الاثنين، 23 يوليو 2018

#الإنجاب



هناك كلمات لفرط استعمالها ننسى ماذا تعنيه. وكلمة #إنجاب تخفي وراءها أمنيات وأحلاما وتطلّعات.
لا يمكن حين نحفر عميقاً في دلالة الكلمة الأولى الا العثور على معنى متوار، غطّاه غبار الاستعمال.
والاستعمال لا ينفض الغبرة عن المستعمل بل يزيد من كثافته.
الإنسان كائن يتخيّل ولأنّه يتخيّل يتوهّم. ومع الوقت يعتاد ما يتوهمه حتى يصير يقينا لا تزعزعه أعتى الحقائق المعارضة. ولعلّ الموت هي المياه التي تسقي نبات أوهامه .
الوهم رحم ولود.
لماذا أدخلت الأمنيات والتطلعات على مفردة بيولوجية فيما يعتقد كثير من الناس.
الإنسان يتأمّل، وأحلام كل الناس لا يمكن فصلها عن الأرحام.
النجابة هي أصل معنى الإنجاب، هنا النظرة الى عقل الجنين لا الى جسده، تحلم الأم بأن تكون لثمرة بطنها حياة مليئة بالنجابة والعزّة والنجاح وكل الصفات الحميدة والانجازات العظيمة.
وهكذا مع كلمة انجاب صار كل حمل مشروع تغيير مصير نحو الأحسن.
للأسف الانجاب لا يحقق أحلام كل الأرحام!
كم من رحم عاش خيبة أمل!
وكم من رحم شعر بالندم!
وكم من رحم كانت ثماره مهلكته!
طبعا، المعنى الراهن للإنجاب هو الولادة، فأنجبت المرأة تعني وضعت حملها.
ولكن الكلمة في أساس معناها تخفي أملا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق