الثلاثاء، 19 مارس 2013

شعرية الترادف


البعض يضحك على كثرة المترادفات في العربية. ويعتبر وجودها مضرا بالتواصل، او يشكل عبئا على الذاكرة. انا لا اضحك على شيء يكون طبيعيا في اللغات.ولا اضحك على اي لغة. ولا اعتبر ان هناك لغة افضل من لغة. لغة بسمنة ولغة بزيت! واحيانا اشفق على من ينظر هذه النظرة الى الترادف، واعتبر ان مرد حكمه الضاحك هو نقص في معلوماته اللغوية، وقلة دراية بانماط اللغات.
بدلا من النظر الضاحك افضّل النظر المثمر. اعتبر ان النظرة الى الترادف من باب الوظيفة اللغوية بكل اشكالها افضل بكثير ويمكن ان يؤتي جنى طيبا.
وهذا ما فعلته في ديوان المتنبي. كنت الملم المترادفات ولكن لا اعزلها عن السياق لا الصوتي ولا المعجمي، واكتشفت كيف ان استخدام الترادف ينم عن مقدرة المتنبي في الاختيار.وان جزءا من " شعرية" البيت تولد من هذا اللعب على حبال الاختيار.
نعم، الشاعر يلعب باللغة.
واللغة لدى كثير من الناس " لعبة" من دون اعطاء هذه الكلمة اي صيغة تحقيرية.هكذا نظر اليها فيلسوف اللغة النمساوي "فيتغنشتاين"
وفي رأسي فكرة لم اكتبها بعد، عن التواصل، والترادف، والمواصلات في الشوارع.سوف احاول توضيحها لاحقا في مقال.
كل عنصر لغوي نعمة، ولكن الناس لا يعرفون احيانا استخدام النعم! ولا يعرفون حكمة وجود هذا العنصر أو ذاك في هذه اللغة أو تلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق