كتبهابلال عبد الهادي ، في 26 نيسان 2011 الساعة: 19:18 م
قد مر في هذه المقابسة التي تقدمت فنون من
الحكمة وأنواع من القول ليس لي في جميعها إلا حظ النفس الراوية عن هؤلاء الشيوخ،
وإن كنت قد استنفدت الطاقة في تنقيتها وتوخي الحق فيها، بزيادات يسيرة لا تصح إلا
بها، أو نقص خفي لا يبالي به، وأنا أسألك أن تأخذ منها ما وافقك وتدع على ما بار
عليك، ولأجل ما سلف من القول في المسائل ما أحببت أن أحكي لك حدوداً حصناها على مر
الزمان، بعضها أخذ من أقوال العلماء وبعضها لقط من بطون الكتب، بعد أن عرض الجميع
من يوثق بصناعته، ويرجع إلى نقد واختياره، فاشركني في فوائدها وهب لي من بعضي
استحسانك لها، وتغمدني بكرمك وفضلك اللذين لا يستغني مثلي عنهما، واستقر أني نقلت
هذا الكتاب والدنيا في عيني مسودة، وأبواب الخير دوني منسدة، بثقل المؤنة وقلة
المعونة، وفقد المؤنس بعد المؤنس، واشتعال الشيب، وخمود النار، وأفول شمس الحياة،
وسقوط نجم العمر، وقلة حصول الزاد، وقرب الرحيل، وإلى الله التوجه، وعليه التوكل،
وبه المستعان، ولا موفق غيره، ولا معين سواه. وفي الجملة أسألك بالملح الذي يتقاسم
به الفتيان ظرفاً أن تعذرني في تقصير تعثر عليه، فوالله ما شرعت في تحبير هذا
الكلام، وإيراد هذه الوجوه، إلا شغفاً بالعلم لا ثقة ببلوغ الغاية، وأنت أولى من
عذر، كما أني أحق من اعتذر. وهذا كله يجري في مجالس مختلفة بين مشايخ الوقت بمدينة
السلام.
ورأيت أن إخلالي بتحصيل على أي وجه كان، أشد من إخلالي بتقصير يمر في جملة ذلك، فتعرضت له على علم مني بقلة السلامة، على أن من أنحا علي بحده، وكشر لي عن نابه، وجعل صوابي خطأ، وخطأي فيه عارا، احتملت وصبرت وتغافلت وعذرت، وإذا كنت في جميع ذلك راوية عن أعلام عصري وسادة زماني، فأنا أفدى أعراضهم بعرضي، وأقي أنفسهم بنفسي، وأناضل دونهم بلساني وقلمي، ونظمي ونثري، وأرجو أن لا أخرج عند التصميم وضيق العطن عند الخصام إلى مفارقة الأدب، وإلى ما يقبح الأحدوثة، فأقول قولاً يورث الندامة، وأبرز بروزاً يجلب الملامة، ولست أنافس أحداً على هذا الحديث إلا بعد أن يرسم بقلمه في هذا الفن عشر أوراق يسلم فيها كل السلامة، ويتبرأ فيها من كل قالة، وهذا ما لا يتطاول له كل أحد، ولا يعثر به كل إنسان، والطعن بالقول سهل من بعيد، والعنف خفيف على لسان كل غائب، والتعقب مركز في كل وقت، ولكن الستر أجمل، والإبقاء أحمد، ولأن يطلب التأويل في سهو يعرض أحسن من أن يستبان الخلل فيما لعله يتسبب، على أن الحسناء لا تعدم ذاماً، كما أن المحسنة لا تعدم ملاما، والسلام.
والمقابسة التي من قول العامري قد جعلناها مقصورة على حدود حصلناها، وفي نثرها فوائد جمة، ولو كان الوقت يتسع لوصلنا جميع ذلك بما يكون شرحاً له وشاهداً معه، وإذا عاق ما لا خفاء به من المكروه والعلم في النفس، والحال في الإخوان، فلا بد من الرضى بالممكن والنزول عند التسهيل والقناعة.
قال: ما حد الكلام? الجواب: أنه مؤلف من صوت وحرف ومعان. يقال: كيف يحصل? الجواب: بجذب الإنسان الهواء بالحركة الطبيعية وحصره في قصبة الرئة ودفعه ومصاكته بالحركة الإرادية للهواء الخارج بحروف تجذبها آلة اللهوات. وهذه مركبة دالة بحروف اتفاق واتساق مع معاني فكر النفس بالمنطقية، بقدر الهواجس الطارئة، والخواطر السانحة، والصواب المؤيد من العقل، والأثر الحاصل في القلب.
يقال: ما الشعر? الجواب: كلام مركب من حروف ساكنة ومتحركة، بقواف متواترة، ومعاني معادة، ومقاطع موزونة، ومتون معروفة.
يقال: ما الغناء? الجواب: شعر ملحن داخل في الإيقاع والنغم الوترية منعطفة على طبيعة واحدة ترجع مشاكلة إليها.
يقال: ما الإيقاع? الجواب: فعل يكيل زمان الصوت بفواصل متناسبة متشابهة متعادلة.
يقال: ما اللحن? الجواب: صوت بترجيع خارج من غلظ إلى حدة ومن حدة إلى غلظ، بفصول بينة للسمع واضحة للطبع.
يقال: ما النغم الوترية? الجواب: استحالة الصوت من نسبة شريفة إلى نسبة غير شريفة المقاطع، ومواضع استراحات الأنفاس، مع تمام دور من أدوار الإيقاع.
يقال: ما الطنين? الجواب: هو رجوع الهواء من جرم المقروع إلى جزء منه، وذلك أن الجرم العميق الأملس إذا قرعه شيء نبا عنه ثم عاد إليه كالكرة إذا ضرب بها الأرض. وكذلك الصدى من المتكلم.
يقال: ما الجدل? الجواب: مباحث مقصود بها إيجاب الحجة على الخصم من حيث ألا يقوى، ومن حيث لا يقدر أن يدفع.
يقال: ما المحال? الجواب: الجمع بين المتباينين في شيء ما في زمان واحد وجزء واحد، وإضافة واحدة. وسمعت أبا سليمان يقول: المحال لا صورة له في النفس. فقيل له: الباري في هذا ما يقول فيه أمحال هو? فقال: لا، لأن عليه شهادة من العقل، فبشهادته ثبتت أنيته، وبارتفاع صورته اتفقت كيفيته، وهذا غير التوحيد.
وقد مر كلام في التوحيد عن هذا الشيخ وعن غيره على سعة أطرافه وضيق عباراته، فلا وجه للإطالة في هذا الموضع. ولولا أن هذا القدر كالبيضاء ما اقترن به واشتمل عليه، لكان تركه أولى، وعلى كل حال ففيه تحديد لهذا الباب وبعث على ما تنزع النفس إليه من هذه الحقائق، وليس من فصل في هذه الرسالة ألا وهو متحل بضروب من البيان وأصناف من القول، ولكن الاقتصار أليق بالحال، وأحسم لمادة الشغب والجدال.
يقال: ما الكون? الجواب: خروج الشيء من القوة إلى الفعل.
يقال: ما الفساد? الجواب: خروج الشيء من الفعل إلى القوة.
يقال: ما الجمع? الجواب: انضمام المادة إلى نفسها وتلاقي أجزائها.
يقال: ما الانفراد? الجواب: انفصال المادة بأقسام لطيفة صغيرة القدر.
يقال: ما الباطل? الجواب: هو ما به نافي الموجود هو ما هو.
يقال: ما الخير بالحقيقة? الجواب: هو ما يراد بالاستعارة لذاته.
يقال: ما الشر? الجواب: هو ما يهرب منه لأجل ذاته، وأيضاً الشر هو ما يهرب منه لأجل أنه يؤدي إلى الاستعارة وإلى ما يهرب منه لأجل ذاته.
يقال: ما الذكر? الجواب: إحضار الذهن ما تقدم وجوده في النفس.
يقال: ما الذهن? الجواب: جودة التمييز بين الأشياء.
يقال: ما الذكاء? الجواب: سرعة الإنقداح نحو المعارف.
يقال: ما التواني? الجواب: هو نهاية الفكر.
يقال: ما الشك? الجواب: هو تردد النفس بين الإثبات والنفي.
يقال: ما الإرتياء? الجواب: هو تجارب.
يقال: ما اليقين? الجواب: هو مطابقة العقل معقوله.
يقال: ما العلم? الجواب: هو وجدان النفس المنطقية الأشياء بحقائقها.
يقال: ما الحكمة? الجواب: هي حقيقة العلم بالأشياء القائمة ووضع كل شيء في موضعه الذي يجب أن يكون فيه الوضع فقط.
يقال: ما التمييز? الجواب: هو جمع القضايا واستخراج النتائج.
يقال: ما العزم? الجواب: الرأي على العقل.
يقال: ما اليقين? الجواب: سكون الفهم مع ثبوت القضية ببرهان. وأيضاً هو وضوح حقيقة الشيء في النفس.
يقال: ما المعرفة? الجواب: هي رأي غير زائل. والرأي هو الظن مع ثبات القضية عند التأدي فهو إذاً سكون الظن.
يقال: ما الجزم? الجواب: هو قوة تحدثها قوة الثقة بأوائل الأمور مع سكون الظن بعواقبها.
يقال: ما الوهم? الجواب: هو الوقوف بين الطرفين لا تدري في أيهما القضية الصادقة.
يقال: ما التوهم? الجواب: هو موافقة الظن العقل من غير إثبات حكم.
يقال: ما التصور? الجواب: هو حصول صورة الموجودات العقلية في النفس.
يقال: ما الذكر? الجواب: هو سلوك النفس الناطقة إلى تلخيص المعاني ومعرفة ما هياتها.
يقال: ما الحفظ? الجواب: هو ثبات صور المعقولات والمحسوسات في النفس.
يقال: ما الحس? الجواب: هو قبول صور الحسوسات دون حواملها.
يقال: ما التخيل? الجواب: هو حصول صور المحسوسات بعد مفارقتها وزوالها عن الحس.
يقال: ما الإدراك? الجواب: هو تصور نفس المدرك بصورة المدرك.
يقال: ما المعرفة? الجواب: هي إدراك صور الموجودات مما يتميز عن غيرها، وهي بالمحسوسات أليق لأنها تحصل بالوسم، والوسوم مأخوذة من الأعراض والخواص، والعلم بالمقبولات أليق لأنه يخصك بالحدود والمعاني الثابتة للشيء.
يقال: ما الإستقصى? الجواب: هو ما يكون فيه الشيء ويرجع إليه منحلاً منه، الكائن بالقوة.
يقال: ما الصورة? الجواب: هي التي بها الشيء هو ما هو.
يقال: ما المكان? الجواب: هو حيث التقى الأفقان، المحيط والمحاط به. وأيضاً هو ما بين سطح الجسم الحاوي وانطباقه على الجسم المحوي.
يقال: ما الزمان? الجواب: هو مدة تعدها الحركة ثابتة الأجزاء.
يقال: ما الجرم? الجواب: هو ماله ثلثة أبعاد: طول وعرض وعمق.
يقال: ما الكثرة? الجواب: هي انفصال الهيولى بأقسام كثيرة عظيمة القدر.
يقال: ما الملازمة? الجواب: هي إِمساك نهايات الجسمين بجسم ثالث بينهما.
يقال: ما الاجتماع? الجواب: هو حال تقارب الأجسام بعضها من بعض. والافتراق تباعدها.
يقال: ما الحال? الجواب: هو كيفية سريعة الزوال.
يقال: ما الاتصال? الجواب: هو اتحاد النهايات، والانفصال تباين المتصلات.
يقال: ما الرطوبة? الجواب: هي علة سهولة انحصار الشيء بذات غيره وغير انحصاره بذاته، وأيضاً هي الكيفية التي لا تحيط بشكل الجسم الذي هي فيه على شكل محدود ولا تمنعه أن يتشكل بشكل ما يحيط به بسهولة.
يقال: ما اليبس? الجواب: هو علة انحصار الشيء بذاته وعسر انحصاره بغيره، وأيضاً هو الكيفية التي تحفظ شكل الجسم الذي هي فيه حتى لا يتشكل بشكل ما يحيط به بسهولة.
يقال: ما البرودة? الجواب: هي جمع الأشياء من جواهر مختلفة، والتفريق بين التي هي من جواهر واحدة.
يقال: ما الحرارة? الجواب: هي علة جمع الأشياء التي هي من جوهر واحد، وتفريق الأشياء التي هي من جواهر مختلفة.
يقال: ما المؤلف? الجواب: هو المركب من أشياء متفقة بالحس مختلفة بالحد.
يقال: ما الروية? الجواب: هي التمثيل بين خواطر النفس.
يقال: ما العقل? الجواب: هو تأثير في مؤثر يأتي للتأثير، وأيضاً هو الحركة التي تكون من نفس المحرك، والقابل عنه.
يقال: ما الاختيار? الجواب: هو إرادة تقدمتها رؤية مع تمييز.
يقال: ما التحديد? الجواب: هو جمع ذوات مختلفة إلى ذات واحدة.
يقال: ما النفع? الجواب: هو الشيء المشوق من الكل.
يقال: ما النسمة? الجواب: هي لفظة تجمل ما يفصله الكتاب.
يقال: ما المدخل? الجواب: هو قول يفصل من المعاني ما تحتاج إليه في معرفة ما هو مدخل إليه.
يقال: ما المنطق? الجواب: هو صناعة أدوية تميز بها بين الصدق والكذب في الأقوال، والحق والباطل في الاعتقادات، والخير والشر في الأحوال.
يقال: ما الصناعة? الجواب: بالإطلاق هي قوة للنفس فاعلة بإمعان مع تفكر وروية في موضوع من الموضوعات، نحو عرض من الأعراض.
يقال: ما الصدق? الجواب: هو قوة مركبة من الحق يقصد بها العدل والحق.
يقال: ما اليقظة? الجواب: هي استعمال النفس المنطقية لاستعمال آلات البدن من غير مرض عارض والإنسان على طباعه.
يقال: ما الحياة? الجواب: هي رباط الحركة، وحس، وعقل، ونماء، وتربية. والموت ضد ذلك.
يقال: ما الشجاعة? الجواب: هي قوة مركبة من العز والغضب تدعو إلى شهوة الانتقام. الجبن ضده.
يقال: ما الفرح? الجواب: هو انبساط النفس من داخل إلى خارج على المجرى الطبيعي. والخوف ضد ذلك.
يقال: ما العجول? الجواب: هو الذي لا يقنع ما يتخيل في وهمه تخيلاً ضعيفاً من غير نظر ولا فحص. والغيظ هو ابتداء الغضب.
يقال: ما الركيز? الجواب: هو الذي تكون العزيمة منه مع تميز وتفكر.
يقال: ما الحسود? الجواب: هو الذي لا يحب لأحد خيراً، ويجتهد في الإضرار بهم وبنفسه كي يلحقهم بذلك مكروه.
يقال: ما الذحل? الجواب: هو حقد يقع معه رصد الفرصة والانتقام.
يقال: ما الحقد? الجواب: هو غضب يبقي في النفس على وجه الدهر.
يقال: ما الغضب? الجواب: هو غليان دم القلب لشهوة الانتقام، وهو الحركة لقهر ما أضر بالبدن.
يقال: ما العجب? الجواب: هو ظن الإنسان بنفسه أنه على الحال التي يجب ِأن يكون عليها من غير أن يكون عليها.
يقال: ما الرضى? الجواب: هو قناعة النفس بما كانت غير قانعة به.
يقال: ما الحياء? الجواب: هو خوف الإنسان من تقصير يقع من هذا فضل منه في شيء ما أوفى كل شيء.
يقال: ما الاستطاعة? الجواب: هو التهيؤ لتنفيذ الفعل بإدارة المختار من غير مانع ولا عائق.
يقال: ما الشهوة? الجواب: هي التشوق على طريق الانفعال إلى استرداد ما نقص بما في البدن، وإلى نقص ما زاد فيه. قال: نريد بالانفعال أنه شيء يجري على خلاف ما يجري به الأمر الذي هو بالتمييز والفكر.
يقال: ما المحبوب? الجواب: هو مطلوب النفس، ومتممه القوة التي هي علة اتحاد ما من شأنه أن يتحد.
يقال: ما الوقت? الجواب: هو بقاء الزمان المفروض للعمل.
يقال: ما الحد? الجواب: هو قول دال على طبيعة الشيء الموضوع بمنزلة ما هو سواه.
يقال: ما الرسم? الجواب: هو قول مميز للموضوع من غيره مركب عن صفات عرضية أكثر من واحد.
يقال: ما الخاصة? الجواب: هي كالرسم إلا إنها من صفة واحدة عرضية.
يقال: ما الإنسان? الجواب: هو حي ناطق مائت، فالحي دلالة على الحس والنطق والحركة، والناطق دلالة على العقل والروية، والمائت دلالة على السيلان والاستحالة.
يقال: ما الممكن? الجواب: هو الذي بالقوة تارة، وبالفعل فيما يوصف تارة.
يقال: ما الممتنع? الجواب: هو الذي ليس بالفعل ولا بالقوة فيما وصف به أبداً.
يقال: ما القول المطلق? الجواب: هو مالا يثبت بثباته آخر.
يقال: ما الكيفية? الجواب: ما هو شبيه وغير شبيه.
يقال: ما الكمية? الجواب: ما احتمل المساواة وغير المساواة.
يقال: ما الصدق? الجواب: هو مطابقة القول لما عليه الأمر، ويقال أيضاً: الإخبار عن الشيء بما هو عليه.
يقال: ما الكذب? الجواب: هو ما لا مطابقة للقول لما عليه الأمر، وأيضاً الإخبار عن الشيء بخلافه.
يقال: ما الحق? الجواب: هو ما وافق الموجود وهو ما هو.
يقال: ما العنصر? الجواب: هو طبيعة كل ذي طبيعة.
يقال: ما الهيولى? الجواب: هي قوة موضوعة تحمل الصور منفعلة.
يقال: ما الجوهر? الجواب: هو القائم بنفسه الحامل للأعراض لا يتغير ذاته، موصوف لا واصف.
يقال: ما النفس? الجواب: هي تمام جوهر ذي آلة قابلة للحياة، وأيضاً هي جوهر عقلي متحرك من ذاته بعدد مؤتلف، وأيضاً هي جوهر علامة مؤلفة بالفعل.
يقال: ما العقل? الجواب: هو جوهر بسيط يدرك الأشياء بحقيقتها لا بتوسط زمان دفعة واحدة، وأيضاً هو الذي من شأن الجزء منه أن يصير كلا، وفي معنى هذا القول: من شأن عقل زيد مثلاً، وهو عقل جزئي، أن يعقل كل المعقولات التي من شأنها أن تعقل، أن يقصر به الزمان أو يعترضه عائق، وليس شيء من الموجودات له هذا المعنى سواه.
يقال: ما الفعال للخير? الجواب: هو الذي لا يبخل على أحد في شيء من الأشياء.
يقال: ما الأزلي? الجواب: هو الذي لم يكن ليس، وما لم يكن ليس، لا يحتاج في قوامه إلى غيره، والذي لا يحتاج في قوامه إلى غيره لا علة له.
يقال: ما القائم بذاته? الجواب: هو الذي حده داخل فيه، وما ليس هو قائماً بذاته هو الذي حده خارج منه.
يقال: ما العلة الأولى? الجواب: هو مبدع الكل، متمم الكل، غير متحرك، وأيضاَ أنية فقط، وأيضاً غير محض، يشتافه كل شيء سواه، ولا يشتاق إلى شيء سواه، وأيضاً هو وجود مطلق لكل وجود عقلي وحسي، وأيضاً هو الواحد بالقول المطلق، لا كالجنس الواحد، ولا كالشخص الواحد.
يقال: ما النفس أيضاً? الجواب: هو روح الله منبجسة بتوسط العقل.
يقال: ما الحس? الجواب: هو قوة روحانية تفعل فعلها من خارج.
يقال: ما الحركة? الجواب: هي على ثلثة أوجه: مستوية، ومستديرة، ومنفرجة.
يقال: ما الطبيعة? الجواب: هي صورة عنصرية ذات قوى متوسطة بين النفس والجرم لها مد وحركة وسكون عن حركة.
يقال: ما السماء? الجواب: هي جوهر مستدير مركب متحرك حركة شوق دائمة.
يقال: ما الفرح أيضاً? الجواب: هو انبساط الطبيعة من داخل إلى خارج، والطبيعة هنا الحرارة الغريزية. والحزن انقباض الطبيعة من خارج إلى داخل.
يقال: ما النوم أيضاً? الجواب: الجواب هو غوص القوى في عمق النفس.
يقال: ما الإرادة? الجواب: هي بدو حركة قوة بسيطة نفسانية عن فهم يعمه الشوق.
يقال: ما اللذة? الجواب: هو انطباق الشهوة الطبيعية من النفس بلا مانع.
يقال: ما الكل? الجواب: هو جوهر محيط بالأجزاء لا شخص له.
ورأيت أن إخلالي بتحصيل على أي وجه كان، أشد من إخلالي بتقصير يمر في جملة ذلك، فتعرضت له على علم مني بقلة السلامة، على أن من أنحا علي بحده، وكشر لي عن نابه، وجعل صوابي خطأ، وخطأي فيه عارا، احتملت وصبرت وتغافلت وعذرت، وإذا كنت في جميع ذلك راوية عن أعلام عصري وسادة زماني، فأنا أفدى أعراضهم بعرضي، وأقي أنفسهم بنفسي، وأناضل دونهم بلساني وقلمي، ونظمي ونثري، وأرجو أن لا أخرج عند التصميم وضيق العطن عند الخصام إلى مفارقة الأدب، وإلى ما يقبح الأحدوثة، فأقول قولاً يورث الندامة، وأبرز بروزاً يجلب الملامة، ولست أنافس أحداً على هذا الحديث إلا بعد أن يرسم بقلمه في هذا الفن عشر أوراق يسلم فيها كل السلامة، ويتبرأ فيها من كل قالة، وهذا ما لا يتطاول له كل أحد، ولا يعثر به كل إنسان، والطعن بالقول سهل من بعيد، والعنف خفيف على لسان كل غائب، والتعقب مركز في كل وقت، ولكن الستر أجمل، والإبقاء أحمد، ولأن يطلب التأويل في سهو يعرض أحسن من أن يستبان الخلل فيما لعله يتسبب، على أن الحسناء لا تعدم ذاماً، كما أن المحسنة لا تعدم ملاما، والسلام.
والمقابسة التي من قول العامري قد جعلناها مقصورة على حدود حصلناها، وفي نثرها فوائد جمة، ولو كان الوقت يتسع لوصلنا جميع ذلك بما يكون شرحاً له وشاهداً معه، وإذا عاق ما لا خفاء به من المكروه والعلم في النفس، والحال في الإخوان، فلا بد من الرضى بالممكن والنزول عند التسهيل والقناعة.
قال: ما حد الكلام? الجواب: أنه مؤلف من صوت وحرف ومعان. يقال: كيف يحصل? الجواب: بجذب الإنسان الهواء بالحركة الطبيعية وحصره في قصبة الرئة ودفعه ومصاكته بالحركة الإرادية للهواء الخارج بحروف تجذبها آلة اللهوات. وهذه مركبة دالة بحروف اتفاق واتساق مع معاني فكر النفس بالمنطقية، بقدر الهواجس الطارئة، والخواطر السانحة، والصواب المؤيد من العقل، والأثر الحاصل في القلب.
يقال: ما الشعر? الجواب: كلام مركب من حروف ساكنة ومتحركة، بقواف متواترة، ومعاني معادة، ومقاطع موزونة، ومتون معروفة.
يقال: ما الغناء? الجواب: شعر ملحن داخل في الإيقاع والنغم الوترية منعطفة على طبيعة واحدة ترجع مشاكلة إليها.
يقال: ما الإيقاع? الجواب: فعل يكيل زمان الصوت بفواصل متناسبة متشابهة متعادلة.
يقال: ما اللحن? الجواب: صوت بترجيع خارج من غلظ إلى حدة ومن حدة إلى غلظ، بفصول بينة للسمع واضحة للطبع.
يقال: ما النغم الوترية? الجواب: استحالة الصوت من نسبة شريفة إلى نسبة غير شريفة المقاطع، ومواضع استراحات الأنفاس، مع تمام دور من أدوار الإيقاع.
يقال: ما الطنين? الجواب: هو رجوع الهواء من جرم المقروع إلى جزء منه، وذلك أن الجرم العميق الأملس إذا قرعه شيء نبا عنه ثم عاد إليه كالكرة إذا ضرب بها الأرض. وكذلك الصدى من المتكلم.
يقال: ما الجدل? الجواب: مباحث مقصود بها إيجاب الحجة على الخصم من حيث ألا يقوى، ومن حيث لا يقدر أن يدفع.
يقال: ما المحال? الجواب: الجمع بين المتباينين في شيء ما في زمان واحد وجزء واحد، وإضافة واحدة. وسمعت أبا سليمان يقول: المحال لا صورة له في النفس. فقيل له: الباري في هذا ما يقول فيه أمحال هو? فقال: لا، لأن عليه شهادة من العقل، فبشهادته ثبتت أنيته، وبارتفاع صورته اتفقت كيفيته، وهذا غير التوحيد.
وقد مر كلام في التوحيد عن هذا الشيخ وعن غيره على سعة أطرافه وضيق عباراته، فلا وجه للإطالة في هذا الموضع. ولولا أن هذا القدر كالبيضاء ما اقترن به واشتمل عليه، لكان تركه أولى، وعلى كل حال ففيه تحديد لهذا الباب وبعث على ما تنزع النفس إليه من هذه الحقائق، وليس من فصل في هذه الرسالة ألا وهو متحل بضروب من البيان وأصناف من القول، ولكن الاقتصار أليق بالحال، وأحسم لمادة الشغب والجدال.
يقال: ما الكون? الجواب: خروج الشيء من القوة إلى الفعل.
يقال: ما الفساد? الجواب: خروج الشيء من الفعل إلى القوة.
يقال: ما الجمع? الجواب: انضمام المادة إلى نفسها وتلاقي أجزائها.
يقال: ما الانفراد? الجواب: انفصال المادة بأقسام لطيفة صغيرة القدر.
يقال: ما الباطل? الجواب: هو ما به نافي الموجود هو ما هو.
يقال: ما الخير بالحقيقة? الجواب: هو ما يراد بالاستعارة لذاته.
يقال: ما الشر? الجواب: هو ما يهرب منه لأجل ذاته، وأيضاً الشر هو ما يهرب منه لأجل أنه يؤدي إلى الاستعارة وإلى ما يهرب منه لأجل ذاته.
يقال: ما الذكر? الجواب: إحضار الذهن ما تقدم وجوده في النفس.
يقال: ما الذهن? الجواب: جودة التمييز بين الأشياء.
يقال: ما الذكاء? الجواب: سرعة الإنقداح نحو المعارف.
يقال: ما التواني? الجواب: هو نهاية الفكر.
يقال: ما الشك? الجواب: هو تردد النفس بين الإثبات والنفي.
يقال: ما الإرتياء? الجواب: هو تجارب.
يقال: ما اليقين? الجواب: هو مطابقة العقل معقوله.
يقال: ما العلم? الجواب: هو وجدان النفس المنطقية الأشياء بحقائقها.
يقال: ما الحكمة? الجواب: هي حقيقة العلم بالأشياء القائمة ووضع كل شيء في موضعه الذي يجب أن يكون فيه الوضع فقط.
يقال: ما التمييز? الجواب: هو جمع القضايا واستخراج النتائج.
يقال: ما العزم? الجواب: الرأي على العقل.
يقال: ما اليقين? الجواب: سكون الفهم مع ثبوت القضية ببرهان. وأيضاً هو وضوح حقيقة الشيء في النفس.
يقال: ما المعرفة? الجواب: هي رأي غير زائل. والرأي هو الظن مع ثبات القضية عند التأدي فهو إذاً سكون الظن.
يقال: ما الجزم? الجواب: هو قوة تحدثها قوة الثقة بأوائل الأمور مع سكون الظن بعواقبها.
يقال: ما الوهم? الجواب: هو الوقوف بين الطرفين لا تدري في أيهما القضية الصادقة.
يقال: ما التوهم? الجواب: هو موافقة الظن العقل من غير إثبات حكم.
يقال: ما التصور? الجواب: هو حصول صورة الموجودات العقلية في النفس.
يقال: ما الذكر? الجواب: هو سلوك النفس الناطقة إلى تلخيص المعاني ومعرفة ما هياتها.
يقال: ما الحفظ? الجواب: هو ثبات صور المعقولات والمحسوسات في النفس.
يقال: ما الحس? الجواب: هو قبول صور الحسوسات دون حواملها.
يقال: ما التخيل? الجواب: هو حصول صور المحسوسات بعد مفارقتها وزوالها عن الحس.
يقال: ما الإدراك? الجواب: هو تصور نفس المدرك بصورة المدرك.
يقال: ما المعرفة? الجواب: هي إدراك صور الموجودات مما يتميز عن غيرها، وهي بالمحسوسات أليق لأنها تحصل بالوسم، والوسوم مأخوذة من الأعراض والخواص، والعلم بالمقبولات أليق لأنه يخصك بالحدود والمعاني الثابتة للشيء.
يقال: ما الإستقصى? الجواب: هو ما يكون فيه الشيء ويرجع إليه منحلاً منه، الكائن بالقوة.
يقال: ما الصورة? الجواب: هي التي بها الشيء هو ما هو.
يقال: ما المكان? الجواب: هو حيث التقى الأفقان، المحيط والمحاط به. وأيضاً هو ما بين سطح الجسم الحاوي وانطباقه على الجسم المحوي.
يقال: ما الزمان? الجواب: هو مدة تعدها الحركة ثابتة الأجزاء.
يقال: ما الجرم? الجواب: هو ماله ثلثة أبعاد: طول وعرض وعمق.
يقال: ما الكثرة? الجواب: هي انفصال الهيولى بأقسام كثيرة عظيمة القدر.
يقال: ما الملازمة? الجواب: هي إِمساك نهايات الجسمين بجسم ثالث بينهما.
يقال: ما الاجتماع? الجواب: هو حال تقارب الأجسام بعضها من بعض. والافتراق تباعدها.
يقال: ما الحال? الجواب: هو كيفية سريعة الزوال.
يقال: ما الاتصال? الجواب: هو اتحاد النهايات، والانفصال تباين المتصلات.
يقال: ما الرطوبة? الجواب: هي علة سهولة انحصار الشيء بذات غيره وغير انحصاره بذاته، وأيضاً هي الكيفية التي لا تحيط بشكل الجسم الذي هي فيه على شكل محدود ولا تمنعه أن يتشكل بشكل ما يحيط به بسهولة.
يقال: ما اليبس? الجواب: هو علة انحصار الشيء بذاته وعسر انحصاره بغيره، وأيضاً هو الكيفية التي تحفظ شكل الجسم الذي هي فيه حتى لا يتشكل بشكل ما يحيط به بسهولة.
يقال: ما البرودة? الجواب: هي جمع الأشياء من جواهر مختلفة، والتفريق بين التي هي من جواهر واحدة.
يقال: ما الحرارة? الجواب: هي علة جمع الأشياء التي هي من جوهر واحد، وتفريق الأشياء التي هي من جواهر مختلفة.
يقال: ما المؤلف? الجواب: هو المركب من أشياء متفقة بالحس مختلفة بالحد.
يقال: ما الروية? الجواب: هي التمثيل بين خواطر النفس.
يقال: ما العقل? الجواب: هو تأثير في مؤثر يأتي للتأثير، وأيضاً هو الحركة التي تكون من نفس المحرك، والقابل عنه.
يقال: ما الاختيار? الجواب: هو إرادة تقدمتها رؤية مع تمييز.
يقال: ما التحديد? الجواب: هو جمع ذوات مختلفة إلى ذات واحدة.
يقال: ما النفع? الجواب: هو الشيء المشوق من الكل.
يقال: ما النسمة? الجواب: هي لفظة تجمل ما يفصله الكتاب.
يقال: ما المدخل? الجواب: هو قول يفصل من المعاني ما تحتاج إليه في معرفة ما هو مدخل إليه.
يقال: ما المنطق? الجواب: هو صناعة أدوية تميز بها بين الصدق والكذب في الأقوال، والحق والباطل في الاعتقادات، والخير والشر في الأحوال.
يقال: ما الصناعة? الجواب: بالإطلاق هي قوة للنفس فاعلة بإمعان مع تفكر وروية في موضوع من الموضوعات، نحو عرض من الأعراض.
يقال: ما الصدق? الجواب: هو قوة مركبة من الحق يقصد بها العدل والحق.
يقال: ما اليقظة? الجواب: هي استعمال النفس المنطقية لاستعمال آلات البدن من غير مرض عارض والإنسان على طباعه.
يقال: ما الحياة? الجواب: هي رباط الحركة، وحس، وعقل، ونماء، وتربية. والموت ضد ذلك.
يقال: ما الشجاعة? الجواب: هي قوة مركبة من العز والغضب تدعو إلى شهوة الانتقام. الجبن ضده.
يقال: ما الفرح? الجواب: هو انبساط النفس من داخل إلى خارج على المجرى الطبيعي. والخوف ضد ذلك.
يقال: ما العجول? الجواب: هو الذي لا يقنع ما يتخيل في وهمه تخيلاً ضعيفاً من غير نظر ولا فحص. والغيظ هو ابتداء الغضب.
يقال: ما الركيز? الجواب: هو الذي تكون العزيمة منه مع تميز وتفكر.
يقال: ما الحسود? الجواب: هو الذي لا يحب لأحد خيراً، ويجتهد في الإضرار بهم وبنفسه كي يلحقهم بذلك مكروه.
يقال: ما الذحل? الجواب: هو حقد يقع معه رصد الفرصة والانتقام.
يقال: ما الحقد? الجواب: هو غضب يبقي في النفس على وجه الدهر.
يقال: ما الغضب? الجواب: هو غليان دم القلب لشهوة الانتقام، وهو الحركة لقهر ما أضر بالبدن.
يقال: ما العجب? الجواب: هو ظن الإنسان بنفسه أنه على الحال التي يجب ِأن يكون عليها من غير أن يكون عليها.
يقال: ما الرضى? الجواب: هو قناعة النفس بما كانت غير قانعة به.
يقال: ما الحياء? الجواب: هو خوف الإنسان من تقصير يقع من هذا فضل منه في شيء ما أوفى كل شيء.
يقال: ما الاستطاعة? الجواب: هو التهيؤ لتنفيذ الفعل بإدارة المختار من غير مانع ولا عائق.
يقال: ما الشهوة? الجواب: هي التشوق على طريق الانفعال إلى استرداد ما نقص بما في البدن، وإلى نقص ما زاد فيه. قال: نريد بالانفعال أنه شيء يجري على خلاف ما يجري به الأمر الذي هو بالتمييز والفكر.
يقال: ما المحبوب? الجواب: هو مطلوب النفس، ومتممه القوة التي هي علة اتحاد ما من شأنه أن يتحد.
يقال: ما الوقت? الجواب: هو بقاء الزمان المفروض للعمل.
يقال: ما الحد? الجواب: هو قول دال على طبيعة الشيء الموضوع بمنزلة ما هو سواه.
يقال: ما الرسم? الجواب: هو قول مميز للموضوع من غيره مركب عن صفات عرضية أكثر من واحد.
يقال: ما الخاصة? الجواب: هي كالرسم إلا إنها من صفة واحدة عرضية.
يقال: ما الإنسان? الجواب: هو حي ناطق مائت، فالحي دلالة على الحس والنطق والحركة، والناطق دلالة على العقل والروية، والمائت دلالة على السيلان والاستحالة.
يقال: ما الممكن? الجواب: هو الذي بالقوة تارة، وبالفعل فيما يوصف تارة.
يقال: ما الممتنع? الجواب: هو الذي ليس بالفعل ولا بالقوة فيما وصف به أبداً.
يقال: ما القول المطلق? الجواب: هو مالا يثبت بثباته آخر.
يقال: ما الكيفية? الجواب: ما هو شبيه وغير شبيه.
يقال: ما الكمية? الجواب: ما احتمل المساواة وغير المساواة.
يقال: ما الصدق? الجواب: هو مطابقة القول لما عليه الأمر، ويقال أيضاً: الإخبار عن الشيء بما هو عليه.
يقال: ما الكذب? الجواب: هو ما لا مطابقة للقول لما عليه الأمر، وأيضاً الإخبار عن الشيء بخلافه.
يقال: ما الحق? الجواب: هو ما وافق الموجود وهو ما هو.
يقال: ما العنصر? الجواب: هو طبيعة كل ذي طبيعة.
يقال: ما الهيولى? الجواب: هي قوة موضوعة تحمل الصور منفعلة.
يقال: ما الجوهر? الجواب: هو القائم بنفسه الحامل للأعراض لا يتغير ذاته، موصوف لا واصف.
يقال: ما النفس? الجواب: هي تمام جوهر ذي آلة قابلة للحياة، وأيضاً هي جوهر عقلي متحرك من ذاته بعدد مؤتلف، وأيضاً هي جوهر علامة مؤلفة بالفعل.
يقال: ما العقل? الجواب: هو جوهر بسيط يدرك الأشياء بحقيقتها لا بتوسط زمان دفعة واحدة، وأيضاً هو الذي من شأن الجزء منه أن يصير كلا، وفي معنى هذا القول: من شأن عقل زيد مثلاً، وهو عقل جزئي، أن يعقل كل المعقولات التي من شأنها أن تعقل، أن يقصر به الزمان أو يعترضه عائق، وليس شيء من الموجودات له هذا المعنى سواه.
يقال: ما الفعال للخير? الجواب: هو الذي لا يبخل على أحد في شيء من الأشياء.
يقال: ما الأزلي? الجواب: هو الذي لم يكن ليس، وما لم يكن ليس، لا يحتاج في قوامه إلى غيره، والذي لا يحتاج في قوامه إلى غيره لا علة له.
يقال: ما القائم بذاته? الجواب: هو الذي حده داخل فيه، وما ليس هو قائماً بذاته هو الذي حده خارج منه.
يقال: ما العلة الأولى? الجواب: هو مبدع الكل، متمم الكل، غير متحرك، وأيضاَ أنية فقط، وأيضاً غير محض، يشتافه كل شيء سواه، ولا يشتاق إلى شيء سواه، وأيضاً هو وجود مطلق لكل وجود عقلي وحسي، وأيضاً هو الواحد بالقول المطلق، لا كالجنس الواحد، ولا كالشخص الواحد.
يقال: ما النفس أيضاً? الجواب: هو روح الله منبجسة بتوسط العقل.
يقال: ما الحس? الجواب: هو قوة روحانية تفعل فعلها من خارج.
يقال: ما الحركة? الجواب: هي على ثلثة أوجه: مستوية، ومستديرة، ومنفرجة.
يقال: ما الطبيعة? الجواب: هي صورة عنصرية ذات قوى متوسطة بين النفس والجرم لها مد وحركة وسكون عن حركة.
يقال: ما السماء? الجواب: هي جوهر مستدير مركب متحرك حركة شوق دائمة.
يقال: ما الفرح أيضاً? الجواب: هو انبساط الطبيعة من داخل إلى خارج، والطبيعة هنا الحرارة الغريزية. والحزن انقباض الطبيعة من خارج إلى داخل.
يقال: ما النوم أيضاً? الجواب: الجواب هو غوص القوى في عمق النفس.
يقال: ما الإرادة? الجواب: هي بدو حركة قوة بسيطة نفسانية عن فهم يعمه الشوق.
يقال: ما اللذة? الجواب: هو انطباق الشهوة الطبيعية من النفس بلا مانع.
يقال: ما الكل? الجواب: هو جوهر محيط بالأجزاء لا شخص له.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق