كتبهابلال عبد الهادي ، في 28 تشرين الأول 2010 الساعة: 18:17 م
هذه العبارة تدرّس، بلاغيّاً، بهدف اظهار
وظيفة المضاف إليه جمالياً أو وصفياً ، أقول بلاغيّاً لأنّ النحو لا يهتمّ كثيراً
لأمر القريبة أو الغربية. ولكن البلاغة عندها فضول الاستغراق أوالتحري والاستقصاء
. ماذا تريد أن تقول لنا عبارة "مرآة الغريبة" . ان المضاف اليه هنا هو بشكل من
الاشكال حذف. كل اضافة لغوية هي، عمليا، حذف.وكلّ حذف هو ، في الوقت، مقارنة
خفيّة مع المعلن، الحاضر في النصّ. لقد حذفت العبارة كل مرآة غير مرآة الغريبة.
لقد انهزمت كلّ المرايا أمام مرآة الغريبة. لكن الانهزام لا يبدو الا من خلال صورة
المنتصر القريبة. لكأنّ الإضافة تحبّ استعمال العدسات المقرّبة !
ووضعت مرآة الغريبة في المرتبة الأولى بين المرايا.
من أين جاء الواصف بهذا التعبير، الانسان لا يكتب من رأسه. يفتكر أنه يكتب من رأسه.عمليّاً أفواه الناس محابر أقلام الكاتب.أفكاره تخرج من سلوك الناس، من حركاتهم، من حواسهم، من رغباتهم، من احلامهم المرئية، ومن حالاتهم النفسية.
الغريبة ، اجتماعيّاً، هشّة ليست كالقريبة( الغربة تجعل الإنسان هشّاً). سهام النقد والعيون تصوّب عليها أكثر من غيرها. من هنا، يجب ان تحمي نفسها من الانتقاد وعبث الأفواه الجائرة والعيون الماكرة. وكيف تحمي نفسها وهي لا يمكنها أن ترى نفسها لتنقيح جمالها الا عبر مرآة مجلوّة وصادقة؟ من هنا، كان اهتمامها في الدفاع الفائض عن نفسها/جمالها بامتلاك مرآة تفضل جودتُها جودةَ "مرآة القريبة" التي يحميها محيطها الأليف من غريب النظرات.
الغريبة تطلب النجدة من المرآة، والمرآة يمكن ان تخدش كمخالب الهرّة. ثمة اسطورة يونانية عن امرأة خرافية كانت خصلات شعرها حيّات، كانت نظراتها تقتل أو تحجّر من تراها، لم تنتصر عليها الا مرآة،مرآة راحت تحدّق في عيني المرأة الخرافية فقضت عليها. عيون المرايا نجلاوات! والمقصود بالعبارة ليس توصيف حال الغريبة ولكن توصيف جودة المرآة.
هنا لا اعرف لماذا خطر ببالي النظر الى المضاف اليه من وجهة نظر تركيب الرمز الصيني، أو بعض اشكال الرمز الصيني. بعض الرموز الصينية تتشكل من عنصرين : عنصر صوتي وعنصر دلالي، أي عنصر يشير الى الحقل لدلالي الذي ينتمي عليه الرمز، وعنصر صوتي يشير إلى كيفية نظق الرمز، ولكن من يتأمّل العنصر الصوتي يلحظ أنّه يضيف ، في الوقت نفسه، ظلاّ من المعنى على الرمز الصيني.كما هنا، الحديث عن المرآة، ولكنّه حديث ، من طرف خفيّ، عن المرأة الغريبة.
ووضعت مرآة الغريبة في المرتبة الأولى بين المرايا.
من أين جاء الواصف بهذا التعبير، الانسان لا يكتب من رأسه. يفتكر أنه يكتب من رأسه.عمليّاً أفواه الناس محابر أقلام الكاتب.أفكاره تخرج من سلوك الناس، من حركاتهم، من حواسهم، من رغباتهم، من احلامهم المرئية، ومن حالاتهم النفسية.
الغريبة ، اجتماعيّاً، هشّة ليست كالقريبة( الغربة تجعل الإنسان هشّاً). سهام النقد والعيون تصوّب عليها أكثر من غيرها. من هنا، يجب ان تحمي نفسها من الانتقاد وعبث الأفواه الجائرة والعيون الماكرة. وكيف تحمي نفسها وهي لا يمكنها أن ترى نفسها لتنقيح جمالها الا عبر مرآة مجلوّة وصادقة؟ من هنا، كان اهتمامها في الدفاع الفائض عن نفسها/جمالها بامتلاك مرآة تفضل جودتُها جودةَ "مرآة القريبة" التي يحميها محيطها الأليف من غريب النظرات.
الغريبة تطلب النجدة من المرآة، والمرآة يمكن ان تخدش كمخالب الهرّة. ثمة اسطورة يونانية عن امرأة خرافية كانت خصلات شعرها حيّات، كانت نظراتها تقتل أو تحجّر من تراها، لم تنتصر عليها الا مرآة،مرآة راحت تحدّق في عيني المرأة الخرافية فقضت عليها. عيون المرايا نجلاوات! والمقصود بالعبارة ليس توصيف حال الغريبة ولكن توصيف جودة المرآة.
هنا لا اعرف لماذا خطر ببالي النظر الى المضاف اليه من وجهة نظر تركيب الرمز الصيني، أو بعض اشكال الرمز الصيني. بعض الرموز الصينية تتشكل من عنصرين : عنصر صوتي وعنصر دلالي، أي عنصر يشير الى الحقل لدلالي الذي ينتمي عليه الرمز، وعنصر صوتي يشير إلى كيفية نظق الرمز، ولكن من يتأمّل العنصر الصوتي يلحظ أنّه يضيف ، في الوقت نفسه، ظلاّ من المعنى على الرمز الصيني.كما هنا، الحديث عن المرآة، ولكنّه حديث ، من طرف خفيّ، عن المرأة الغريبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق