الأحد، 3 مارس 2013

الباب الاخير من كتاب الزهرة

قال أنو شروان لبزرجمهر متى يكون العييُّ بليغاً فقال إذا وصف هوًى أو حبيباً وقيل لبعض أهل هذا العصر متى يكون البليغ عييّاً فقال إذا سئل عمَّا يتمنَّاه أو شكا ما به إلى من يهواه وقال:

ما يعلمُ الله أنِّي مذْ هـويتـكـمُ أطيقُ إظهارَ ما ألقاهُ باللَّـفـظِ
كمْ قدْ تحفَّظتهُ حتَّى إذا نظـرتْ عينِي إليكِ أزالتْ هَيْبتي حِفظِي

وقال بعض الأدباء في مثل ذلك:

أُفكِّرُ ما أقولُ إذا الْتقـينـا وأُحكمُ دائباً حُججَ المقـالِ
فترتعدُ الفرائصُ حينَ تبـدُو وأنطقُ حينَ أنطقُ بالمحالِ

وقال آخر:

أتيتُ معَ الحدَّاثِ ليلَى فلمْ أقـلْ وأخليتُ فاستعجمتُ عندَ خلائِي
وجئتُ فلمْ أنطقْ وعدتُ فلمْ أحِرْ جواباً كلاَ اليومينِ يومُ عنـائِي
فيا عجباً ما أشبهَ اليأْسَ بالغِنَـى وإنْ لمْ يكونا عندنـا بـسـواءِ

وهذا المعنى الَّذي ذكره ليس بمستنكر قد تمنع المحبّ هيبة المحبوب من النيل الَّذي هو اللُّطف من الشَّكوى محلاً في القلوب ألم تسمع الَّذي يقول:

محبٌّ قالَ مُكتتمـاً مُـنـاهُ وأسعدهُ الحبيبُ علَى هواهُ




أضاعَ الخوفُ أنفسَ ما يُعانِي وما عذرَ المُضيعَ لما عَناهُ
فأصبحَ لا يلومُ بمـا جـنـاهُ منَ التَّفريطِ إنسانـاً سـواهُ
أسرَّ ندامةَ الكُسَعـيِّ لـمَّـا رأتْ عيناهُ ما صنعتْ يداهُ

وأنشدني أبو العباس أحمد بن يحيى:

وإنِّي لأخشَى أنْ أموتَ فُـجـاءةً وفي النَّفسِ حاجاتٌ إليكِ كمَا هيَا
وإنِّي ليُنْسيني لـقـاؤكِ كـلَّـمـا لقيتكِ يوماً أنِي أبثَّـكِ مـا بـيَا
وقالُوا بـهِ داءٌ عـياءٌ أصـابـهُ وقدْ علمتْ نفسِي مكـانَ دوائيَا

فهذا يخبرُ أنَّ لقاءها هو الَّذي يمنعهُ من شكوى ما يجده إلاَّ أنَّه يشفق من ضرره على نفسه ولا يُبقي بكتمانه على غيره على أنَّه قد قصَّر عنه كثير من أهل هذا العلم في قوله: إنَّ لقاءها يحدث في قلبه حالاً لم تكن قبل ذلك ظاهرة من نفسه إذ لو كان الهوَى قد استوفى منه حقَّه وتناهى به إلى غاية بعده لما كان اللقاء يزيد شيئاً ولا ينقصه.
كما قال يزيد بن الطثرية:


ولمَّا تناهَى الحبُّ في القلبِ وارداً أقامَ وسُدَّتْ بعدُ عنهُ مصـادرهْ
فأيُّ طبيبٍ يُبرئُ الحبَّ بعـدَمـا يسرُّ بهِ بطنُ الفؤادِ وظاهـرهْ

وكما قال ذو الرمة:

ومَا زلتُ أطوي الشَّوقَ عنْ أمِّ خالدٍ وجاراتِها حتَّى كـأنْ لا أُريدُهـا
فما زالَ يَنمِي حبُّ ميَّة عـنـدنـا ويزدادُ حتَّى لمْ نجدْ ما نـزيدُهـا

ولقد أحسن حبيب بن أوس الطائي حيث يقول:

إذا أزهدَتْني في الهوَى خِيفةُ الـرَّدى جلتْ ليَ عنْ وجهٍ يُزهِّدُ في الزُّهدِ
فلا دمعَ ما لـمْ يبـدُ فـي إثـرهِ دمٌ ولا وجدَ ما لمْ تعيَ عنْ صفةِ الوجدِ

وأحسن علي بن محمد العلوي الكوفي حيث يقول:

قالتْ عَييتَ عنِ الشَّكوى فقلتُ لها جهدُ الشَّكايةِ أنْ أعيَا عنِ الكلـمِ
أشكُو إلى اللهِ قلباً لو كَحلتُ بـهِ عينيكِ لاختضبتْ منْ حرِّهِ بـدمِ
لا تُبرِمي فاقدَ الدُّنيا وبهجـتَـهـا وما يسرُّ بهِ منهـا بـلا ولَـمِ

على أنَّه من طلب لآدميٍّ مثله بما لم يطالب الله عباده فأخلق بأن يكون ظالماً وقد مدح الله تبارك وتعالى قوماً فقال: (الذين إذا ذُكر اللهُ وجلتْ قلوبهمْ وإذا تُليتْ عليهمْ آياتهُ زادتهمْ إيماناً) فلم يعبهم تعالى بأن كان ذكره بحضرتهم وظهراً عليهم ما لم يمكن قبل موجوداً منهم ومن أحسن ما قيل وأعرفُ من الشِّعر في هذا المعنى:

تفديكِ نفسِي لستُ أدرِي أيُّما أيَّامكمْ مِن أيِّها أشجـاهَـا
في حبِّكمْ شغلٌ لقلبِي شاغلٌ عن كلِّ نائبةٍ يخافَ رَداها

ومن جيد ما قيل في نحو الفصل الأول:

جعلتُكَ دنيائِي فإنْ أنتَ لـم تـجُـدْ عليَّ بوصلٍ فالسَّلامُ علَى الدُّنـيا
كتمتُكَ ما ألقَى لأنَّكَ مُـهـجـتـي أخافُ عليها أنْ تذوبَ منَ الشَّكوَى

ولبعض أهل هذا الزَّمان في هذا المعنى:

بحُرمةِ هذا الشَّهرِ لما نعَّشـتَـنـي بعفوكَ إنِّي قدْ عجزتُ عنِ العـذرِ
فلوْ كنتَ تدرِي ما أُلاقِي منَ الهـوَى لساءَكَ ما ألقَى فليتـكَ لا تـدرِي
لأشقَى بما ألقَى وتبقَى مـنـعَّـمـاً خليّاً ونارُ الشَّوقِ تُسعرُ في صدرِي

وأنشدني أبو العباس أحمد بن يحيى عن الزبير بن بكار عن ثابت بن الزبير عن أبي العتاهية:

مَنْ لعبـدٍ أذلَّـهُ مـولاهُ ما لهُ شافعٍ إليهِ سـواهُ
يشتكي ما بهِ إليهِ ويخشَـا هُ ويرجوهُ مثلَ ما يخشاهُ

وهذه حال منقوضة لأنَّ من منعه من شكوى ما يلقاه إشفاقه من موجدة من يهواه فإنما أبقى على نفسه ومن امتنع من ذلك إشفاقاً على قلب صاحبه فقد اعترض على وجده التَّصنُّع إذ فعل ما يقدر على تركه.
وقال آخر:


الجسمُ ينقصُ والسَّقـامُ يزيدُ والدَّارُ دانيةٌ وأنتَ بـعـيدُ
أشكوكَ أمْ أشكُو إليكَ فـإنَّـهُ لا يستطيعُ سواهُما المجهودُ

وقال الحسن بن هانئ:

لا والَّـذي لا إلـهَ إلاَّ هـــوَ ما خانَ أحبابُنا ومـا تـاهُـوا
ما علمُوا بـالَّـذي يجـنُّ لـهـمْ منْ طولِ شوقٍ ولا درَوْا ما هوَ

وللفتح بن خاقان:




قدرتُ علَى نفسِي فأزمعتَ قتلَـهـا علَى غيرِ جدٍّ منكَ والنَّفسُ تذهـبُ
كعصفورةٍ في كفِّ طفلٍ يسومُهـا ورودَ حياضِ الموتِ والطِّفلُ يلعبُ

وقال الحسين بن الضحاك:

أيَا مَنْ طرفهُ سحرُ ويَا مَن ريقهُ خمـرُ تجاسرتُ فكاشفتُكَ لمَّا غلبَ الصَّبـرُ
وما أحسنَ في مثلكَ إنْ ينهتكَ السِّـتـرُ فإنْ عنَّفنِي النَّاسُ ففي وجهكَ لي عُذرُ

وقال أيضاً:

إنَّ منْ أطولِ لـيلٍ أمـداً ليلَ مشتاقٍ تَصابَى فكتمْ
ربَّ فظِّ القلبِ لا لِينَ لـهُ لوْ رأَى ما بكَ منهُ لرحمْ

وقال أيضاً:

أُكاتمُ وجدِي وما ينـكـتـمْ فمنْ لوْ شُكيتُ إليهِ رحِمْ
وإنِّي علَى حسنِ ظنِّي بـهِ لأحذرُ إنْ بُحتُ أنْ يحتشمْ
وقدْ علمَ النَّاسُ أنِّـي لـهُ محبٌّ وأحسبهُ قدْ عـلـمْ
ولِي عندَ رؤيتهِ نـظـرةٌ تُحقِّقُ ما ظنَّهُ المتَّـهـمْ

وقال المجنون:

فأنتَ الَّذي إنْ شئتَ أشقيتَ عيشِي وإنْ شئتَ بعدَ اللهِ أنعمتَ ليالـيَا
وأنتَ الَّذي ما مِنْ صديقٍ ولا عِدا رأَى نِضوَ ما أبقيتَ إلاَّ رثَا ليَا

وقال أبو نواس:

قالتْ ظَلومُ سَميَّةُ الظُّـلـمِ ما لِي رأيتكَ ناحلَ الجسمِ
يا مَنْ رمَى قلبِي فأقصدَهُ أنتَ الخبيرُ بموقعِ السَّهمِ

وقال أبو تمام:

واللهِ لوْ تلقَى الَّذي ألقَـى لحرجتَ أنْ تتجاوزَ الحقَّا
بي فوقَ ما تلقَى بواحِدِها أمٌّ تراهُ لجنبهِ مُـلـقَـى

وقال أبو صخر الهذلي:

بيدِ الَّذي شغفَ الفؤادَ بـكـمْ تفريجُ ما ألقَى منَ الـهـمِّ
ما في الحياةِ إذا هيبت لـنـا خيرٌ ولا للعيشِ مِن طعـمِ
ولمَا بقيتِ لَتُـبـقـينَّ جـوًى بينَ الجوانحِ مُضرِعاً جسمي
فتيقَّنِي أنْ قدْ كلفـتُ بـكـمْ ثمَّ اصنَعِي ما شئتِ عن علمِ

وقال خليفة بن روح الأسدي:

قِفي يا أُميمَ القلبِ نـقـرأ تـحـيَّةً ونشكو الهوَى ثمَّ اصنعي ما بدَا لكِ
فلوْ قلتِ طَأْ في النَّارِ أعـلـمُ أنَّـه هوًى لكِ أو مُدنٍ لنا مِن وصالـكِ
لقدَّمتُ رِجلي نحوَها فوطـئْتُـهـا هُدًى منكِ لي أو هفوةً مِن ضلالكِ
فلا تجْعَلِيني كامرئٍ إنْ وصـلـتـهِ أشاعَ وإنْ صرَّمتـهِ لـمْ يُبـالـكِ

وأنشدني ابن أبي طاهر:

قالتْ لقيتَ الَّذي لمْ يلقـهُ أحـدٌ قلتُ الدَّليلُ علَى ذاكَ الَّذي أجدُ
أودَعْتِني سقماً لا أستـقـلُّ بـهِ فليسَ ينفدُ حتَّى ينـفـدَ الأبـدُ

وقال مضرس بن بطر الهلالي:

وكادتْ بلادُ الـلـهِ يا أمَّ مـالـكٍ بما رحُبتْ يوماً عليَّ تـضـيقُ
أذودُ سوادَ الطَّرفِ عنكِ وما لـهُ إلـى أحـدٍ إلاَّ إلـيكِ طـريقُ
ولوْ تعلَمينَ العلمَ أيقنـتِ أنَّـنـي وربِّ الهدايا المُشعَراتِ صـديقُ
سلِي هلْ قلانِي مِن عشيرٍ صحِبتهُ وهلْ ذمَّ رَحْلي في الرِّفاقِ رفيقُ

وأنشدني آخر:

أمسيتُ لَعَّاباً وأمسَى الهـوَى يلعبُ في رُوحي وجثمانِي
أُشفقُ إنْ بُحنا وإنْ لـمْ أبـحْ فالموتُ في سرِّي وإعلانِي

وأنشدني أبو الضياء لنفسه:

أُنظرْ إلى ناظرٍ قدْ شفَّـهُ الـسّـهـدُ واعطفْ علَى مهجةٍ أودَى بها الكمدُ
لا ذقتَ ما ذاقهُ مَن أنـتَ مـالـكـهُ ولا وجدتَ بهِ مـثـلَ الَّـذي يجـدُ
أخفَى هواكَ فنـمَّـتـهُ مـدامـعـهُ والعينُ تُعربُ عمَّا ضمَّتِ الكـبـدُ
فإنْ جحدتَ الَّذي قاساهُ بـينـهـمـا فشاهداهُ عليكَ الخـدُّ والـجـسـدُ

وقال أبو المنهال الأشجعي:

يا أُمَّ عمروٍ وخيرُ القولِ أصدقـهُ أوْفي وأنتِ منَ المُوفينَ بالذِّمـمِ
أوْفِي وفاءَ كريمٍ ذِي مـحـافـظةٍ وإنْ أبَيتِ تقاضيْنَا إلـى حـكـمِ
عدلٍ منَ النَّاسِ يُرضِي حينَ يبلغهُ أنْ كانَ حبلكِ أمسَى واهيَ الرِّممِ
فأعرَضَتْ ثمَّ قالتْ وهـيَ لاهـيةٌ بعدَ التَّغضُّبِ قولَ المؤسفِ الأطِمِ
إنْ تدعُ لي حكَماً عدلاً أُحـكِّـمـهُ أنطِقْ لديهِ بلا عـيٍّ ولا بـكَـمِ



منِّي بأرضكِ شجوٌ لستُ ناسيهِ لوْ بالحجازِ هوَى أيَّامكِ القدُمِ

وكتب عبد الله بن الدمينة إلى أمامة:

وأنتِ الَّتي كلَّفتِني دلَجَ السُّـرَى وجونُ القطَا بالجَلْهتينِ جثـومُ
وأنتِ الَّتي قطَّعتِ قلبِي حزازةً وفرَّقتِ قرحَ القلبِ فهوَ كليمُ
وأنتِ الَّتي أحفظتِ قومِي فكلُّهمْ بعيدُ الرِّضا دانِي الصُّدودِ كتومُ

وكتبت إليه:

وأنتَ الَّذي أخلفْتَني ما وعدْتَنِي وأشمتَّ بِي مَن كانَ فيكَ يلومُ
وأبرزْتَنِي للنَّاسِ ثمَّ تركْتَـنِـي لهمْ غرَضاً أُرمَى وأنتَ سليمُ
فلوْ أنَّ قولاً يكلِمُ الجسمَ قدْ بـدا بجسميَ مِنْ قولِ الوُشاةِ كلومُ

وكتب بعض أهل الأدب إلى أخ له من أهل هذا العصر:

سيِّدي أنتَ قدْ أسأْتَ بقـولِـي سيِّدي أنتَ فارضَ عبدَكَ عبْدا
لا تلقَّى الدُّعاءَ منِّي بـنـكـرٍ فتُرى قاتلاً لنفسـيَ عـمـدَا

فأجابه:

أنا بالرِّقِّ في الهوَى منكَ أولَى وأرَى ذاكَ يشهدُ اللهُ مجـدَا
علمَ اللهُ أنَّنـي مـنـكَ راضٍ أنْ ترانِي لعيدِ عبدِكَ عبـدَا

وقال آخر:

يا مُوقدَ النَّارِ إلهاباً علَى كـبـدِي إليكَ أشكُو الَّذي بِي لا إلى أحدِ
إليكَ أشكُو الَّذي بِي مِن هواكَ فقدْ طلبتُ غيركَ للشَّكوَى فلم أجِـدِ

وقال بعض الأعراب:

إذا لمتَهـا قـالـتْ عـديمٌ وإنَّـمـا صمتَّ فما جرَّبتَ جُوداً ولا بخـلا
بلَى قلتُ هلْ ثمَّ انصرفتْ ولمْ تعـدْ فتستنكِرَ الإعراضَ أوْ تعرفَ البذْلا

أمَّا هذه فقد قرعت صاحبها على تركه تقاضيها تقريعاً يُغري المغترّين بشكوى كل ما يجدونه وبالإلحاح على من يودُّونه في المطالبة بجميع ما يريدونه وهذه حال من تحكَّم على مواردها تحكَّمت عليه مصادرها فيندم حيث لا تنفعه الندامة وهرب إلى حيث لا تنفعه السلامة وكيف يتهيَّأ للنَّادم على إظهار ما في ضميره أن يخفيه بعد إظهاره وقد كان جديراً أن يظهر منه بغلبات الحال في وقت حرصه على أسراره والمحبوب كثيراً ما يُطمع محبُّه في نفسه هذا الإطماع أو نحوه ليطَّلع على حقيقة ما في ضميره وقلبه فإذا وثق بصحَّة الملك زالت عنه دواعي الشك فتراخى حينئذ عن الاستعطاف تراخي المالكين وحصلت للنَّاسي المُظهر ما في ضميره ذلَّة المملوكين ولم أجد فيما جريت إليه في هذا الفصل بأرزأ مني على من أظهر إلفه على ما يجد من المحبَّة وإنَّما جريت إلى عيب من يدعوه إلى إظهار ما في نفسه رجاء النَّوال من صاحبه ولعمري لقد قال حبيب بن أوس في هذا الباب ما يقرب من جهة الصواب وهو قوله:

يا سقيمَ الجفونِ غيرَ سـقـيمِ ومريبَ الألحاظِ غيرَ مريبِ
إنَّ قلبي لكمْ لكالكبـدِ الـحـرَّ ى وقلبي لغيركمْ كالقلـوبِ
لستُ أُدلي بحرمةٍ مسـتـزيداً في ودادٍ منكمْ ولا في نصيبِ
غيرَ أنَّ العليلَ ليس بمـذمـو مٍ علَى شرحِ ما بهِ للطَّبـيبِ
لوْ رأيْنَا التَّوكيدَ خطَّةَ عـجـزٍ ما شفعْنا الأذانَ بالتَّـثـويبِ

وهذا الَّذي وصف أيضاً من الحال غير مستوعب لحد الكمال وذلك أن الكامل في حاله هو الَّذي كان غرضه في إظهار إلفه على كل ما يُلقى به أن يجعله مشاركاً له في علم ضمائره ومتحكِّماً معه لا بل عليه في سرائره فلا يتحكَّم هو حينئذ على خليله في أمرٍ ولا يستظهر عليه بسرٍّ وكلُّ من زال عن هذه الحال فزائلٌ عن مرتبة الكمال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق