الاثنين، 23 يوليو 2018

الكتابة في زمن الانترنت


كثيرون كانوا مرتاحين من همّ الكتابة، إلى أن جاء الهاتف الذكيّ وجرّهم مجدّداً من رؤوس أصابعهم إلى مضمار الكتابة. فاجأهم، جاء على حين غرّة، فشمّروا عن أصابعهم وراحوا يتعاملون ليس مع القلم وإنما مع نمط جديد من الكتابة هو لوحة المفاتيح.
فصارت أصابعهم أقلاماً، ( وهذا ما أراده #ستيف_جوبس رحمه الله )، يغمسونها في لوحة المفاتيح التي تشبه الرمال المتحرّكة.
منهم من قال: بلا فضايح يا ولد، كفّ عن الكتابة وأنت لا تملك من أدواتها إلاّ أصابعك، فاكتفِ بالتشيير، أو بالصور، أو بالشواهد المنقولة كما هي.
ومنهم من قال: هذه فرصتي لأستعيد همّتي وأبجديّتي فراح يكتب وعينه على تجويد ما يكتب، فراح يترصد أخطاءه، ويتصيدها كي لا يقع في شباكها الشائكة، فتحسّن أسلوبه، وتقلصّت رقعة أخطائه، وهذا جهد قام به، وعاونه على تحقيق بغيته الأخ غوغل المليء بالمعاجم والتصويب.
الكتابة ترعب بعض الأصابع بخلاف الفم، ولقد أوجدت وسائل التواصل الرسائل الصوتية التي تريح الأصابع من النقر، ومن الأخطاء!
لمن يخطىء أقول: لا أمل لك إلاّ بالقراءة!
من يقدر أن يحصي عدد الكتب الموجودة في هاتفه؟
#إقرأ_تبرأ
الكلّ يقرأ ، اليوم ، حتّى ذلك الذي لا يفكّ حرفاً
مثلا من المعروف والمفهوم أن يخطىء المرء بين #الزاي والذال ولكن ليس في كل المطارح، مثلاً من المعيب والشائن والمثير لمليون علامة تعجّب أن يخطىء بين الزاي والذال في كلمة مثل " الذي" لأنّ " الذي" من الكلمات التي يكثر استعمالها وكتابتها ، ( أتساءل : هل يخلو نصّ من الذي؟ وعليه من المستحيل على شخص يقرأ أن يقف حائرا - وهو يكتب " الذي" بين الزاي والذال- ، إلاّ إذا كان يقف حائراً وهو يقوم بجمع ١+١ فيتردّد بين أن يكون جمعهما ثلاثة أو اثنين!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق