الثلاثاء، 12 فبراير 2019

فكرة التحوّل، عدم الثبات، فكرة أساسيّة في الفكر الصيني.


#استراحة_صينية
#文化
فكرة التحوّل، عدم الثبات، فكرة أساسيّة في الفكر الصيني. ومن أجمل الطرق في حياة الشعوب قراءة معجم مفاهيم شعب ما، تفكيك دلالات المصطلحات، مثلا في الثقافة العربية، ما أعرفه على المستوى الشخصيّ ، على الأقلّ، أننا حضارة قارئة، وحين تتقلّص نسبة القراءة في عالمنا العربيّ فهذا يعني أننا أمّة في مرحلة تقلص القراءة تكون تخون ثقافتها نفسها، تكون أمّة غدّارة، تطعن حضارتها في الظهر، وتشذّ عن السلوك الطبيعة، أمّة لا تقرأ أمّة تعاني من الشذوذ الأخلاقي! من أين جاءتني هذه الفكرة؟ ليست من عندي، وإنما من اسم كتاب العرب المقدّس الأوّل، وهو : القرآن.
ما معنى القرآن؟
اللغة تقول لنا ان كلمة قرآن هي مصدر من مصادر فعل قرأ: قراءة، قرآن.
وطريقة التسمية هذه هي طريقة في الحضارات السامية، وهي أخذ العنوان من أوّل كلمة واردة في النص، وبما أن الكلمة الأولى في النص القرآني : إقرأ، ولد من رحم الفعل الاسم.
وحين لا تقرأ أمّة #القرآن، تكون خائنة لقرآنها!
طبعا، يمكن قراءة كلمات كثيرة هي من صلب المعجم الحضاري.
مثلا ما علاقة كلمة حضارة، أو ثقافة الفرنسية مع دلالات نصها المقدّس.
كلمة حضارة في الصين هي #文化.
ما معناها؟ إذا نظرنا إليها بشكل حرفي نجد انها مكونة من مقطعين: أدب، تحول.
بينما كتابهم المقدّس الذي يعتبر لب الثقافة الصينية، هو #易经 يي دجينغ بمعنى كتاب التحوّلات، التغيّرات...
هنا نلحظ ان التحوّل ، التغيّر يشكّل الأرضية الفكرية والروحية للإنسان الصيني. 
حضارة تؤمن بالتغيّر الدائم الذي تراه العين في فصول الطبيعة، والطبيعة ملهم الفكر البشري الأول.
هذا التغير أو عدم الثبات نراه أيضا يتجلّى في طبيعة لغتهم التي تنطنط فيه الرموز فالفعل هنا هو نفسه حرف في مكان آخر أو اسم هنالك.
لا هوية ثابتة للرمز .
فعبارة "أقسام الكلام : اسم أو فعل أو حرف" عبارة لا تتبنّاها اللغة الصينية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق