الثلاثاء، 12 مارس 2013

اعترافات الاخفش النحويّ

وقلتُ لأَبي الحسن الأخفش : أنت أعلمُ الناسِ بالنَّحو، فلم لا تجعَلُ كتبَك مفهومة كلَّها؟ وما بالُنا نفهمُ بعضَها ولا نفهم أكثرها ؟ وما بالُك تقدِّم بعضَ العويصِ وتؤخِّر بعض المفهوم؟ قال : أنا رجلٌ لم أضَعْ كتبي هذه للّه، وليست هي من كتبِ الدين، ولو وضعتُها هذا الوضع الذي تدعوني إليه قلَّت حاجاتُهم إليَّ فيها، وإنَّما كانت غايتي المَنَالة، فأنا أضعُ بعضَها هذا الوضع المفهومَ لتدعوَهم حلاوةُ ما فهموا إلى التماس فهْم ما لم يفهموا، وإنَّما قد كسَبتُ في هذا التدبير إذ كنتُ إلى التكسُّب ذهبت.
من كتاب الحيوان للجاحظ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق