·
بيروت - رويترز - يورد كتاب
نقل الى العربية ما سماه طريقة تفكير الصينيين وفلسفتهم في الحياة في أقسامه
الثلاثة التي تتحدث عن السلوك الاجتماعي والعائلة والمبادئ الأخلاقية.
ويتحدث الكتاب عن 21 سمة
تميز بها الشعب الصيني، فاختلف فيها مع الآخرين حيناً والتقى معهم حيناً آخر ربما
بسبب التطور الحديث في بعض الحالات.
ومن الموضوعات البارزة في
هذه السمات الميانزي والمهجونغ والشخص المطبوخ والآخر غير المطبوخ. الا اننا في
حالات كثيرة نتوصل - وباعتراف المؤلف الصيني نفسه - الى اختلافات في أنماط التفكير
والحياة بين الشرق والغرب وإلى اكتشاف أن أوضاع الانسان، على تباينها، يصح فيها
التعبير المصري الشائع «كله زي بعضه». تجارب الإنسان تتشابه والناس تسير كما يبدو
نحو نوع من العولمة الثقافية والاجتماعية.
عنوان الكتاب «طريقتنا في
التفكير: فلسفة الحياة الصينية». كتبه الأكاديمي الدكتور لي جانغ وترجمته من
الإنكليزية رفيف غدار وصدر عن «سينولينغوا» و«الدار العربية للعلوم
ناشرون».
وفي مجال حديثه عن «استقراء
خصائص السلوك للصينيين» يقول المؤلف: «ليس هناك شعب صيني موحد السلوك في الحياة
الواقعية تقليدية كانت ام حديثة. على العكس من ذلك الصينيون متنوعون اذا لم نقل
انهم متناقضون».
وفي باب السلوك الاجتماعي
وتحت عنوان «الميانزي ترجح كل شيء»، يقول الكاتب ان الميانزي «كلمة مهمة ومثيرة
للاهتمام في اللغة الصينية الرئيسة، وتطورت من معناها الحرفي الى مرادف لكلمة
«الكرامة» وحتى ما وراء ذلك. يقول لو اكسان وهو كاتب صيني عصري، ان الميانزي هي
الأخلاقية الأساسية للصينيين. تشبه الميانزي الضفيرة التي كان يعقدها الجميع في
الجزء الخلفي من رؤوسهم خلال عهد مانشو. ما ان يمسك بضفيرته لا يستطيع المرء ان
يتحرك خطوة واحدة ويصبح تحت سيطرة الشخص الآخر. ان الوعي للاعتبار (او الكرامة) هو ظاهرة
نموذجية في الثقافة الصينية. فالصينيون يراعون تماماً مشاعر الآخرين
وآراءهم».
ويتحدث المولف أيضاً عن
«الصداقة الأخوية» فيقول: «انها علاقة متينة وامتداد لمفهوم الأخوة الكونفوشيوسي في
السلوك الاجتماعي. تختلف الصداقة عن قرابة الدم. وهناك قول صيني يعتمد المرء
في البيت على والديه وفي الخارج على اصدقائه». يعتقد الصينيون ان الإخوة هم تماماً
مثل الأيدي والأقدام ولهذا هم لا يدعون أصدقاءهم «إخوة» فحسب بل يعاملونهم
أيضاً مثل إخوتهم».
وينتقل الى «فن السلوك
الصيني في لعب المهجونغ» فيقول: «في الصين لا يمكن المرء ان ينجح بالذكاء وحده وما
يحدد نجاح المرء ليس حاصل ذكائه العقلي (آي. كيو) وإنما حاصل ذكائه العاطفي (إي.
كيو). يجسد لعب المهجونغ فن السلوك الصيني على أحسن وجه ويبدو أن اللعبة قد ابتدعت
بصورة مثالية للصينيين… هي لعبة تعتمد على الحظ وليس على التنافس
الفكري.
وبالمنطق الصـيني أليسـت
أكـثر الألعاب تعقيداً هي اللعبة التي يمكن ان تجعل اكثر الناس ذكاء في حيرة من
أمرهم؟».
وفي الحديث عن الدلالات
المختلفة لكلمة «آسف» يقول المؤلف إن «الأجانب قد يجدون ان الصينيين لا يقولون كلمة
«آسف» في حياتهم اليومية ولهذا يساء فهم الصينيين… ويظن انهم يخافون من
الاعتراف بأخطائهم وغير مستعدين للاعتذار. ان مفهوم «الشن شي» الصيني ينصح الناس بألا
يتسرعوا في قول أي شيء في أي وقت وألا يقوموا بأفعال ستجعلهم يندمون لاحقاً. بهذه
الطريقة فقط يمكن تجنب قول كلمة «آسف» اما اذا قام شخص بأمر وندم عليه فإن الاعتذار
في هذه الحالة يجب ان يكون نابعاً من القلب ويجب عدم قول كلمة «آسف»
بلامبالاة.
وتحت عنوان «ثقافة الأكل»
يتحدث لي جانغ عن قول لحكماء الصين القدماء عن ان «الطعام هو أكثر ما يهم
الناس». ويتحدث عن أمور منها مع من تأكل وكيف تأكل وأين وماذا تأكل. لقد كان الأكل
لفترة طويلة قوة ثقافية في الصين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق