الأربعاء، 30 يوليو 2014

شمس اللغة وقمرها


شمس اللغة وقمرها

اللغات رأسها ليس يابسا. وبالها طويل، وتحب المسايرة، وتدير بالها على جيرانها، واحيانا تضحي بنفسها كرمى عيونن الجيران.
سأعطي مثالا واحدا من اللغة العربية وهو ما يسمّى ( اصطلاحيا ) بالمماثلة الصوتية.
لغتنا العربية لغة نورانية. تحبّ الضوء لهذا قسمنا حروفنا الى حروف شمسية وحروف قمرية. حروف كالشمس وحروف كالقمر، اختيار الكلمات ليس عبثيا. احب جدا هذا التقسيم الحرفيّ لأبجديتنا. تقسيم أخذ من اشعة الشمس وضوء القمر هويته المشعّة.
حين اكتب الشمس لا انطق ما كتبت، واذا نطقت ما كتبت يضحك عليّ من يعرف اصول النطق العربيّ " الشمس" لا تخرج من فمي " الشمش" وانما تخرج " أشْشَمس". اللام المكتوبة لام لا وجود صوتيا لها ، تتنازل عن حضورها الصوتي لجارتها الشين، تتماهى معها، تصير هي هي. هنا اللام لها حضور صوريّ فقط ، اما اللام نفسها تبقى بجوار القمر لا تتنازل عن حقّها الصوتي فنقول القمر ولا نقول "أقْقَمر" كثلا.
وهكذا نجد ان ال التعريف ليست " ال" دائما فهي احيانا " أش" التعريف واحيانا " أت" التعريف كما في " التصوير" فلا انطق التصوير وانما " أتتصوير".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق