الأحد، 3 مارس 2013

قَومي لَأَنتُم عِبرَة الأَقوامِ من شعر عبد الرحيم محمود

قَومي لَأَنتُم عِبرَة الأَقوامِ
هَل تُنسَبونَ لِيافِتٍ أَو سامِ
أَبناءُ عَمّي مِن نِزارٍ وَيَغرُبٍ
لَيسوا بِأَعرابٍ وَلا أَعجامِ
يَتَرَسَّمونَ الغَربَ حَتّى يُوشِكوا
أَن يَعبُدوهُ عِبادَةَ الأَصنامِ
ما قَلَّدوهُم مُبصِرينَ وَإِنَّما
تَبِعوا نِظامَهُمُ بِغَيرِ نِظامِ
لِلغَربِ عاداتٌ كَغازاتٍ سَرَت
في الشَرقِ مَسرى الداءِ بِالأَجسامِ
لا تَأمَنوا المُستَعمِرينَ فَكَم لَهُم
حَربٌ تَقَنَّعَ وَجهُها بِسَلامِ
حَربٌ عَلى لُغَةِ البِلادِ وَأَرضِها
لَيسَت تُشَنُّ بِمَدفَعٍ وَحُسامِ
وَالشَعبُ إِن سَلِمَت لَهُ أَوطانُهُ
وَلِسانُهُ لَم يَخشَ قَطعَ الهامِ
لا أَعرِفُ العَرَبِيَّ يَلوى فَكَّهُ
إِنَّ هَمَّ يَوماً فَكُّهُ بِكَلامِ
إِن فاهَ تَسمَعُ لَكنَةً مَمقوتَةً
مَن فيهِ سَكسونِيَّة الأَنغامِ
لَفظاً مِنَ الفُصحى وَآخَرَ نابِياً
كَالغازِ مَمزوجاً بِكَأسِ مُدامِ
لَهفي عَلى الفُصحى رَماها مَعشَرٌ
مِن أَهلِها شُلَّت يَمينُ الرامي
لَم يَهتَدوا لِكُنوزِها فَإِذا بِهِم
يَرمونَها بِالفَقرِ وَالإِعدامِ
الدَرُّ في طَيِّ البُحورِ مُخَبَّأٌ
وَالتِّبرُ إِن تَنشدهُ تَحتَ رُغامِ
لَن يَستَعيدَ العُربُ سالِفَ مَجدِهِم
وَلِسانُهُم غَرَضٌ لِرَميِ سِهامي
أَن يَرفَعوا ما اِنقَضَّ مِن بُنيانِهِم
فَالضادُ أَوَّلُ حائِطٍ وَدعامِ
إِن يَزهُ شَرقِيٌّ بِغَيرِ العُربِ مِن
أَجدادِهِ الأَتراكِ وَالأَروامِ
فَأَنا الفَخورُ بِأَنَّني لا يَنتَمي
لِلعُجمِ أَخوالي وَلا أَعمامي
إِن تَسأَلوا عَنّي إِلى مَن أَنتَمي
فَإلى رُعاةَ النوقِ وَالأَغنامِ
أَبِغَيرِ مَجدِ بَني نِزارَ وَيَعرُبٍ
يُزهى عِراقِيٌّ وَيَفخَرُ شامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق