأول، مستغلة أي وقت وكل وقت يتوفر لها.
بعدها تزوجت جوان في البرتغال من صحفي، وولدت ابنتها جيسيكا (والتي سمتها على اسم كاتبتها المفضلة جيسيكا متفورد)، ثم حصلت على الطلاق بعد قرابة العام ، لتجد أن الوقت قد حان بعدها لتترك البرتغال، قاصدة مدينة إدنبرة في اسكتلندا حيث كانت أختها الصغيرة تقيم، لتجاهد بعدها من أجل العثور على وظيفة تعول بها نفسها وابنتها، وبعد جهد عثرت على وظيفة مـُدرسة لغة فرنسية، لكن من داخلها كانت تريد شيئا وحيدا: التركيز على التأليف والكتابة لكي تنهي قصتها التي بدأتها، قصة الصبي بوتر ، وإلا فإنها لن تنهيها أبدا، وهذا ما كانت تخشاه بشدة. كانت أمًا تعيش بمفردها مع صغيرتها، تعتمد على المعونة الحكومية وتعمل بأجر زهيد، وكان المال شحيحا جدا حتى أنها كانت تعجز أحيانا عن دفع فاتورة الكهرباء الشهرية.
دافعة أمامها ابنتها الرضيعة في عربتها، وما بين طاولات المقاهي وأثناء فترات نوم ابنتها، كانت جوان تجمع أطراف قصتها معا لكي تنهيها، وكانت تطبع نصوص القصة على آلة كاتبة قديمة، استعدادا لكي تبدأ بعدها رحلة البحث عن ناشر يقبل نشر قصتها هذه، وكان عام 1995 الوقت الذي انتهت فيه من كتابة الجزء الأول. توالت دور النشر في رفض نشر قصتها، حتى رفضتها 12 دار نشر ، لكن جوان لم تكن لتتخلى عن هاري بوتر، ولذا كم كانت سعادتها عندما جاء رد دار النشر رقم 13 بالموافقة على النشر، بعد عام كامل من الرفض والانتظار والترقب، وفي مقابل 1500 جنيه إسترليني فقط.
المؤلم أن دار النشر خافت من وضع اسم سيدة على الغلاف فتعزف الناشئة (الفئة المستهدفة بالكتاب) عن شراء القصة، ولذا طلبت منها استعمال الأحرف الأولى من اسمها، وطالبتها بوضع حرفين ثم اسم عائلتها، ولذا اختارت جوان حرف J ثم اتبعته بحرف K وهو أول حرف من اسم جدتها كاثلين، مع اسم عائلتها رولنج. الطريف أن العامل الكبير في موافقة دار النشر بلومسبري على النشر هو ابنة مدير الدار، ذات الثماني سنوات، والتي نالت القصة إعجابها الشديد بعدما طلب منها والدها إبداء رأيها في الفصل الأول من القصة، فجاءته بعدها تدق الباب مطالبة ببقية القصة.
بعدها خرجت قصة هاري بوتر إلى مكتبات إنجلترا، لكنها لم تحظ ببداية سهلة، وفي أول حفل لتقرأ جوان كتابها بنفسها، حضر أربعة أشخاص ليسمعوها تقرأ، حتى أن العاملين في المكتبة التي احتضنت حفل القراءة التفوا حولها ليشدوا من أزرها ويسمعوا لها. هذه البداية الصعبة جعلت القلق يدب في أوصال الناشر، ولذا نصحها محرر الدار بأن تعثر لنفسها على وظيفة نهارية تقيم أودها، كما هاجم القصة بقوة العديد من الجماعات الدينية التي رفضت ما فيه من سحر وسحرة، حتى أن الحكومة المحلية اضطرت لسحب الكتاب من المكتبات العامة في بعض المدن.
بعدها بشهور حصلت جوان على منحة من مجلس الفنون الاسكتلندي، ساعدتها على الاستمرار في الكتابة، وبعدها بيعت حقوق النشر داخل الولايات المتحدة في مقابل مالي سخي (وقتها بالطبع، وبلغ 105 ألف دولار)، سمح لها بأن تستقيل من وظيفتها وتركز على هوايتها: تأليف القصص، وإكمال قصص السنوات التالية للصغير بوتر بينما يجتاز صفوفه الدراسية.
في يونيو 1997، طبعت دور النشر ألف نسخة من الجزء الأول – حجر الفيلسوف، أرسلت نصفها إلى المكتبات، لكن بعد خمسة أشهر فاز هذا الجزء بأول جائزة له، وبعدها بأشهر ثلاث جاءت الجائزة الثانية ثم الثالثة، وشهد شهر يوليو من عام 1998 طباعة الجزء الثاني من القصة. اليوم، تقدر القيمة المالية للعلامة التجارية ’هاري بوتر‘ بأكثر من 15 مليار دولار، تلك القصة الممتدة على سباعية وعبر 4195 صفحة وترجمت إلى 65 لغة في العالم، وبيع منها ما يربو عن 400 مليون نسخة عالميا، كما تقف الأجزاء الأربعة الأخيرة من السباعية لتكون أسرع الكتب بيعا في العالم (وفق موسوعة ويكيبيديا).
أذكركم بأن هذه القصة واحدة من 25 قصة نجاح مماثلة، جاءت ضمن سياق كتابي السادس الباقة الثانية من 25 قصة نجاح، يمكن شرائها من متجر لولو عبر هذا الرابط مقابل 15 دولار. هذا الكتاب منشور في مصر تحت اسم النجاح الصعب ويمكن الحصول عليه من دار أجيال للنشر. إذا أردت نقل هذه القصة إلى منتداك وموقعك، افعل بشرط وضع رابط لهذه التدوينة هنا، مع ترك رابط شراء الكتاب من متجر لولو ورابط دار أجيال، إن لم تقبل فلا تنقل!
الآن يأتي وقت الخروج بالحكمة والفكرة. هل ترى أن ترك هذه القصة أفضل، لأن نجاح البطلة قام على خيالها في عالم من السحر، وهو الأمر المرفوض لدي عدد كبير منا؟ هذا السؤال يأتي ومعه سؤال آخر، هل تجد في عالم اليوم قصة نجاح خالية من الشوائب تماما؟ هل البشر خالون من الزلات والمخالفات؟ هل عالم البشر تعيش فيه ملائكة؟ وإذا حكمنا أن هذا غير صحيح، فما العمل؟ هل نقبل عيوب البشر، أم نبحث عن بشر من رتبة الملائكة؟ هل توافقني أن سرد هذه القصة قد يحفز كاتبا أو كاتبة على تحمل مشقات الكتابة، فيأتوا لنا بإبداع علمي وفكري وثقافي يفيد الناس من بعدنا؟
http://www.shabayek.com/blog/2011/01/11/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d9%83%d9%81%d8%a7%d8%ad-%d8%ac%d9%88%d8%a7%d9%86-%d9%83-%d8%b1%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%86%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d9%84%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83%d8%ab%d8%b1-2/
جاء ميلادها في 31 يوليو من عام 1965 في مدينة جلوسيسترشير الانجليزية (جنوب غرب إنجلترا)، وكانت الأخت الكبرى لصغيرة جاءت بعدها بعامين. منذ صغرها والجميع ينادونها ’جو‘ اختصارا، وحين يغضب أحدهم منها، كان يناديها جوان! لطالما سردت ’جو‘ لأختها ديان القصص الخيالية، كما كانت تحب الأرانب بشدة، حتى أنها وعمرها ست سنوات عمدت لتأليف قصة من وحي خيالها أسمتها ’أرنب‘ لكي تقنع والديها بالسماح لهما بتربية أرنب في منزلهما. لم تحصل جوان على أرنبها، لكنها عرفت وقتها أنها تريد الاستمرار في تأليف وكتابة القصص.
بعدها انتقل والدا جوان للعيش في الريف الانجليزي في بيت أوسع، ولم تكن المدارس هناك بالتي تروق لجوان، لكنها اكتسبت أصدقاء كثر من خلال قصصها الخيالية التي كانت ترويها في أوقات الغداء، وحين بلغت مرحلة الدراسة الجامعية، كانت الكتابة والتأليف مجرد هواية جانبية لها، وعملا بنصيحة والديها لها، درست اللغة الفرنسية في جامعة اكستر حتى تخرجت، أملا في أن يساعدها ذلك بعد التخرج في العمل في وظيفة سكرتيرة، إذ أن إتقان لغتين كان من العوامل المساعدة في نجاح من يمتهن هذه الوظيفة، على أن التخصص في اللغة الفرنسية منحها عاما دراسيا في العاصمة الفرنسية باريس ضمن نطاق دراستها الجامعية.
للأسف، لم تكن جوان تجيد أو تحب التنظيم وإدارة الوقت، لكنها تخرجت وعملت باحثة وسكرتيرة في العاصمة لندن من أجل غرض واحد، إذ أن عملها وفر لها حاسوبا تعمل عليه، وقد استغلته أثناء أوقات فراغها في كتابة قصصها، ولم تمض فترة طويلة حتى كان تأليف قصصها قد استولى على كل تفكيرها وشغل كل وقتها. وعمرها 26 ربيعا، أدركت جوان أنها نالت كفايتها من هذه الوظيفة، وبعد مصيبتها في وفاة أمها عن عمر 45 سنة فقط، آثرت أن تترك كل شيء ورائها وترحل إلى مدينة بورتو في البرتغال لتعمل في تدريس اللغة الانجليزية، ورغم أنها وظيفة بعيدة كل البعد عما كانت تحبه وتريده وتحلم به، لكنها كذلك سمحت لها بأوقات فراغ أطول، أملت أن تقربها من هدفها وهو إنهاء الجزء الأول من قصة هاري بوتر.
أما كيف جاءتها فكرة الطفل الصغير الذي أرسلوه إلى مدرسة لتعليم السحر، وما مر به هذا الطفل خلال سنوات تعليمه – قصة هاري بوتر التي جلبت لها النجاح والشهرة – فتخبرنا جوان أنها هبطت عليها من السماء وهي مسافرة بقطار مزدحم في عام 1990 من مانشستر إلى لندن، في رحلة تأخرت 4 ساعات، وفي حين استغل الجالس بجانبها هذه الفترة في النوم، قضت جوان هذه الساعات في تخيل كيف كانت مدرسة السحر هوجوارتس لتبدو، وما أن هبطت من محطة القطار حتى كانت قد اخترعت أشهر شخصيات المدرسين والعاملين في المدرسة، وظلت منذ هذا الوقت تكتب مغامرات هاري في عامه الأول، مستغلة أي وقت وكل وقت يتوفر لها.
بعدها تزوجت جوان في البرتغال من صحفي، وولدت ابنتها جيسيكا (والتي سمتها على اسم كاتبتها المفضلة جيسيكا متفورد)، ثم حصلت على الطلاق بعد قرابة العام ، لتجد أن الوقت قد حان بعدها لتترك البرتغال، قاصدة مدينة إدنبرة في اسكتلندا حيث كانت أختها الصغيرة تقيم، لتجاهد بعدها من أجل العثور على وظيفة تعول بها نفسها وابنتها، وبعد جهد عثرت على وظيفة مـُدرسة لغة فرنسية، لكن من داخلها كانت تريد شيئا وحيدا: التركيز على التأليف والكتابة لكي تنهي قصتها التي بدأتها، قصة الصبي بوتر ، وإلا فإنها لن تنهيها أبدا، وهذا ما كانت تخشاه بشدة. كانت أمًا تعيش بمفردها مع صغيرتها، تعتمد على المعونة الحكومية وتعمل بأجر زهيد، وكان المال شحيحا جدا حتى أنها كانت تعجز أحيانا عن دفع فاتورة الكهرباء الشهرية.
دافعة أمامها ابنتها الرضيعة في عربتها، وما بين طاولات المقاهي وأثناء فترات نوم ابنتها، كانت جوان تجمع أطراف قصتها معا لكي تنهيها، وكانت تطبع نصوص القصة على آلة كاتبة قديمة، استعدادا لكي تبدأ بعدها رحلة البحث عن ناشر يقبل نشر قصتها هذه، وكان عام 1995 الوقت الذي انتهت فيه من كتابة الجزء الأول. توالت دور النشر في رفض نشر قصتها، حتى رفضتها 12 دار نشر ، لكن جوان لم تكن لتتخلى عن هاري بوتر، ولذا كم كانت سعادتها عندما جاء رد دار النشر رقم 13 بالموافقة على النشر، بعد عام كامل من الرفض والانتظار والترقب، وفي مقابل 1500 جنيه إسترليني فقط.
المؤلم أن دار النشر خافت من وضع اسم سيدة على الغلاف فتعزف الناشئة (الفئة المستهدفة بالكتاب) عن شراء القصة، ولذا طلبت منها استعمال الأحرف الأولى من اسمها، وطالبتها بوضع حرفين ثم اسم عائلتها، ولذا اختارت جوان حرف J ثم اتبعته بحرف K وهو أول حرف من اسم جدتها كاثلين، مع اسم عائلتها رولنج. الطريف أن العامل الكبير في موافقة دار النشر بلومسبري على النشر هو ابنة مدير الدار، ذات الثماني سنوات، والتي نالت القصة إعجابها الشديد بعدما طلب منها والدها إبداء رأيها في الفصل الأول من القصة، فجاءته بعدها تدق الباب مطالبة ببقية القصة.
بعدها خرجت قصة هاري بوتر إلى مكتبات إنجلترا، لكنها لم تحظ ببداية سهلة، وفي أول حفل لتقرأ جوان كتابها بنفسها، حضر أربعة أشخاص ليسمعوها تقرأ، حتى أن العاملين في المكتبة التي احتضنت حفل القراءة التفوا حولها ليشدوا من أزرها ويسمعوا لها. هذه البداية الصعبة جعلت القلق يدب في أوصال الناشر، ولذا نصحها محرر الدار بأن تعثر لنفسها على وظيفة نهارية تقيم أودها، كما هاجم القصة بقوة العديد من الجماعات الدينية التي رفضت ما فيه من سحر وسحرة، حتى أن الحكومة المحلية اضطرت لسحب الكتاب من المكتبات العامة في بعض المدن.
بعدها بشهور حصلت جوان على منحة من مجلس الفنون الاسكتلندي، ساعدتها على الاستمرار في الكتابة، وبعدها بيعت حقوق النشر داخل الولايات المتحدة في مقابل مالي سخي (وقتها بالطبع، وبلغ 105 ألف دولار)، سمح لها بأن تستقيل من وظيفتها وتركز على هوايتها: تأليف القصص، وإكمال قصص السنوات التالية للصغير بوتر بينما يجتاز صفوفه الدراسية.
في يونيو 1997، طبعت دور النشر ألف نسخة من الجزء الأول – حجر الفيلسوف، أرسلت نصفها إلى المكتبات، لكن بعد خمسة أشهر فاز هذا الجزء بأول جائزة له، وبعدها بأشهر ثلاث جاءت الجائزة الثانية ثم الثالثة، وشهد شهر يوليو من عام 1998 طباعة الجزء الثاني من القصة. اليوم، تقدر القيمة المالية للعلامة التجارية ’هاري بوتر‘ بأكثر من 15 مليار دولار، تلك القصة الممتدة على سباعية وعبر 4195 صفحة وترجمت إلى 65 لغة في العالم، وبيع منها ما يربو عن 400 مليون نسخة عالميا، كما تقف الأجزاء الأربعة الأخيرة من السباعية لتكون أسرع الكتب بيعا في العالم (وفق موسوعة ويكيبيديا).
أذكركم بأن هذه القصة واحدة من 25 قصة نجاح مماثلة، جاءت ضمن سياق كتابي السادس الباقة الثانية من 25 قصة نجاح، يمكن شرائها من متجر لولو عبر هذا الرابط مقابل 15 دولار. هذا الكتاب منشور في مصر تحت اسم النجاح الصعب ويمكن الحصول عليه من دار أجيال للنشر. إذا أردت نقل هذه القصة إلى منتداك وموقعك، افعل بشرط وضع رابط لهذه التدوينة هنا، مع ترك رابط شراء الكتاب من متجر لولو ورابط دار أجيال، إن لم تقبل فلا تنقل!
الآن يأتي وقت الخروج بالحكمة والفكرة. هل ترى أن ترك هذه القصة أفضل، لأن نجاح البطلة قام على خيالها في عالم من السحر، وهو الأمر المرفوض لدي عدد كبير منا؟ هذا السؤال يأتي ومعه سؤال آخر، هل تجد في عالم اليوم قصة نجاح خالية من الشوائب تماما؟ هل البشر خالون من الزلات والمخالفات؟ هل عالم البشر تعيش فيه ملائكة؟ وإذا حكمنا أن هذا غير صحيح، فما العمل؟ هل نقبل عيوب البشر، أم نبحث عن بشر من رتبة الملائكة؟ هل توافقني أن سرد هذه القصة قد يحفز كاتبا أو كاتبة على تحمل مشقات الكتابة، فيأتوا لنا بإبداع علمي وفكري وثقافي يفيد الناس من بعدنا؟
http://www.shabayek.com/blog/2011/01/11/%d9%82%d8%b5%d8%a9-%d9%83%d9%81%d8%a7%d8%ad-%d8%ac%d9%88%d8%a7%d9%86-%d9%83-%d8%b1%d9%88%d9%84%d9%8a%d9%86%d8%ac-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%a4%d9%84%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%83%d8%ab%d8%b1-2/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق