الاثنين، 18 مارس 2013

نشأة اللغة


قال الإمام فخر الدين وأتباعه : السببُ في وضع الألفاظ أن الإنسان الواحد وحدَه لا يستقلُّ بجميع حاجاته بل لا بدَّ من التعاون ولا تعاونَ إلاَّ بالتَّعارف ولا تعارفَ إلاَّ بأسباب كحركات أو إشاراتٍ أو نقوش أو ألفاظٍ توضع بإزاء المقاصد وأَيْسَرُها وأفيدُها وأعمُّها الألفاظ أمَّا أنها أيسر فلأَنَّ الحروفَ كيفيَّاتٌ تَعْرضُ لأصواتٍ عارضة للهواء الخارج بالتّنفس الضروريّ الممدود من قبل الطبيعة دون تكلُّف اختياري ، وأما أنها أفيدُ فلأَنها موجودةٌ عند الحاجة معدومةٌ عند عَدَمها ، وأما أنها أعمُّها فليس يمكن أن يكونَ لكل شيءٍ نَقْشٌ كذات اللّه تعالى والعلوم أو إليه إشارة كالغائبات ويمكن أن يكون لكل شيءٍ لفظٌ . فلما كانت الألفاظُ أيسرَ وأفيدَ وأعمَّ صارت موضوعةً بإزاء المعاني .
نقلا عن كتاب المزهر للسيوطي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق