حياة كتاب
كيف يعيش كتاب؟
وكيف يموت؟
حياته ليست واحدة، ومماته ليس واحدا.
حياة الكتاب كما حياة الانسان، وكما ممات الانسان.
تخيّل الكتاب انسانا من لحم ودم وستعرف كيف يعيش الكتاب.
لا نهاية واحدة لكتاب ولا حياة واحدة لكتاب.
الانسان يهاجر، والكتب ايضا تهاجر.
قد يموت الانسان ولكن يبقى شيء منه على قيد الحياة.يبقى جزء من جسده على قيد الحياة.
قد يظن المرء ان المسألة خيالية او سوريالية.
السوريالية جزء من حياة الناس اليومية، وجزء من الواقعية غير الافتراضية.
الحدود بين الافتراضيّ وغير الافتراضيّ حدود رجراجة.
كيف يموت انسان ولكن يبقى جزء منه يبكي له او يرثيه لحظة توديعه.
المستشفيات مختبر سوريالي.
وكذلك حياة الكتاب.
الامثلة كثيرة عن تحولات مصير الكتب ومصير الاجساد.
بعض الكتب تؤمن بالتقمّص.
ولها قدرة جسم عروة بن الورد.
اعود الى ان النص الواحد هو جسد.
والجسد حين ينتهي أجله لا ينتهي أجله.
بعد كلامي هنا سيتضّح مبرر وجود جسد عروة بن الورد.
نسمع بتبرّع الاعضاء.
ماذا يعني التبرّع بالاعضاء؟
يعني ان الميت ليس ميتا!
شخص مات، تحول جسده الى جثمان، ولكن عين الجثّة تستعيد حياة أخرى، لا تنزل مع صاحبه الى القبر، ينزل هو الى الحفيرة اما هي فتسكن في محجر عين جديدة. وتتابع حياتها.
وهب الاعطاء هو مكافأة لها، هو تأجيل موتها، هو انفصال عن جسدها.
في تاريخ الكتب نرى وهب اعضاء. وسأعطي مثالا واحدا هو كتاب المزهر للسيوطي، يتضمّن هذا الكتاب نصوصا كثيرة من كتب فقد اثرها، اختفت، ضاعت، حرقت، دفنت، دفن الكتب ليس امرا غير مألوق، وهناك استعمال " وأد الكتب" اي دفنها حيّة.
ولكن الشواهد في كتاب السيوطي ابقاها حية لم تتحول الى شواهد قبور!
مثلا هناك شعراء فقدت دواوينهم الشعرية ومع هذا تجد لهم في المكتبات دواوين!
كيف تمّ ذلك؟
قام احد الكتاب المولعين بالصيد بصيد ابياتهم من الكتب، ولملمتها من بطون الكتب ، ثم ضمّها ولم شملها، وهي ليست الديوان كلّه!
فتافيت دواوين. ولكنها فتافيت حيّة، طيّبة.
مصائر الكتب حلوة وغنية.
مثلا كتاب اختفت نسخته الاصلية. وليس هناك اي نسخة له، ولكن شاء حظه الجميل ان يترجم في وقت ما، ولم تبق منه الا نسخته المترجمة، وهكذا يكون الكتاب موجودا وغير موجود، روحه ترفرف في جسد ثان، جسد لغوي غريب.
الترجمة لعبة لغوية، ووسيلة من وسائل مخاتلة الموت.
انهي ببيت عروة بن الورد:
أُقَسِّمُ جسمي في جسوم كثيرة، واحسو قراح الماء والماء باردُ (عروة بن الورد).
الا يوزّع النص جسمه في نصوص كثيرة ولغات كثيرة؟؟
كيف يعيش كتاب؟
وكيف يموت؟
حياته ليست واحدة، ومماته ليس واحدا.
حياة الكتاب كما حياة الانسان، وكما ممات الانسان.
تخيّل الكتاب انسانا من لحم ودم وستعرف كيف يعيش الكتاب.
لا نهاية واحدة لكتاب ولا حياة واحدة لكتاب.
الانسان يهاجر، والكتب ايضا تهاجر.
قد يموت الانسان ولكن يبقى شيء منه على قيد الحياة.يبقى جزء من جسده على قيد الحياة.
قد يظن المرء ان المسألة خيالية او سوريالية.
السوريالية جزء من حياة الناس اليومية، وجزء من الواقعية غير الافتراضية.
الحدود بين الافتراضيّ وغير الافتراضيّ حدود رجراجة.
كيف يموت انسان ولكن يبقى جزء منه يبكي له او يرثيه لحظة توديعه.
المستشفيات مختبر سوريالي.
وكذلك حياة الكتاب.
الامثلة كثيرة عن تحولات مصير الكتب ومصير الاجساد.
بعض الكتب تؤمن بالتقمّص.
ولها قدرة جسم عروة بن الورد.
اعود الى ان النص الواحد هو جسد.
والجسد حين ينتهي أجله لا ينتهي أجله.
بعد كلامي هنا سيتضّح مبرر وجود جسد عروة بن الورد.
نسمع بتبرّع الاعضاء.
ماذا يعني التبرّع بالاعضاء؟
يعني ان الميت ليس ميتا!
شخص مات، تحول جسده الى جثمان، ولكن عين الجثّة تستعيد حياة أخرى، لا تنزل مع صاحبه الى القبر، ينزل هو الى الحفيرة اما هي فتسكن في محجر عين جديدة. وتتابع حياتها.
وهب الاعطاء هو مكافأة لها، هو تأجيل موتها، هو انفصال عن جسدها.
في تاريخ الكتب نرى وهب اعضاء. وسأعطي مثالا واحدا هو كتاب المزهر للسيوطي، يتضمّن هذا الكتاب نصوصا كثيرة من كتب فقد اثرها، اختفت، ضاعت، حرقت، دفنت، دفن الكتب ليس امرا غير مألوق، وهناك استعمال " وأد الكتب" اي دفنها حيّة.
ولكن الشواهد في كتاب السيوطي ابقاها حية لم تتحول الى شواهد قبور!
مثلا هناك شعراء فقدت دواوينهم الشعرية ومع هذا تجد لهم في المكتبات دواوين!
كيف تمّ ذلك؟
قام احد الكتاب المولعين بالصيد بصيد ابياتهم من الكتب، ولملمتها من بطون الكتب ، ثم ضمّها ولم شملها، وهي ليست الديوان كلّه!
فتافيت دواوين. ولكنها فتافيت حيّة، طيّبة.
مصائر الكتب حلوة وغنية.
مثلا كتاب اختفت نسخته الاصلية. وليس هناك اي نسخة له، ولكن شاء حظه الجميل ان يترجم في وقت ما، ولم تبق منه الا نسخته المترجمة، وهكذا يكون الكتاب موجودا وغير موجود، روحه ترفرف في جسد ثان، جسد لغوي غريب.
الترجمة لعبة لغوية، ووسيلة من وسائل مخاتلة الموت.
انهي ببيت عروة بن الورد:
أُقَسِّمُ جسمي في جسوم كثيرة، واحسو قراح الماء والماء باردُ (عروة بن الورد).
الا يوزّع النص جسمه في نصوص كثيرة ولغات كثيرة؟؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق