الاثنين، 6 أغسطس 2018

عن حرف ال F

لا أحد يمكن له أن يتنبّأ بمصير الحروف فما بالك بمصير الكلمات؟
جاء الفايسبوك، مثلاً، فرفع من شأن حرف ال #F المكتوب، وانتبه الناس إلى قدرات في حرف ال F ما كان لها أن تظهر لولا الفايسبوك.
فصرت ترى لهذا الحرف رسومات وأشكال ليست من صلب حرف الF لكن من الآثار التي تركها الفايسبوك في حياة الناس، وهكذا صرت ترى الF على طرفي نقيض بحسب من ينظر إلى الفايسبوك سلبا أو إيجابا. صار حرفا له صور تروي دوراً، تحكي تغيرات أو تصدّعات ، وكنت قد نشرت عدة صور لحرف الF شعار #الفايسبوك.
وما أقوله عن حرف الF يمكن أن يقال عن حرف الW المثلّث #WWW الذي ساهم في تغيير العالم. 
هناك حروف لم تأخذ دورها بعد، ولا أحد يعرف متى يحين نهوضها الكاسح؟
يمكن هو ، في الأساس، رمز #لصوت، والصوت هو في الأساس رمز لصورة الصوت في الذهن، وكان #ابن_خلدون يعتبر الخرف رمز الرمز، أي رمز لمن هو أيضا رمز.
والإنسان يعيش في عالم من #الرموز، يحيط نفسه بالعلامات، ولا يمكن تصور حياة إنسان بلا رموز كان يسميها #رولان_بارت #أساطير: دينية، لغوية، اجتماعية، جنسية، فكرية.
كثيرا ما كانت #الحروف تزيد من قوتها عبر اصطياد دلالات جديدة تحت ضغط معيّن، والقرآن استثمر في فواتح بعض سوره بهذا المخزون الرمزي من قبيل: #ي #س، #أ #ل #م، #ك #ه #ي #ع #ص، #ط #ه، #ق، #ن. كما يمكن النظر إلى الحروف ومنها #الألف في الفكر الصوفي، أو رموز حساب الجمّل.
كان #ابن_عربي مثلا مذهلا في علاقته بالحروف، وله تعبير هو " تناكح الحروف"! أي أنّه جعل للحروف قدرة على التناسل، وتوليد دلالات لا تنتهي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق