الثلاثاء، 19 مارس 2013

يمام طرابلس الفيحاء



قامت منذ بضع سنوات بلدية طرابلس الفيحاء بإطلاق بعض اليمامات في مدينة الفيحاء، لن أتكلّم هنا على حسنات او سلبيّات اليمامات الطرابلسية، ولكن سأتكلّم على سبب تفضيل اليمامة على الحمامة. والسبب، على ما يبدو، ديني واقتصادي فضلاً عن تزويد فضاء طرابلس ببعض الأنس. اليمامة ألوانها كابية بخلاف لون الحمام الأبيض أو الملوّن، بمعنى أنّ الحمامة تضفي ألواناً زاهية ليست في حوزة ريش اليمام الذي لا يخلو من بهوت رتيب؟ قيل لي إنّ سبب اختيار اليمامة تاريخيّ ودينيّ، وذلك بسبب الخدمات التي قدّمها طير اليمام في اللحظة المفصلية من تاريخ الإسلام، وهي وقت هجرة الرسول الكريم الى المدينة المنوّرة بصحبة أبي بكر الصدّيق، لقد ساهمت اليمامة حين نصبت عشّها على باب الغار في خداع المشركين وإنقاذ الرسول من قبضة مطارديه. صار لليمامة من وقتها حرمة، وصار الناس يرغبون عن أكل لحمها كرمى لعيني موقفها المنافح عن الرسول عليه السلام وصاحبه، ولقد سمعت هذه العبارة من فم صيّاد خبير بالطير:" حرام أكل اليمام". تساءلت: هل تفضيل البلدية لليمام على الحمام سببه أنّ البعض قد يستحلي الحمامة فتتحوّل بعد ساعات الى طبق محشيّ على مائدة الغداء خصوصاً أن أفواه الناس، في هذا الزمن الجائر، لن ترحم.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق