قَومي لَأَنتُم عِبرَة الأَقوامِ
|
هَل تُنسَبونَ لِيافِتٍ أَو سامِ
|
أَبناءُ عَمّي مِن نِزارٍ وَيَغرُبٍ
|
لَيسوا بِأَعرابٍ وَلا أَعجامِ
|
يَتَرَسَّمونَ الغَربَ حَتّى يُوشِكوا
|
أَن يَعبُدوهُ عِبادَةَ الأَصنامِ
|
ما قَلَّدوهُم مُبصِرينَ وَإِنَّما
|
تَبِعوا نِظامَهُمُ بِغَيرِ نِظامِ
|
لِلغَربِ عاداتٌ كَغازاتٍ سَرَت
|
في الشَرقِ مَسرى الداءِ بِالأَجسامِ
|
لا تَأمَنوا المُستَعمِرينَ فَكَم لَهُم
|
حَربٌ تَقَنَّعَ وَجهُها بِسَلامِ
|
حَربٌ عَلى لُغَةِ البِلادِ وَأَرضِها
|
لَيسَت تُشَنُّ بِمَدفَعٍ وَحُسامِ
|
وَالشَعبُ إِن سَلِمَت لَهُ أَوطانُهُ
|
وَلِسانُهُ لَم يَخشَ قَطعَ الهامِ
|
لا أَعرِفُ العَرَبِيَّ يَلوى فَكَّهُ
|
إِنَّ هَمَّ يَوماً فَكُّهُ بِكَلامِ
|
إِن فاهَ تَسمَعُ لَكنَةً مَمقوتَةً
|
مَن فيهِ سَكسونِيَّة الأَنغامِ
|
لَفظاً مِنَ الفُصحى وَآخَرَ نابِياً
|
كَالغازِ مَمزوجاً بِكَأسِ مُدامِ
|
لَهفي عَلى الفُصحى رَماها مَعشَرٌ
|
مِن أَهلِها شُلَّت يَمينُ الرامي
|
لَم يَهتَدوا لِكُنوزِها فَإِذا بِهِم
|
يَرمونَها بِالفَقرِ وَالإِعدامِ
|
الدَرُّ في طَيِّ البُحورِ مُخَبَّأٌ
|
وَالتِّبرُ إِن تَنشدهُ تَحتَ رُغامِ
|
لَن يَستَعيدَ العُربُ سالِفَ مَجدِهِم
|
وَلِسانُهُم غَرَضٌ لِرَميِ سِهامي
|
أَن يَرفَعوا ما اِنقَضَّ مِن بُنيانِهِم
|
فَالضادُ أَوَّلُ حائِطٍ وَدعامِ
|
إِن يَزهُ شَرقِيٌّ بِغَيرِ العُربِ مِن
|
أَجدادِهِ الأَتراكِ وَالأَروامِ
|
فَأَنا الفَخورُ بِأَنَّني لا يَنتَمي
|
لِلعُجمِ أَخوالي وَلا أَعمامي
|
إِن تَسأَلوا عَنّي إِلى مَن أَنتَمي
|
فَإلى رُعاةَ النوقِ وَالأَغنامِ
|
أَبِغَيرِ مَجدِ بَني نِزارَ وَيَعرُبٍ
|
يُزهى عِراقِيٌّ وَيَفخَرُ شامي
|
الأحد، 3 مارس 2013
قَومي لَأَنتُم عِبرَة الأَقوامِ من شعر عبد الرحيم محمود
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق