السبت، 29 ديسمبر 2012

كتاب فن الحرب السري/الاستراتيجيات الصينية الستة والثلاثون

عجز المؤرخون عن معرفة الوقت المحدد الذي شهد كتابة هذه الباقة من الاستراتيجيات، كما لا تجد أي دليل يشير إلى هوية المؤلفين لها، على أن بعض هذه الاستراتيجيات ظهرت في العديد من الكتابات الصينية القديمة، لكن الإستراتيجية السادسة والثلاثين (الهروب - أفضل الإستراتيجيات) تبقى الأشهر بين أخواتها. هذا الظهور المتقطع دفع المؤرخين للإيمان بأن الاستراتيجيات الستة وثلاثين هذه تم وضعها وجمعها قبل أكثر من ألفي عام.

يعود تاريخ اكتشاف الكتابات الأصلية لهده الباقة من الإستراتيجيات إلى عام 1941م في منطقة سيشاون (Sichuan) في الصين، لكن تبين عند اكتشافها أنها لا تزيد عن كونها نسخة من مخطوطة سابقة يعود زمنها لنهاية عهد أسرة مينج أو بدايات حكم أسرة كوينج. جاء النص الأصلي المُكتشف غاية في القصر، لا يزيد عن 138 حرف (كلمة صينية)، يذكر منطوق كل إستراتيجية ثم يتبعها بتفسير قصير مختصر. وأما أول طباعة حديثة لهذه الاستراتيجيات فصدرت في عام 1979م في العاصمة الصينية بكين، بمجهود من الحكومة الصينية.

في حين تركز بقية الكتب الصينية العسكرية (مثل رائعة سون تزو فن الحرب) على التنظيم العسكري والقيادة وطرق التفكير التكتيكي في أرض المعركة، نجد هذه الاستراتيجيات قابلة للتطبيق بشكل أفضل في عالم السياسة والدبلوماسية والتجسس. في اللغة الصينية القديمة، نجد أن حاصل ضرب ستة في ستة (36) بالصينية قريب الشبه بكلمة صينية أخرى هي "الإستراتيجية".

تصنيفات الاستراتيجيات:
تأتي الاستراتيجيات الستة وثلاثين في ستة مجموعات، كل مجموعة منها مقسمة إلى ستة استراتيجيات (وهكذا جاء رقم
36). السداسيات الثلاثة الأول من الإستراتيجيات مقسمات إلى الاستراتيجيات المعتمدة على التمتع بالأفضلية، والمعتمدة
على انتهاز الفرص السانحة، والهجومية، وهذه الثلاثية تصلح للاستخدام في حالة الانتصار والفوز.
الثلاثية الثانية -كما هو المتوقع لها- يتم استخدامها في حالة الدفاع وفقدان الأفضلية، وهي تحديدًا استراتيجيات
الفوضى والإرباك، ثم الخداع، وأخيرًا استراتيجيات المواقف اليائسة.


لا تفهم هذا التصنيف على أن الاستراتيجيات متلازمات، بل يمكن الأخذ منها بحسب الموقف، وبما يتراءى لك في خط
المواجهة، كذلك يمكنك انتهاج أي إستراتيجية منها بغض النظر عما إذا كنت في موقف المنتصر أو المهزوم أو المقهور. عدا الإستراتيجية الأخيرة (الـ36) فلا تجد أحدًا يعرف على وجه الدقة المعنى الحقيقي الواضح لكل إستراتيجية، فالتعميم يجعلها تقبل أكثر من تفسير منطقي. كما كان الحال مع كتاب فن الحرب، تجد هذه الاستراتيجيات قابلة للتطبيق أيضاً في عالم الأعمال والتسويق والمبيعات بل في كل مجال تقريبًا


ترجمة وإعداد: رءوف شبايك
و نقله nouryam



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق