كلّ الشعوب تبني علاقة وهميّة مع الأرقام ولكنّها حميمة.
الوهم حبيب، يشرح الصدر أو يجرح الصدر.
كثيرون مثلاً تكلّموا على رقم عشرين، وراحوا يلتقطون أحداثاً لها وقع كورونا حدثت عام ١٩٢٠، أو ١٨٢٠ أو ١٧٢٠.
وكأنّ القدر يمشي على وقع التقويم الغريغوريّ!
كلّ سيرة هي سيرتان : سيرة ذاتية، وسيرة غيرية.
سيرة تكتبها أنت ، أو تعيشها أنت، وسيرة يكتبها غيرك عنك، فأنت كما ترى نفسك ليس أنت كما يراه الآخرون.
وكذلك الأرقام لي علاقتي الشخصيّة مع الأرقام، وللآخرين علاقة مختلفة مع الأرقام.
ولعلّ الأرقام هنا تشبه الأسماء، فالاسم الذي أحبّه قد يكرهه غيري، وما يحبّه غيري قد أجده شديد القبح.
لا نبني علاقة حيادية مع العالم!
الحياة لا تؤمن بالحياديّة ولا المنطقيّة!
في الصين الناس يحبّون أرقاماً معيّنة منها الرقم تسعة، محبّتهم لا تنبع من الرقم ولكن من اسم الرقم، ولا تنبع من اسم الرقم إلاّ بسبب الطبيعة الجناسية المذهلة للغة الصينية.
فرقم تسعة يلفظ مثل كلمة 久 ( دْجْيو)" زمن طويل"، وكأنّ الرقم هنا عصيّ على البلاء: لهذا يكثر مثلا الزواج في الشهر التاسع، وقد يختارون الساعة التاسعة لبدء حفلة العرس، وفي اليوم التاسع أيضاً.
وكأنّ الرقم هنا تعويذة ضدّ الزمن والطلاق وغدرات الأيام.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق