كتبهابلال عبد الهادي ، في 10 نيسان 2011 الساعة: 10:25 ص
ثم حضرت
ليلة أخرى ، فقال : أول ما أسألك عنه حديث أبي سليمان المنطقي كيف كان كلامه فينا ،
وكيف كان رضاه عنا ورجاؤه بنا ، فقد بلغني أنك جاره ومعاشره ،ولصيقه وملازمه وقافي
خطوه وأثره ، وحافظ غاية خبره . فقلت : والله أيها الوزير ، ما أعرف اليوم ببغداد -
وهي الرقعة الفسيحة الجامعة ، والعرصة العريضة الغاصة - إنساناً أشكر لك ، وأحسن
ثناءً عليك ، وأذهب في طريق العبودية معك ، منه ؛ ولقد سكر الآذان وملأ البقاع
بالدعاء الصالح ، رفعه الله إليه ، والثناء الطيب أشاعه الله ؛ وقد عمل رسالةً في
وصفك ذكر فيها ما آتاك الله وفضلك به من شرف أعراقك ، وكرم أخلاقك وعلو همتك ، وصدق
حدسك وصواب رأيك ، وبركة نظرك ، وظهور غنائك ، وخصب فنائك ، ومحبة أوليائك ، وكمد
أعدائك ، وصباحة وجهك ، وفصاحة لسانك ، ونبل حسبك ، وطهارة غيبك ، ويمن نقيبتك ،
ومحمود شيمتك ، ودقيق ما أودع الله فيك ، وجليل ما نشر الله عنك ، وغريب ما يرى منك
، وبديع ما ينتظر لك من المراتب العلية ، والخيرات الواسعة والدولة الوادعة ، وهي
تصل إلى مجلسكم في غد أو بعده - إن شاء الله - وكان هذا منه قياماً بالواجب ، فإنك
نعشت روحه وكان خفت ، وبصرته وكان عشي ؛ وأنبت جناحه وكان قد حص ، بالرسم الذي وصل
إليه لأنه كن قنط منه وهو قنوطٌ ، وسمعته مراراً : من يذكرني وقد مضى الملك - رضوان
الله عليه - ومن يخلفه في مصلحتي ، ويجري على عادته معي ؟ ومن يسأل عني ، ويهتم
بحالي ؟ هيهات ، فقد والله بالأمس من يطول تلفتنا إليه ويدوم تلهفنا عليه إن الزمان
بمثله لبخيل كان والله شمس المعالي وغرة الزمن وحامل الأثقال ، وملقتىالقفال ،
ومحقق الأقوال والأفعال ، ومجرى لجم الأحوال على غاية الكمال ؛ كان والله فوق
المتمنى ، وأعلى من أن يلحق به نظير ، أو يوجد له مماثل ؛ لذته لمحٌ في تهذيب
الأمور ، وهواه وقفٌ على صلاح من في إصلاحه صلاح ونفي من في نفيه تطهير ؛ ولولا أن
عمر الفتى الأريحي قصير ، لكنا لا نبتلى بفقده ، ولا نتحرق على فوت ما كان لنا
بحياته ؛ الدنيا ظلوم ، والإنسان فيها مظلوم . فلما وصل إليه ذلك الرسم - وهو مائة
دينار - وحاجته ماسة إلى رغيف ، وحوله وقوته قد عجزا عن أجرة مسكنه ، وعن وجه غدائه
وعشائه عاش . ومما زاد في حديث الرسم أنه وصل إليه مع العذر الجميل ، والوعد العريض
الطويل ؛ ولو رأيته وهو يترفل ويتحنك لعجبت . فقال : سررتني لسروره بما كان مني ،
وإن عشت كففت الزمان عن ضيمه ، وفللت عنه حد نابه ، ولولا الضمانة مانعةٌ عن نفسه ،
وتمنع معها بنفسه ؛ لغشي هذا المجلس فيكم فاستأنس وآنس ، ولكنه على حال لا محتمل له
عليها ، ولا صبر عليه معها ؛ أتحفظ ما قال البديهي فيه ؟ قلت : نعم ، قال : أنشدنيه
، فرويت :
أبو سليمان عالمٌ فطن . . . ما هو في علم
بمنتقص
لكن تطيرت عند رؤيته . . . من عورٍ موحش ومن
برص
وبابنة مثل ما بوالده . . . وهذه قصة من
القصص
فقال :
قاتله الله ، فلقد أوجع وبالغ ، ولم يحفظ ذمام العلم ، ولم يقض حق الفتوة . حدثني
عن درجته في العلم والحكمة ، وعرفني محله فيهما من محل أصحابنا ابن زرعة وابن
الخمار وابن السمح والقومسي ومسكويه ونظيف ويحيى بن عدي وعيسى بن علي . فقلت : وصف
هؤلاء أمر متعذر ، وبابٌ من الكلفة شاق ؛ وليس مثلي من جسر عليه ، وبلغ الصواب منه
؛ وإنما يصفهم من نال درجة كل واحد منهم ، وأشرف بعد ذلك عليهم ؛ فعرف حاصلهم
وغائبهم ، وموجودهم ومفقودهم . فقال : هذا تحايلٌ لا أرضاه لك ، ولا أسلمه في يدك ،
ولا أحتمله منك ؛ ولم أطلب إليك أن تعرفهم بما هو معلوم الله منهم ، وموهبة لهم ،
ومسوقه إليهم ،ومخلوعه عليهم ، على الحد الذي لا مزيد فيه ولا نقص ؛ إنما أردت ان
تذكر من كل واحد ما لاح منه لعينيك ، وتجلى لبصيرتك ، وصار له به صورةٌ في نفسك ؛
فأكثر وصف الواصفين للأشياء على هذا يجري ، وإلى هذا القدر ينتهي . فقلت : إذا قنع
مني بهذا ، فإني أخدم بما عندي ، وأبلغ فيه أقصى جهدي . أما شيخنا أبو سليمان فإنه
أدقهم نظراً ، وأقعرهم غوصاً ، وأصفاهم فكراً ، وأظفرهم بالدرر ، وأوقفهم على الغرر
؛ مع تقطع في العبارة ، ولكنةٍ ناشئة من العجمة وقلة نظرٍ في الكتب ، وفرط استبداد
بالخاطر ، وحسن استنباط للعويص ، وجرأة على تفسير الرمز ، وبخلٍ بما عنده من هذا
الكنز . وأما ابن زرعة فهو حسن الترجمة ، صحيح النقل ، كثير الرجوع إلى الكتب ،
محمود النقل إلى العربية ، جيد الوفاء بكل ما جل من الفلسفة ؛ ليس له في دقيقها
منفذ ، ولا له من لغزها مأخذ ، ولولا توزع فكره في التجارة ، ومحبته في الربح ،
وحرصه على الجمع ؛ وشدته في المنع ؛ لكانت قريحته تستجيب له ، وغائمته تدر عليه ؛
ولكنه مبدد مندد ، وحب الدنيا يعمي ويصم . وأما ابن الخمار ففصيح ، سبط الكلام ،
مديد النفس ، طويل العنان ، مرضي النقل ، كثير التدقيق ، لكنه يخلط الدرة بالبعرة
ويفسد السمين بالغث ، ويرقع الجديد بالرث ؛ ويشين جميع ذلك بالزهو والصلف ، ويزيد
في الرقم والسوم ، فما يجديه من الفضل يرتجعه بالنقص ؛ وما يعطيه باللطف يسترده
بالعنف ؛ وما يصفيه بالصواب ،
يكدره
بالإعجاب . ومع هذا يصرع في كل شهر مرة أو مرتين . وأما ابن السمح ، فلا ينزل
بفنائهم ، ولا يسقى من إنائهم ؛ لأنه دونهم في الحفظ والنقل والنظر والجدل ، وهو
بالمتبع أشبه ، وإلى طريقة الدعي أقرب ، والذي يحطه عن مراتبهم شيئان : أحدهما
بلاده فهمه ، والآخر حرصه على كسبه ؛ فهو مستفرغ مح البال مأسور العقل ، يأخذ
الدانق والقيراط والحبة والطسوج والفلس بالصرف والوزن والتطفيف ؛ والقلب متى لم ينق
من دنس الدنيا لم يعبق بفوائح الحكمة ، ولم يتفوح بردع الفلسفة ، ولم يقبل شعاع
الأخلاق الطاهرة المفضية إلى سعادة الآخرة . وأما القومسي أبو بكر ، فهو رجل حسن
البلاغة ، حلو الكناية ، كثير الفقر العجيبة ، جماعةٌ للكتب الغريبة ؛ محمود
العناية في التصحيح والإصلاح والقراءة ، كثير التردد في الدراسة ؛ إلا أنه غير نصيح
في الحكمة ؛ لأن قريحته ترابية ، وفكرته سحابية ؛ فهو كالمقلد بين المحققين ،
والتابع للمتقدمين ؛ مع حبٍ للدنيا شديد ، وحسد لأهل الفضل عتيد . وأما مسكويه ،
ففقير بين أغنياء ، وعيي بين أبنياء ، لأنه شاذ ، وأنا أعطيته في هذه الأيام صفو
الشرح لإبساغوجي وقاطيغورياس ، من تصنيف صديقنا بالري . قال : ومن هو ؟ قلت : أبو
القاسم الكاتب غلام أبي الحسن العامري ، وصححه معي ؛ وهو الآن لائذ بابن الخمار ،
وربما شاهد أبا سليمان وليس له فراغ ، ولكنه محسن في هذا الوقت للحسرة التي لحقته
فيما فاته من قبل .فقال : يا عجباً لرجل صحب ابن العميد أبا الفضل ورأى من كان عنده
وهذا حظه قلت : قد كان هذا ، ولكنه كان مشغولاً بطلب الكيمياء مع أبي الطيب
الكيميائي الرازي ، مملوك الهمة في طلبه والحرص على إصابته مفتوناً بكتب أبي زكرياء
، وجابر بن حيان ؛ ومع هذا كان إليه خدمة صاحبه في خزانة كتبه ؛ هذا مع تقطيع الوقت
في حاجاته الضرورية والشهوية ؛ والعمر قصير ، والساعات طائرة ، والحركات دائمة
والفرص بروق تأتلق ، والأوطار في غرضها تجتمع وتفترق ، والنفوس على فواتها تذوب
وتحترق ؛ ولقد قطن العامري الري خمس سنين جمعة ودرس وأملى وصنف وروى فما أخذ مسكويه
عنه كلمة واحدة ، ولا وعى مسألة ، حتى كأنه بينه وبينه سد ؛ ولقد تجرع على هذا
التواني الصاب والعلقم ، ومضغ بفمه حنظل الندامة في نفسه ، وسمع بأذنه قوارع
الملامة من أصدقائه حين لم ينفع ذلك كله . وبعد فهو ذكي حسن الشعر نقي اللفظ ، وإن
بقي فعساه يتوسط هذا الحديث ، وما أرى ذلك مع كلفة بالكيمياء ، وإنفاق زمانه وكد
بدنه وقلبه في خدمة السلطان ، واحتراقه في البخل بالدانق والقيراط والكسرة والخرقة
؛ نعوذ بالله من مدح الجود باللسان ، وإيثار الشح بالفعل ، وتمجيد الكرم بالقول
ومفارقته بالعمل ؛ وهذا هو الشقاء المصبوب على هامة من بلي به ، والبلاء المعصوب
بناصية من غلب عليه . وأما عيسى بن علي ، فله الذرع الواسع والصدر الرحيب في
العبارة ، حجة في النقلوالترجمة ، والتصرف في فنون اللغات ، وضروب المعاني
والعبارات ؛ وقد تصفح ما لم يتصفح كثير من هذه الجماعة ، وقلب بخزائن الكبراء
والسادات ، وأعين بالعمر الطويل والفراغ المديد ؛ ولكنه مع هذا الفضل الكثير بخيل
بكلمة واحدة ، ونصيحٌ على ورقة فارغة ، لسودائه الغالبة عليه ، ومزاجه المتشيط بها
. وأما نظيف ، فإنه متوسط ، لا يسفل عن أقلهم حظاً ولا يعلو على أكثرهم نصيباً ؛
ويده في الطب أطول ، ولسانه في المجالس أجول ؛ ومعه رفق وحذق في الجدل . وأما يحيى
بن عدي ، فإنه كان شيخاً لين العريكة فروقة ، مشوه الترجمة ، رديء العبارة ، لكنه
كان متأتياً في تخريج المختلفة وقد برع في مجلسه أكثر هذه الجماعة ، ولم يكن يلوذ
بالإلهيات ، كان ينبهر فيها ويضل في بساطها ، ويستعجم عليه ما جل ، فضلاً عما دق
منها ؛ وكان مبارك المجلس . فقال : ما قصرت في وصف هذه الطائفة ، وتقريب البغية
التي كانت داخلة في نفسي منهم . حدثني عن مذاهبهم في النفس وما يقولون فيها ؛ وإلى
أين ينتهون من يقينهمبشأنها ، وكيف ثقتهم ببقائها بعد فناء أبدانها ؟ فقلت : علمت
أني لا أجد ما أريد من حديث النفس عند أصحابنا الباقين ، أعني أبا الوفاء علي بن
يحيى السامري والمعري والقوهي والصوفي وغلام زحل والصاغاني ، وكذلك غيرهم أعني ابن
عبدان وابن يعقوب وابن لالا وابن بكش وابن قوسين والحراني ، لأن هؤلاء ليسوا يحرثون
هذه الأرض ، ولا يرقمون هذا البز ولا يجهزون هذا المتاع ولا يتعاملون به ؛ هذا ينظر
في المرض والصحة والداء والدواء ، وهذا يعتبر الشمس والقمر ، وليس فيهم من يذكر
كلمة في النفس والعقل والإله ، حتى كأنه محظور عليهم ، أو قبيح عندهم . وقلت : إن
هؤلاء القوم - أعني الطائفة الأولى - متفقون في الاعتراف بأنها جوهر باقٍ خالد ؛
فأما اليقين فما الحكم به لهم ، لأنهم لو كانوا على ذلك - أعني واجدين لليقين
ذائقين لحلاوته - لما كدحوا للدنيا التي تزول عنهم ويزولون عنها مضطرين ؛ فلو أنهم
كانوا على ثلج من النفس ، ويقظة من العقل ، واستبصار من القلب ، وسكون من البرهان ،
لما تعجلوا هذه اللذات المنقوصة ، والأوطار الفاضحة ، والشهوات الخسيسة ، مع
التبعات الكثيرة والأوزار الثقيلة ؛ ولا عجب فإنه إذا كانت الركاكة العائقة تمنع
الإنسان من العدو والسفر ، ومن سرعة الخطو ، لأن الحركة قد بطلت بالركاكة الداخلة
عليه في أعضائه وآلائه ، فأي عجب من أن تكون النفس التي استعبدتها الشهوات الغالبة
، والعقيدة الرديئة ، والأفعال القبيحة معوقةً ممنوعةً من الصعود إلى معانق الفلك
ومخارق النجوم وعالم الروح ومقعد الصدق ومقام الأمن ومحل الكرامة ومراد الخلد وبلد
الأبدومعان السرمد . قال : هذا كلام تام ؛ وسأسألك بعد هذا عن النفس وما تحفظ عنهم
فيها لكن تعم لي ما كنا فيه ، كيف علم أبي سليمان بالنجوم وأحكامها ؟ قلت : لا
يتجاوز التقويم . ثم قال : فما تقول في الأحكام ؟ قلت : أنشدت منذ أيام
:
علم النجوم على العقول وبال . . . وطلاب حق لا ينال
محال
وقلت
أيضاً : علم الأحكام لا يجوز في الحكمة أن يكون مدركاً مكشوفاً مخاطباً به معروفاً
؛ ولا يجوز أن يكون مقنوطاً منه مطرحاً مجهولاً ؛ بل الحكمة توجب أن يتوسط هذا الفن
بين الإصابة والخطأ حتى لا يستغنى عن اللياذ بالله أبداً ، ولا يقع اليأس من قبله
أبداً ؛ وعلى هذا سخر الله الإنسان وقيضه وخيره بين الأمر وفوضه ؛ ومنع من الثقة
والطمأنينة إلا في معرفته وتوحيده وتقديسه وتمجيده ، والرجوع إليه ؛ انظر إلى حديث
الطب فإن عنده الصناعة توسطت الصواب والخطأ ، لتكون الحكمة سارية فيها ، واللطف
معههوداً بها ؛ لأن الطب كما يبرأ به العليل ، قد يهلك معه العليل ؛ فليس بسبب أن
بعض المدبرين بالطب لا ينبغي أن ينظر في الطب ؛ وليس بسبب أن بعض المرضى برأ بالطب
وجب أن يعول عليه ؛ انظر إلى هذا التوسط في هذه الحال ليكون التدبير الإلهي والأمر
الربوبي نافذين في هذه الخلائق بوساطة ما بينه وبينها ؛ ولتكون المصلحة بالغة
غايتها ؛ وهذه سياسة دار الفناء ، الجامعة لسكانها على البأساء والنعماء ؛ وهكذا ،
فانظر إلى حديث البحر وركوب البأس المتيقن فيه ، وجوب الطول والعرض وإصابة الربح ،
وطلب العلم ، كيف توسط بين السلامة والعطب ، والنجاة والهلكة ، فلو استمرت السلامة
حتى لا يوجد من يغرق ويهلك ، لكان في ذلك مفسدة عامة ؛ ولو استمرت الهلكة حتى لا
يوجد من يسلم وينجو ، لكان في ذلك مفسدة عامة ؛ فالحكمة إذاً ما توسط هذا الأمر حتى
يشكر الله منينجو ، ويسلم نفسه لله من يهلك . قلت : وبعد هذا فهذا العلم عويص غامض
عميق ، وقد فقد العلماء به ، الملهون فيه ؛ ومعول أهله على الحدس والظن ، وعلى بعض
التجارب القديمة التي تكذب مرة وتصدق مرة ؛ وبالصدق يعبر الإنسان ، وبالكذب يعرى من
فوائده ؛ فالنقص قد دخله ، والخلل قد شمله ؛ وليس يجب أن يوهب له زمانٌ عزيز ،
فوراءه ما هو أهم منه وأجدر ، وأرشد وأهدى . قال : هذا حسن ، حدثني بالذي أفدت
اليوم . قلت : قال أبو سليمان : العلم صورة المعلوم في نفس العالم ، وأنفس العلماء
عالمةٌ بالفعل ، وأنفس المتعلمين عالمة بالقوة . والتعليم هو إبراز ما بالقوة إلى
الفعل . والتعلم هو بروز ما هو بالقوة إلى الفعل . والنفس الفلكية عالمةٌ بالفعل ،
والنفس الجزئية علامة بالقوة ؛ وكل نفس جزئية تكون أكثر معلوماً وأحكم مصنوعاً فهي
أقرب إلى النفس الفلكية تشبهاً بها ، وتصيراً لها . قال : هذا في الحسن نهاية ، وقد
اكتهل الليل ، وهذا يحتاج إلى بدء زمان ، وتفريغ قلب ، وإصغاء جديد . هات خاتمة
المجلس . قلت له : قرأنا يوم الجمعة على أبي عبيد الله المرزباني لعبد الله بن مصعب
.
إذا استمتعت منك بلحظ
طرفي . . . حيي نصفي ومات عليك نصفي
تلذذ مقلتي ويذوب جسمي .
. . وعيشي منك مقرون بحتفي
فلو أبصرتني والليل داج .
. . وخدي قد توسط بطن كفي
ودمعي يستهل من المآقي .
. . إذاً لرأيت ما بي فوق وصفي
وانصرفت .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق