الثلاثاء، 27 مارس 2018

حكاية من كتاب صيني

في الصورة فتى يقرأ .
وثمّة شيء يشبه المصباح يتدلّى من سقف الغرفة.
القارىء اسمه تشه ين #车胤 。
لم تكن قدراته تسمح له بشراء زيت للسراج، وكان يحب أن يقرأ.
الليل عدوّ بعض القراء.
كان يأتي الليل، فيلتهم حروف الكتب.
الحروف تحبّ الضوء، والضوء في الليل في قديم الزمان لم يكن متوفرا للجميع،
كان بعض الأهل لا يملك ثمن زيت السراج. وعائلة تشه ين ما كان بمقدورها ان تملك الضوء الليلي.
وكان عليه في النهار أن يعمل لمساعدة أهله.
ذات يوم لفت نظره ان بعض الحشرات جسدها ضوئيّ (#ضوء_الليل).
خطرت بباله فكرة وهي اصطياد هذه الحشرات الضوئية وجمعها في كيس شفّاف لتكون سراجا وإن خافتا يسمح له بالقراءة.
وهكذا راح يقرأ على ضوء تلك الحشرات التي تبث ضوءا باهتا يكفي لاصطياد الكلمات من الصفحات.
هذا الطفل صار حين كبر احد رجالات الفكر في #الصين، وصار رمزا من رموز المثابرة وتحقيق الأهداف ولو بضوء مستعار من جسد حشرة هشة.
عاش تشه ين في القرن الرابع الميلادي، ولا تزال قريته تكرمه اليوم عبر تسمية احدى مدارسها باسمه.
الأقدار عجينة في يد الإصرار!
الحكاية موجودة في كتاب صيني يدرس للأطفال ، وهو يشبه ديوان شعري يشبه بلطافته تلك القصائد التي كتبها احمد شوقي على لسان الحيوانات للأطفال، مع فوارق في الغايات!
ويسمى الكتاب بكتاب الرموز الثلاثة، لأنّ كل جملة مؤلفة من ثلاثة رموز موجزة تضمر حكاية أو عظة.
والحكاية أعلاه مضمرة في رباعية ثلاثية الرموز:
如囊萤
如映雪
家虽贫
学不辍
والابيات الأربعة تحكي قصة شخص آخر كان يقرأ على ضوء الثلج في الليل، الضوء الذي تستعيره الثلوج من ضوء القمر.
المقطعان الشعريان الاخيران يقولان ما معناه:
الفقر ليس عائقا أمام طلب العلم!
كثيرون يبررون كسلهم وتوانيهم بالفقر.
الفقر ليس حجة لتبرير الجهل، هذا ما تقوله الحكاية لأطفال الصين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق