الجمعة، 15 مارس 2013

الشيخ والطفولة

قال لي شيخ جليل: نكبر، ندنو من النهايات، نستعيد الذكريات، نكتشف ان اشياء كثيرة تتخلى عنٌا، او تهجرنا، وأشياء كثيرة نظن انها غابت نهائيا، ولكنها تستعيد في لحظات النهايات وعيها الحادّ وحضورها الوهّاج. انها طفولتنا التي تسعيد عافيتها في اجسادنا المتعبة وارواحنا المنهكة. اقف امام المرآة قال لي فأجد طفولتي تنبت من تجاعيد شيخوختي. حين يزداد وعيك بطفولتك تكتشف انك قاب قوسين او ادنى من رحم الأرض. لا تعود الارض ارضا تصير رحما دافئا.
هكذا تتسلل الى روحك رغبات عدمية، تفقد رغبة الامتلاك اشياءها، تتعلم السخاء ، السخاء العفويّ. وتغمض عينيك في اللحظات الأخيرة على مشهد طفل لا يخطر بباله ما معنى الغياب، ولا معنى الشيخوخة.
فرصة لك أن تشيخ لأنها الوسيلة الوحيدة التي تسمح لك بلقاء مباغت مع طفولتك البعيدة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق