الأربعاء، 30 يوليو 2014

بين الكسرة والياء يطيش صواب لوحة المفاتيح.


يكتب شخص ما تعليقا على بوست كتبته فتاة فيقول لها مثلا: "أحسنتي"، ثمّ يتابع كلامه بالفصحى. فمن أين اتت الياء؟ أتت من بطن الكسرة الملفوظة وغير المرئية. الحركات في اللغات السامية خجولة لا تحبّ الظهور، تتوارى، لا تكلمك الاّ من وراء حجاب أغلب الاحيان.

يظنّ الناطق ان الكسرة ياء فيضعها ولا ينتبه ان الياء هي عمليا كسرتان لا كسرة واحدة.

التمييز بين الكسرة والياء يصعب على الصغار في المدارس، وتعجبني جدا رحلتهم من الياء الى الكسرة، وهي رحلة تكتشفها اصابعهم شيئا فشيئا بفضل آذانهم. فما يميّز بين الاثنين هو المدّة الزمنية الفاصلة بين الاثنتين.

التاء لعوب، فهي مصابة بانفصام في الشخصية لوجود تاء طويلة وتاء قصيرة، وتحتاج الى طبيب نحويّ متخصص في علم اللغة النفسي!

والتاء القصيرة تنفصل عن التاء الطويلة وتقطع علاقتها الصوتية معها كليا في الحالات العامية. وسأعطي مثالاً، اضعه تحت العبارة التالية:

التاء القصيرة هي كسرة

التاء القصيرة هي فتحة

التاء القصيرة هي هاء

وسأعطي أمثلة لتراها بعينك وتسمعها بصوتك اذا احببت.

( ما اقوله لا ينطبق على كل العاميّات واللهجات)

فتاة اسمها فاطمة ولكن اسمها يبخرج من الفم ( فاطمي)

1- التاء هنا تحوّلت الى ياء اة كسرة طويلة

 وين رايحة؟ تسمه ( وين رايحا)

2- التاء المربوطة تحولت بسحر صوتي الى الف والالف هي فتحة طويلة.

والسبب في ذلك هو الهاء الخفية، فالهاء مثل قائد اوركسترا تحرك بعصاها افواه الناطقين.

ان التاء تتحول الى هاء السكت والهاء حرف رخو يميل طورا الى الالف وطورا الى الياء.

 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق