للإنسان علاقة غير موضوعيّة مع الأرقام.
وفي الصين يمكنك أن ترى هذا بأمّ عينك.
لفت نظري وأنا في المصعد في بكين خلو الطوابق من رقم ١٤.
والسبب صوتيّ!
قلت أكثر من مرّة إنّ الصينيّة لغة جناسيّة بامتياز!
ومن الجناس يمكنك أن تدخل إلى عادات وتقاليد أهل الصين.
الإنسان يؤمن بالخرافة!
هل بمقدور شعب أن يعيش خارج أسفار الخرافة!
الخرافة خبيثة، ماكرة، تحيط بك ولا تراها أحياناً، فهي تمسك بمخانق لاوعيك، وتحيط بك ولكنّها شفّافة أحياناً كالزجاج بحيث لا تسمح لك برؤيتها!
لماذا يتشاءم الصينيّ من الرقم ١٤؟
رقم واحد له لفضان : إي و ياو!
والرقم أربعة يلفظ سِهْ.
مجاورة الرقم واحد للرقم أربعة يرنّ في الأذن كما لو أنّه دعوة للانتحار!
الجناس وسواس خنّاس!
ياو سه يمكن أن تعني أريد أن أموت!
وكلمة الموت ليست بالكلمة المحبّبة، فلننظر إلى مترادفات الموت في العربية، نعرف كيف نحتال عليه لغويّا.
فالميّت راحل، والراحل لا تعني الميّت!
قلّمنا أظافر الموت عبر استعانتا بكلمة لا تحمل ما يحمله الموت من دلالات!
كان الصينيّ عمليا جدّاً، ألغى الرقم ١٤ من المصعد!
والمصعد بالتحديد صندوق ! وكثيرون عندهم الرهاب من المصاعد.
أذكر حين كنت في باريس تعرفت على جنديّ من دول عربيّة، وكنت أصعد معه في المصعد، تفاجأت حين اتكأ عليّ ، وأغمض عينيه منتظراً على أحرّ من الحمر الخروج من جحيم المصعد.
تفاجأت وخصوصاً أنّه عسكري يفترض به أن يأكل النار.
وكما هناك أرقاماً تخرمش، هولك أرقام تفرفش القلب ، فرقم ثمانية مثلا في الصين محبوب جدًا، حيث اعتمدته الصين للبدء في الألعاب الأولمبية ، في العام ٢٠٠٨، اليوم الثامن من الشهر الثامن عند الساعة الثامنة والدقيقة الثامنة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق