الأربعاء، 28 مارس 2018

رمز叶 ودلالاته ، الشاي، أتاي،



هذا الرمز الصيني صار جزءا من كلمة عربية كثيرة الدوران على الشفاه العربية.
وهو 叶، وقد يستغرب البعض ، ويذهب في مخيلته للتفتيش عنه في متن الكلمات العربية، وقد يسهل البحث في حال ذهبنا الى عالم الشراب، والشراب الصيني الأوّل بالتحديد، قصدت كلمة الشاي.
من طريف الكلمات قدرتها على الاتصال والانفصال حين تغير موقعها على الأطلس اللغوي العالمي.
كلمة شاي العربية هي كلمة واحدة، وان كانت طبيعة الكتابة العربية تفصل هنا بين الشا وال ي.
لحرف الياء هنا استقلالية ناجزة ، فعلاقة حرف الألف والياء علاقة فيها نقسيم أدوار عادل في بعض المطارح، يكفي أن ترى بأم عينك بين كلمتين من كلمات اللغة العربية، وهما: يا و أي.
حين تتقدم الياء على الألف تضحّي ببعض جسدها، بخلاف ما لو وجدت بعد الألف حيث تحافظ الياء على جسدها غير منقوص منه ولا شعرة واحدة.
قلت هذا لأصل الى القول ان كلمة شاي هي رمزان صينيان 茶+叶: تشا+ ي بينما في العربية صارا كالزواج الكنسي جسدا واحدا !
والترجمة الحرفية للرمزين الصينيين هي : ورقة شاي، أو ورق الشاي.
توارت كلمة ورقة عن الأنظار عبر تحولها الى جزء نهائي لكلمة الشاي العربية.
وكلامي عن الياء في الشاي يمكن أن يقال بكيفية أخرى عن حرف الشين، فحرف الشين في الشاي يتحول الى تاء في اللهجة المغربية، ويحافظ على كيانه الصوتي عبر اسقاط المفعول الشمسي لحرف التاء، فيكتب " اتاي" وليس " التاي"، والتاء المغربية التي هي شين شرقية وصلت اليهم عن طريق اللغة الغربية التي راجت عندها التاء بدلا مو الشين كما في الفرنسية thé.
ما أردت قوله ان اسم الشاي تغير عبر الأنظمة اللغوية للغات التي احتضنت مفعوله السحري، من جهة، ومن جهة أخرى، أحببت تسليط الضوء على رخاوة حروف اللغات، وعدم ثباتها على شكل واحد صارم.
فكل صوت لغوي في حال تتبعنا مسيره عبر اللغات لوجدنا ان ه عبارة عن مجموعة من الأصوات، كما حرف الهاء العربي الذي قررت اللغة الصينية ان تعامله كما لو كان شينا، فاسم ابراهيم مثلا يصير يي بو لا شين.
طارت الهاء وغطّت مكانها الشين، والشين جوكر لغوي بامتيار، فهو طورا جيم، أو سين، أو تاء.
كل حرف لغويّ قطعة عجين طريّة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق