الخميس، 21 مارس 2013

مقتطفات من حوار مع رؤوف شبايك حول كتاب فن الحرب

س/ فن الحرب، أخبرنا عن هذا الكتاب ولماذا اخترت أن تترجمه هو بالذات من بين ملايين الكتب، وعلى أي نسخة اعتمدت في الترجمة؟
حقيقة فن الحرب هو من اختارني، إذ ظللت أقرأ عنه كثيرا في فترة الصبا، ولطالما ما اقتبس منه الكثيرون من الكتاب الذين كنت أقرأ لهم، ما جعلني ابحث عن نسخة عربية منه، ولم أجد ما يروي ظمأي في هذه الفترة (الثمانينات والتسعينيات) ولهذا قررت أن أغير من هذا الوضع، وأترجمه أنا من المصادر الإنجليزية العديدة التي حفلت بها مواقع انترنت. كما لم أعتمد على نسخة واحدة، بل تعددت المصادر التي لجأت إليها، كما قرأت مرجعين باللغة الإنجليزية هما من أفضل ما وجدته عن فن الحرب، حيث ذكرا بالتفصيل المراحل التاريخية لاكتشاف المخطوطة الأولى من الكتاب، والعيوب التي شابتها، والترجمات العديدة، وملاحظات المعلقين على مر التاريخ.

س/ لماذا ترجمت كتاب فن الحرب، هل تنوي خوص حرب ما ؟
عندما تقرأ الكتاب، وتتعمق فيه وتتشربه، ستجد أن العالم بحاجة ماسة لهذا الكتاب. رغم أن اسمه فن الحرب، لكن الكتاب يحثك على تجنب الحروب، ما لم تكن مضطرا لخوضها. فن الحرب يدعو ويحث إلى تقليل الخسائر بكل الطرق، في صفوف جميع أطراف الحروب، كما ويحافظ على الأرواح. انظر حولنا وستجد الإنسان يتفنن في الفتك بأخيه الإنسان، تحت مسميات عدة. ليس هذا وحسب، فأنت تجد مبادئ فن الحرب قابلة للتطبيق في شتى مجالات الحياة، مثل التسويق والإدارة والمبيعات، كل ما تحتاجه هو خيال واسع وعقل حاضر ونظرة شاملة، وستفهم ما أعنيه.
س/ نشتكي نحن معشر القراء بأن كثيرا من غير المتخصصين يقومون بترجمة كتب متخصصة في فن أو علم ما ويعتمدون على أسلوب الترجمة الحرفية، فهم ربما لا يفهمون ما الذي يتحدث عنه هذا الكتاب أو ذاك، و لديهم اجتهاداتهم الغريبة في ترجمة المصطلحات العلمية المعقدة. هل خشيت أن تكون منهم؟
لزمني خمس سنوات من العمل الجانبي حتى انتهيت من ترجمة فن الحرب، على رغم صغره، لكني لم أترجم إلا بعد أن فهمت مقصد الكاتب، فحياة المترجم المجتهد قد تتحول جحيما بسبب كلمة لا يفهم مقصد قائلها، وتجعله يذهب في دوائر لا نهاية لها. تجد فقرات من الكتاب تستحق تأليف كتب فيها، وتحتار هل اخترت الكلمات الصحيحة في ترجمتها أم لا.
كذلك، اعتمد المعلقون على سرد حقائق تاريخية لتوضيح مقاصد مؤلف الكتاب، وحاولت من جانبي الإتيان بقصص من تاريخنا العربي، أو القصص التي سمعنا عنها في عالمنا، وهو أمر شاق يستلزم عمرا بأكمله.
كذلك يجب علي الإشادة بمجهودات العديد من الشباب العربي، أخذ على نفسه مساعدتي في تصحيح الكثير من الأخطاء اللغوية، كذلك تنبيهي إلى بعض الفقرات المبهمة، وهو ما ترتب عليه خروج النسخة الحالية من الكتاب بكل ما فيها.
تستطيع القول أني اجتهدت جل الجهد كي لا أكون من زمرة المترجمين من أجل الترجمة، ولذا ستجد الكثير من ملاحظاتي الحادة في سياق النص، والتي أركز فيها على أني أحاول نقل الفكرة، لا التسابق في فصل الترجمة الحرفية، ولهذا كثيرا ما نبهت أني أترجم بتصرف، أي لا ألتزم بحرفية النص، رغم أن هذا الأمر خطير، فإن زللت فقد زل من بعدي.

س/ لماذا قمت بترجمة هذا الكتاب إلى العربية وقد سبق أن قام بهذا العمل شخص آخر؟
حين بدأت البحث عن فن الحرب على انترنت، لم أجد له ذكرا باللغة العربية، في حين وجدته منتشرا بكثير اللغات الأخرى، ولذا أردت تغيير هذا الوضع، بأن أترجم أنا، ولا أكتفي بالشكوى، أو انتظر غيري حتى يأتي ويوفر ترجمة له على انترنت. كذلك، ما المانع في وجود أكثر من ترجمة؟ حقيقة تردني تساؤلات كثيرة من شباب يسألني ما جدوى ترجمة كتاب سبق وترجمه الغير، وأقول لهم: اللمسة الشخصية. فحين تترجم فتاة مثلا كتابا، فهي ستضع دون أن تدري لمساتها كفتاة، وستشرح وجهة نظرها كفتاة، وهو جانب آخر من الحقيقة نحتاجها نحن كقراء حتى تكتمل الصورة لدينا.

س/ الاستراتيجيات الصينية الستة والثلاثون كتاب ثاني تبع فن الحرب ، ما الفرق بينهما ، لماذا هذا التركيز على كتب الحرب الصينية؟
حين تقضي خمس سنوات من عمرك في كتاب، فأنت ترتبط به كما لو كان قطعة منك، ولذا حين تقرأ أن الاستراتيجيات هي الكتاب المكمل لفن الحرب، بل إن البعض سماه الفن السري للحرب، فأنت لا تملك سوى ترجمته طواعية. كذلك أردت توفير ترجمة عربية شاملة لفن الحرب، تتميز عن غيرها من الترجمات، أردت الاجتهاد مع الإتقان، فهذا العمل أقصد به وجه الله، وأريده أن يكون ثقيلا في الميزان!
الفرق بين الكتابين أن ذلك يشرح تفاصيل الحرب، بينما الآخر يشرح متى تذهب إلى الحرب، ومتى تتجنبها، ومتى تفر منها وكيف تذهب إليها وتتفاداها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق