الثلاثاء، 9 فبراير 2016

الأديان تغير علاقة المرء بأشياء كثيرة.




الأديان تغير علاقة المرء بأشياء كثيرة.
فالحلال والحرام بمثابة شفرتي مقصّ.
والطعام من جملة الأشياء التي يغيّرها الدين ويرسم خطها البياني وحدودها المتعرجة كمجرى نهر.
فهناك طعام حلال وهناك طعام حرام.، والحرام انواع او درجات وكذلك الحلال درجات وأوقات.
وهذا ما تقوله القاعدة الفقهية " الضرورات تبيح المحظورات "
.
والدين يغير احيانا علاقتك مع بطنك ويتحكم بمذاقاتك وذوقك، حتى على صعيد الألوان .
فلا اظنّ ان اللون الأحمر مثلا يعني للعربي ما يعنيه للصيني او الياباني.
الألوان جغرافيا ومعتقدات!
وكذلك الأطعمة جغرافيا ومعتقدات!
فالصيام المسيحيّ انقطاع عن الزفرة.
هذا الانقطاع او الامتناع يغير على امتداد فترة الصيام أدّى الى الابتكار. ابتكار علاقات جديدة مع مكونات الطعام.
ويمكن هنا تشبيه الطعام بأحجار رقعة الشطرنج حيث يمكن استبدال قطعة بقطعة أخرى فقد تقوم قطعة خشب عادية بدور الملك في حال ضاع الملك او انكسر الوزير من دون أن يؤثر ذلك على أصول اللعبة.
الصيام المسيحي انتج أطعمة ارتبطت به ثمّ نالت استقلالها وتحررت من الوقت المحدد بالصيام وانفلشت على كل الأيام والموائد، وتحررت ومن ملامحها الدينية المسيحية.
فالطعام ، طبعا ليس كله،يشبه الى حد ما الاشياء التكنولوجية التي لا بعد دينيا لها. قلت ليس كلها. فأمهر رجل اعلانات وتسويق يعجز عن تسويق لحم الخنزير عند اليهود او المسلمين او لحم البقر عند الهنود التابعين للديانة الهندوسية!
مآكل نباتية كثيرة هي بنت الصوم المسيحي في بلادنا، استذوقها المسلم فتبناها وجعلها ضمن مروحة أطباقه.
وهناك مآكل تتعزز مكانتها ، ويكثر حضورها والطلب عليها في الصيام المسيحي، ومن هذه المآكل الحمّص الناعم الذي يحلّ مطرح " الضاني" !
وهذه الخاطرة كتبتها كرمى لعيني حبّة الحمّص.
ملاحظة بلالية: صحن الحمص مع كل اكسسواراته في الصورة هو من تحضيري الشخصي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق