الاثنين، 10 فبراير 2020

#破釜沉舟 pò fǔ chén zhōu



في كلّ لغة كنايات.
الكنايات نقاب يخفي المعنى.
يلهيك بما ترى فلا ترى ما يجب أن تراه.
المعنى مغيّب وراء المعنى الظاهر، الفاقع، الواضح.ما هو شديد الوضوح يصبح أحياناً كلوح الزجاج شديد النظافة فترتطم فيه لأنّك لا تراه مع أنّه أمامك.
عينك تخونك!
نظافة الزجاج التامّة تنصب لك الفخّ!
وهكذا الكناية يمكن أن تقوم بهذا الدور على أتمّ وجه.
العبارة الصينية أعلاه تقول:
كسر الطناجر وإغراق السفن.
هل يمكن أن تعني كسر الطناجر وإغراق السفن الانتصار؟
من أين يأتيها المغنى؟
لا يأتيها من حطام الطناجر ولا من غرق السفن!
في تراثنا خطبة شهيرة لطارق بن زياد عن حرق السفن !
الحرق والغرق يحملان المعنى نفسه!
لن أحكي عن الخطبة والشكوك حول نسبتها لطارق بن زياد الذي لم يكن بلبلاً في العربيّة بحسب بعض الأقوال.
استراتيجية حرق السفن استراتيجية قديمة، وهي استراتيجيّة ناجعة يشبه معناها حشر الهرّ ة في الزاوية!
حشرها يمنح مخالبها قوّة لم تكن تملكها قبل الحشر!
استراتيجية كيميائيّة تحوّل طاقة اليأس إلى طاقة إيجابيّة، فعّالة، وبطّاشة.
تنقلب الأشياء إلى أضدادها حين تصل إلى ذراها!
يعود المثل الصيني إلى واقعة عسكرية.
كان أحد الجنرالات يريد أن ينتصر، ولينتصر تخلّى عن عناصر الانتصار الظاهرة، طناجر الطعام، لوّح لجنوده بالجوع وليس بالشبع!
لوّح لهم بعد إغراق السفن بعدم الرجوع!
عملان سلبيّان بهدف توليد عمل إيجابيّ هو الانتصار.
التيئيس تحميس!
لم يعد أمام جنوده إلاّ احتمالات محصورة !
الموت أو الانتصار!
الموت دافع قويّ للانتصار!
الموت مبعث الحياة!
اليأس خلاّق فرص!
اليأس ولاّد نجاحات وانتصارات!
زد جرعات اليأس فقد تضمن انقلاب المصير!
قلت: قد.
لأنّ اليأس كما كلّ ما تراه عينك سيف ذو حدّين!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق