الثلاثاء، 27 مارس 2018

لا شيء تنتهي مدّة صلاحيته!


عبارة " تنتهي مدة صلاحيته" ذات معنى مجازيّ، مرتبط بوجهة نظر واحدة، والإنسان لا ينتبه إلى أنّه يستفيد كثيرا من انتهاء مدّة صلاحية الأشياء عبر مفهوم آخر هو التدوير.
أعتقد أنّ كلمة التدوير موفقة جدا.
فهي من رحم الدائرة، والدائرة هي رمز الحركة بامتياز.
كم عدد الذين يعيشون بفضل أشياء انتهت مدّة صلاحيتها؟
للمرء قدرة على تزويد الأشياء بوظائف جديدة، مبتكرة، تنقذها من الموت أو من انتهاء الصلاحية!
وللمرء أيضا قدرة عجائبيّة في منح ما لا قيمة له قيمة لا تقدّر بثمن!
عظمة من عظام إنسان ميّت منذ زمن سحيق، تنتظر من يكتشف قيمتها.
كنت أقرأ ذات يوم في كتاب عن الطعام وأبعاده الأنتروبولوجية وفنون الطهي، استوقفني فصل عن أرشفة الجوع، وكيف يمكن الاستفادة من عظام الموتى لمعرفة أسباب المجاعات.
كان الكاتب يروي قصّة عظمة كما لو كان يروي فقرة من كتاب. وقال إنّ العظام تتضمّن معلومات عن المآكل التي كانت سائدة في ذلك الوقت .
حتّى الميت لا تنتهي مدّة صلاحيته! ولكن لمآرب أخرى.
ما عدد الموتى الذين لم تنتهِ بعد مدّة صلاحيتهم؟
هل انتهت مدّة صلاحية #قايين مثلا؟
ألا يزال أستاذا يلقي محاضراته في مشرق الأرض ومغربها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق