السبت، 2 مارس 2013

المحظور اللغوي في الجزائر

تنقسم الحياة اليوميّة في الجزائر إلى نوعين : حياة مرئية وأخرى غير مرئية تتقاطع فيها وتتعايش جملة من الأفكار والممارسات المشروعة، وغير المشروعة، النابعة عن وعي، وعن غير وعي. كما تطفو على السطح بوادر التخلص من حالات الكبت والضغط الاجتماعي من خلال السّعي إلى هدم عدد من الطابوهات، والمحرّمات، والمقدّسات وسنن الجماعة، مع محاولة تشكيل لغة تواصل هامشية يتمّ تسميتها اصطلاحا : كلاما فاحشا.


"كلام فاحش" عبارة تختزل قاموسا كاملا من الجمل والمصطلحات التي تنمو وتتطوّر على أطراف الحياة اليوميّة، مشكّلةً لغة تخاطبٍ وتواصلٍ بين أفراد مختلف الطبقات الاجتماعية، والتي تتمايز فيما بينها، من ناحية السنّ، وكذا على صعيد الامتيازات وسلّم الاهتمامات. لغة تحمل بين طيّاتها تناقضات، على مستوى المعاني، واختلافات في كيفية استقبالها من طرف المتلقّي.


صحيح أنّ موضوع "الكلام الفاحش" يبقى واحدا من المواضيع التي تمثل طابو يتمنّع الكثيرون عن التطرّق إليه. ولكن من المؤسف ملاحظة أنّ الموضوع نفسه يبقى، لحدّ السّاعة، يشكّل طابو أيضا في عقول الطبقة المثقفة التي تتحدّث عليه دائما بإيجاز وخجل، متجاهلة الخوض في عمق الأشياء والبحث عن التفاصيل والجزئيات، كما لو أنّها بصدد المساس بشرفها أو شرف المتلقّي. إذ تجدر الإشارة إلى أنّ توظيف بعض مصطلحات "الكلام الفاحش" يبقى حكرا على بعض النصوص الأدبية، خصوصا الروائية، وذلك ما نلتمسه في بعض نصوص رشيد بوجدرة أو واسيني الأعرج أو فضيلة الفاروق، كما نلاحظ أنّ تعامل الأسماء سابقة الذكر مع الكلام الفاحش يعتريه "حذر" و"سوء نية" أحيانا، ينبع من رغبة الإغراء وإثارة القارئ والبحث عن شدّ الانتباه والتباهي بصورة "التميّز"، ويمكن أن نلتمس تعليلا من خلال معاينة بسيطة تفيد أن غالبية مصطلحات الكلام الفاحش المتداولة عبر نصوص الروائية تدور حول حيز "الجنس"، على الخلاف تماما ممّا نلاحظه من توظيف للكلام الفاحش في الموسيقى، خصوصا عبر نصوص بعض أغاني "الراي"، التي لا ترى حرجا في تجاوز حدود "العادي" واختلاق لغة موازية، والتلفّظ بعبارات لا تروق كثيرا الأسماع، سواء فيما يتعلّق بالشقّ الجنسيّ، أو في التباهي بالفحولة والشجاعة، ولكنها مهما يقال عنها ليست وليدة "العدم"، بل مستمدّة من تقلبّات وتطوّرات عجلة الحياة اليومية.


الكلام الفاحش ليس حكرا على جنس دون الآخر، بل هو متداول ومتناقل بين الجنسين، ولكنّ المعاينة الظاهرية، في الجزائر، انطلاقا من استطلاع ميدانيّ، تفيد أنّه متداول أكثر بين أفراد الجنس اللطيف، بحكم الحميمية من جهة، وروح الثرثرة من جهة أخرى والتي تميّزه على العنصر الذكوري، ومن بين الكلمات الأكثر شيوعا والأكثر انتشارا والأكثر اتفاقا، من ناحية المعنى، هي كلمة : نيك! وهو فعل ثلاثيّ ورد في لسان العرب لإبن منظور، حيث تقرأ : "النيك : معروف، والفاعل: نائِكٌ، والمفعول به مَنِيكٌ ومَنْيُوكٌ، والأَنثى مَنْيُوكة، وقد ناكَها يَنيكها نَيْكاً. والنَّيّاك : الكثير النيك؛ شدّد للكثرة؛ وفي المثل قال : من يَنِكِ العَيْرَ يَنِكْ نَيّاكا وتَنَايَكَ القوْمُ : غلبهم النُّعاسُ. وتَنايَكَتِ الأَجْفانُ : انطبق بعضها على بعض". وهي كلمة تمّ تداولها عبر الشعر الجاهلي، وما يزال العرب، ماضيا وحاضرا، يتباهون بفحولتهم وشدّة بأسهم من خلال التفنّن في نعت وإطلاق الأسماء على "النيك"، حيث يكتب كامل النجار : " يظهر ولع العرب بالجنس في لغتهم. وحتى عملية الممارسة الجنسية أعطوها أسماء تختلف من حيوان لآخر. فقالوا مثلاً : نكح الإنسان، وكام الفرس، وباك الحمار، وقاع الجمل، ونزا التيس والسبع، وعاظل الكلب، وسفد الطائر، وقمط الديك (فقه اللغة للثعالبي). أما نكاح المرأة فقد تفنّنوا في تسميته. فقالوا: باضعها، وذخمها، وخجأها، ووطأها، وناكها، ونكحها". من هنا يبرز ثراء اللّغة العربية بمرادفات النيك، حيث يكتب الإمام جلال الدين السيوطي في مقدمة نص "نواظر الأيك في علم النيك" : "يزين صبابتي أدب مصفّى/ ويقوّي عقدها عقد وثيق/ واكتم سرّ من أهواه خوفا/ وذكر النيك شيء لا يليق"، حيث يقسم المتحدّث نفسه النيك إلى أربعة : فالأوّل شهوة، والثاني لذّة والثالث شفاء والرابع دواء.


من جهتهم، يتداول الجزائريون فيما بينها عددا من مرادفات كلمة "النيك" والتي تحمل مدلولات متشابهة، مثل القول "ضربه" (يعني ضرب العضو الجنسيّ أو أولجه)، كما يميل آخرون، خجلا ربما، إلى توظيف عبارات من قبيل : "عبث على..." وهي عبارة محتشمة دلالة على التعرض لممارسة الجنس، وتشير غالبا لممارسة الجنس غصبا.


تعتبر الكلمة نفسها واحدة من الكلمة التي تكاد تحمل المعني نفسه عبر مختلف لغات العالم، فبالفرنسية يتم تداول فعل: niquer. مع ذلك، فهي اليوم تعتبر كلاما فاحشا، ومن النادر التلفّظ بها وسط الجماعة، بالنظر إلى وقعها السّلبيّ على المتلقّي ورفضها والتواطؤ على تصنيفها ضمن قائمة "المحظورات اللّغوية". بالمقابل، على حياة الهامش، نجد كثيرا من الجزائريين يتفاخرون ويتباهون فيما بينهم بشرف المساهمة في تحديد شعار شركة "NIKE" الأميركية، للملابس والأحذية الرياضية، حيث تحكي إحدى النكت المعروفة أنّ رجل أعمال أمريكيّا مرموقا جلس في مقهى جزائري وشدّ فضوله شجار بين زبون آخر والنادل بشأن عدم رضا الزبون بنوعية القهوة مما دفعه إلى الصراخ في وجه النادل والإشارة إليه، بإبهامه (بحركة تشبه شعار شركة NIKE) ومخاطبا إياه قائلا : "نيّك" (بمعنى اغرب عن وجهي بالعامية الجزائرية) مما قاد رجل الأعمال الأمريكي، الذي ظلّ متفرجا، إلى استلهام شعار وكلمة NIKE.الجمع بين الحروف "نون" و"ياء" و"كاف"، في اللغة العامية في الجزائر يعتبر "زلّة" وأحيانا "كبيرة"، مع ذلك، ومن باب التناقض، لا يرى البعض في توظيف كلمة "نيك" دلالة على "الأكل" كعبارة "نيكت فيها سندويتش" أو "نيكت فيها بيتزا" بمعنى الأكل بشراهة، وفي هذا السياق فإنه لا يوجد حرج في التلفظ بالكلمة ذاتها.


باعتقادنا أنّ إدراج كلمة "نيك" ضمن باب الكلام الفاحش، في الجزائر، وتحاشيها نابع بالدرجة الأولى من تراجع (إذا لم نقل تلاشي) دور النخبة في تسمية الأشياء بمسمّياتها، وتنازلها عن القيام بدورها الحضاري، وخوفها من التعاطي مع اللغة في حدّ ذاتها، حيث يحكى أنّ الشيخ الطيب العقبي، أحد أهمّ روّاد جمعية العلماء المسلمين، أُعجب مرّة بروح الدعابة والفكاهة عند الشيخ البشير الإبراهيمي، فجلس إليه وخاطبه قائلا : "والله يا شيخ تعجبني روحك المرحة وأفكر في تأليف كتاب اجمع فيه معالم روحك الخفيفة أعنونه نُكت الشيخ البشير الإبراهيمي". في وقت كان ينتظر فيه الشيخ الطيب العقبي ردّا ايجابيا، أو على الأقل تعليقا محمّسا، من طرف الشيخ البشير الإبراهيمي، انتفض هذا الأخير في وجه محدّثه مجيبا إياه : "لا تفكّر بتاتا في عنوان مثل هذا لأنّي متأكّد أنّه سيأتي لاحقا أناس ويقرؤون النّون بالكسرة ويعتقدون أنّي رجل بارد جنسيا أو ربّما سيتهمونني بالمثلية". من هنا نلاحظ أنّ الطبقة المثقفة تساهم إيجابا في وضع الحواجز الذهنية، والنفسية أيضا، في التعامل مع مصطلحات تعرف انتشارا واسعا بين الطبقة الشبابية. وتبرز حدّة التناقضات مع تواصل الشباب والاهتمام المتزايد بفرقة الراب الفرنسية "NTM" والتي تعني "Nique Ta Mère" (نيك أمك)، مع العلم أن الجميع يفهم المقصود من العبارة ويميلون إلى إخفاء المعنى بالنظر إلى وقع العبارة التي من شأنها أن تثير العداوة وتؤدّي إلى اندلاع الحروب بين الأفراد لأنها، بكل بساطة، تمسّ بشرف "أمّ" المتلقّي.


تبرز ضمن جميع مصطلحات الكلام الفاحش "الأمّ" كمقدّس، ذات صبغة تقترب من التأليه، حيث نلاحظ أنّ الفرد الجزائري يتغاضى الردّ عن عدد من عبارات السبّ والشتائم، ولا يوليها اهتماما، إلا العبارات التي تتعرّض للأمّ، فإنّها في غالبية الأحيان تسبّب مشاكل غير منتهية.


يقول الباحث مالك شبل : "يُنظر إلى الشتائم والكلمات الفاحشة باعتبارها جزءا لا يتجزّأ من التصرّفات المشينة، ولذلك فهي تُرتكب بدرجات متفاوتة، ويحسّ بالخجل كلّ إنسان بالغ عندما يرتكب خرقا شفهيا بحضرة الآباء أو كبار العائلة، بل وحتى أمام أشخاص من مختلف الأعمار، إن القواعد المرعيّة في مثل هذه الحالات صارمة جدا، ولا أحد تساوره فكرة انتهاكها في الظروف العادية"(2). عموما، تستوقفنا ملاحظة أنّ غالبية مصطلحات وعبارات الكلام الفاحش الموجّهة للمرأة تستهدف حياتها الجنسية إجمالا، وجهازها التناسلي خصوصا، بينما تستهدف المصطلحات والعبارات الموجّهة للرجل معالم الفحولة فيه ووظائفه البيولوجية.


ومن بين الكلمات التي تلقى ردّة فعل عنيفة جدّا في الجزائر، كلمة : قحبة. كلمة "بالغة الخطورة" في التعاملات الشفهية، نظرا لما تحمله من معاني : مومس، عاهرة، ساقطة وغيرها. مع العلم أنها في اللّغة العربية لا تعدو أن تكون مرادفا "للسّعال" أو "الثرثرة"، حيث يحكى في سوريا قصة ظريفة في معنى كلمة "قحبة" جاء فيها :
" في قاعة من قاعات جامعة دمشق، نادى الأستاذ البجيرمي على فتاة قائلاً لها :

- اخرجي من القاعة أيتها القحباء

سكتت القاعة كلها على أمل أن يعيد كلامه ظناً منهم أنهم سمعوا شيئاً غريباً.

لكنه كرّر وقال: لقد سمعت ما قلت فاخرجي من هنا أيتها القحباء .
فردت الفتاة بصدمة كبيرة : "أنا... ؟" مهددة إياه بالانتقام.

وبالفعل، خلال أيام جاء تبليغ للدكتور البجيرمي كي يحضر اجتماعا برئاسة عميد الجامعة للتحقيق في الموضوع مع لجنة شكلت لهذا الغرض. وعندما ذهب لحضور الجلسة في اليوم المحدد باغت الأساتذة والدكاترة ورئيس وأعضاء اللجنة وقال لهم :

- لنمض إلى الجلسة أريد الانتهاء من هذا!

وعندما دخل الجميع القاعة وصل البجيرمي وكان حاملاً معجماً للغة العربية تحت إبطه ودخل بكل ثقة ووضعه على الطاولة أمام اللجنة وبدأ تقليب الصفحات ويبلغ الصفحة التي فيها كلمة قحبا. وبدأ يقرأ :
"القحباء : هي الثرثارة الخ..........." إلى أن انتهى .
وبالمختصر المفيد كانت النتيجة أن
القحباء : هي الثرثارة كثيرة الكلام
وأخيراً قال :
- أخجل أن يحاسبني من هو أقلّ مني علماً وانصرف".

والملفت للانتباه أنّ كثيرا من مصطلحات الكلام الفاحش تدور حول تعدّد مرادفات الجهاز التناسلي النسائي، مع ميل إلى التقليل منه، والسّخرية منه، ولكنها في الوقت نفسها تتحاشى التعرض للأثداء، ربما باعتبارها رمزا للأمومة ومنطقة تنأى عن الأوصاف الذميمة.


من بين المفارقات التي تواجهنا في التعامل مع عبارات الكلام الفاحش في الجزائر، أنّ بعض المصطلحات تحمل مدلولا "مشينا" في منطقة جغرافية معيّنة، بينما يتم تداولها بصفة "عادية" في منطقة جغرافية أخرى، على غرار كلمة "العلفة" المقصود منها، في بعض المناطق، نواة التمر بينما تعبر، خصوصا في بعض مناطق الجنوب الشرقي، على الجهاز التناسلي للمرأة.


ونلاحظ أن الجزائريين برعوا في تنويع وابتكار مرادفات الجهاز التناسلي للمرأة الذي يشار إليه عبر كلمات : سوة، حدشون (كلمة ذات أصول امازيغية)، الماتريال (matériel)، باعتباره أهمّ جزء من جسد المرأة، وهنا تجدر الإشارة إلى أغنية الشاب تيتو (1999) التي تتغزّل بجسد امرأة بالقول : "مين جاتك ذي لابوتي..مين جاك ذا الماتريال"، إضافة إلى كلمات: الثقبة، الطز، الطابونة والعظاظة.


والجزائريون يسيرون على خطى اللغويين العرب القدامى الذي منحوا العضو التناسلي للمرأة حظوة وميّزوه بعدد مهم من المرادفات، من بينها : الهن، بفتح الهاء، والحر، بكسر الحاء، الدمّاج أو الدّماح، السفطاح، بكسر السين، الكُظر، بضم الكاف، وهو حرف أو طرف الفرج، الطنبريز، كزنجبيل، أبو دراس، الأكبس، العضارطي، بضم العين، الخاق باق، الخشنفل.


بالمقابل، إذا أردنا المساس بشرف الرجل وكرامته وحاولنا إثارته، فالطريق الأقرب يتمثل في التعرّض لمعالم الفحولة فيه والتشكيك في رجولته، ومن العبارات الأكثر انتشارا والأكثر إثارة للعداوة كلمة : " pédé " (كلمة فرنسية يقصد من خلالها شخص شاذّ جنسيا) أو "نقش" (بمعنى أيضا مثليّ وبارد جنسيا) والتي تم اشتقاقها من "النقش" إشارة إلى أنّ الشخص قد تعرّض "لمؤثّر خارجيّ خدش شيئا فيه" (المدلول واضح : التعرّض للممارسة الجنسية من رجل آخر) كما نجد أيضا كلمة "عطاي" والتي تعني رجلا "في متناول الجميع جنسيا" أي من السهل التداول عليه ومجامعته. ومن العبارات التي تثير كثيرا حرج الرجل وعداوته في الجزائر، هي محاولة التعرّض لمؤخّرته ومن الكلمات المحرجة، وصف رجل ما بعبارة "بوترمة"، بمعنى صاحب مؤخّرة كبيرة. بالمقابل، فإنّ من بين منابع فخر الرجل الجزائري إجمالا، هي التغني بقدراته الجنسية، والتنويه مثلا بعضوه التناسلي، والذي يتمتع بعدد كبير من المرادفات، من بينها : الزبّ، الأقرع، الفرطاس، المعلّم، السبع، الطرطاق، وغيرها، مع العلم أنّ العضو الذكريّ، في اللغة العربية، يتمتّع أيضا بعدد كبير من المرادفات.
وتسرد إحدى الوقائع، المضحكة والمبكية في ﺁن معا، أنّ حكومات المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين رفضت، مطلع العام 2010، قبول ترشيح باكستان سفيرا لها، وكان السبب هو اسم السفير: "أكبر زبّ".


ومن بين الملاحظات أنّ العضو الذكري وكل ما جاوره يحمل صفات الفخر، بما في ذلك الخصيتان، حيث من المتداول في اللغة العاميةّ، وصف من يتمتّع بحظوة مادية أو اجتماعية بعبارة "بو خصاوي" أو "بوقلاوي".
ما يصطلح على تسميته "كلاما فاحشا" صار يشكّل اليوم لغة قائمة بحدّ ذاتها، تدور ويتمّ تداولها عبر دوائر ضيقة، ولكنها، رغم كلّ ما يدور من أحكام أولية وكليشيهات وانطباعات آنية، فهي تمثل جزءا ثابتا من حياتنا اليومية.
تعليقات حول الموضوع
صفاقس - محمد الشعري
4 آب (أغسطس) 2010 02:47
أعتقد أنه من الأجدى أن ندرس أيضا جمالية الحياء. فهي التي نستخدمها كمقاييس و مؤشرات و قيم نقارن بها مختلف الأصناف التعبيرية.
ألاحظ، من خلال المواقع الألكترونية الإجتماعية، أن الخطاب النسائي في التابوهات أكثر حكمة و وعيا و جمالية بكثير في أغلب الأحيان من الخطاب الرجالي في المواضيع ذاتها. لا أظن أن الرجولة مرادفة للبذاءة أو للحقارة أو للإسفاف.
القضية برمتها تربوية أخلاقية، سواء في أبعادها اللغوية أو غيرها من أبعاد. حبذا لو أن العاملين في المؤسسات التعليمية و المشرفين عليها يطالبون معا بإدراج التربية الجنسية في مناهجهم المدرسية. ستكون لذلك فوائد حضارية مباشرة في تصرفات سائر الناس و علاقاتهم و ثقافتهم و مجمل حياتهم الخاصة و العامة، و من ضمنها ألفاظهم و تعابيرهم و آدابهم و فنونهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق