الأربعاء، 6 مارس 2013

يقول أبو تمام لتلميذه البحتري

يقول أبو تمام لتلميذه البحتري: (يا أبا عبادة تخير الأوقات وأنت قليل الهموم صفر من الغموم واعلم أن العادة في الأوقات أن يقصد الإنسان لتأليف شيء أوحفظه في وقت السحر وذلك أن النفس قد أخذت حظها من الراحة وقسطها من النوم فإذا أردت النسيب فاجعل اللفظ رقيقا والمعنى رشيقا وأكثر فيه من بيان الصبابة وتوجع الكآبة وقلق الأشواق ولوعة الفراق وإذا أخذت في مدح سيد أياد فأشهر مناقبه وأظهر مناسبه وأبن معالمه وشرّف مقامه ونضِّد المعاني واحذر المجهول منها وإياك أن تشين شعرك بالألفاظ الرزية وكن كأنك خياط يقطع
الثياب على مقادير الأجسام وإذا عارضك الضجر فأرح نفسك ولا تعمل إلا وأنت
فارغ القلب واجعل شهوتك إلى قول الشعر الذريعة إلى حسن نظمه فإن الشهوة نعم المعين وجملة الحال أن تعتبر شعرك بما سلف من شعر الماضين فما استحسنه العلماء فاقصده وماتركوه فاجتنبه ترشد إن شاء الله تعالى).

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق