كلمون/ الكلام على القلم العربي
جاء في كتاب الفهرست لابن النديم، ما يلي:
اختلف الناس في أول وضع الخط العربي فقال
هشام الكلبي أول من صنع ذلك قوم من العرب العاربة نزلوا في عدنان بن أد وأسماؤهم:
أبو جاد، هواز حطي، كلمون، صعفص، قريسات. هذا من خط بن الكوفي بهذا الشكل والإعراب
وضعوا الكتاب على أسمائهم ثم وجدوا بعد ذلك حروفاً ليست من أسمائهم وهي الثاء
والخاء والذال والظاء والشين والغين فسموها الروادف قال وهؤلاء ملوك مدين وكان
مهلكهم يوم الظلة في زمن شعيب النبي عليه السلام وأنشد لأخت كلمون ترثيه
كلمون هدّ
ركـنـي |
|
هلكت وسط
المحلّه |
سيد الـقـوم
أتــاه |
|
الحتف ثاو وسط ظله
|
جعلت نارا
علـيهـم |
|
دراهم
كالمضمحـلّة |
قرأت بخط بن أبي سعد على هذه الصورة وبهذا
الإعراب أبجاد، هواز، حاطئ، كلمان، صاع فض، قرست. قالوا هم الجبلة الأخيرة وكانوا
نزولاً في عدنان بن أد وأشباهه فلما استعربوا وضعوا الكتاب العربي والله أعلم وقال
كعب وأنا أبرأ إلى الله من قوله أن أول من وضع الكتابة العربية والفارسية وغيرها من
الكتابات آدم عليه السلام وضع ذلك قبل موته بثلثمائة سنة في الطين وطبخه فلما أصاب
الأرض الطوفان سلم فوجد كل قوم كتاباتهم فكتبوا بها وقال بن عباس أول من كتب
بالعربية ثلاثة رجال من بولان وهي قبيلة سكنوا الأنبار وأنهم اجتمعوا فوضعوا حروفا
مقطعة وموصولة وهم مرار بن مرة وأسلم بن سدرة وعامر بن جدرة ويقال مروة وجدلة فأما
مرامر فوضع الصور وأما أسلم ففصل ووصل وأما عامر فوضع الإعجام وسئل أهل الحيرة ممن
أخذتم العربي فقالوا من أهل الأنبار ويقال إن الله تعالى أنطق إسماعيل بالعربية
المبينة وهو بن أربع وعشرين سنة قال محمد بن إسحاق فأما الذي يقارب الحق وتكاد
النفس تقبله فذكر الثقة أن الكلام العربي بلغة حمير وطسم وجديس وأرم وحويل وهؤلاء
هم العروب العاربة وأن إسماعيل لما حصل في الحرم ونشأ وكبر تزوج في جرهم آل معاوية
بن مضاض الجرهمي فهم أخوال ولده فتعلم كلامهم ولم يزل ولد إسماعيل على مر الزمان
يشتقون الكلام بعضه من بعض ويصنعون الأشياء أسماء كثيرة بحسب حدوث الأشياء
الموجودات وظهورها فلما اتسع الكلام ظهر الشعر الجيد الفصيح في العدنانية وكثر هذا
بعد معد بن عدنان ولكل قبيلة من قبائل العرب لغة تنفرد بها وتؤخذ عنها وقد اشتركوا
في الأصل قال: وأن الزيادة في اللغة امتنع العرب منها بعد بعث النبي صلى الله عليه
وسلم لأجل القرآن ومما يصدق ذلك روى مكحول عن رجاله إن أول من وضع الكتاب العربي
نفيس، ونضر، وتيما، ودومة، هؤلاء ولد إسماعيل وضعوه مفصلاً وفرقة قادور بنت بن
هميسع بن قادور قال وإن نفراً من أهل الأنبار من أياد القديمة وضعوا حروف ألف ب ت ث
وعنه أخذت العرب قرأت في كتاب مكة لعمر بن شبة وبخطه أخبرني قوم من علماء مضر قالوا
الذي كتب هذا العربي الجزم رجل من بني مخلد بن النضر بن كنانة فكتبت حينئذ العرب
وعن غيره الذي حمل الكتابة إلى قريش بمكة أبو قيس بن عبد مناف بن زهرة وقد قيل حرب
بن أمية وقيل أنه لما هدمت الكعبة قريش وجدوا في ركن من أركانها حجراً مكتوباً فيه
السلف بن عبقر يقرأ على ربه السلام من رأس ثلاثة آلف سنة وكان في خزانة المأمون
كتاب بخط عبد المطلب بن هاشم في جلد آدم فيه ذكر حق عبد المطلب بن هاشم من أهل مكة
على فلان بن فلان الحميري من أهل وزل صنعا عليه ألف درهم فضة كيلا بالحديدة ومتى
دعاه بها أجابه شهد الله والملكان قال وكان الخط شبه خط النساء ومن كتاب العرب أسيد
بن أبي العيص أصيب في حجر بمسجد السور عند قبر المريين وقد حسم السيل عن الأرض فيه
أنا أسيد بن أبي العيص ترحم الله على بني عبد مناف لم سميت العرب بهذا الاسم من خط
بن أبي سعد ذكروا أن إبراهيم عليه السلام نظر إلى ولد إسماعيل مع أخوالهم من جرهم
فقال له يا إسماعيل ما هؤلاء فقال نبي وأخوالهم جرهم فقال له إبراهيم باللسان الذي
كان يتكلم به وهو السريانية القديمة أعرب له يقول أخلطهم به والله أعلم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق