الثلاثاء، 27 مارس 2018

الكلمات أفكار.

كلّ كلمة فكرة تشبه حبّة قمح تولد من أحشائها سنبلة.
كنت أقرأ قصة صينية قصيرة بعنوان " سمك الشعب人民的鱼".
للكاتب سو تونغ 苏童
وهي قصة تروي التحولات الاجتماعية التي تعيشها الصين بعد عصر الانفتاح الدي افتتحه الرئيس الصيني الراحل دنغ شياو بينغ.
لن أحكي عن القصة، وإنما سأحكي عن كلمة صينية ، الكلمة ليست جديدة عليّ، فهي من أوائل الكلمات التي تمرّ في حياة الطالب الصيني، وما سأقوله عنها يمكن أن يقال عن كلمات صينية كثيرة، وهو كيف ان الكلمة فكرة، أو قل كيف ان الكلمة هي في الوقت نفسه طريقة تعامل وطريقة تفكير في الأشياء.
أغلب كلمات اللغة الصينية الحديثة تتألف من رمزين أو أكثر.
وهذا ما يميّز الصينية الحديثة عن الصينية القديمة او الكلاسيكية، الصينية القديمة كان الإيجاز عمودها الفقريّ.
والكلمة التي سأتوقف عندها اليوم هي التجارة، وكما في اي لغة من لغات العالم ، لها مترادفات متعددة.
المترادفات ضرورة براغماتية للغات، لغة بلا مترادفات أشبه بالعيش في زنزانة لا تدخلها الشمس!
شانغ يي #生意 تعني تجارة، ولكنها لا تعني تجارة فقط، وانما تعني ايضا بترجمتها الحرفية "ولادة فكرة"، اي ان التجارة فكرة، التاجر لا ينقل البضائع فقط وإنما الأفكار ايضا، وهذا ما تقوله طريق الحرير مثلا او طريق التوابل او إيلاف قريش.
يقال إن الإسلام وصل الى اندونيسيا عن طريق التجار لا عن طريق اهل الدعوة أو التبشير.
ربط التجارة بايجاد فكرة وولادة فكرة ورعاية فكرة.
هل يموت صاحب فكرة من جوع؟
لا أظنّ!
الأفكار مصدر رزق ومصدر متعة.
ولكن المشكلة هي ان البعض يرى في التفكير " وجعة راس".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق