كتبهابلال عبد الهادي ، في 7 تشرين الأول 2010 الساعة: 12:08 م
قال لي
صديقي عمار حداد ان ابنته الصغيرة تقول له حين تريد أن يبقى في البيت:
"ضليك".
راقني
التعبير الذي قالته، لأنّه يمسّ ناحية صوتية عند الأطفال شديدة الأهمية في اكتساب
أصوات اللغة وفي اكتساب المفردات والتعابير والجمل.
انه خطأ
ظريف وطريف.ولكنّه خطأ يكشف عن تعامل الدماغ مع اللغة.
نستعمل
في العامية اللبنانية التعبير التالي" خليك" بمعنى ابقَ هنا.
كيف
تحولت خليك الى ضلّيك؟
نحن
نقول" بدّي ضلّ هون". اي بين "خليك" و"ضل" صلة دلالية.
طبعا
الفتاة الصغيرة، التبست عليها الأمور، فهي استخدمت القياس الفطري الذي يسهل على
المرء اكتساب اللغة، وفي القياس يعترض الانسان شيء من الالتباس. فهي استعملت ضليك"
بمعنى "خليك" ولم تحضر الضاد من مكان غريب انما احضرتها من الحقل الدلالي الواحد.
من "ضل" والضاد هنا هي انقلاب من حرف الظاء، اي من فعل ظلّ. ثم ان حرف الضاد يخرج
من فم الفتاة مرققا، اي يميل الى حراف الدال، فتكون الكلمة اقرب الى "دلّيك". وهذه
الأمر يقع فيها الكبير ايضا بسبب سرعة النطق، وهو ما نسمي بعضه "زلة لسان". إذ جزء
من زلات اللسان سببه نفسي طبعا، ولكن يمكن ان يدلف اليه من باب علم الاصوات
النفسي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق