في العام ١٩٧٠ لاحظ مجموعة من العلماء سلوكاً طريفاً للزرافات في السهوب الإفريقية، كانت الزرافات تقضم أوراق شجرة أكاسيا ثمّ تتوقّف عن الأكل وتذهب إلى شجرة أخرى لتتابع وجبتها الورقية.
تساءل العلماء عن سرّ انتقال الزرافة من شجرة إلى أخرى رغم وفرة الأوراق في الشجرة الني كانت تأكلها.
كشف التساؤل عن سرّ سلوك الزرافة.
فالشجرة تعتبر ان التهام أوراقها اعتداء عليها شخصيا، ومن حقّ النفس الدفاع عن النفس، ويبدو ان الشجرة مزودة بوسائل للدفاع عن النفس، عمليا، وإذا نقّب المرء عن وسائل الدفاع عن النفس في عالم الطبيعة، وجد ان كل كائن حيّ يملك وسيلة للدفاع بها عن نفسه، وللشجرة وسيلة دفاعية كيميائية لطرد من ينهش في جسمها الخشبيّ.
تبين للعلماء ان الشجرة تبدأ بفرز مادة سمية تنشرها في عروقها وصولا لأوراقها فتصير خطرة على الزرافة وهذا ما يجعلها تكفّ عن التهام الأوراق ولكنها اي الزرافة لا تذهب الى الشجرة المجاورة للشجرة الأولى وانما تذهب مسافة مائة متر تقريبا عن الشجرة الأولى .
هل اوراق الشجرات المجاورة لا تفتح شهية الزرافات؟
ما الذي يدفع الزرافة الى تجنب الشجرات الواقعات في محيط الشجرة الأولى؟
يبدو ان الشجرة ليست أنانية، فهي تدافع عن نفسها وتدافع ايضا بحسب المستطاع عن بنات جنسها إذ تقوم بإبلاغ جارتها بخبر الهجوم عليها لتقوم جارتها بتبديل تركيبة نسغها وتسميمه.
وتتوسل الشجرة الهواء كوسيلة نقل للمعلومة الشمّية.
فالشجرة تبث رائحة تحملها الريح عن طيب خاطر الى الشجرات الأخريات.
والزرافة ليست غبية، ولا تسمح للشجرة أن تتذاكى عليها أو تضحك على شفتيها فتمشي أحيانا عكس مجرى الريح وتتابع الطعام مطمئنة لأنها تعرف ان الريح لن يكون بمقدورها حمل الخبر المشموم او الرسالة الشمية التي تحسن الأشجار فكّ شيفرتها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق