ربط أفلاطون بين حدود المدينة وحدود الصوت، وجعل من أسوار المدينة أسوارا صوتية. آخر مدى يصله صوتك هو حدود المدينة. الصوت حارس أمنيّ. الاستصراخ في العربية يعني طلب النجدة، ( الاستصراخ له مهمة السور) ،الصرخة صوت يتفشّى في المدى، حيث لا يصل الصوت ينعدم التواصل.
لم يكو للصوت قدرة على الوصول أبعد من مداه، فحيث تصبّ أمواجه الصوتية ينتهي.
هذا المدى المحدود لم يعد له وجود.
صوتك يملأ المعمورة، بكبسة زر.
سقطت أسوار المدن، انتهت وظيفتها، اخترق الصوت جدار الأسوار ففقدت قيمتها الفعلية.
صارت الأرض هي حدود كل مدينة وحدود كل بيت.
ولعلّ هذا ما دفع ب #مارشال_مكلوهان الى اعتبار الأرض ليست اكثر من قرية.
قرب الناس من بعضهم بعضا لأنّ الصوت ذهب بعيدا.
كان الصوت هشّا سرعان ما يتبخر بعد خروجه من الفم، استعان المرء بالحيلة ليحبس الصوت، فجعل له صورة هي الحروف، والصورة لا تملك فعالية الشيء المصوّر نفسه، الى ان جاءت المسجّلة الصوتية ، وتمثلت بالراديو العابر للأثير، الراديو أعاد بناء الخارطة الذهنية والفكرية ، وأعاد ترسيم الحدود ، ودفع بالأسوار خارج حدود المدن والدول.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق